أعلن الرئيس التنفيذي للشركة المطورة لتطبيق "واتسآب" جان كوم، أن عدد مستخدمي البرنامج النشطين شهرياً بلغ 800 مليون مستخدم، وذلك عبر منشور على صفحته في موقع فيسبوك. وأوضح كوم أن البرنامج حقق زيادة نسبتها 33% منذ شهر أغسطس الماضي، مقارنة بنهاية العام السابق، إذ بلغ عدد مستخدمي التطبيق النشطين شهرياً مليون مستخدم، مشيراً إلى أنها تعد قفزة غير مسبوقة في تاريخ البرنامج، لاسيما بعد استحواذ فيس بوك عليه. ويعزى السبب في ذلك إلى إطلاق ميزة المكالمات الصوتية لواتسآب لمستخدمي نظام تشغيل أندرويد، وقريباً لمستخدمي "آي أو إس" وأيضاً لـ"ويندوز فون". يُذكر أنه سُربت صورة لشكل ميزة المكالمات الصوتية لمستخدمي "ويندوز فون" في بعض الدول تتضمن "اتصال"، و"مكالمات واردة"، و"رد" و"تجاهل"، و"رسائل"، لتتيح للمستخدمين تبادل المكالمات الصوتية بجودة عالية، بحسب صحيفة "وول ستريت".

قال جان كوم، مؤسس تطبيق واتساب، إن التطبيق العالمي الشهير تخطى حاجز المليار تنزيل على الأجهزة العاملة بنظام التشغيل أندرويد، وجاء هذا الإعلان عبر تغريدة له على موقع تويتر، في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء. وأضاف أيضاً أن فريق الهندسة والتطوير الخاص بالتطبيق على منصة أندرويد مؤلف من 5 أشخاص فقط، في إشارة إلى حجم الإنجاز الكبير الذي يحققه واتساب على منصة أندرويد. مكالمات واتساب تجدر الإشارة إلى أن التصريحات الرسمية والتسريبات، تشير إلى أن خدمة الاتصال الصوتي في واتساب، أو ما بات يعرف بـ"مكالمات واتساب" سيتم إطلاقها رسميا لكافة المستخدمين في الأيام المتبقية من شهر مارس الجاري.

ربما المفاجأة المدوية التي شغلت العالم في الأيام الأخيرة بعد شراء شركة موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك لتطبيق "واتساب" ، لم تكن إلا بداية لمفاجأت متتالية تعلنها الشركة، وعليه فقد أعلن السيد جان كوم المدير التنفيذي لتطبيق "واتساب" اليوم الإثنين في المؤتمر العالمي للهواتف الذي ينعقد حالياً في مدينة برشلونة الإسبانية أن الشركة تعتزم بجدية تقديم خدمة المكالمات الهاتفية عبر تطبيق الواتساب في منتصف العام الجاري، وستكون هذه الخدمة متوفرة على الهواتف الذكية "الإيفون - الأندرويد"، حسبما ذكر موقع سي ان ان بالعربية البوم.وقال كوم معلقاً على تأثير بيع التطبيق لشركة فيس بوك خلال حديثه في المؤتمر العالمي، بأن "واتساب" سيظل مجانياً كما كان عليه ولن يتحول إلى خدمة مدفوعة القيمة، مشيراً ألى أنهم في فريق "واتساب" الذي يتكون من 55 موظفاً حريصون على التميز في العمل من خلال الإفكار المتفردة وأن قابلية الشركة للتغيير شكلت عاملاً رئيسياً ومؤثراً ساهم في صمودها بقوة في قطاع التكنولوجية العالمي الذي يشهد تقلبات بصورة مستمرة ودائمة.وتأتي فكرة إطلاق خدمة المكالمات الهاتفية عبر "واتساب" كردة فعل لتجربة شخصية مر بها المدير التنفيذي للتطبيق عندما كان يعيش مع أسرته في روسيا، وفي ذلك الوقت لم تكن خدمات الهاتف متاحة للكل ولكن كان لأسرته خط تلفون خاص بهم، وأصبح هذا التلفون متاحاً لكل سكان المجمع الذي تقطن فيه أسرته وكان الجيران يأتون إليهم بإستمرار لأستعمال هذا الهاتف للتواصل مع أسرهم وأصدقائهم وأحبائهم، ولهذا السبب قال كوم: نرغب في إضافة المكالمات الصوتية لتطبيق واتساب، حتى يتمكن كل المستخدمين من التواصل مع معارفهم وأصدقائهم في مختلف أنحاء العالم.يذكر ان إعلان خدمة المكالمات الهاتفية عبر واتساب تأتي بعد أيام قليلة من إعلان الشركة بيع تطبيقها لشركة فيس بوك مقابل 19 مليار دولار في صفقة تعتبر الأعلى في عالم شبكات التواصل الإجتماعي حتى الآن.

لم يكن يتوقع أحد أن الطفل الأوكراني البائس الفقير جان كوم سيصبح يوماً "ملك الدردشة" في العالم.. فقر وحرمان وجوع.. ومن نظافة المحلات إلى الجلوس على عرش عظماء التكنولوجيا.. إنها قصة حياة مخترع الـ"واتس آب"، الذي احتل واجهات الصحف العالمية مؤخراً بعد بيع برنامج الدردشة الشهير المخصص للهواتف الذكية، إلى "فيسبوك" بـ 19 مليار دولار. ومن المفارقات أن صفقة المليارات الـ19 لشراء "واتس آب" تمت في المكان ذاته الذي وقف أمامه "جان كوم" يوماً ما وهو طفلاً منتظراً كوبون الإعانة الحكومية من مؤسسة للخدمات الاجتماعية! في قرية فقيرة بمدينة كييف بأوكرانيا.. كانت طفولة "كوم" الطفل الوحيد لمدير مشاريع البناء وربة منزل.. وما بين الحرمان والشقاء وافتقاد أبسط متطلبات الحياه.. ترعرع الطفل محتفظاً بحلمه داخله.. وأخذ يترقب السنوات إلى أن جاء موعد الانطلاق إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهو في السادسة عشرة من عُمره، ولكن الأب اختار البقاء في مسقط راسه تاركاً ابنه وأمه يواجهان مصيرهما. واستمرت معاناة "كوم" وأمه في الدولة العظمى، حيث عملت والدته جليسة أطفال، أمّا هو فكان عاملاً لتنظيف أرضية محل بقالة صغير.. وتمر السنوات عليهما وفي الوقت الذي يحلمان بحياة أفضل كانت المفاجأة وهي إصابة الأم بالسرطان لتزاد الأمور سوءً.. ودون تفكير اتجها إلى العلاج من خلال الإعانات الحكومية للفقراء. يكبر الطفل ومعه آلامه.. وأحلامه ومع بلوغ الثامنة عشرة كانت أولى خطوات "كوم" نحو التغيير الذي لم يكن يعرف ملامحه بعد.. وبدأ الشاب يدخل عالم التقنية معتمداً على نفسه لنقص المال.. وشيئاً فشيئاً يقتحم دنيا شبكات الكمبيوتر من خلال استعارة الكتب القديمة من المكتبات، لينضم إلى مجموعة من قراصنة الانترنت عبر شبكة الدردشة EFnet، عن طريق شاب يدعى "شون فانينغ". ولم تأخذه اهتماماته بالتكنولوجيا بعيداً عن دراسته الجامعية، حيث التحق عام 1996 بجامعة "سان خوسيه ستيت"، إلا أنه ظل يعمل حارساً للأمن في شركة "إرنست ويونيغ" مساءً، ورغم أن الشاب "كوم" استطاع في العام التالي التغلب على أحزانه برحيل والده، وواصل طريقه وانضم إلى قسم الدعاية بشركة "ياهو"، إلا أن الأحزان طاردته بعد 3 سنوات مع رحيل الأم في عام 2000. ومن وسط الآلام تولد الآمال.. ويواصل "جان كوم" حياته بفضل مساندة صديقه في "ياهو" بريان أكتون، وتمر السنوات وتزاد صداقة "كوم وأكتون" ليصبح حلمهما واحد وهو الالتحاق بالشركة العملاقة "فيسبوك"، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث تم رفض طلبيهما عام 2007، ويبدو أنهما قررا إجبار "زوكربيرج" على البحث عنهما بعد سنوات ولكن ليس للعمل لديه ولكن لشراء "واتس آب" أو "ما الجديد؟".. برنامج الدردشة الشهير الذي ظهر للنور عام 2009 واستطاع أن يصل في خلال 5 سنوات إلى 450 مليون مشارك وهو الأمر الذي جعل مؤسس فيسبوك يدفع لهما 19 مليار دولار في صفقة هي الاكبر في عالم التقنية خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن الطرف الثاني "البائع" "مُبتدئ".