قتل 3 جنود على الأقل، وجرح 4 آخرون في هجوم انتحاري، اليوم الثلاثاء، استهدف نقطة أمنية إلى الغرب من مدينة بنغازي الواقعة شرقي ليبيا، بحسب مسؤول عسكري. وقال مسؤول في كتيبة الجوارح، التابعة للقوات الخاصة في الجيش الليبي، إن "انتحارياً فجر نفسه بسيارة مفخخة، اليوم الثلاثاء، مما أدى إلى مقتل 3 جنود، وجرح 4 آخرين من عناصر الكتيبة". وأضاف المصدر، أن "الانتحاري اقتحم بسيارته البوابة قبل أن يقدم على تفجير نفسه وسط إجراءات التفتيش الاعتيادية التي يقوم بها الجنود في النقطة الأمنية، وهي الأهم على الطريق الذي يربط بين بنغازي وأجدابيا". ووقع الهجوم الانتحاري في بوابة الجليداية، التي تبعد نحو 100 كيلومتر إلى الغرب من بنغازي، فيما كانت النقطة العسكرية تعمل على ضمان أمن الطريق بين أجدابيا وبنغازي. وقد شهدت البوابة ذاتها هجوماً مماثلا في 30 أكتوبر الماضي، لكنه لم يسفر عن مقتل أحد نظراً لانفجار السيارة المفخخة التي كان يقودها الانتحاري على مسافة أمتار من النقطة الأمنية. وتسعى قوات الجيش منذ أشهر للسيطرة على بنغازي، التي يوجد فيها مسلحون من عدة جماعات متشددة، لكن منطقتي الصابري والليثي مستعصيتان حتى الآن على الجيش.

حذر الجنرال ديفيد رودريجيز قائد القوات الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، من تداعيات عدم الاستقرار في ليبيا على الأمن الإقليمي. وقال الجنرال لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الصادرة، اليوم السبت، جزء من مهمتنا هو ردع وهزيمة التهديدات التي تشمل عددا من الدول، لهذا تساهم "أفريكوم" في الجهود الأمريكية والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في أفريقيا، ويحدث ذلك من خلال تعزيز قدرات شركائنا وتمكينهم وتمكين حلفائنا. وأضاف: "بالنسبة لليبيا، صار لعدم الاستقرار فيها تأثيرات على الأمن الإقليمي وسمحت حدود ليبيا، التي يسهل اختراقها، بتسلل المقاتلين والأسلحة والذخيرة والموارد والآيديولوجيات والتكتيكات والتكنولوجيات والإجراءات". وتابع "لهذا يحتاج التصدي للتحديات الأمنية المترتبة عن عدم الاستقرار في ليبيا إلى جهد إقليمي ودولي"، ونفي أي وجود عسكري أمريكي في مدينة بنغازي الليبية. واستطرد "نجحنا في تعميق تعاوننا مع شركاء أفارقة، ومع شركاء أوروبيين". وأضاف "أعتقد أننا أصبحنا الآن أكثر فعالية في ذلك، وأننا أصبحنا أكثر فعالية في مجالات كثيرة تتعلق بمساعدة الشركاء على تعزيز قدراتهم وأيضا، على تمكين الشركاء والحلفاء من التصدي للتهديدات الإقليمية".

رفض مئات المتظاهرين في بنغازي الليبية مساء اليوم الجمعة، تمديد مدة فترة البرلمان، وطالبوا بإسقاط الحكومة المؤقتة الحالية التي يترأسها علي زيدان. ودعا المتظاهرون، خلال تجمعهم وسط المدينة، إلى تشكيل حكومة أزمة بديلة لحكومة زيدان، التي اتهموها بالفشل في معالجة الأوضاع الأمنية وتحقيق تطلعات الليبيين بعد الثورة التي قضت على نظام العقيد الراحل معمر القذافي. وشدد المتظاهرون، في هتافاتهم واللافتات التي حملوها، على ضرورة الإسراع في بناء الجيش والشرطة، رافضين أي تواجد للكتائب المسلحة من الثوار السابقين، متهمين إياهم بالتسبب في تأزم الأوضاع الأمنية. وفيما أعتبر المتظاهرون القرار الذي اتخذه البرلمان بتمديد فترة ولايته إلى شهر ديسمبر القادم انقلابا على الشرعية، طالبوا بالعمل على تشكيل جسم جديد بديلا عن هذا البرلمان المنتخب من قبل الليبيين أنفسهم في شهر يوليو من العام 2012.