قال عبد الله المري، وزير الاقتصاد والسياحة ورئيس مجلس الإمارات للسياحة، إن التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة تمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز التكامل السياحي...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
الناشط والباحث اليمني جمال المليكي في حوار مع "الشرق": الحوثيون يحاولون استغلال الثورة لصالح مشروعهم الطائفي الحوار الوطني الشامل الذي أنتجته الثورة كان صورة حضارية بامتياز الربيع العربي لم يكن رد فعل.. وسيواصل تأثيره باتجاه مستقبل أفضل الثورات المضادة استثمرت فكرة تسبب الثورات في إنتاج الوضع الحالي لم يكن علي عبدالله صالح هو العائق الوحيد وإنما العائق الظاهر فقط قداسة الحاكم سقطت بعد الثورات وصورة مبارك خلف القضبان خير مثال سياق التحولات الاجتماعية جعل المجتمعات تستعيد ثقتها وتتأكد من أثر حركتها هناك صراع بين ماض يستميت من أجل البقاء ومستقبل يتخلق بقوة وإصرار الثورات كشفت ما كان مختبئاً واختبرت قدرة المجتمع على التعامل مع الواقع حلت اليوم الذكرى السادسة للثورة اليمنية التي أطاحت بحكم الرئيس علي عبدالله صالح بشكل مؤقت، الذي حكم البلاد طيلة 33 سنة، لكنه سرعان ما انقلب عليها متحالفا مع من كانوا يخدعون الشعب اليمني بأنهم شركاء في الثورة "الحوثيون"، حيث تشارك الطرفان في وأد الثورة والانقلاب عليها، وعلى مبادئها ومطالبها، بل واتفقا على زعزعة الأمن والاستقرار اليمني، حتى يجعلا الشعب اليمني يكفر بالثورة، ويشتاق لعودة النظام السابق، حتى وإن لم ينجز لهم شيئاً، أو يحقق ما يطلبون من عيش كريم كبقية الشعوب. "الشرق" التقت جمال المليكي أحد شباب ثورة 11 فبراير اليمنية، الذي أكد أن الشباب العربي في بداية ثورات الربيع العربي استعاد ثقته بإمكانية تغيير الأوضاع، لكن التجربة لم تستكمل فتبعتها مرحلة انتكاسة، لاسيما ما حدث في مصر، حيث تمت مواجهة التغيير بالقوة. وأوضح المليكي أنه من الإجحاف بمكان اختزال تقييم ثورات الربيع العربي في خلال المشهد السياسي الحالي، نافياً أن تكون الثورة هي السبب الذي أنتج الأحداث التي نراها اليوم. وشدد على أن الثورات كشفت ما كان مختبئاً وأخرجت الأفعى من مخبئها، وكشفت حقيقة الواقع، واختبرت المجتمع في قدرته على التعامل مع هذا الواقع، وهذا أهم اشتراطات التحولات الاجتماعية. وأسقط المليكي كلامه على المشهد اليمني، الذي أكد أن صيرورة الأحداث فيه تتجه نحو تحقيق أفكار الربيع العربي، لافتا إلى أن الثورة اليمنية انطلقت وكان الإقليم متوجساً منها، وتفاعلت الأحداث وتصارعت الأفكار، حتى أصبح الإقليم برمته يقاتل اليوم في صف الثورة ضد أعتى أعدائها. وإلى نص الحوار.. *في الذكرى السادسة للثورة اليمنية وفي ظل الأحداث الجارية في اليمن، كيف ترى المشهد؟ ** دعني في البداية أنطلق من فكرة أعتبرها مقدمة للحديث عن الربيع العربي عموماً، وعن الثورة اليمنية على وجه الخصوص، أعتقد أنه من الإجحاف بمكان اختزال تقييم ثورات الربيع العربي من خلال المشهد السياسي الحالي، لقد نتج عن هذا الاختزال فكرة أن الثورات بشكل عام هي السبب الذي أنتج الأحداث التي نراها اليوم، وهذا من أخطر الأفكار التي استثمرتها الثورات المضادة ونجحت ولو نسبياً في تمرير هذه الفكرة لدى عموم الناس، بل وبعض نشطاء الثورة، والحقيقة هي أن الثورات كشفت ما كان مختبئاً وأخرجت الأفعى من مخبئها، وكشفت حقيقة الواقع، واختبرت المجتمع في قدرته على التعامل مع هذا الواقع، وهذا أهم اشتراطات التحولات الاجتماعية. الثورات فعل *إذاً فأنت ترى أن ثورات الربيع تحول اجتماعي وليست حراكاً سياساً فقط؟ ** بالطبع، يمكننا اعتبارها حركة سياسية ثقافية اجتماعية لازالت في بداياتها، لكنها أثبتت على المستوى المحلي والإقليمي والدولي أنها الفعل، وما جاء بعدها ردة فعل، وحسب نواميس التاريخ سيواصل الفعل تأثيره على المشهد، باتجاه مستقبل أفضل مهما كانت اللحظة الحالية قاتمة. فمن يضع حدث الربيع العربي في سياقه ويتأمله بعمق سيجد أن هناك صراعا بين فكرتين، صراعا بين ماض يستميت من أجل البقاء ومستقبل يتخلق بقوة وإصرار، صراعا بين الماضي بكل ما يمتلكه من قداسة وتحالفات، وبين المستقبل، وما يحمله من طموح وخيال وتوق نحو القادم الأفضل، تجسدت فكرة المستقبل من خلال تلك الثلة الشبابية التي أثبتت بالقول والفعل، بل وبالتضحية أنها لم تعد قابلة للتعايش مع الوضع الراهن مهما كلفها الثمن. وقد تجسدت فكرة الماضي من خلال المستبدين والحاشية المحيطة بهم، واللوبيات المستفيدة من بقاء هؤلاء على كرسي الحكم، جبهة الماضي كذلك أبدت مقاومة شرسة ومازالت أشكال هذه المقاومة تتفاعل مع الأحداث حتى هذه اللحظة. لذلك أقول إن الشباب العربي في بداية ثورات الربيع العربي استعاد ثقته بإمكانية تغيير الأوضاع، لكن التجربة لم تستكمل فتبعتها مرحلة انتكاسة، لاسيما ما حدث في مصر، حيث تمت مواجهة التغيير بالقوة. الصورة الذهنية للحاكم * لكن البعض يعتقد أن ما تقوله كلام مثالي، ما الذي يجعلك تميل إلى التفاؤل رغم ما نشاهده من أحداث مأساوية وخاصة في اليمن؟ ** يمكنني القول بثقة إن هناك ثلاثة أفكار حققها الربيع العربي تعتبر اشتراطات ضرورية ومقدمات لا بد منها في طريق التحول نحو المستقبل، هي: الفكرة الأولى: إذا قمنا بعمل مقارنة بين الصورة الذهنية للحاكم في وعي الإنسان العربي قبل الربيع العربي، وبين ذات الصورة بعد الربيع العربي؛ سنجد أن فكرة القداسة التي كانت تحيط بالحاكم قد سقطت، صورة مبارك خلف القضبان على سبيل المثال أسقطت هالة التعظيم والتضخيم، حتى وإن عاد مبارك للحكم مرة أخرى؛ فلن تعود معه فكرة الحاكم بقداستها التي كانت راسخة في ذهن المواطن العربي قبل الربيع. فهذه اللقطة فعلت في عقول الجماهير وقلوبهم فعلاً بليغاً، فكيف إذا أضفنا إليها صورة معمر القذافي، بنهايته التراجيدية، وكذلك وجه علي صالح المحروق، ـ بغض النظر بالطبع عن الجانب الأخلاقي لتلك الأفعال ـ إلا أنها أسقطت تماماً تلك الهالة التي استماتت المؤسسات الإعلامية المحيطة بالمستبدين في أن تضخمها عقوداً من الزمن. فسقوط هذه الهالة يشكل باعتقادي