قتلت قوات الشرطة والجيش المصرية في ميدان التحرير متظاهرا وأصابت 8 آخرين بالرصاص واعتقلت 85 من المتظاهرين الذين خرجوا أمس السبت، للتظاهر بالقرب من ميدان التحرير "ميدان عبد المنعم رياض"، احتجاجا على تبرئة المحكمة للرئيس الأسبق، حسني مبارك، ووزير داخلية، حبيب العادلي، و6 من قيادات الشرطة، وقامت بتفريق المتظاهرين بالقوة واستخدمت الغاز المسيل للدموع وأغلقت كوبري أكتوبر ومحطة مترو جمال عبد الناصر. وأعلن الدكتور حسام عبد الغفار، المستشار الإعلامي لوزير الصحة المصري، أن مستشفى القصر العيني استقبل، مساء أمس السبت، أول حالة وفاة نتيجة الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن بميدان عبد المنعم رياض مصابا بطلق ناري، مشيرا إلى أن أعداد المصابين وصلت، إلى 8 حالات، وأن الإصابات تتنوع ما بين اختناق بالغاز وإصابات بطلقات الرصاص الخرطوش. واحتشد نحو 1000 شخص قرب ميدان التحرير ورددوا هتافات "يسقط حكم العسكر" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، كما رددوا شعارات ضد مبارك والرئيس عبد الفتاح السيسي، وهتافات معادية للداخلية ومتوعدة باستكمال ثورة يناير والقصاص من الشهداء. وفرضت قوات الأمن طوقا أمنيا بمحيط ميدان عبد المنعم رياض، حيث ألقت القبض على عشرات المحتجين المتواجدين بمحيط الميدان والشوارع الجانبية، وتم اقتيادهم إلى داخل المتحف المصري. وسادت حالة من الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الشرطة، التي قامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق التظاهرة، وقامت بمطاردتهم حتى شارع 26 يوليو والإسعاف. واعتدت قوات الشرطة على المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه والرصاص الخرطوش، مما أدى إلى تفريقهم في الشوارع الجانبية للميدان، ورد متظاهرون بإطلاق ألعاب نارية وجرت عمليات كر وفر أغلق بموجبها شارع الجلاء القريب من الميدان. وفي ميدان التحرير، استخدمت الشرطة المصرية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، وطاردت المحتجين في الشوارع الجانبية قرب الميدان الذي انطلقت منه ثورة 2011 التي أطاحت بمبارك. وذكر بيان للداخلية المصرية أن قوات الشرطة قامت بتفريق المحتجين بعد أن انضم إليهم عناصر من جماعة الإخوان المسلمين. وأغلقت قوات الأمن شارع محمود بسيوني المؤدي لميدان عبد المنعم رياض للسيطرة على الوضع بعد تزايد أعداد المتظاهرين أمام المتحف المصري. وتزايدت أعداد المتظاهرين المناهضين للحكم ببراءة مبارك، في محيط "ميدان التحرير"، بوسط القاهرة، وسط انتشار كثيف لقوات الجيش والشرطة في الميدان، حسبما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط. وفي الإسكندرية، خرجت "مسيرة لشباب القوى الثورية بالإسكندرية"، رفضا لحكم البراءة، ونقلت الوكالة عن مدير مباحث الإسكندرية، العميد شريف عبد الحميد، أن قوات الأمن ألقت القبض على 4 أشخاص. وفي نفس السياق، أغلقت قوات الجيش والشرطة المصريين ميدان التحرير، اليوم الأحد، ولليوم الثاني على التوالي، بعد محاولة عدد من الحركات، من بينها شباب ألتراس، مساء أمس السبت، دخول ميدان التحرير والاعتصام به اعتراضا على الحكم الذي أصدرته محكمة جنايات القاهرة ببراءة الرئيس الأسبق حسني مبارك ووزير داخليته وعدد من مساعديه. وانتشرت مدرعات ومصفحات قوات فض الشغب على مداخل الميدان من جهة ميدان عبد المنعم رياض وميدان طلعت حرب ومحيط مبنى ماسبيرو وسط فرض كردون أمني على جميع المداخل بالحواجز الحديدية.

