قال الداعية محمد يحيى طاهر في خطبة الجمعة أمس بجامع الأخوين بالوعب إن الوضوء عمل يسير لكنه يمحو الخطايا، وقال إنه صلى الله عليه وسلم أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى كيفية تكفير الخطايا، من خلال بعض الأعمال اليسيرة ولكنها عظيمة القدر والأجر، مسترشدا بما روى مسلم في صحيحه عن عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ رَجُلٍ يَقْرَبُ وَضُوءَهُ، فَيُمَضْمِضُ، وَيَسْتَنْشِقُ، فَيَنْثُرُ إِلا خَرَجَتْ خَطَايَا فِيهِ وَخَيَاشِيمِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ إِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلا خَرَجَتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ إِلا خَرَجَتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ إِلا خَرَجَتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ إِلا خَرَجَتْ خَطَايَا رِجْلَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ، فَإِنْ هُوَ قَامَ فَصَلَّى، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَمَجَّدَهُ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ، وَفَرَّغَ قَلْبَهُ لِلَّهِ إِلا انْصَرَفَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ". ونقل الداعية ما روى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ انه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ" ولفت كذلك إلى ما قال عقبة بن عامر رضي الله عنه " كانت علينا رعاية الإبل فجاءت نوبتي فروحتها بعشي فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما يحدث الناس فأدركت من قوله "ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة".

أعرب فضيلة الداعية الدكتور محمد بن عبدالرحمن العريفي المشرف العام على حملة "علموهم لسبع" عن إنبهاره بالحضور الحاشد لحفل تدشين الحملة الذي فاق 8500 طالب وطالبة، معرباً عن سعادته بالإشراف على هذه الحملة الهادفة التي تعنى بتعليم أبنائنا الصلاة والوضوء، مؤكداً أن الصلاة هي أول أمر يؤمر به الإنسان في حياته.وقال د. العريفي في كلمته خلال الحفل إن أول ما يسن في ولادة الطفل هو الأذان في إذنه اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى، مبينا أنه لولا أهمية الصلاة لما أمر النبي بذلك فلم يأمر النبي مثلا بقراءة آية الكرسي أو سورة الإخلاص على عظم فضل الآيات والسور عن فضل الأذان.الصلاة هي الحياةوأوضح أن هذا ولا شك فيه دلالة على عظم قدر الصلاة وأثرها في بقية حياته، وآخر ما يكون من عهد الإنسان من دنياه بعد موته وتكفينه، هو الصلاة عليه، ثم يدفن، فحياة الإنسان كلها بين أذان وإقامة، أذان عند الولادة وإقامة للصلاة عليه عند موته.وشدد الدكتور العريفي على أن تعظيم الصلاة موجود عند كل الانبياء، حيث يقول الله عز وجل عن زكريا عليه السلام " فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب"، وعن عيسى عليه السلام " وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا"، وعن إبراهيم عليه السلام "رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء"، وعن شعيب عليه السلام "قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا"، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول الله له " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها"، فكل الأنبياء يأمرون بالصلاة وأحب العبادات إلى الله الصلاة لأنها صلة بين العبد وربه.وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "مروهم بالصلاة لسبع" ولم يقل مروهم بالزكاة، أو الحج والعمرة أو بتلاوة القرآن فكان أول أمر وجه إليه أن يصلي.الصلاة وقايةوأكد د. العريفي أن الصلاة وقاية للمسلم من الوقوع في الخطأ، مشيرا إلى أنه ومن خلال زياراته للمؤسسات العقابية لإلقاء محاضرات عليهم ومناقشاته مع الأطفال الذين وقعوا في الجريمة حتى سن العاشرة من عمرهم، وجد أنهم من غير المصلين أو المنتظمين في الصلاة، ولم يأمرهم أهلوهم بالصلاة، وهم غير حريصين على الصلاة ولا معظمين لها، وهذا السبب الرئيسي، لقد قال الله عز وجل " ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه" وفي آية أخرى " فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين".ودعا الآباء والأمهات إلى تعظيم الصلاة في نفوس وقلوب الأطفال من سن السبع للعشر، بأمرهم إياهم بالصلاة ولو تصورنا أن الأب يأمر ابنه أو ابنته بالصلاة في اليوم 5 مرات سيكون مجموع الأوامر 150 مرة في الشهر وفي السنة 1800 مرة وفي خمس سنوات ما يزيد على ستة آلاف أمر ومتابعة للصلاة.حمد وزياد وشيخةوكان د. العريفي قد بدأ محاضرته بدعوة الأطفال لرد السلام عليه ملاطفة لهم، ثم دعا كل من يحفظ ألفاظ الأذان كاملة للوقوف ورفع الأذان على مسامع الحاضرين، واختار بعض الأسماء غير الشائعة في المجتمع القطري مثل زياد للحضور على مسرح الاحتفالية طالبا منهم أن يرددوا الأذان على الجميع، مما ترك أثرا من البهجة والسرور في نفوس الأولاد والبنات الحاضرين.وكذلك طلب من الفتيات اللاتي يحملن اسم شيخة بالحضور على منصة المسرح فحضر عدد كبير منهن وطلب منهن قراءة سورة الإخلاص على الحضور.ودعا كل من يحمل اسم حمد، فحضر حشد من الطلاب المشاركين في الحفل على المنصة وطلب منهم قراءة سورة الفاتحة وسألهم عن أداء الصلاة في أوقاتها، ودعا لهم مباركا حضورهم.رسمت هذه الملاطفات والتفاعل مع الحضور جوا من البهجة والفرحة في نفوس الأطفال، خاصة مع دعوات الشيخ لهم بالبركة والتوفيق، وقد توافد الأطفال المشاركون على التسليم عليه والتقاط بعض الصور معه.

غسل القدمين عادة يتبعها كل باحث عن الصحة، وإهمال غسيل القدم يوميًا يتسبب لصاحبه في الكثير من الأضرار الصحية، والتي في الغالب لا يتوقع حدوثها بسبب إهماله غسيل القدمين، ولعلنا هنا نبرز مدى أهمية الوضوء والذي يتضمن غسيل القدمين والمسح عليهما 5 مرات يوميًا، وهو ما يتضمن إعجازًا طبيًا حقيقيًا. إهمال غسل القدمين يوميًا له أضرار لا حصر لها، هذا ما أكد عليه أخصائيو الجلدية، والذي أوضح أن أغلب الأمراض الجلدية تنتج من القدمين، نتيجة صعوبة تكون البكتيريا والفطريات في أماكن كثيرة في الجسم لتعرضها للهواء، أما القدم فهي في الغالب مخبأة عن منابع التهوية، ما يجعلها عرضة لذلك، وهو ما يظهر أهمية الوضوء والمسح على القدمين يوميًا، مما ينظف الفطريات أولاً بأول وينهي على قدرتها على التوالد. أضرار إهمال غسل القدم يوميًا والوضوء: - نمو الأمراض الفطرية في القدم والساقين محدثة مشكلات جلدية عميقة يصعب علاجها. - التهاب ما بين الأصابع واهتراء الجلد وتآكله. - تلوث الأظافر واصفرارها واحتواؤها على كم من الفطريات لا حصر له. - التسبب في حساسية القدم والحكة. - الإصابة بالتينيا في القدم وكذلك السنط وغيره من الأمراض المستعصية. - سرعة الإصابة بدمامل القدم وسهولة الإصابة بها بجانب الأظافر. - التهاب ما حول أظافر القدم.