أحد أهم شروط واستحقاقات التحول الاجتماعي. الفكرة الثانية: المجتمعات العربية كانت بحاجة إلى أن تختبر ذاتها وإمكانية قدرتها على الفعل، وقد كان لها ذلك، لأول مرة يصبح لصوت الجماهير كل هذا الصدى، كان الربيع العربي هو الفعل وما حدث ويحدث حتى الآن ردة فعل، في سياق التحولات الاجتماعية تحتاج المجتمعات أن تستعيد ثقتها وأن تتأكد من أثر حركتها. الفكرة الثالثة: إن المجتمعات العربية كان لديها الكثير مما يمكن تسميته "العوائق الخفية" التي تحول دون تحقيق دولة المؤسسات "الدولة التي تكفل الحقوق الاجتماعية والسياسية للمواطن العربي"، لذا نستطيع القول إننا كشعوب انكشفنا أمام أنفسنا. فلو أخذنا على سبيل المثال المشهد اليمني؛ فلم يكن علي عبدالله صالح هو العائق الوحيد، بل كان العائق الظاهر، وهذا ما فعلته حركة الربيع في اليمن عندما كشفت لنا مشكلة الحوثيين مثلاً، وفي مصر لم يكن مبارك هو العائق الوحيد أمام التحول الديمقراطي، بل كانت الدولة العميقة التي وقفت في وجه الثورة، وحالت دون تحقيق مطالبها، وفي ليبيا مثلاً لم يكن العائق نحو التحول الاجتماعي هو معمر القذافي ونظامه فقط، وإنما ظهر الكثير من الإشكاليات الاجتماعية المعيقة، وهكذا في كل بلدان الربيع العربي ظهر على السطح كثير من الملفات التي كانت غائبة عنا، وباعتقادي أن هذا شرط مهم من شروط التحول الاجتماعي. هذه الأفكار أزعم أنها تحققت إلى حد كبير، وسيكون لها دور في تشكيل ورسم ملامح المستقبل، مهما بدت الصورة قاتمة في الوقت الراهن. وستبقى المجتمعات العربية أمام اختبار الانحياز للمستقبل، وحتى تنجح في اختبار كهذا، لا شك أنها ستدفع الكثير لتتمكن من تحقيق شروط واستحقاقات العبور نحو المستقبل. المشهد اليمني *كيف يمكن إسقاط ما ذكرته على المشهد اليمني؟ ** ما يحدث في اليمن اليوم مثال صارخ على ما قلته عن الربيع العربي عموماً، فالمشهد اليمني يؤكد أن صيرورة الأحداث تتجه نحو تحقيق أفكار الربيع، فالثورة اليمنية انطلقت وكان الإقليم متوجساً منها، ثم ما لبثت أن تفاعلت الأحداث وتصارعت الأفكار حتى أصبح الإقليم اليوم برمته يقاتل في صف الثورة ضد أعتى أعدائها، سواء صالح الذي يستميت في إفشالها، أو الحوثيون الذين يحاولون استغلالها لصالح مشروعهم الطائفي، هذا مثال يصرخ في وجوهنا، ويؤكد أن العاقبة للفعل الثوري الذي انطلق في بداية الربيع. ففي اليمن كان الحوار الوطني الشامل الذي أنتجته الثورة، ورغم كل الملاحظات التي تقال، إلا إنها كانت صورة حضارية بامتياز أن يلتقي كل الفرقاء وتناقش كل القضايا وينتج عن هذا الحوار وثيقة تحمل في طياتها مقدمة موضوعية لتشكيل ملامح المستقبل السياسي في البلد وينتج عن هذه الوثيقة مسودة دستور جديد حدث هذا في دولة من دول العالم الثالث. عند هذه اللحظة كان اليمنيون أمام مفترق طريقين، إما الذهاب بمسودة الدستور نحو البدء في رسم الخارطة السياسية للبلد لتكون الخطوة الأولى نحو المستقبل، أو الذهاب نحو الحرب والاقتتال، فاختار الحوثيون وصالح الحرب، وهكذا فُرضت الحرب فرضا على اليمنيين.
