رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1435 alsharq
جمالة البيضاني رائدة العمل الخيري في اليمن

من رائدات العمل الخيري في اليمن، أصيبت في العاشرة من عمرها بحمى شوكية أفقدتها الحركة، واستطاعت أن تؤسس جمعية التحدي، التي صارت ملاذاً آمناً ومتنفساً لأكثر من 2000 فتاة ، تعد من أبرز الناشطات اليمنيات في رعاية المعاقين، ونجحت في تأسيس هذا الجانب، وربطه بالعديد من الهيئات الدولية؛ لتنتشل بذلك آلاف المعاقات، وتأخذ بأيديهن لحياة أفضل، كما تعد الناشطة اليمنية الراحلة من أبرز رائدات العمل التطوعي الخيري في اليمن؛ فقد عمدت إلى التغلب على إعاقتها، وتغلبت على الكثير من الصعاب والمعوقات التي اعترضت طريقها، وأسست جمعية أطلقت عليها اسم: "جمعية التحدي لرعاية وتأهيل المعاقات"، ومن خلالها رئاستها لجمعية التحدي ، فتحت جمالة نوافذ الضوء على الغرف المظلمة والمغلقة على مئات المعاقات اليمنيات من مختلف المحافظات ، ليشهد كل من عرفها وعمل معها في ميدان الإعاقة، بأنها شخصية فريدة من نوعها. حيث قال عنها البعض إنها كانت بمثابة النجمة المضيئة التي أشاعت النور والضياء فيمن حولها، وقال آخرون إنها كانت امرأة لا تعرف المستحيل، وأجمعوا كلهم على أنها كانت مثالا للنزاهة والشفافية، تمد يدها لكل من يحتاج المساعدة، آمنت بأنه لا شيء يمكن أن يحد من الطموح ويمنع من الوصول إلى الهدف مهما بدا أنه بعيد المنال، طالما امتلك الإنسان الرغبة وتحلى بالإرادة والعزيمة لتحقيق هذا الهدف . رعاية وتأهيل المعاقات قامت الناشطة اليمنية الراحلة خلال رئاستها لجمعية التحدي لرعاية وتأهيل المعاقات ، بتخريج قرابة (3000) معاقة من ضيق الإعاقة، إلى أفق واسع ملأته جمالة بالأمل الجديد وحلم الحياة، حيث أصبحت المعاقات الخريجات ذوات مهن رفيعة ورسالة سامية، فضلا عن مئات المعاقات الطفلات التي ترعاهن الجمعية، كما تبنت جمعية التحدي التي تأسست عام 1998م قضية تمكين شريحة المعاقات من ممارسة حقوقهن في كافة مجالات الحياة التي كفلها الدستور، وتقوم بتدريبهن على مختلف المهارات كالخياطة والتطريز والكمبيوتر وغيرها من المهن الخدمية والتنموية، ورغم أن الجمعية تستقبل المعاقات من سن السادسة، ورغم صعوبة التعامل مع أطفال هذه الشريحة، إلا أن جمالة البيضاني - رئيسة الجمعية - اعتمدت سلسلة من الأنشطة الخاصة بالأطفال المعاقين، إلى جانب التعليم والعناية الصحية، أثبتت فاعليتها، وهو ما دفع بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عام 2003 إلى إسناد مركز ذوي الاحتياجات الخاصة لرعاية الأطفال الصم والبكم وذوي الإعاقة الذهنية إلى جمعية التحدي. كان للفقيدة الراحلة العديد من المشاركات والأنشطة الاجتماعية المختلفة؛ ونالت عضوية العديد من المنظمات العربية والدولية في مجال الإعاقة مثل(المنظمة العربية للمعاقين، واللجنة الوطنية للمرأة، واتحاد النساء)، كما كانت رئيسة لجنة العلاقات العامة للإنشاء في الاتحاد الوطني للمعاقين اليمنيين، وعملت مدربة في مجال اتفاقية حقوق الأطفال على مستوى المحافظات، كما عملت مستشارة للصندوق الاجتماعي للتنمية، ومنسقة لبرنامج التأهيل المجتمعي لحقوق الأطفال ذوي الإعاقة، ورئيسة تحرير "مجلة علموني" للأطفال، كما اكتسبت الراحلة جمالة البيضاني، خلال المراحل المختلفة من حياتها العملية في مجال العمل الخيري التطوعي، ولدت الناشطة جمالة صالح البيضاني في أقصى المناطق الشرقية لليمن، وتحديداً في قرية العيوف بمدينة البيضاء، في العام 1974م، . حيث حطمت جمالة القيود التي تكبل بها المرأة الريفية في اليمن، وتحرمها من حقها في التعليم، فأنهت المرحلة الأساسية وانتقلت إلى العاصمة صنعاء لإكمال تعليمها الثانوي ومن ثم الجامعة, التي ترافقت مع اقتحامها سوق العمل كموظفة بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وكانت الطالبة الوحيدة التي تأتي إلى المدرسة بكرسي متحرك وتحرز المراكز الأولى في مختلف مراحلها الدراسية. مدينة التحدي عكفت الراحلة خلال السنوات الأخيرة من عمرها القصير على الإعداد والتجهيز لمشروع حياتها وكل المعاقات في اليمن، المتمثل بإنشاء مدينة التحدي ، والذي يعد حسب التصاميم الهندسية الأول من نوعه في الشرق الاوسط وعزمت على تنفيذ هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته قرابة ملياري ريال ، بعد أن وجدت أن جمعيتها لن تستطيع استقبال كل المعاقين، لضيق مساحتها، ولم تكن الفقيدة الراحلة حينما فكرت بالمشروع تعرف من أين ستغطي نفقاته، ولا حتى كيف ستحصل على الأرض الذي سيبنى عليها المشروع، إلى أن حصلت على أربعة آلاف متر من الأرض لبناء المشروع بمساعدة من وزارة الشؤون الاجتماعية وصندوق رعاية وتأهيل المعاقين، لتقترب بذلك من حلمها من خلال وضع الأساس والشروع بالبناء ، توفيت الناشطة اليمنية 15 ديسمبر 2012م، عن عمر ناهز 38 عاما قضته في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة.

3168

| 14 يوليو 2014