تتابعت التعليقات الرافضة لأحكام البراءة بحق الرئيس الأسبق حسني مبارك وعدد من رموز نظامه على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما سارعت صفحة "آسفين يا ريس"، المؤيدة لمبارك، إلى إطلاق أول أغنية "احتفاءً" بالحكم. واكتست الحسابات الرسمية لأبرز نشطاء ثورة 25 يناير بصور مجمعة لضحايا الثورة وفيديوهات توثق لحظات مقتلهم. في المقابل غرّد "أبناء مبارك"، كما اصطلح على تسميتهم إعلاميا، معبرين عن فرحتهم بحكم البراءة. الرافضون أيمن نور، السياسي المصري المعارض، أطلق عدة تغريدات عبر حسابه الرسمي على "تويتر" تعليقا على الحكم وذيلها بهاشتاج "25 يناير ليس ببعيد"، قال فيها: "العدالة لم تكن معصوبة العينين بل كانت مبصرة وهي تخلط بين بحر القانون ونهر السياسة"، مضيفا: "ثورتنا كانت رومانسية.. أحلامها تحولت لكوابيس.. شهداؤها يتحولون لقتلى.. أيقوناتها يتحولون إلى خونة". وعقب صدور الحكم بدقائق معدودة نشرت الصفحة الرسمية لـ"حركة 6 إبريل / الجبهة الديمقراطية"، المعارضة للسلطات الحالية، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تدوينة مقتضبة، جاء فيها: "يسقط حكم (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي مبارك"؛ حيث لاقت إعجاب أكثر من 12 ألف متابع، وإعادة نشر من قبل 830 متابعا، كما ذيلت بـ 24 ألف تعليق. فيما علق الشاعر المعارض عبد الرحمن يوسف علق على الحكم عبر حسابه الرسمي على تويتر؛ بقوله: "أسأل الله العظيم أن يمد في عمرك يا مبارك كي تحاكمك الثورة محاكمة حقيقية يكون فيها الشعب هو صاحب المقام الرفيع.. مسألة وقت". فيما أطلق الإعلامي حمدي قنديل، المؤيد للسلطات الحالية، تغريدة مقتضبة على "تويتر" كتب فيها: "التاريخ لا يكتبه أحكام القضاء". جمال عيد، الناشط الحقوقي والمؤيد للسلطات الحالية، قال في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، "الثورة المضادة تحرق أوراقها بسرعة.. هذا مفيد إن كنتم تعلمون.. جولة لها والنصر لنا". فيما قال الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك): "يوم حزين في تاريخ العدالة البشرية، ووصمة عار في جبين القضاء المصري.. إلى ديّان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم". والد مهاب علي، أحد ضحايا ثورة 25 يناير، علق عبر حساب نجله على فيس بوك، "اتركوا لنا الدموع والحسرة واستمروا في ثورتكم.. لا داعي لرسائل الشفقة والتعاطف، معركة الثورة لم تحسم بعد وسيظل شهداؤها وقودها". المؤيدون في المقابل، احتفلت صفحة "احنا آسفين يا ريس" على موقع (فيسبوك) بحكم البراءة، وتداول أعضاؤها صورا تظهرهم وهم يتبادلون توزيع الحلوى أمام مقر المحاكمة ويلوحون بعلامات النصر. وقبل بدء الجلسة بقليل، نشطت الصفحة في نشر صور الرئيس الأسبق حسني مبارك، مذيلة بآيات قرآنية أبرزها: "فدعا ربه أني مغلوب فانتصر". وبعد النطق بالحكم بساعة ونصف الساعة، نشرت الصفحة أول أغنية لمبارك عقب البراءة حملت عنوان: "علشان بطل". ومن ضمن كلماتها: "علشان بطل من يومه سابها باحترام.. مقبلش يهرب قال هموت على أرضها.. بلدي عزيزة ومهما كان أهلي كرام.. بكرة الحقيقة تبان وتظهر كلها". وحركة "إحنا آسفين يا ريس" حركة سياسية مؤيدة لمبارك، ظهرت من خلال صفحة على الفيس بوك إبان تنحيه عقب اندلاع ثورة 25 يناير وتضم مليونا و681 ألف متابع. وضمن ردود الأفعال المحتفية بالحكم، قال ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي سابقا في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "يكفي مصر فخرا أن رئيسها الأسبق حسني مبارك كان بإمكانه مغادرتها وعدم العودة إليها، إلا أنه آثر الامتثال للعدالة في حين رأينا هروب الإخوان".