1131
| 11 فبراير 2017
أكد جمال المليكي الباحث والمحلل المتخصص في الشأن اليمني في حواره لـ "الشرق " أن "عاصفة الحزم " حققت أهدافها وأن عملية "إعادة الأمل " ضرورية من أجل عودة الحوثيين ورجال عبدالله صالح لحجمهم الحقيقي.وكشف مليكي أن "عاصفة الحزم" لو تأخرت يوما واحدا لاستطاعت جماعة الحوثي المدعومة من رجال الرئيس المخلوع أن يقتحموا عدن وأن يقبضوا على الرئيس هادي الأمر الذي كان سيؤدي بالطبع لضياع اليمن وصعوبة حل الأزمة.وطلب مليكي من دول الخليج ضرورة أن تكون عملية "إعادة الأمل " نقطة تحول جديدة تجاه الشعب اليمني بحيث تعطي أملاً للشعب اليمني بأن القادم أفضل وأن سنوات التجاهل الماضية لن تعود.كما طالب أيضا بعملية إنسانية في اليمن حتى يستشعر المواطن بأن هناك من يسانده وينظر لمطالبه، وأن السيناريو السوري لا يمكن أن يتكرر في اليمن، وفيما يلي نص الحوار: بعد توقف عاصفة الحزم وبدء إعادة الأمل.. هل حققت عاصفة الحزم أهدافها وكيف تقرأ المشهد الحالي؟باعتقادي أن عاصفة الحزم حققت كثيرا من الأهداف أهمها تدمير أغلب السلاح الاستراتيجي الذي كان بحوزة صالح والحوثيين، وما يجعلنا كيمنيين نحتفي بتدمير هذه الأسلحة هو أن تحركات الحوثي وصالح على الأرض منذ ٢٠١١ وحتى اللحظة تؤكد لكل متابع أن هذه الأسلحة كانت ستوجه ضد اليمنيين، وبالتأكيد كان هناك تهديد حقيقي لدول المنطقة وبالتالي تدمير هذه الأسلحة يحقق أهدافا أمنية للسعودية والخليج وهذا أمر طبيعي وصرحت به دول التحالف. هناك من يقول إن السعودية ودول التحالف حققت أهدافها وستترك اليمنيين لقدرهم خاصة بعد توقف "عاصفة الحزم" ؟خلال الساعات الأولى من إيقاف عاصفة الحزم ساد هذا التخوف لدى الكثيرين لكن ما حدث منذ صباح الأربعاء من استهداف لتحركات الحوثي وصالح يثبت مصداقية ما وعدت به دول التحالف عبر الناطق الرسمي من أن العمل العسكري سيستمر في حال استمرت تحركات المليشيات وهو ما حصل بالفعل.دعني أقل بكل وضوح أن مصلحة الشعب اليمني التقت مع مصلحة دول الخليج وعلى رأسهم السعودية، وليس هناك ما يعيب في ذلك، فقد أصبحت هناك مصلحة مشتركة في التخلص من صالح ومن تقليص قوة الحوثيين وإرجاعهم لحجمهم الطبيعي، بل إني على يقين أن عاصفة الحزم لو تأخرت يوماً واحداً لكان صالح والحوثيون سيطروا على عدن واعتقلوا الرئيس.تحركات الحوثيين لكن المتابع يرى أن مليشيات الحوثيين وقوات صالح مازالت قادرة على التحرك؟ صحيح، لأن القصف الجوي استهدف في أغلبه السلاح الاستراتيجي والصواريخ وسلاح الجو ولا يمكن حسم المعركة عبر القصف الجوي لذلك منذ انطلاق "عاصفة الحزم"، ونحن نقول ونكرر أن دول التحالف تستطيع أن تجعل كل فئات المقاومة في كل مكان تنخرط تحت قيادة موحدة، بمعنى تشكيل غرفة عمليات مهمتها إدارة المعارك على الأرض، فالمقاومة الآن تقاتل بشكل أشبه ما يكون بالعشوائي ؛ هناك حاجة ماسة لتنخرط كل أشكال المقاومة تحت قيادة واحدة يتم دعمها بالسلاح النوعي وأجهزة الاتصالات والخبراء العسكريين.صالح والجيش وهل تراجع نفوذ الرئيس السابق داخل الجيش بعد عملية "عاصفة الحزم" ؟