ناقشت ورشة عمل نظمها مركز الكندي لبحوث الحوسبة بجامعة قطر، وبدعم من برنامج حلف الناتو للعلوم من أجل السلام والأمن، التحديات المستقبلية التي تواجه المرأة في مجال الأمن السيبراني وسبل مواجهة تلك التحديات، بالإضافة لبحث آليات التعاون لتأسيس بحوث وبرامج مشتركة في هذا المجال. وتأتي هذه الورشة في إطار دور الجامعة لبناء القدرات في مجال الأمن المعلوماتي وتعزيز قدرات المرأة بشكل خاص ونشر الوعي بمخاطر التهديدات التي تطال الفضاء السيبراني وأثرها على المجتمع بشكل عام. وتحدثت في الورشة سعادة الدكتورة حصة الجابر رئيس مجلس إدارة الشركة القطرية للأقمار الصناعية عن أهم التحديات التي تواجه المرأة في مجال الأمن المعلوماتي وقدمت نصائح للمشاركات حثتهم فيها على مزيد من الدراسة والعمل الجاد لتغيير ثقافة المجتمع حول العديد من القضايا التي تدخل في صميم عمل المرأة اليوم. بدورها قالت الدكتورة نورة فطيس مدير مركز الكندي لبحوث الحوسبة إن الورشة التي نظمت بالتعاون مع برنامج حلف الناتو للعلوم من أجل السلام والأمن جاءت بمبادرة من المركز الذي تقدم بطلب عقد مثل هذه الورشة.. وقالت تقدمنا بمقترح المرأة السيبرانية لبرنامج حلف الناتو للعلوم من أجل السلام والأمن وحصلنا على منحة لعقد الورشة التي حظيت بدعم وموافقة كافة دول الحلف. وأوضحت أن المرأة السيبرانية هي مبادرة مستقاة من رؤية قطر 2030 التي تشجع وتمكن المرأة بشكل عام وفي هذه المبادرة ركزنا على تمكين المرأة في هذا المجال الحيوي لدعم رؤية الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني التي تمثل خريطة طريق، وللمساهمة في صناعة وتطوير فضاء سيبراني آمن لحماية المصالح الوطنية للدولة وللحفاظ على الحقوق والقيم الأساسية للمجتمع القطري. كما أشارت إلى أن هذه الفعالية تؤكد الاهتمام الذي يوليه مركز الكندي لبحوث الحوسبة بأبحاث الأمن السيبراني وحرصه على التنسيق مع الجهات المحلية والدولية لتنظيم عمل مشترك في هذا المجال إيمانا بأهمية الشراكات المختلفة لمساندة مرتكزات التقطير. وأضافت تدعم هذه الورشة ضرورة تطوير آليات مكافحة الجرائم السيبرانية، وزيادة الوعي بمخاطرها، وأهمية رفع وتعزيز مستوى الأمن المتعلق بهذا النوع من الجرائم في المنظمات والمؤسسات العامة والخاصة، بالإضافة إلى مواكبة التكنولوجيا والتقنيات الحديثة والتي من شأنها أن تجعل الأنظمة الإلكترونية أكثر أمنا وتماسكا، وأكثر قدرة على مواجهة تحديات الأمن السيبراني والتصدي للجرائم العابرة للحدود. ونبهت إلى أن الأمن السيبراني أصبح في الوقت الراهن أمرا أساسيا لمختلف شرائح المجتمع ولمجموعة واسعة من المجالات والصناعات مثل الطاقة، والرعاية الصحية، والمالية، والأعمال التجارية والاقتصاد، والنقل، والحكومة، والإعلام والاتصالات، ووسائل التواصل الاجتماعي، والأفراد. وبينت الدكتورة نوره فطيس أن ارتكاب الجرائم الالكترونية كان حتى وقت قريب يقتصر على أفراد أو مجموعات صغيرة، لكن مع اتساع شبكات الإنترنت أصبحت هذه الجرائم أكثر تعقيدا وانتشارا، وتلحق أضرارا كبيرة بالشركات والمؤسسات. ولفتت إلى أنه في ظل هذه التحديات ذات الصلة بالأمن المعلوماتي فإن مركز الكندي حريص على بناء قدرات وطنية قادرة على مواجهة مثل هذه التحديات ودعم مهارات الأفراد والجهات من خلال الدورات التدريبية والبحوث المشتركة والبرامج المختلفة، إلى جانب عقد شراكات مع جهات مختلفة محلية ودولية للمساهمة بفاعلية في هذا المجال والقيام بأبحاث متقدمة واستقطاب كل ما هو جديد. يشار إلى أن المركز أطلق هذا العام 11 مبادرة في مجال الأمن السيبراني إلى جانب مبادرته المرأة السيبرانية مثل النشأ السيبراني، والتي تتضمن برامج عن الأمن السيبراني لطلاب المدارس، والتحدي السيبراني لزيادة الوعي الأمني في مجال المعلومات مع تدريب خاص لفعالية كأس العالم 2022 باستخدام السايبر رينج، وأكاديمية الأمن السيبراني لتطوير مهارات الخبراء في هذا المجال.