رفض الكرملين، اليوم الأربعاء، اتهامات الأمم المتحدة لموسكو بانتهاكات لحقوق الإنسان والتمييز خصوصا ضد تتار القرم في شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو من أوكرانيا في 2014. وتبنى مجلس الأمن الدولي الثلاثاء قرارا يدين الانتهاكات والإساءات وإجراءات وممارسات التمييز ضد مواطني القرم المحتلة مؤقتا، ومنهم تتار القرم.. على أيدي سلطات الاحتلال الروسي. والقرار الذي تم تبنيه بغالبية 70 صوتا مقابل 26 صوتا معارضا وامتناع 76 عن التصويت. ودان المجلس فرض النظام القانوني للاتحاد الروسي وتطبيقه بمفعول رجعي، وتأثيره السلبي على وضع حقوق الإنسان في القرم. لكن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال للصحفيين نعتبر هذه التركيبات خاطئة ولا نتفق معها. ضمت موسكو شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود من أوكرانيا في مارس 2014 في أعقاب استفتاء نظم بشكل متعجل راقبته القوات الروسية، ولم يعترف به المجتمع الدولي. وتتار القرم أقلية عرقية مسلمة عارض معظم أفرادها ضم شبه الجزيرة إلى موسكو ويتعرضون لضغوط كبيرة من السلطات الروسية في شبه الجزيرة، وعدد كبير من مسؤوليهم إما مسجونين أو منفيين. وأدى ضم القرم إلى عقوبات أوروبية وأمريكية على موسكو، وعلى القرم نفسها حيث لا تزال شركات دولية ومنها مصارف روسية كبيرة غير متواجدة.

ناشد المجلس القومي لتتار القرم، اليوم الأحد، الأمم المتحدة والاتحاد والمجلس الأوروبيين ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وحلف شمال الأطلسي "ناتو" والمنظمات الدولية الأخرى، تشديد العقوبات والقيود المفروضة على روسيا، على خلفية الأزمة الأوكرانية، وضمها شبه جزيرة القرم. جاء ذلك في بيان أصدره المجلس حول المخاطر الجدية التي تهدد نائبي رئيسه، علمي عميروف، و أدهم تشيغوز، وسجناء سياسيين آخرين اعتقلتهم السلطات الروسية. وأشار المجلس إلى احتجاز جهاز الأمن الفيدرالي الروسي لعميروف في عيادة نفسية، مضيفا: "عملية محاكمة عميروف هو جزء من حرب نفسية ممنهجة يطبقها الاحتلال الروسي على التتار الذين هم سكان القرم الأصليين". وتابع: "تعمل الحكومة الروسية المحتلة على قمع وحدة وإرادة تتار القرم، عبر زيادة الضغوط عليهم، وذلك في تحد لدعوات ومناشدات المنظمات الدولية، التي عبرت عن قلقها لانتهاكات حقوق الإنسان وحقوق التتار في القرم". ولفت المجلس إلى ضرورة إطلاق سراح نائبي رئيس المجلس والناشطين في مجال حقوق الإنسان، علي أسانوف، و مصطفى دييرمنجي، وباقي المعتقلين السياسيين، مشيرا إلى ضرورة ضمان حقوق الإنسان وتأمين ظروف معيشية آمنة لجميع ساكني القرم. والمجلس القومي لتتار القرم، هو هيئة تقوم بإدارة وتمثيل تتار القرم، ويتم اختيار أعضائه بعملية انتخابية متعددة المراحل؛ حيث يقوم تتار القرم القاطنيين في شبه الجزيرة، بالتصويت لانتخاب المؤتمر الوطني لتتار القرم المكون من 250 مندوبًا، وهذا المؤتمر يقوم أولا باختيار رئيس للمجلس ثم اختيار أعضائه الـ 33. ويتكون المجلس القومي لتتار القرم وجميع المجالس المنضوية تحته، من ألفين و500 عضو، ولدى المجلس صلاحية اتخاذ القرارات بخصوص كل ما يتعلق بتتار القرم.