عبدلله صالح حكم البلد بعقلية زعيم عصابة وليس بعقلية رئيس دولة ، أبرز دليل على ذلك هو تخزينه لهذا الكم الهائل من الأسلحة في قلب المدن، كان يُعِد لمعركة مع الشعب، وبنى وحدات عسكرية خاصة لخوض هذه المعركة، ولاشك أن الإجماع الإقليمي والدولي ضد صالح سيجعل كثيرا من القيادات العسكرية تتخلى عنه ، وشيء من هذا حصل بالفعل كما رأينا على سبيل المثال انضمام قيادة المنطقة العسكرية الأولى للشرعية، ولكن صالح مازال يمتلك من القوة ما يجعله قادرا على المناورة. ألم تكن لعملية الهيكلة التي تمت بعد الثورة دور في تفكيك هذه الوحدات؟ للأسف اكتشفنا أن الهيكلة فككت الجيش الذي ناصر الثورة وانحاز للشعب ولم تؤثر على الوحدات العسكرية الموالية لصالح. يقال إن أغلب التأييد الذي حصل عليه صالح من قطاعات الجيش والشارع اليمني لأنهم كانوا يعتقدون أنه مدعوم خليجيا وتحديدا سعودياً.. فهل هذا صحيح؟ قد يكون هذا صحيحا في السابق، لكن الوضع الآن اختلف؛ فالمزاج السعودي قد تغير بعد مجيء الملك سلمان كما اكتشف أن صالح قد باع اليمن لإيران من أجل مصالحه الشخصية. لكن المؤكد أن صالح كان يتمتع بعلاقات جيدة مع السعودية في وقت سابق.. فما الذي جرى؟ بالفعل فصالح لم يكن موفقا في التصعيد ضد السعودية وخاصة في الأيام الأخيرة قبل العملية نظرا لأنه كان يعتقد أن السعودية لن تجرؤ على ما قامت به ومن ثم صعد شروطه أمام المجتمع الدولي والوسطاء . إذن صالح والحوثيون لم يكونوا يتوقعون هذا العملية؟ بالطبع، لم يتوقع أحد هذه العملية، وباعتقادي أن عنصر المباغتة كان عاملا مهما في إرباك صالح والحوثيين وتحقيق أهداف العملية. ماذا عن المزاج اليمني الشعبي تجاه "عاصفة الحزم "ومن بعدها حملة إعادة الأمل؟ بكل وضوح يمكنني القول أن أغلب فئات الشعب اليمني تؤيد ما تقوم به دول التحالف، فجماعة الحوثي وصالح أثبتت لليمنيين أنه ليس هناك خيار آخر سوى القبول بهذا التدخل، وينبغي في هذا السياق التنويه لأمر هام جداً وهو البعد الإنساني في اليمن، هناك بلا شك سقوط لمدنيين للأسف الشديد كما هي طبيعة كل الحروب ولذلك نادينا وننادي بضرورة الإسراع بكل ما من شأنه الحد من سقوط المدنيين وكذلك الوصول السريع لكل متضرر من المدنيين وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ودعني أقول من خلال صحيفة الشرق أنه حتى نحافظ على المزاج الشعبي المتناغم مع ما تقوم به دول التحالف فنحن بحاجة إلى خطوتين هامتين وبشكلٍ عاجل:١- تشكيل غرفة عمليات خاصة بالعمل الإنساني يمكن تشكيلها من عدة منظمات إقليمية ودولية؛ مهمة هذه الغرفة هو الوصول العاجل لكل متضرر من الحرب؛ وكذلك تقديم الغذاء والدواء للمناطق المتضررة ؛ وأقترح أن يكون هناك عمل إعلامي مرافق لهذه الحملة يشبه الحملة الإعلامية لعاصفة الحزم يكون لها ناطق رسمي مثلاً وتقرير يومي.٢- ضرورة الإعلان عن تصور خليجي واضح لما بعد "عاصفة الحزم" بحيث يشعر المواطن اليمني بالأمل بعد انتهاء العملية نظرا لوجود تخوف في الذهنية اليمنية من تكرار ما يحدث في سوريا .وهذا التصور لما بعد العملية سوف يعطي المواطن اليمني أملاً بأن ما حدث في سوريا لن يتكرر في اليمن.