يستدل الستار، مساء اليوم، على العمل المسرحي الاستعراضي ابن بطوطة، ضمن فعاليات مهرجان دريشة للفنون الأدائية، والذي تنظمه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بالتزامن مع بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وتختتم فعالياته مساء اليوم، في حديقة الأكسجين بالمدينة التعليمية. ويحمل عرض ابن بطوطة العديد من الرسائل، التي أراد توجيهها للجمهور، ومن بينها التأكيد على أهمية الحوار بين الثقافات والتمسك بقيم التسامح والمحبة والسلام بين الشعوب. وقال سمير عبود، مخرج العرض، خلال تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ إن عرض ابن بطولة ضمن مهرجان دريشة للفنون الأدائية، هدفه توصيل عدة رسائل الى الناس جميعا، أولاها أن الأمور الحياتية الصغيرة من الممكن أن تحدث الاختلاف، فقد تنقل ابن بطوطة من قارة الى قارة، ومن بلد الى بلد، وفي كل بلد انتقل له، استطاع أن يحدث تغييرا في أشياء كثيرة، وبالتالي رسالة العرض للناس هي ضرورة الانتباه إلى التفاصيل في حياتنا، لأنها من الممكن أن تحدث الفارق أو التغيير المنشود. وأضاف ان إحدى الرسائل الهامة للعرض كذلك، هي التأكيد على ضرورة الحوار بين الثقافات المختلفة، وهذا يتلاقى مع ما حققته بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 في قطر، والتي جمعت جماهير من 32 دولة شاركت في البطولة، وخلقت بينهم حوارا ثقافيا، شهد الجميع له بالنجاح، لأن الرياضة هي ثقافة وفرصة للتلاقي بين الشعوب، وفي العرض التقى ابن بطوطة خلال رحلته بأشخاص من بلاد مختلفة ودار بينه وبينهم حوار ثقافي وحضاري، وبالتالي فالهدف والرسائل التي حملتها بطولة كأس العالم في قطر، وهي التأكيد على التسامح والمحبة والسلام بين الشعوب، هي نفس الرسائل التي يحملها عرض ابن بطوطة ويقدمها للجمهور. وأوضح مخرج العرض أن ابن بطوطة كان له محطة في فلسطين والقدس ضمن العرض، وهي التأكيد على أهمية المسجد الأقصى لدينا كشعوب مسلمة، وتطلعنا الدائم إلى لحظة الانتصار التي يتحرر فيها الأقصى من الاحتلال، وهي اللحظة التي ننتظرها دائما. وبشأن التحضيرات والاستعدادات التي سبقت العرض وفكرته، قال إن النص كتبته هبة مشاري حمادة، وقد عرض عليه وبعدها وضع رؤيته الإخراجية للعمل، ومن ثم بدأت التحضيرات، موضحا أن فريق العمل هو من طلاب مؤسسة قطر، وهذا كان تحديا بالنسبة له، لأنه يتعامل معهم للمرة الأولى، وعددهم يقارب الـ 50 مشاركا، ولكن حضورهم كان مميزا، إضافة الى التزامهم أثناء فترة التحضير التي استغرقت قرابة 6 أشهر وبعدها كانت هناك تجهيزات على مستوى الملابس والإكسسوارات والديكورات والإضاءة، وفي الشهر الأخير الذي سبق انطلاق المهرجان تم التركيز على عمل بروفات، شملت بروفات على مسرح العرض نفسه في الأسبوع الذي سبق الانطلاق. وتابع مخرج عرض ابن بطوطة، أنه كان قلقا من فكرة مشاركة طلاب للمرة الأولى في عرض مسرحي من هذا النوع في مهرجان كبير، مثل مهرجان دريشة، ولكن وجد لديهم استعدادا قويا والتزاما ورغبة بالمشاركة في عرض ابن بطوطة وما يحمله من رسائل هامة.

