عبرت قيادات سورية معارضة عن تقديرها للدور المصري في دعم خيارات الشعب السوري المشروعة في بناء دولته الديمقراطية الموحدة والقائمة على أساس القانون والمواطنة، وحرصه على المحافظة على الدولة السورية ووحدة أراضيها وشعبها. وشددت في تصريحات خاصة لـ"الشرق" في ختام أعمال المؤتمر مساء أمس الاثنين، بعد يومين من المناقشات، على تمسكها بهذا الدور المنسجم مع مطالب المعارضة والتي لا تسعى، وفق ما أكده القيادي بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية فايز سارة، إلى تفتيت الدولة السورية، بل تؤكد حرصها التام على مؤسساتها لأنها دولة الشعب السوري، وليست دولة نظام بعينه. ومن جهته، لفت حسن عبد العظيم رئيس هيئة التنسيق السورية، والتي تقود المعارضة من الداخل إلى أن مؤتمر القاهرة سيسهم في توحيد جهود قوى المعارضة والشعب السوري للانتقال بسوريا إلى نظام ديمقراطي تعددي، وينهى معادلة الاستبداد والإرهاب القائمة حاليا مشيرا الى أن وثيقة جنيف 1 تشكل معالم خارطة طريق واضحة للحل السياسي المنشود، والتي تحظى بالتوافق من قبل مختلف فصائل المعارضة الوطنية، وهو ما تم التأكيد عليه خلال المؤتمر. وفى معرض إجابته عن سؤال حول تصوره لملامح الحل السياسي، أوضح عبد العظيم أن بيان "جنيف 1" يشكل معالم خطة واضحة لإنهاء النظام الحالي، وإقامة نظام جديد في سوريا، يتشكل من أهل الحكم وقوى المعارضة، استنادا إلى إجراء تغيير جذري وشامل لبناء دولة ديمقراطية، يتساوى فيه كل المواطنين.

قال مصدر في الائتلاف السوري المعارض، إن الائتلاف سيعقد، مساء اليوم السبت، اجتماعاً في القاهرة مع "هيئة التنسيق الوطنية" الممثلة للمعارضة داخل سوريا لتحديد موقفها النهائي من المشاركة بـ"جنيف 2"، لافتاً إلى أن وفد الائتلاف سيغادر غداً الأحد بشكل مباشر إلى جنيف السويسرية للمشاركة في الجولة الثانية من المفاوضات. وأوضح المصدر، أن الائتلاف سيواصل في اجتماعه المقرر عقده، مساء اليوم، في القاهرة مع هيئة التنسيق الوطنية المشاورات لضم الأخيرة إلى عضوية وفد المعارضة الذي سيقوده خلال الجولة الثانية من مفاوضات "جنيف 2" المقررة الإثنين، مشيراً إلى أن الهيئة ستعلن رسمياً في اجتماع اليوم عن موقفها النهائي من المشاركة في "جنيف 2"، الذي رفضت المشاركة في الجولة الأولى منها. وفي تصريحات صحفية مؤخرا، أعلن هيثم منّاع، رئيس فرع المهجر بهيئة التنسيق الوطنية، أن الهيئة لن تشارك في الجولة الثانية لمفاوضات "جنيف 2"، وترى أن توسيع وفد المعارضة السورية "عملية ترقيع بالية".

أعلنت هيئة التنسيق الوطنية من المعارضة السورية في الداخل، رفضها لدعوة وجهها لها الائتلاف السوري لقوى المعارضة، من أجل الانضمام إلى وفده لحضور مؤتمر جنيف-2. وذكر البيان، أن المنسق العام للهيئة، حسن عبد العظيم، تلقى اتصالا من رئيس الائتلاف الوطني السوري، أحمد الجربا، من اسطنبول "يدعوه للحضور مع وفد الائتلاف في مؤتمر جنيف-2". وأضاف البيان، أن جواب عبد العظيم، "بصفته ممثلا لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي بأحزابها، وقواها العديدة وشخصياتها الوطنية داخل البلاد وفي الوطن العربي وفي المهجر، يرفض حضور المؤتمر ضمن وفد الائتلاف". وأكد البيان، قرار الهيئة "برفض حضور المؤتمر وفق المعطيات المتوفرة التي تتعمد تجاهل أو تهميش قوى المعارضة الوطنية الديمقراطية، التي تتمسك باستقلالية قرارها الوطني ولا تقبل المشاركة الشكلية الضعيفة للمعارضة في مؤتمر دولي طال انتظاره رغم جسامة التضحيات التي قدمها الشعب السوري".

قالت "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي"، المعارضة في سوريا، إنها غير مستعدة لمفاوضة أو محاورة "أي طرف مشارك في السلطة السورية"، في مؤتمر "جنيف 2"، الخاص بالأزمة السورية، وذلك في إشارة لنائب رئيس الوزراء السوري المقال مؤخرا قدري جميل. ونفى المنسق العام للهيئة، حسن عبد العظيم، اليوم الثلاثاء، تصريحات لجميل تحدث فيها عن تنسيق مستمر بين حزب "الإرادة الشعبية" الذي يتزعمه، وبين هيئة التنسيق. وأكد عبد العظيم، على "عدم صحة هذه التصريحات"، مشيرا إلى أن الهيئة "تعمل بجدية واهتمام لتوحيد قوى المعارضة الوطنية التي ترفض العنف والتدخل العسكري الخارجي وتتبنى الحل السياسي". وشدد المعارض السوري البارز، على أن هيئة التنسيق، "تميز بين قوى المعارضة الفعلية وبين قوى مشاركة في الحكم"، مضيفا أنه "ومن هذا المنطلق لا تحاور الهيئة أو تفاوض أي طرف مشارك في السلطة سابقا ولاحقا". ولفت عبد العظيم، إلى أن هيئة التنسيق "تستقبل في مكتبها أو مكتب المنسق العام أو منزله أي وفد أو زائر، وترفض استغلال ذلك بادعاء التنسيق مع الهيئة أو المنسق العام".