سبق وأن قلتُ على بعض القنوات الإعلامية أن أمام الخليج فرصة تاريخية بأن يعيد تعريف نفسه للعالم من خلال التعامل المسؤول والجاد مع الملف اليمني، ومن يدري لعل التحدي الذي تواجهه اليمن يقود لتشكل ملامح مشروع عربي جديد.الحوار السياسي هناك دعوات لإجراء حوار مع القوى السياسية بمن فيهم الحوثيون ..من وجهة نظرك هل سيقبل الحوثيون بالتفاوض ويتراجعون ؟ للأسف اليمنيون لديهم ذاكرة سيئة مع الحوثي فيما يخص الحوار، كل تحركات الحوثي تدل على أن استراتيجتهم هي أن تكون مشاركتهم في أي عملية سياسية ما هو إلا تكتيك يخدم مشروعهم الأهم بالنسبة لهم وهو التوسع العسكري على الأرض، وللتاريخ نكرر ونقول أنه لم تُدلل جماعة ميلشاوية كما دُلِّلت جماعة الحوثي ، ترجاها الداخل والخارج أن تعود لرشدها لكنها لم تفعل واعتقدت أنها ستفرض هيمنتها على اليمن، ونُذكّر المجتمع اليمني و العالم أجمع بأن ثورة فبراير 2011 أتاحت للحوثيين أن يكونوا جزءا من المشهد السياسي بعد أن كانوا محاصرين في صعدة لأكثر من ست سنوات لكنهم رفضوا وأرادوا أن يكونوا هم المتحكمين بكل المشهد السياسي ، بل ومنذ اللحظة الأولى من مشاركتهم في الثورة حاولوا أن يستغلوا انشغال القوى السياسية والاجتماعية بالفعل الثوري وفتحوا جبهة قتالية في الجوف بهدف السيطرة عليها، وأثناء مشاركتهم في مؤتمر الحوار فتحوا جبهة دماج والتي يعتبرها كثير من الباحثين مقدمة لكل ما يحدث الآن ، وللتاريخ أيضا نوثق أن اليمنيين كانوا بعد مؤتمر الحوار أمام خيارين :الخيار الأول: البدء في بناء ملامح الدولة الحديثةالخيار الثاني: الذهاب نحو الحرب والاقتتالفحسم الحوثيون وصالح الخيار في اتجاه الحرب ومواجهة الحلم الكبير الذي طالما انتظره اليمنيون، ولعل القارئ الكريم يتذكر عندما اختطف الحوثيون مسودة الدستور التي نتجت عن مؤتمر الحوار قبل أن تصل إلى قصر الرئاسة.كل هذا يجعلنا متخوفين من أي حوار مع الحوثي، وباعتقادي لن يكون الحوثيون صادقين مع فكرة الحوار إلا إذا تم تقليص قوتهم واقتنعوا أن قوة السلاح ليست وسيلة صالحة للسيطرة على مجتمعٍ بأكمله، في النهاية لابد من الحوار ولكن حتى ينجح هذا الحوار لابد من تهيئة المناخ المناسب له وإحداث توازن قوي على الأرض وبعد ذلك يمكننا الحديث عن ضمانات محلية وإقليمية ودولية تجعل اليمنيين يستعيدون ثقتهم بالحوار والعودة للعملية السياسية. جمال المليكي يتحدث ل "الشرق" ما هي قدرات وأدوات جماعة الحوثي ونقاط قوتهم؟إذا أردنا أن نتكلم عن قدرات الحوثي فيمكن تلخيصها في محورين أساسيين:الأول: المحور الفكري الاجتماعي، فجماعة الحوثي تستخدم الفكرة الدينية لحشد أنصارٍ لها وفي مناطق ذات ذات مستوى وعيٍ بسيط وهو ما يسهل عليهم إقناع وكسب المتعاطفين واستقطابهم، وإذا ما لاحظنا أن من بين المقاتلين في صفوف الحوثيين أطفالاً دون سن الثامنة عشرة مقتنعين فعلاً أنهم يقاتلون تحت راية الله وينصرون آل بيت رسول الله سنكتشف حينها أثر الخطاب الديني العاطفي على أنصار الحوثي.