أكد عدد من بائعي الصقور بسوق واقف أن تجارة الصقور في قطر وفي الخليج عموما تحظى بإقبال كبير من مختلف الشرائح العمرية، وذلك لارتباطها الوثيق بأسلوب حياة الآباء والأجداد والرياضات التقليدية التي كانوا يمارسونها وعمقها في الترث القطري الأصيل، حيث يقبل على شراء الصقور الأطفال والشباب وكبار السن على حد السواء، وذلك ما يعكس مدى تشبث القطريين بتراثهم العريق الذي توارثوه عن آبائهم واجدادهم، كما يكشف مدى سعيهم إلى المحافظة على هذه الثقافة الرياضية العتيقة، حيث تعتبر الصقور رمزاً للكرامة والشجاعة والفخر. وقالوا لـ الشرق ان هناك أنواعا متعددة للصقور فهناك صقور تعيش في المناطق المتجمدة كصقر الجير وهناك صقور تعيش في المناطق الجبلية الساحلية كصقر الشاهين وهناك صقور تعيش في المنحدرات الحادة العالية كصقور الحر وتختلف اسعارها كثيرا حسب نوعها، ولكنهم اكدوا ان هناك صقورا يتجاوز سعرها المليون ريال وقد تصل إلى 3 ملايين ريال، لافتين إلى أن أهل قطر يحبذون طيور الشاهين والحر لأنها سريعة ولديها مهارة عالية في الصيد بالاضافة إلى جمالها البديع، واقتناء هذه الصقور يسمح لهم بالمشاركة في المهرجانات والمسابقات المحلية التي تقيمها الدولة للصقارين وبالتالي إمكانية الفوز بجوائز قيمة جدا. ومن هذه المسابقات مهرجان مرمي الدولي للصيد التقليدي وبطولة القلايل وغيرها من النشاطات والرياضات التراثية التي تنظم بالدولة. وقال تجار الصقور للشرق خلال جولتها بسوق واقف إن تدريب الصقر مهمة ليست سهلة بل هي مهمة تحتاج الى جهد وصبر طويل وتختلف طرق التدريب من صقار الى اخر ومن طير الى اخر لكنها فترة قد تستمر من أسبوعين الى اربعة أسابيع يكون بعدها الصقر جاهزا للصيد. أحمد جابر السليمي: اقتناء الصقور يرمز لتراث الأجداد قال احمد جابر السليمي ان للطيور أنواعا عديدة وليست من فصيلة واحدة منها فصيلة الحر والشاهين والسبيري والتفاريخ التي تنبثق عنها طيور الجير، واكد ان اهل قطر يحبذون طير الشاهين والحر، حيث ان الحر صقر صياد لكنه ليس سريعا بنفس سرعة الشاهين واكد ان سعر الطير غير ثابت حيث انه يكون غاليا جدا في بداية الموسم وينخفض الى اكثر من النصف في نهاية الموسم خصوصا بالنسبة لطير الشاهين لأنه يحتاج وقتا أطول حتى يقوم بتغيير الريش كما ان ريشه يكون اجمل لو تم تغييره في الطبيعة وليس في المقيض، واكد انهم يهتمون جدا بالصقور لأنها ترمز للتراث القطري ورياضة الآباء والأجداد ويسعون الى المحافظة عليها لتتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل. وليد العنزي: صقور الجير الأكثر طلباً حالياً قال وليد العنزي ان تجارة الصقور في قطر تشهد اقبالا كبيرا خصوصا صقور الجير التي كان عليه الطلب متزايدا هذه السنة وتبدأ أسعاره من 10 آلاف الريال فما فوق ويتحدد سعرها حسب السن والوزن والشكل اما أسعار الصقر الحر (الوحش) فيصل سعرها الى المليون ريال فما فوق وتكون الأسعار الغالية للصقور النادرة مثل السبيري والمنغولي. واكد ان الاقبال على شراء الصقور لا يعرف سنا، حيث يقبل القطريون على شرائه بمختلف أعمارهم منذ بداية الموسم لأن تربية الصقور يتوارثها القطريون لصلتها الوثيقة بحياة الاجداد، ويجب بالضرورة ان يكون هناك صقر في البيت حتى لو كان صورة، وقال انه لاحظ ان هناك اقبالا كذلك حتى من النساء القطريات كاهتمام منهم بتربية الصقور