كشف وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو أن حوالي 75 جنديا روسيا يتلقون العلاج الطبي في بيلاروسيا بعد تعرضهم للإشعاع أثناء سيطرتهم المؤقتة على محطة /تشيرنوبيل/ للطاقة النووية في أوكرانيا، مشيرا إلى محاولات روسيا منذ بدء التصعيد المسلح إلى السيطرة على نظام الطاقة الأوكراني. وأضاف جالوشينكو، في تصريحات له اليوم، أن القوات الروسية عانت على ما يبدو من الإشعاع بعد الحفر حول أراضي المحطة لعمل سواتر، موضحا أن القوات الروسية تأثرت بشدة، وهي في وضع صعب للغاية، والآن (تتلقى العلاج) في العيادات في بيلاروسيا. وقال: لا أستطيع أن أتخيل أنه يمكنك أن تأمر شخصا ما بالبحث في مناطق ملوثة بمستوى عال من الإشعاع مع وجود لافتات تقول: لا تأتوا. لا تبقوا بالقرب. مضيفا: إنهم جنود، ويتبعون الأوامر فقط. يشار إلى أن وكالة الطاقة النووية الأوكرانية إنرغواتوم أعلنت مؤخرا انسحاب القوات الروسية من موقع /تشيرنوبل/ النووي. وفي اليوم الأول للتدخل العسكري الروسي ضد أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، سيطرت روسيا على /تشيرنوبل/، التي شهدت في 1986 أسوأ حادث نووي في تاريخ البشرية.

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الأنظمة التي تتيح إجراء عمليات مراقبة عن بعد للمواد النووية في / تشيرنوبيل /، المنشأة النووية القريبة من كييف والخاضعة حاليا لسيطرة القوات الروسية، توقفت عن إرسال البيانات إليها. وأشار السيد رافائيل ماريانو غروسي المدير العام للوكالة في بيان اليوم ، إلى أن الإرسال عن بعد للبيانات من أنظمة مراقبة الضمانات المثبتة في محطة /تشيرنوبيل/ للطاقة النووية انقطع. وحذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ، من الوضع الصعب والمرهق الذي يجد فيه العاملون بمحطة /تشيرنوبيل/ للطاقة النووية أنفسهم والمخاطر المحتملة التي يشكلها ذلك على الأمن النووي. وطلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من روسيا السماح لهؤلاء الموظفين بالعمل بالتناوب وبالخلود للراحة وبالعمل لعدد محدد من الساعات، معتبرة هذه الشروط ضرورية لضمان سلامة الموقع، حيث لا يزال أكثر من 200 من الفنيين والحراس عالقين في الموقع وهم يعملون منذ 13 يوما متواصلا تحت المراقبة الروسية. وفيما يتعلق بوضع محطات القوى النووية العاملة في أوكرانيا، قالت الهيئة الرقابية إنه يجري تشغيل ثمانية من أصل 15 مفاعلاً في البلد، بما في ذلك مفاعلين اثنين في محطة /زابوريجيا/ للقوى النووية التي تسيطر عليها القوات الروسية منذ الأسبوع الماضي، وإن موظفي المحطات يؤدون عملهم على أساس التناوب، وأضافت أن مستويات الإشعاع في المواقع طبيعية. و/زابوريجيا/ هي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا وقد دخلت مفاعلاتها الخدمة بين عامي 1984 و1995 وهي ذات تصميم حديث مقارنة بـ/تشرنوبيل/ التي بنيت في 1970 وكانت أول محطة للطاقة النووية في أوكرانيا.

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم موسكو باللجوء إلى /الرعب النووي/ والسعي لتكرار كارثة /تشيرنوبيل/ بقصفها محطة /زابوريجيا/ النووية الواقعة في وسط البلاد والأكبر في أوروبا. وقال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو نشرتها الرئاسة الأوكرانية ليس هناك أي بلد آخر في العالم سوى روسيا أطلق النار على محطات للطاقة النووية.. إنها المرة الأولى في تاريخنا، وفي تاريخ البشرية.. هذه الدولة تلجأ الآن إلى الرعب النووي. وأضاف أن أوكرانيا لديها 15 مفاعلا نوويا، إذا حدث انفجار، فستكون نهاية كل شيء، وسيتم إخلاء أوروبا. ولفت الرئيس الأوكراني إلى أنه فقط تحرك أوروبي فوري يمكنه أن يوقف القوات الروسية. وذكر زيلينسكي بأنه بسبب كارثة تشيرنوبيل عام 1986 مات الآلاف، وتم إجلاء مئات الآلاف، وروسيا تكرر ذلك الآن. وفي سياق متصل، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظيره الأوكراني للاطلاع على آخر المستجدات بشأن حريق محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا. وذكر بيان للبيت الأبيض أن بايدن انضم إلى زيلينسكي في حث روسيا على وقف أنشطتها العسكرية في المنطقة والسماح لفرق الإطفاء والطوارئ بالوصول إلى الموقع. وأعلنت السلطات الأوكرانية أن فرق الإطفاء أخمدت صباح اليوم حريق محطة /زابوريجيا/ النووية الواقعة في وسط البلاد والأكبر في أوروبا. ولاحقا أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن أوكرانيا لم ترصد أي تغير في مستوى الإشعاعات في المحطة عقب القصف، في حين أعلنت السلطات الأوكرانية أن السلامة النووية لمحطة /زابوريجيا/ للطاقة النووية باتت /مضمونة/. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها تتواصل مع السلطات الأوكرانية بشأن الوضع في محطة /زابوريجيا/ النووية. وأوضحت الوكالة في تغريدة عبر حسابها على تويتر نحن على دراية بتقارير عن قصف محطة /زابوريجيا/ للطاقة النووية، ونتواصل مع السلطات الأوكرانية بشأن هذا الوضع .

أعلنت أوكرانيا اليوم سيطرة القوات الروسية على محطة تشيرنوبيل التي شهدت العام 1986 أسوأ حادث نووي في التاريخ. وأعلن السيد دينيس شميكال رئيس الوزراء الاوكراني أن منطقة تشيرنوبيل الواقعة قرب العاصمة كييف أصبحت تحت سيطرة القوات الروسية. وأكد السيد ميخائيل بودلاك مستشار الرئاسة الأوكراني تلك الانباء وقال :إن القوات الروسية استولت على محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية. وأضاف: من المستحيل القول إن محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية آمنة بعد هجوم لا طائل من ورائه من قبل الروس. في الوقت ذاته قال الجيش الأوكراني إن 20 طائرة مروحية روسية من طراز /مي -8/ ألقت مظليين في مطار هوستوميل ، الواقع في إحدى ضواحي كييف. من ناحية أخرى، أعلنت السلطات الأوكرانية أنها فقدت السيطرة على مناطق في جنوب البلاد. وقال مسؤولون محليون لم تعد منطقتا خيرسون وهنيشيسك تخضعان لسيطرة أوكرانيا. وذكرت مصادر أوكرانية أن القوات الروسية انتزعت السيطرة على قناة مائية ومحطة طاقة كهرومائية في جنوب أوكرانيا، وأن هناك مخاوف من أن تقوم روسيا بغزو مدينة أوديسا على البحر الأسود. كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في وقت سابق اليوم إطلاق عملية عسكرية في إقليم /دونباس/، مؤكدا أن بلاده لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية.