نظم مركز التنمية المستدامة بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، المؤتمر الدولي الخامس للتنمية المستدامة تحت شعار»إدارة البلاستيك والتوجهات المستقبلية»، وذلك على مدار يومين في الحرم الجامعي. جمع المؤتمر نخبة من الأكاديميين الوطنيين والدوليين، وأصحاب المصلحة، وصناع القرار، والممارسين في القطاع الصناعي، وممثلي الحكومات، والسياسيين، في حوار شامل يهدف لإيجاد حلول فعّالة للتحدي البيئي والمجتمعي والاقتصادي العالمي المتمثل في النفايات البلاستيكية .وركز المؤتمر على ثلاثة محاور رئيسية: المواد البلاستيكية الدقيقة والنانوية في البيئة البحرية والإدارة المستدامة للبلاستيك ، بالإضافة إلى إعادة التفكير في البلاستيك وزيادة استخدام البلاستيك الحيوي في ظل الاقتصاد الدائري. وسلط المؤتمر الضوء على أهمية تبادل الخبرات والتعاون الدولي لتطوير استراتيجيات مبتكرة تساهم في تحقيق تنمية مستدامة وشاملة. و أكدت الدكتورة فاطمة الخياط، العميد المساعد للعلوم والعلوم التطبيقية في جامعة قطر، على دور المؤتمر كمنصة رائدة لتبادل الخبرات وتطوير الحلول، قائلة: « يعد المؤتمر العالمي الخامس للتنمية المستدامة منصة أساسية لتبادل المعرفة وتطوير الحلول والتخطيط للعمل المستقبلي. واستعرض الدكتور سامي الصيادي، مدير مركز التنمية المستدامة بجامعة قطر، المبادرات البحثية التي يقودها المركز، مشيرًا إلى ان جميع الأبحاث القائمة تعمل على مواجهة التحديات العالمية فيما يخص كيفية تحقيق التنمية المستدامة وإدارة المخلفات.

نفذ مهندسان خريجان من جامعة تكساس ـ قطر مشروعاً رائداً صديقاً للبيئة يحمل اسم (اينافرا)، وهو عبارة عن تصنيع مواد بديلة للمواد البلاستيكية بهدف تقليل استخدامات البلاستيك في الحياة اليومية وحماية الجمهور من مخاطرها. وتعود فكرة المصنع وتنفيذه للمهندس سعود العمادي خريج الهندسة الكيميائية من جامعة تكساس، والمهندس عبدالله شعث خريج هندسة بترول والهندسة الكيميائية وحاصل على درجة ماجستير الهندسة الكيميائية من جامعة تكساس. قال المهندس سعود العمادي لـ الشرق: لقد دخلنا السوق بخبرات محدودة وواجهتنا تحديات اقتصادية ولوجستية أهمها آلية تأسيس مصنع، والذي يعتبر أول مصنع للمنتجات المتحللة عضوياً والصديقة للبيئة، مضيفاً أنه تغلب على تلك التحديات بالإصرار والتحدي والعمل الدؤوب. وهذا المنتج يهدف إلى استبدال المنتجات البلاستيكية ببدائل صديقة للبيئة لتحقيق أهداف قطر للاستدامة، ونسعى حالياً للتوسع خارجياً ومحلياً بعد تقييمه ودراسة مدى قابلية الجمهور لها. من جانبه، أوضح المهندس عبدالله شعت: إنّ إعادة التدوير من المشاريع المستقبلية ونحن نحاول جعل المواد الخام التي نصنع منها ذات مصدر محلي بحت، والسعي لتقليل النفايات البلاستيكية في السوق المحلي. وأشار إلى أنه يأمل في تكوين خطوط إنتاج جديدة محلياً وعربياً حيث يتم حالياً إنتاج مليونيّ قطعة من مستلزمات البيئة صديقة للبيئة منتجة ومصنعة من بذور النباتات. وقال إنّ فكرة المشروع بدأت في 2020 بتأسيس مصنع للتدوير وصناعة مواد تتحلل عضوياً لاستخدامها، لأنّ البلاستيك من المواد الضارة بالبيئة البحرية والبرية والأسماك والكائنات الحية، مضيفاً أنها قطع من الأشواك والملاعق والسكاكين تستخدم في الحياة اليومية، وقد حظيت بإقبال جيد جداً، متمنياً أنّ تتوسع الفكرة لتجد قبولاً وتكون مزوداً للمطاعم ومؤسسات الأغذية وخياراً مميزاً. ونوه أنّ المصنع ضمن حاضنة قطر للأعمال وعمره سنتان، ويشارك بمعرض إكسبو الدولي ضمن فعاليات مؤسسة قطر في المعرض.