دعت أوكرانيا، المجتمع الدولي إلى الضغط على روسيا لوقف أعمال القمع والعنف ضد تتار القرم، المستمرة منذ إقدام موسكو على ضم شبه جزيرة القرم إلى أراضيها عام 2014، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأوكرانية، اليوم الخميس. ونشرت الوزارة البيان، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وحثت خلاله المتحدثة باسمها، ماريانا بيتسا "المجتمع الدولي على مواصلة الضغط على الحكومة الروسية لمنع تكرار مأساة عام 1944". الجدير بالذكر، أن بيوت تتار القرم وأراضيهم قد تعرضت في عهد الزعيم السوفييتي، جوزيف ستالين، للمصادرة بتهمة "الخيانة"، وتم توزيع هذه الأراضي، آنذاك، على العمال الروس الذين تم جلبهم وتوطينهم في شبه جزيرة القرم ذات الموقع الإستراتيجي الهام، شمال البحر الأسود. وكانت روسيا، قد ضمت شبه جزيرة القرم إلى أراضيها بعد أن كانت تتبع أوكرانيا، عقب استفتاء من جانب واحد جرى في شبه الجزيرة، في 16 مارس 2014، دون اكتراث للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، ثم منعت القادة السياسيين لتتار القرم من دخول شبه الجزيرة.

طالب اتحاد مسلمي بولندا ومنظمة التتار البولنديين السلطات البولندية بتقديم الدعم للتتار المسلمين الذين نزحوا من شبه جزيرة القرم. وانتقد مفتي مسلمي بولندا، توماش ميسكيفيتش، أمس الثلاثاء، في مدينة بياليستوك، قرار هيئة الأجانب البولندية، رفض منح 2 من تتار القرم صفة لاجئ. قائلا، في بيان للاتحاد، إن تتار القرم يأملون في العثور في بولندا على الحماية لهم ولأسرهم. ورفضت السلطات منح المسلمين الـ2 صفة اللجوء في بولندا، لأنهما كانا يستطيعان اللجوء في أجزاء أخرى من أوكرانيا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البولندية "بي ايه بي"، اليوم الأربعاء. مؤكدة أن دولة أوكرانيا لاتزال قائمة وأنها قدمت عروضا لمساعدة النزوح الداخلي من شبه جزيرة القرم إلى أجزاء أخرى من أوكرانيا. غير أن مفتي مسلمي بولندا انتقد قرار سلطات بلاده، قئالا إن على بولندا أن تعترف بالحقوق الإنسانية للاجئين وأن تحترم هذه الحقوق بصفتها عضوا بالاتحاد الأوروبي.

أعلنت منظمة العفو الدولية، "أن تتار شبه جزيرة القرم يواجهون "مصيراً غامضاً" في منطقة تم ضمها إلى روسيا". وأشار بيان للمنظمة، اليوم الجمعة، أن تتار القرم "لن يدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها نهاية الأسبوع الحالي في أوكرانيا". كما نقل البيان، عن "جون دالوسين" مدير برنامج أوروبا ووسط آسيا بالمنظمة، قوله "المجتمع التتري يواجه عنفاً وتمييزاً متزايداً بحقه منذ ضم القرم إلى روسيا في مارس الفائت، على الرغم من تطمينات سلطات القرم الفعلية بحماية حقوق التتار هناك". وأوضح دالوسين، أن "المسؤولين الروس لم يمنعوا اعتداءات الجماعات المسلحة على التتار"، لافتاً أن الروس "يمارسون ضغوطاً على تتار القرم عبر تهديد قادتهم"، وأضاف، "إن قرابة 7 آلاف من التتار غادروا القرم حتى الآن، فيما وقع من بقي فيها بين خيار التخلي عن الجنسية الأوكرانية أو نيل الجنسية الروسية".

