رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
لبنان بلا كمامات.. أسعار الأقنعة لامست أسعار الذهب بعد إعلان أول إصابة بالكورونا

لم يكد يخرج الإعلان الرسمي عن تسجيل أوّل حالة إصابة بفيروس كورونا في لبنان ، وهي لسيدة لبنانية أربعينية وصلت إلى مطار بيروت الدولي من إيران، حتى بدأ جنون الفيروس وحالة الهلع تسيطر على اللبنانيين الذين تدافعوا بكل ما أوتوا من سرعة وعجل إلى تأمين صحتهم وتعزيز وقايتهم من تفشي الفيروس الجديد فتوجهوا إلى الصيدليات طلبا لقشة النجاة ألا وهي الكمامات الطبية. ومن اللحظة الأولى التي أقام فيها وزير الصحة مؤتمراً صحافياً للإعلان عن أول حالة كورونا عجّت الصيدليات في مختلف المناطق بطوابير الوافدين إليها لشراء هذه الأقنعة أياً كانت أنواعها ،فكانت المفاجأة أن الكمامات الطبية ، أو “الماسك” المقنّع، أحد أهم التدابير الوقائية من فيروس كورونا، شبه مفقودة من الصيدليات اللبنانية، إلا ما ندر، ومن شركات المستلزمات الطبية، وحتّى من المستشفيات التي تعاني صعوبة في إيجاد الكميات المطلوبة من حاجاتها في السوق اللبناني. أما ما تواجد منها فقد بسرعة قياسية لكن اللافت أكثر أن أسعار الأقنعة الطبية لامست أسعار الذهب فتخطى سعر علبة الأقنعة الذي كان سعره 5 دولارات لدى البعض إلى 20 دولارا كما وصل سعر العلبة في بعض الصيدليات إلى 38 دولارا في غضون ساعات قليلة من الإعلان عن الحالة المصابة. وغصت منصات التواصل الاجتماعي بشكاوى اللبنانيين المتجهمين من الارتفاع الجنوني للأسعار ،وانتقد كثير منهم الصيدليات متهمين بعضها باحتكار الأقنعة الطبية لبيعها في السوق السوداء بأسعار غير منطقية مستغلين حالة الهلع التي سادت في أوساط المواطنين وتهافتهم على تأمين الكمامات. في حين ألقت وسائل إعلام محلية عاتق المسؤولية على الحكومة اللبنانية متهمين ، البلد غير المنتج لهذه المستلزمات، بتصدير كميات هائلة إلى الخارج بهدف التجارة والربح في وقت قرّر العالم تجريم تصدير الكمامات والماسكات الطبية خارج نطاق الدول، بما فيها المصنعة. في المقابل تنفي مصادر وزارة الصحة، اللبنانية صحة هذه الاتهامات وتربط نفاد الكمامات بازدياد الطلب، وتطمئن بأنه لا داع للهلع إذ أن هذا الفيروس مشابه لفيروسات الإنفلونزا التي يمكن الإصابة بها بل إن معدلات الوفاة فيه هي أقل من تلك التي في الإنفلونزا. لكن الهلع قد وقع بالفعل وسقط اللبنانيون في الكورونا بلا كمّامات بعدما غرقوا في الكوارث النقديّة والماليّة والاقتصادية

1586

| 22 فبراير 2020