والمحافظة على التراث. وقال ان تربية الصقور تكون مكلفة عند إيداع الصقر في المقيض ليقوم بتغيير الريش كذلك عند تربيته على الصيد حيث ان سعر الحبارة الواحدة التي يتربى الصقر على صيدها تكون بـ 7000 ريال، اما بخصوص البرقع الذي يلبسه الصقر حتى لا يرى، قال وليد انه كان يتم جلبه جاهزا من باكستان اما الآن اصبح هناك خياطون في كل محل صقور لتجهيز البراقع والهدف منها ان الطير عندما يلبس البرقع يفقد القدرة على الحركة وبالتالي تتم حمايته من ان يتلف ريشه. سعود العبدالله: الصقر مثل الطفل يحتاج الرعاية اليومية قال سعود العبدالله ان هناك 3 أنواع للصقور الحر، الشاهين، الجير حيث ان صقور الحر او الوحوش يتم استقدامها من سوريا وايران وكازاخستان، اما الجير فيأتي من روسيا او أمريكا او اسبانيا. وقال ان صقور الحر هي الأكثر طلبا والاغلى سعرا خصوصا الصقور النادرة وكذلك حسب اللون ابيض او اشقر ويعتبر الصقر المنغولي الأبيض الكبير من اكثر الصقور المحبذة لدى القطريين تليها طيور السبيري ومن الممكن ان تصل اسعارهم الى حد 3 ملايين وتأتي بعدها صقور الشاهين التي تبدا أسعارها من 10 آلاف ريال الى حدود 300 ريال قطري. وقال ان تربية الصقور شبيهة بتربية الطفل حيث يجب ان يهتم الصقار بأكله ومرضه وكل احتياجاته مع متابعته المستمرة مع الدكتور كل اسبوعين حتى لا يصاب بالفطريات والالتهابات والدود، واكد ان الطير الحر هو الأكثر قدرة وتحملا ويمكن ان يتحمل يومين من دون اكل على عكس الطير الشاهين حساس ويحتاج الى اهتمام إضافي ويطلق عليه اهل الخليج الزجاجي لكنه اسرع من الطير الحر وتكون اغلب الصقور إناثا لأنها اقوى ولديها قدرة اكثر على التحمل بالإضافة الى ان حجمها يكون اكبر بكثير من الذكر. عباس صوفي: المسابقات التراثية مناسبة لتنافس الصقور قال عباس صوفي ان أنواع الصقور كثيرة تختلف احجامها وأسعارها من الرخيص الى الغالي جدا لكن القطريين يسعون دائما الى انتقاء الطيور المتميزة والجميلة ليتمكنوا من المنافسة بها في المهرجانات التي تقيمها الدولة للصقارين كتحفيز على المحافظة على الرياضة التراثية للصقور، وهذا ما يجعلهم يحبذون الطير الحر والشاهين لأنها طيور ذكية وسريعة وبإمكانها صيد الحبارى لهذا تكون أسعارها غالية جدا في بداية الموسم من شهر 9 وينخفض سعره في نهاية الموسم بشهر 3 لأن الصقر يدخل خلال هذه الفترة في مرحلة المقيض ليغير الريش القديم بالجديد واكد ان أسعاره تصل الى حدود 400 الف ريال ويمكن ان تصل الى المليون فما اكثر لو كان الطير نادرا وحرا. محمد رستم: فرق كبير بين الأسعار في بداية الموسم ونهايته اكد محمد رستم ان سعر الصقر الذي يباع بـ 60 الفا و70 الفا في بداية الموسم يمكن ان يباع بـ 10 آلاف في نهاية الموسم وقال ان اغلب القطريين لا يملكون صقرا واحدا بل يملكون اكثر من 3 ويعملون على تدريبهم على السرعة وسهولة اصطياد الفريسة بكل دقة حتى يتسنى له المشاركة في المهرجانات والفوز بالجوائز، كما قال ان تربية الصقر تحتاج عناية دائمة، خصوصا منذ ان يتم ربط الطير في بداية شهر 3 لأنه لا يتحمل الحر وبالتالي يجب ان يتم وضعه في مكان بارد مجهز بالمكيفات الصحراوية او يسافر الطير مع صاحبه الى أماكن باردة لأن جو الخليج لا يناسب الصقر استعدادا لبداية الموسم بشهر 9 واكد ان احسن الطيور التي تأتي من منغوليا لأنها منبع الطير الحر والنادر.