المحور الثاني هو المحور العسكري :حيث اكتسب الحوثيون خبرة قتالية من خلال ست حروب خاضها معهم نظام صالح ، ولأن هذه الحروب كانت حروباً وظيفية ابتزازية أراد صالح أن يحقق من خلالها مكاسب خاصة فقد استطاع الحوثيون الاستيلاء على قدر لا يستهان به من الأسلحة، وكذلك حصولهم على شحنات أسلحة من إيران، وما تم نهبه من المعسكرات لا سيما بعد سقوط عمران وصنعاء واستغلوا كذلك وجود كثير من الموالين لهم في مراكز قيادية داخل مؤسسات الحكم . هل كان الحوثيون يخططون للسيطرة على اليمن مسبقا؟ أم أن إيقاع الأحداث جعلهم يصعدون في هذا الاتجاه ؟نعم هم كانوا يخططون لذلك منذ الثورة في 2011 وتحركاتهم على الأرض تؤكد ذلك قوة الإصلاح في المقابل ما هي قوة التجمع الوطني للإصلاح؟ حزب التجمع الوطني للإصلاح هو أقوى تنظيم في اليمن، فليس هناك تنظيم سياسي يوازي الإصلاح نظرا لأنه بدأ الفكر التنظيمي مبكراً ما أكسبه قاعدة شعبية واسعة، كذلك إصرار الإصلاح على العمل السياسي السلمي دون العسكري وهذا ما جعله مطمعا من قبل الحوثيين. ولماذا لم يواجه الإصلاح الحوثي قبل استيلائهم على الدولة ؟ لأنه كانت هناك رغبة إقليمية لتقليص الإصلاح الذي هو امتداد لجماعة الإخوان المسلمين وتحجيمه من خلال الاشتباك مع الحوثي. وهل الإصلاح حاليا يواجه الحوثيين؟ بالطبع فقبائل مأرب التي أغلبها إصلاح تواجههم بضراوة لكن من خلال الدولة لأن الإصلاح يحرص على شرعية الدولة ولا يريد أن يكون مليشيا مستقلة؛ فأحد أسباب عدم مواجهة الحوثي في صنعاء أنه رأى أن الدولة لا تريد مواجهتهم ولا يوجد حتى غرفة عمليات لردع الحوثي من دخول صنعاء وبالتالي انسحب من المواجهة. وهل دول التحالف إذا ما راهنت على الإصلاح سيكون الرهان ناجحا ؟ التحالف عليه أن يراهن على كل القوى السياسية بمن فيها الإصلاح كذلك القبائل المستعصية على الحوثي مثل قبائل الجوف حيث حاول الحوثي منذ 2011 أن يقتحم الجوف لكنه عجز عن ذلك نظرا لقوتها وصلابتها ونظرا لوجود قبائل مقتنعة بفكرة الدولة وفرضيتها، كما أن هناك ألوية للجيش في الجوف موالية للرئيس وللشرعية يمكن الاعتماد عليها كما يمكن الاعتماد على قبائل مأرب وأيضا المقاومة الشعبية التي حاربت القاعدة في الجنوب والمقاومة الشعبية في تعز وهؤلاء لديهم القدرة على التشكل والتنظيم . فيما يخص تعيين خالد بحاح نائبا للرئيس ..كيف تقيمون هذه الخطوة ؟ في السابق كانت هناك إشكالية بعدم وجود نائب للرئيس وكانت هذه إشكالية دستورية وأن يتم سد هذا الفراغ الآن باعتقادي هذه خطوة جيدة وفي الاتجاه الصحيح .كذلك فإن الأحداث والتطورات والتعقيدات في المشهد اليمني تحتاج إلى شخصية كخالد بحاج إلى جانب الرئيس هادي ما هي معلوماتكم عن شخصية خالد بحاح ؟خالد بحاح يتمتع بقبول من جميع القوى السياسية اليمنية وهذا ما نحتاجه في هذه المرحلة، وكذلك يتمتع برصيد من الخبرة الإدارية والسياسية التي اكتسبها خلال تقلده العديد من المناصب داخل اليمن وخارجها.خطاب حسن نصر الله أنت كيمني كيف تنظر إلى خطاب حسن نصر الله الذي رفض فيه العملية واعتبرها عدوانا على اليمن ؟ خطاب مستفز ليس له أي مبرر سوى وهم الأيديولوجية والرغبة الهيستيرية بالانتشار والتوسع أما عن أثر هذه الخطابات فهي من زاوية أخرى خدمت عملية "عاصفة الحزم"لأنها أثبتت أن هناك بالفعل تدخلاً لإيران في اليمن، وبالمناسبة الشعب اليمني كان ينظر لحزب الله سابقا نظرة تبجيل واحترام لكن بعدما جرى في سوريا وتدخله المباشر هناك تغير المزاج الشعبي اليمني تجاه حزب الله وزعيمه حسن نصر الله وزاد تذمر الشعب اليمني بعد التصريحات الأخيرة بخصوص اليمن. لكن هو يتدخل معترضا على تدخل دول أخرى ليست يمنية وبالتالي يُعطي لنفسه حجة التدخل؟ دعني هنا أقارن بين الحالتين، وللقارئ الكريم أن يحكم في النهايةالأولى:دول مجاورة لليمن جغرافيا و تتعامل مع رئيس شرعي ومع مؤسسات الدولة، طلب منها الرئيس الشرعي أن تتدخل بعد أن طاردته جماعة الحوثي من مدينة إلى أخرى، ما المشكلة إذا كان لدول التحالف مصالح أمنية في هذا التدخل؟ فهذه في النهاية دول وليست جمعيات خيرية، فما بالك إذا كان الحوثيون قد نفذوا مناورات عسكرية على حدود المملكة بالاشتراك مع وحدات عسكرية موالية للصالح قبل انطلاق عاصفة الحزم بأيام، في هذا السياق حصل تدخل دول التحالف.أما الحالة الثانية:فنحن أمام دولة إيران، دولة ذات فكر امبراطوري توسعي تنسق مباشرة مع مليشيات مسلحة داخل المجتمع متجاوزة كل القنوات الرسمية وتقوم بدعم هذه المليشيات، بل واحتفت بإسقاط هذه المليشيات للعاصمة اليمينية ، واعتبرته نصراً لها ولمشروعها، دون أي مراعاة لمشاعر اليمنيين.فأي الحالتين أحق بوصف " اختراق السيادة" أترك الحكم للقارئ الكريم.وبالنسبة لظهور حسن نصر الله في المشهد فباعتقادي أنه عندما فشل عبد الملك الحوثي كنسخة مقلدة من حسن نصر الله في السيطرة على اليمن اضطرت النسخة الأصلية للظهور، ولن يفلح أحد في إهانة اليمنيين وحكمهم بالقوة طال الزمان أو قصر.
821
| 25 أبريل 2015
مساحة إعلانية
قال عبد الله المري، وزير الاقتصاد والسياحة ورئيس مجلس الإمارات للسياحة، إن التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة تمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز التكامل السياحي...
26076
| 06 أكتوبر 2025
كشف سعادة الدكتور عبدالعزيز بن ناصر بن مبارك آل خليفة، رئيس ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي عن مزايا جديدة في قانون الموارد البشرية...
19114
| 07 أكتوبر 2025
أوضح سعادة الدكتور عبدالعزيز بن ناصر بن مبارك آل خليفة، رئيس ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي أن من أهم تعديلات قانون الموارد البشرية...
18422
| 07 أكتوبر 2025
أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، اليوم القانون رقم 25 لسنة 2025 بتعديل بعض أحكام قانون...
16312
| 07 أكتوبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
أصدرت وزارة التربية والتعليم، تعميماً لموظفي الوزارة والمدارس، بخصوص اعتماد الإجازات المرضية. ووفق القانون، أوضحت إدارة الموارد البشرية بالوزارة أنه يجب على الموظف...
10516
| 06 أكتوبر 2025
أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي تعميما بشأن تنظيم اليوم الدراسي خلال فترتي اختبارات منتصف الفصل الدراسي الأول ومنتصف الفصل الدراسي الثاني للعام...
10244
| 08 أكتوبر 2025
أكد سعادة الدكتور عبدالعزيز بن ناصر بن مبارك آل خليفة، رئيس ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، أن الحرص على الأسرة هو في صلب...
7368
| 07 أكتوبر 2025