تحدث المهندس عقيل مراد- من دولة الكويت- خلال ورقة عمل بعنوان «استخدام المخلفات البلاستيكية والزراعية لتطوير منتجات ذات قيمة مضافة نحو الاستدامة»، عن إعادة تدوير البلاستيك بكفاءة إلى منتجات بترولية الذي صُنع منه مما يدر عائد مالي ذو قيمة اقتصادية جيدة وهو يحقق مفهوم مبدأ الاقتصاد الدائري. وأشار إلى أنه مع تطور التكنولوجيا يمكن إعادة البلاستيك إلى أصله «بترول» بالاعتماد على مجال كيمياء البوليمرات المسؤولة عن صناعة البلاستيك، وهناك أمل بأن تصبح هذه العملية التي تعرف باسم إعادة تدوير النفايات البلاستيكية كيميائيا مكملاً مهماً لطرق إعادة التدوير التقليدية في العقود المقبلة. وتابع: «لكن العقبة حتى الآن أمام عمليات إعادة تدوير النفايات البلاستيكية كيميائيا هي الفصل الأولي للنفايات البلاستيكية عن باقي أنواع النفايات المنزلية الأخرى مثل النفايات العضوية «بقايا الطعام»، والمعادن، والورق، والزجاج، وكذلك أسعار البترول الخام المتقلبة التي قد تجعل تصنيع منتجات بلاستيكية جديدة أحيانا أقل تكلفة من إعادة تدوير النفايات البلاستيكية. وأضاف: «المشكلة أن معظم البلاستيك القابل لإعادة التدوير، مثل البولي إيثيلين، الذي يستخدم في تصنيع العلب وغيرها من مواد التعبئة، ينتهي به المطاف في مرادم النفايات، لأسباب عديدة، أهمها عدم القدرة على التمييز بين النفايات البلاستيكية القابلة لإعادة التدوير وبين النفايات غير القابلة لإعادة التدوير،أو تلوث النفايات البلاستيكية ببقايا الطعام أو غيرها من المخلفات». وأوضح أنه على عكس أنظمة إعادة التدوير التقليدية التي ترفض بعض النفايات البلاستيكية بسبب اللون أو المكونات المصنوعة منها، قد تتيح عمليات معالجة النفايات البلاستيكية كيميائيا الفرصة لإعادة تدوير جميع أنواع البلاستك إلى ما لا نهاية، من خلال تحويل البلاستك إلى منتجات بترولية لاستخدامها في تصنيع البلاستك مرة أخرى وكذلك كوقود. لافتاً إلى أن عمليات إعادة تدوير البلاستيك التقليدية المستخدمة حاليا تؤدي إلى تدني جودة المنتجات البلاستيكية، إذ تتضمن العمليات فرز النفايات البلاستيكية وتنظيفها وتقطيعها وصهرها وإعادة تشكيلها لمنتجات جديدة، وفي كل مرة يعاد فيها تدوير البلاستيك بهذه الطريقة، تتراجع جودته. وأكد أن محطات إعادة تدوير النفايات البلاستيكية الكيميائية بإمكانها تفادي جميع مشكلات إعادة التدوير التقليدي، من خلال تكسير البلاستيك لتحويله إلى مكوناته الأولية واستخدام هذه المكونات في تصنيع الوقود أو لتصنيع منتجات بلاستيكية جديدة، لأن عمليات معالجة النفايات كيميائيا، تؤخذ العلبة إلى مركز للانحلال الحراري، حيث تصهر وتوضع في مفاعل للانحلال الحراري وتتعرض لدرجات حرارة فائقة الارتفاع، ثم يتحول البلاستيك إلى غاز ثم يبرد ويتكثف ليصبح في صورة سائل شبيه بالزيت، وأخيرا يقطر لتُستخلص منه أجزاء صغيرة قد تستخدم لأغراض متنوعة.