قال صلى الله عليه وسلم: "من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره"، رواه مسلم. وقال: "إن أمتي يدعون يوم القيامة غرّا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل" متفق عليه. أثبت العلم الحديث بعد الفحص الميكروسكوبي للمزرعة الميكروبية التي علمت للمنتظمين في الوضوء، ولغير المنتظمين: أن الذين يتوضئون باستمرار، قد ظهر الأنف عند غالبيتهم نظيفا طاهرا خاليا من الميكروبات ولذلك جاءت المزارع الميكروبية التي أجريت لهم خالية تماما من أي نوع من الميكروبات، في حين أعطت أنوف من لا يتوضئون مزارع ميكروبية ذات أنواع متعددة وبكميات كبيرة من الميكروبات الكروية العنقودية الشديدة العدوى، والكروية السبحية السريعة الانتشار. والميكروبات العضوية التي تسبب العديد من الأمراض، وقد ثبت أن التسمم الذاتي يحدث من جراء نمو الميكروبات الضارة في تجويفى الأنف ومنهما إلى داخل المعدة والأمعاء ولإحداث الالتهابات والأمراض المتعددة، ولا سيما عندما تدخل الدورة الدموية. لذلك شرع الاستنشاق بصورة متكررة ثلاث مرات في كل وضوء أما بالنسبة للمضمضة فقد ثبت أنها تحفظ الفهم والبلعوم من الالتهابات ومن تقيح اللثة، وتقى الأسنان من النخر بإزالة الفضلات الطعامية التي قد تبقى فيها فقد ثبت علميا أن تسعين في المئة من الذين يفقدون أسمنانهم لو اهتموا بنظافة الفم لما فقدوا أسنانهم قبل الأوان، وأن المادة الصديدية والعفونة مع اللعاب والطعام تمتصها المعدة وتسرى إلى الدم. ومنه إلى جميع الأعضاء وتسبب أمراضا كثيرة وأن المضمضة تنمى بعض العضلات في الوجه وتجعله مستديرا، وهذا التمرين لم يذكره من أساتذة الرياضة إلا القليل لانصرافهم إلى العضلات الكبيرة في الجسم ولغسل الوجه واليدين إلى المرفقين والقدمين فائدة إزالة الغبار وما يحتوى عليه من الجراثيم فضلا عن تنظيف البشرة من المواد الدهنية التي تفرزها الغدد الجلدية، بالإضافة إلى إزالة العرق وقد ثبت علميا أن الميكروبات لا تهاجم جلد الإنسان إلا إذا أهمل نظافته. فإن الإنسان إذا مكث فترة طويلة بدون غسل لأعضائه فإن إفرازات الجلد المختلفة من دهون وعرق تتراكم على سطح الجلد محدثه حكة شديدة وهذه الحكة بالأظافر، التي غالبا ما تكون غير نظيفة تدخل الميكروبات إلى الجلد. كذلك فإن الإفرازات المتراكمة هي دعوة للبكتريا كي تتكاثر وتنمو لهذا فإن الوضوء بأركانه قد سبق علم البكتريولوجيا الحديثة والعلماء الذين استعانوا بالمجهر على اكتشاف البكتريا والفطريات التي تهاجم الجلد الذي لا يعتني صاحبه بنظافته التي تتمثل في الوضوء والغسل ومع استمرار الفحوص والدراسات، أعطت التجارب حقائق علمية أخرى. فقد أثبت البحث أن جلد اليدين يحمل العديد من الميكروبات التي قد تنتقل إلى الفم أو الأنف عند عدم غسلهما، ولذلك يجب غسل اليدين جيدا عند البدء في الوضوء، وهذا يفسر لنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم "إذا استيقظ أحدكم من نومة، فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا". كما قد ثبت أيضا أن الدورة الدموية في الأطراف العلوية من اليدين والساعدين والأطراف السفلية من القدمين والساقين أضعف منها في الأعضاء الأخرى لبعدها عن المركز الذي هو القلب، فإن غسلها مع دلكها يقوي الدورة الدموية لهذه الأعضاء من الجسم مما يزيد في نشاط الشخص وفعاليته، ومن ذلك كله يتجلى الإعجاز العلمي في شرعية الوضوء في الإسلام.