رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

حوادث وجرائم alsharq
بركان "جبل أجونج" في إندونيسيا قد يحول خريطة التغير المناخي العالمي

حذر علماء في مجال المناخ من أن ثوران بركان جبل أجونج في جزيرة بالي الإندونيسية قد يؤثر على العالم بأكمله ويحول خريطة التغير المناخي العالمي، حيث قد يؤدي إلى انخفاض درجات حرارة كوكب الأرض لفترة من الزمن تمتد لسنوات. وقال العلماء، في تقرير نشرته اليوم صحيفة ديلي إكسبرس البريطانية، إن ثوران بركان بالي من المحتمل ان يدخل كوكب الأرض في موجة برد تستمر لأكثر من خمس سنوات، ونتيجة لذلك سيحدث انعكاس في حالة الاحتباس الحراري ينتج عنه انخفاض درجات الحرارة بدلا من زيادتها المتوقعة. ومن المعروف لدى علماء المناخ منذ فترة طويلة أن الثورات البركانية يمكن أن تعكس مناخ الكوكب لشهور متتالية، حيث تنتشر ملايين الغازات والجسيمات الأخرى الخارجة من البركان في الغلاف الجوي، لكن حجم التغيير نفسه يعتمد على ما ينبعث من البركان. وتؤدي الانفجارات البركانية إلى الظروف المثالية لحدوث تغير حقيقي في درجة حرارة الأرض. فمن ناحيته قال كريس كولوس عالم المناخ بوكالة ناسا، إنه لكي يحدث تأثير ملحوظ على المناخ، يجب أن يكون هناك ثوران بركاني شديد بما فيه الكفاية (لإدخال بعض المواد في الطبقة العليا من الغلاف الجوي) وانبعاث غني للكبريت (حيث يتحول ثاني أكسيد الكبريت إلى هباء كبريتي، وهو ما يهم من الناحية الإشعاعية). وأضاف كولوس إذا حدثت هذه الظروف، يؤدي الثوران البركاني إلى تبريد الطبقة السفلى من الغلاف الجوي ورفع حرارة الطبقة العليا من الغلاف الجوي، ويؤدي تعارض كلا النمطين المقترنين الى زيادة ثاني أكسيد الكربون.. لكن كليهما يستمر لفترة قصيرة من الزمن تقدر ببضع سنوات. وأوضح لكي تحدث البراكين تغيرا في المناخ، سنحتاج إلى إطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكبريت وعمود مرتفع بما فيه الكفاية لإدخال ثاني أكسيد الكبريت هذا إلى الطبقة العليا من الغلاف الجوي.. مشيرا إلى أن جزيئات ثاني أكسيد الكبريت لها أحجام مماثلة للطول الموجي المرئي وهي تشتت بقوة أشعة الشمس الواردة، الأمر الذي سيؤدي إلى تبريد حرارة الكوكب. وكان بركان جبل أجونج قد ثار في عام 1963، وبلغت انبعاثاته مسافة 16 ميلا (ما يعادل 26 كيلو مترا) فوق مستوى البحر. وقد أدى هذا الانفجار العنيف للبركان إلى مقتل نحو 1110 أشخاص. وذكر العالم كولوس أن الثوران البركاني لعام 1963 لم يكن استثنائيا في حجم الرماد الذي أنتجه، لكن حجم الكبريت الذي انبعث منه كان فريدا من نوعه إلى حد ما. ومن جهتهم يقول خبراء إن سلوك بركان جبل أجونج الحالي يطابق تراكم الانفجار الذي حدث في عام 1963، مرجحين أن تنبعث منه كمية مشابهة من ثاني أكسيد الكبريت في الغلاف الجوي. وأدى الانفجار السابق في بركان جبل أجونج الى انخفاض درجات الحرارة العالمية بنسبة 0.2 درجة مئوية لمدة عام، لكن الخبراء يعتقدون ان نشاط البركان الحالي قد يؤدي لخفض درجات الحرارة العالمية لنحو عامين، ثم تبدأ درجات الحرارة في التعافي تدريجيا حتى تصل لطبيعتها بالكامل بحلول عام 2023. ومن جانبه قال زيك هاوسفازر الباحث في مجال المناخ، إن هذه التوقعات التي تستند الى علاقة تاريخية بين الثورات البركانية ودرجة الحرارة، ترجح أن حدوث ثوران في بركان جبل أجونج سيؤدي الى انخفاض درجات الحرارة العالمية بين 0.1 إلى 0.2 درجة مئوية، خلال الفترة من 2018 إلى 2020.

2761

| 29 نوفمبر 2017