قالت وزارة البيئة والتغير المناخي عبر تغريدة نشرتها أمس على حسابها الرسمي في تويتر، إن جميع أفراد المجتمع يمكنهم الحد أو التقليل من النفايات البلاستيكية عبر أربعة إجراءات تشمل تحويل النفايات الصلبة إلى مواد يمكن استخدامها في تصنيع منتجات ومواد أخرى. ودعم فكرة المشاركة المجتمعية للحفاظ على الاستدامة، وتشجيع الاستثمار في هذا المجال لتحسين جودة الحياة والبيئة المستدامة والتفاعل المجتمعي. ومبادرة «فصل النفايات عند المصدر» التي تعتمد على أهمية فرز النفايات وفصل البلاستيك في حاويات مختلفة عن المواد العضوية «مخلفات الطعام» والتي تعتمد نتائجها على التوعية والتثقيف والحفاظ على البيئة. ورفع الوعي والحد من الاستهلاك.

حذرت وزارة البلدية من مخاطر مطامر النفايات وتأثيرها السلبي على الأرض والبيئة، حتى وإنّ تمّت عملية دفن النفايات بعناية. وأوضحت عبر حسابها بموقع تويتر، اليوم الإثنين، التأثيرات السلبية لمطامر النفايات على البيئة: - تساهم في التغير المناخي. - تلوث المياه والتربة. - قد تحدث الانفجارات نتيجة غاز الميثان المنبعث من نفايات المكبات - تؤثر سلباً على الحياة البرية. وتواصل وزارة البلدية والجهات المعنية في الدولة جهودها للحفاظ على البيئة، ومن بينها حملة صفر نفايات واعتماد نشاطات معينة للحد من استخدام المواد غير اللازمة والعمل على إعادة التدوير للحد من استخدام مطامر النفايات وإعادة استخدام الموارد والحفاظ عليها. وتصل التأثيرات السلبية للنفايات إلى الكائنات البحرية والطيور، التي تعاني نتيجة النفايات البلاستيكية التي تؤدي إلى القضاء على نحو مليون كائن بحري سنوياً.

اكتشف باحثون دوامة نفايات جديدة جنوب المحيط الهادئ يبلغ حجمها حوالي 1.5 ضعف حجم ولاية تكساس، في منطقة نائية قبالة سواحل "تشيلي" وجزيرة "إيستر". وقام تشارلز مور قائد الحملة البحثية وفريقه من المتطوعين بالكشف عن كمية كبيرة من البلاستيك أثناء الإبحار على متن السفينة "ORV Alguita". وقال مور "اكتشفنا كميات هائلة من البلاستيك وأن حجم الرقعة قد يصل إلى مليون كلم مربع أو 1,5 ضعف حجم ولاية تكساس"، مضيفاًَ "أن رقعة القمامة تعد من المناطق ذات تركيزات عالية من المخلفات البلاستيكية والكيميائية وغيرها من النفايات التي يحصرها تيار شمال المحيط الهادئ الدائري، والذي يطلق عليه اسم الدوامة المحيطية". وأوضح قائد الحملة أنه لم يتم بعد تحليل العينات بالمختبرات، وذلك لما يحمله جنوب المحيط الهادئ من ملايين الجسيمات من النفايات البلاستيكية لكل كلم مربع، وسيستغرق تحليل العينات بعض الوقت قبل نشر النتائج. وتتألف غالبية القمامة المكتشفة حديثا من جزئيات بلاستيكية صغيرة، وأشار الباحثون إلى أن البلاستيك الموجود في "دوامة النفايات" تلك يخضع لرحلة أطول من النفايات شمال المحيط الهادئ، ما يؤدي إلى تفككه إلى قطع صغيرة في نهاية المطاف. ووصف الباحثون دوامة النفايات بــ"الضباب الدخاني" الذي تقوم عدة دول بتنظيف المدن منه خلال وقف مصدره، منوهين إلى ضرورة القيام بالشيء ذاته في المحيطات ، في حين تكمن المشكلة في صعوبة تنظيف هذه القطع الصغيرة من البلاستيك، لذلك ينبغي منعها من دخول المحيط تماماً. الجدير بالذكر إن في عام 1980 تم اكتشاف كتلة ضخمة من القمامة شمال المحيط الهادئ بين "هاواي" و"كاليفورنيا" يطلق عليها اسم "دوامة نفايات شمال المحيط الهادئ".