عقب محطاته الناجحة في كل من المقر الرئاسي في مالطا ومقر اليونيسكو في العاصمة الفرنسية باريس، يصل المجلس – حوار الثقافات – المعرض الثقافي المتنقل الذي يضم مقتنيات فريدة من متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني ويعرض مجموعة مميزة من القطع الفينة والأثرية ، إلى محطته الثالثة في «معهد العالم العربي» في باريس، حيث بدأ باستقبال الجمهور من 8 يناير إلى 10 مارس المقبل، ليعرض لهم مقتنيات مختارة ، تعكس خصائص الثقافات المختلفة وتمنحهم فهماً أفضل لمزايا الشعوب والبلاد الأخرى. سيقدّم المعرض في «معهد العالم العربي» ميزة جديدة تتمثل بمعروضات فنية معاصرة من مجموعة الفنية للمعهد. فبينما تقف التحف القديمة شاهداً تاريخياً على التمازج الثقافي، تؤكّد المجموعة الفنيّة المعاصرة على استمرارية الحوار بين الثقافات عبر الحقب الزمنية المتعاقبة، على الرغم من النزاعات التي برزت خلال العقود الماضية. وقال سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني:»قمنا بإطلاق المعرض بهدف نشر رسالة السلام، الازدهار والتفاهم المتبادل بين الحضارات، وذلك استناداً إلى إيماننا الراسخ بضرورة التعايش المشترك في أجواء يسودها الإخاء والتسامح. ونسعى من خلال المعرض، إلى التركيز على القواسم المشتركة التي تجمع الشعوب والمجموعات الإنسانية على اختلاف معتقداتها وثقافاتها، الأمر الذي سيبرز جلياً من خلال المقتنيات الأثرية والتحف الفنية التي اخترناها بعناية لعرضها في معهد العالم العربي. كما سيساهم المعرض في المحافظة على حيوية التاريخ، الثقافة والتقاليد ونقلها إلى الأجيال القادمة ليتعلموا ويستفيدوا منها، فضلاً عن المساعدة في تعزيز الحوار الثقافي في مختلف البلدان التي سنزورها.». وبدوره، قال السيد أندرو فولكنر، المدير العام ورئيس مجلس إدارة شركات قطر شل:»نفخر في قطر شل بمواكبتنا جولة معرض المجلس – حوار الثقافات، انطلاقاً من هدفنا لتعزيز الحوار البناء والتواصل بين قطر والعالم. إن روابطنا المتجذرة مع دولة قطر تتجاوز إطار العلاقة التجارية، إلى المساهمة الفاعلة - من خلال برنامج المسؤولية الاجتماعية للشركات وبالتعاون مع شركائنا المحليين – في دعم الفعاليات التي تُبرز التزام دولة قطر بقيم التواصل، الانفتاح والتكامل من خلال عرض تراثها الثقافي.» من جانبها، قالت د.آنا باوليني، مديرة مكتب اليونيسكو في الدوحة:»لقد برهنت العروض السابقة التي قدمها المعرض في مالطا ومقر اليونسكو في باريس، على أهمية الفن والثقافة في تحقيق السلام والازدهار على مستوى العالم، وهو هدفنا الأساسي الذي نسعى إلى تحقيقه من خلال المتاحف. لقد مكنتنا مساهمتنا في هذه المبادرة الفريدة وشراكتنا مع متاحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني من وضع منهج استثنائي لاستكشاف تاريخ قطر الثري وعرضه في جميع أنحاء العالم. المعرض في معهد العالم العربي سيقدّم تجربة رائعة لعشاق الفنون، وسيؤكد على قدرتنا على الوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور، وعرض الأعمال الفنية القطرية بالأسلوب الأمثل الذي يليق بها.»

عقد اليوم ملتقى لحوار الثقافات تحت شعار "مواطن عالمي" Global Citizen" ، نظمته مدرسة قطر الثانوية للعلوم المصرفية وإدارة الأعمال للبنات، بإشراف وزارة التعليم والتعليم العالي واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم. شارك في الملتقى العديد من المدارس والمعلمات وروابط السيدات في عدد من دول العالم من خلال أعمال فنية، تراثية وفلكلورية، أو بتقديم عروض تعكس ثقافاتها وحضاراتها وبيئاتها ومواردها الطبيعية وكيفية المحافظة عليها في سبيل تحقيق أهداف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو للتنمية المستدامة ، علما أن دولة قطر قدمت ضمن الفعاليات عرضا بعنوان كعبة المضيوم. جاء عقد الملتقى في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ولتسليط الضوء على دور دولة قطر في دعم وتعزيز الحوار بين ثقافات الشعوب المختلفة، ما يساهمُ في بناءِ تبادلٍ ثقافيّ بين الشعوب. هدف الملتقى إلى بناء جسور من التواصل الفعّال بين الثقافات الشعبيّة والعالميّة المختلفة وتأصيل الحوار بين الثقافات والحضارات فكراً ومعرفةً وتربيةً وتعليماً، وتعزيزُ دور التبادل الدبلوماسيّ الثقافي بين الدول ؛ ممّا يساهمُ على بناء ترابطٍ ثقافي عالمي، ومُحاربة الكراهية، ومُعالجة الصور النمطية عن الآخر في الوسائل الإعلامية في العالمين الإسلامي والغربي. كما هدف إلى إبراز مناحي التميز الحضاري الإسلامي والإشعاع الثقافي والفكري الذي ساهم في ازدهار الإنسانية، واستثمار ذلك في تكامل الحضارات ، فضلا عن تحقيق مواطنة فاعلة ومسؤولة تمكن الطلبة من العمل بوصفهم مواطنين عالميين في عالم متشابك يزداد فيه اعتماد بعضه على بعض، وتنمية خصائص تميز الأفراد بوصفهم أعضاء مهتمين بشؤون مجتمعاتهم، وفهم حقوقهم ومسؤولياتهم، واحترام حقوق الآخرين ومعايير المجتمع الأخلاقية والقانونية.

نظم مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، ملتقى الثقافات الأول للشباب الدارسين في جامعات الدولة من مختلف الجنسيات والديانات واللغات وذلك تحت شعار (ملتقى حوار الثقافات). واشتمل الملتقى على فعاليات ثقافية وفكرية وترفيهية ومسابقات وغيرها من الأنشطة ذات العلاقة، وأوضح الدكتور إبراهيم النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، في تصريح صحفي بهذه المناسبة، أن فكرة الملتقيات الثقافية من حيث الاجتماع وتبادل الأفكار والتعرف على الآخر ومحاورته، هي فكرة أصيلة للمركز، وعليها ترتكز كل فعالياته وأنشطته الثقافية، بدءا من مؤتمره السنوي، ومرورا بالطاولات المستديرة لمناقشة قضايا الجاليات في قطر. وأشار إلى أن الدورات التدريبية والندوات الثقافية وورش العمل التي يعقدها المركز وحتى الكتب التي يصدرها، تتمحور مواضيعها حول هذه الأفكار.. منوها بأن مشاركة أكبر عدد من الشباب المتعدد الثقافات والعادات والدين واللغة في الملتقى كان هدفها تحقيق الغاية المنشودة منه، والمتمثلة في قراءة فكر الآخر بوضوح، ونظرته للمختلف معه في الدين واللغة والثقافة، والتعرف عليه كذلك عن قرب، خاصة وأن الشباب هم بناة الحاضر وحملة شعلة المستقبل.