اليوم الجمعة الفرق واصلت منافساتها في أجواء ملؤها الاصرار والعزيمة والتحدي الغاصة تغلبوا على التحديات واستعادوا أمجاد الأجداد في رحلاتهم البحرية يسدل الستار اليوم الجمعة على فعاليات النسخة الثامنة لمهرجان سنيار، حيث يشهد سيف كتارا اختتام بطولة الغوص على اللؤلؤ وتتويج الفائزين بالمراكز الأولى ، وذلك ضمن احتفالية تراثية تقام على الواجهة البحرية لكتارا إيذانا بانتهاء البطولة واحتفاء بعودة النواخذة والغاصة ، يحضرها الأهالي في محاكاة ترسخ تراث قطر البحري في نفوس الشباب وتحثهم على التمسك بالماضي الأصيل ، حيث تصل المحامل التقليدية 11 إلى سيف كتارا في الساعة الثالثة والنصف عصرا. وكانت بطولة الغوص على اللؤلؤ آخر فعاليات مهرجان سنيار الثامن ، قد شهدت منافسات ساخنة ومثيرة بين المشاركين في أجواء استعادت تقاليد الآباء والأجداد خلال رحلاتهم البحرية في عصر الغوص وما اكتنفها من مخاطر وظروف شاقة، حيث واصلت الفرق المشاركة منافساتها بروح ملؤها الإصرار والعزيمة والتحدي، واستطاع الغاصة أن يقوموا بمهامهم على الرغم من الصعوبات التي واجهتهم، ويغوصوا في أعماق البحر، بوسائل تقليدية قديمة ودون الاستعانة باسطوانات الاوكسجين، ويمضوا على هذه الحالة حتى منتصف النهار، تتخللها فترات زمنية قصيرة من الصعود إلى سطح المحمل للتنفس تسودها أجواء أسرية حميمة تصدح فيها أصوات النهامين ببعض الأغاني والمواويل التي تحفزهم على الصبر وتحمل المشقات، كما تمكن هؤلاء من جمع حصيلة وافرة من المحار وفق مقاس 6 سم، معربين عن فخرهم واعتزازهم بخوص هذه التجربة الاستثنائية التي استذكروا من خلالها معاناة أجدادهم في طلب الرزق والحصول على لقمة العيش ، وأظهرت المنافسات المستوى الرفيع للقدرات البدنية والمهارات المتميزة للغاصة المشاركين، كما اتسم أداؤهم على ظهر السفينة بالتعاون والتعاضد والصبر. وكانت المنافسات قد بدأت صباح يوم الأربعاء الماضي من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة 12 ظهرا، لتتواصل يومي الخميس والجمعة، في أعماق تتراوح بين 5 و15 مترا ، يشار إلى أن النتائج الأخيرة التي تحدد الفوز بالمراكز الأولى تتم بعد احتساب عدد المحار المصطاد من البحر والذي ستتم إعادته إلى أعماق المياه، حفاظاً على حالة البيئة البحرية القطرية وحمايتها.

النوخذة عدنان الحمادي يحصد لقب سردال البطولة ويتسلم الراية غواصان عمانيان وقطري يقتنصون المراكز الأولى في مسابقة التبة توّجت كتارا الفائزين بالمراكز الأولى في بطولة الغوص على اللؤلؤ أولى بطولات مهرجان سنيار السابع، وذلك في احتفالية القفال التي أقيمت على شاطئ كتارا مساء اليوم الجمعة بحضور الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، بالإضافة إلى جمهور غفير من الأهالي وزوار كتارا. وقام الدكتور السليطي بتتويج الفائزين بالمراكز الأولى في بطولة الغوص على اللؤلؤ ومسابقة التبة، وجاء فريق خور العديد الفائز بالمركز الأول الذي تسلم نوخذته عدنان محمد الحمادي راية سردال البطولة القادمة، ثم فريق الهير الذي حل بالمركز الثاني، فيما نال فريق غيص المركز الثالث، وجاءت المراكز من الرابع إلى العاشر إلى الفرق التالية:العالية، لفان، العقدة، المجدمي، الدالوب، العافور، ركن، الجنوب، العنابي، الوكرة، همس الجنوب، شويمسة. وكانت قفال بطولة الغوص على اللؤلؤ قد وصل سيف كتارا في الساعة الخامسة مساء، وعقب وصول المحامل التقليدية المشاركة، ترجل النواخذة والغاصة ليصطفوا أمام منصة التتويج ، في الوقت الذي كان فيه الأهالي باستقبالهم على شاطئ كتارا، في احتفالية تفيض بالفرح والسرور، وتحتفي بعودة البحارة سالمين غانمين من رحلتهم البحرية. كما تم تتويج الفائزين بمسابقة التبة وهي المسابقة الفردية التي أدرجتها اللجنة المنظمة للمرة الأولى هذا العام، حيث نال الغواص عمر العريمي من سلطنة عمان المركز الأول بمجموع قدره (579 محارة)، تلاه الغواص محمد النعيمي من قطر بالمركز الثاني بمجموع (402 محارة)، ثم الغواص علي سعيد الفارسي من سلطنة عمان بالمركز الثالث بمجموع قدره (394 محارة)... وكانت بطولة الغوص على اللؤلؤ قد اختتمت ظهر اليوم بعد منافسات جرت على مدار يومين كاملين في حالة العسيري (40 كم ) بمشاركة 15 محملاً تقليدياً على متنهم 165 غواصاً، وأدى النواخذة والغاصة صلاة الظهر على ظهر محاملهم التقليدية التي توجهت إلى سيف كتارا بقيادة السردال محمد الهاشمي نوخذة فريق ركن. من جانبه، أشاد مبارك الهاجري رئيس اللجنة المنظمة لبطولة الغوص على اللؤلؤ بروح التنافس النزيه بين الفرق المتنافسة، مشيراً إلى أن البطولة نجحت بكل المقاييس وتميزت بأجواء حميمة ذات طابع عائلي يسودها روح التعاون والتكاتف، وأمضى النواخذة واليزوة والغاصة منافساتهم في تقاليد تحاكي نفس الظروف التي عاشها الآباء والأجداد خلال رحلاتهم البحرية في عصر الغوص والصيد. ترحيب بالنتائج بدورهم أعرب النواخذة المشاركون في بطولة الغوص على اللؤلؤ عن سعادتهم بالنتائج التي حصلوا عليها رغم كل ما اعترضهم من تحديات وتقلبات في ظروف الطقس والتيارات الهوائية التي سادت في اليوم الثاني من المنافسات، مشيرين إلى أن المشاركة في البطولة أكسبتهم الخبرة والجرأة ومجابهة الصعاب، موضحين أن حياة البحر تحتاج إلى قوة تحمل كبيرة والتحلي بروح التعاون بين أفراد الفريق الواحد، لافتين إلى أن البطولة منحت الأطفال المشاركين فرصة قيمة لتعلم أصول الغطس بالوسائل التقليدية القديمة وهو ما أضاف إلى حصيلتهم، خبرة ومهارة عالية في الغوص.