أعربت فيكتوريا نولاند، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأوروبية، وأعضاء الكونجرس عن قلقهم البالغ حيال المعاملة التي تتعامل بها روسيا تجاه تتار إقليم القرم. جاء ذلك في الجلسة التي عقدتها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أمس الخميس، حول "الجهود الروسية لزعزعة استقرار أوكرانيا"، والتي أجابت فيها نولاند على أسئلة نواب المجلس . وذكرت نولاند في هذا السياق، "نحن نشعر بقلق بالغ حيال حقوق الإنسان في القرم، ولا سيما كيفية المعاملة التي تتم بحق تتار القرم"، مشيرة إلى أن، مصطفى عبد الجميل أوغلو الرئيس السابق لمجلس تتار القرم، والنائب الأوكراني الحالي، تم إبعاده عن الإقليم حتى العام 2019، وأن مواطنا من التتار تم اختطافه في مدينة "سيفاستوبول" وتعذيبه بشكل غير آدمي. وأفادت المسؤولة الأمريكية، أن تلك الفترة التي يمثل فيها تتار القرم أغلبية في الإقليم، شهدت إبعاد نحو 7 ألاف منهم عن الإقليم، مضيفة "فالتتار المحليين إذا لم يقبلوا بالجنسية الروسية، يتعين عليهم أن يتركوا ممتلكاتهم، ويغادروا أراضيهم وديارهم". وناشدت نولاند روسيا، تطبيق معايير حقوق الإنسان التي ترضاها لشعبها، حيال القرم وساكنيه من مختلف القوميات دون تمييز.

أوضح نائب رئيس المجلس الوطني لتتار القرم، "أصلان عمر قرملي"، أنَّ السلطات الروسية في مطار موسكو، منعت زعيم تتار القرم، والنائب في البرلمان الأوكراني، "مصطفى عبد الجميل قرم أوغلو"، من دخول شبه جزيرة القرم، لافتاً إلى أنَّ موسكو كانت محطة ترانزيت له بين ألمانيا والقرم. وأفاد قرملي، أنَّ السلطات الروسية لم تستكمل إجراءات جواز سفره للدخول إلى القرم، بحجة أنه ممنوع من دخول الأراضي الروسية. ولفت قرملي، إلى أنَّ زعيم تتار القرم اضطر للتوجه إلى العاصمة الأوكرانية كييف، بعد منعه من دخول القرم.

دعا المجلس الوطني لتتار القرم، الأمم المتحدة لإرسال قوة حفظ سلام بشكل عاجل إلى جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي في أوكرانيا، لتجنب إراقة الدماء فيها عقب اتخاذ برلمان القرم قراراً بالانضمام إلى روسيا. وأوضح بيان للمجلس، اليوم السبت، أن قرار برلمان القرم "الذي اتُخذ تحت تهديد سلاح المليشيات" يعتبر مخالفاً للقانون الدولي والدستور الأوكراني، مشيراً إلى الموقف "المتناقض" لبرلمان القرم، إذ إنه اتخذ قراراً بالانضمام إلى روسيا، إلا أنه وفي القرار نفسه أعلن إجراء استفتاء في 16 آذار مارس الجاري، من أجل الانضمام إلى روسيا، وهو ما يظهر خرقاً قانونياً غير منطقي. وذكر البيان أن الوضع في القرم خطير ويزداد سوءاً مع مرور الأيام، مشيراً إلى زيادة الهجمات على سكان القرم المسالمين من قبل ميليشيات مسلحة موالية لروسيا، والتي تتلقى دعمها من الجيش الروسي، مبيناً أن إراقة الدماء هي مسألة وقت في القرم، داعياً الأمم المتحدة إلى إرسال قوات سلام بشكل عاجل إلى القرم، من أجل الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا ومنع إراقة الدماء فيها.

نظم مئات الأشخاص بينهم عدد من تتار القرم مظاهرة أمام البيت الأبيض، احتجاجاً على التدخل العسكري الروسي في شبه الجزيرة ذات الحكم الذاتي التابعة لأوكرانيا، وسياسة موسكو في الملف الأوكراني. كما شارك أتراك في المظاهرة التي كان معظم المشاركين فيها أمريكيون من أصول أوكرانية، حيث ردد المحتجون هتافات "لا لروسيا لا لبوتين"، حاملين لافتات كتبوا عليها " لا للإمبراطورية الروسية" و"ساعدوا الأقليات في القرم". وانتقد المتحدثون خلال الاحتجاج الموقف الروسي حيال أوكرانيا، واعتبروه انتهاكاً للقانون الدولي والدستور الأوكراني، فيما أكد الأتراك المشاركون في المظاهرة أنهم جاؤوا تضامنا مع أشقائهم تتار القرم.