رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رياضة عربية alsharq
أحمد البحراني: لولا الدعم القطري لما أقيم خليجي البصرة

نجحت بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم خليجي 25 في لفت الأنظار مجددا إلى الملاعب العراقية التي كانت خارج دائرة الأضواء لأعوام طويلة عانت خلالها من الحظر الدولي الذي سلط عليها من الاتحاد الدولي لكرة القدم -الفيفا بسبب الأوضاع الأمنية والاضطرابات التي عانت منها طويلا قبل أن تعود الحياة مجددا إلى الجماهير العراقية التي جعلت من هذه البطولة الأفضل على مستوى الحضور وتقدم نموذجا جديدا للاستضافة يستشرف معه المستقبل المشرق للكرة الخليجية بصفة عامة. وبالإضافة إلى الجماهير الغفيرة التي ساهمت في إنجاح الحدث سلطت البطولة الضوء على مجسم الكأس الخليجية التي ظلت صامدة منذ 19 عاما بسبب تصيمها الفريد والذي لا يتشابه مع كؤوس البطولات القارية أو الإقليمية الأخرى. النحات العراقي أحمد البحراني مصمم كأس الخليج تحدث في هذا الحوار عن قصة تصميمه للكأس الحالية والتي ظهرت للنور منذ عام 2004 مشيرا إلى أن فكرة الكأس كانت خليجية 100 بالمائة، تزامنا مع عودة العراق إلى البطولة في خليجي 17 بعد غياب، من خلال تسليط الضوء على التئام الشرخ العربي، واللحمة الخليجية التي عادت من جديد مشيدا في الوقت ذاته بالدور الكبير الذي لعبته دولة قطر من أجل إقامة بطولة خليجي 25 في البصرة والجهود التي بذلتها لإعادة الحياة إلى الملاعب العراقية مجددا بعد فترة طويلة من الغياب. عودة الروح إلى العراق أعرب العراقي أحمد البحراني عن سعادته واعتزازه الكبير بإقامة بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم مجددا في العراق بعد مضي 44 عاما على الاستضافة الأولى في بغداد عام 1979، مشيرا إلى أنه يشعر بإحساس مختلف عبارة عن خليط بين السعادة والفخر لا سيما وأن مجسم كأس الخليج الذي صممه بنفسه سيرفع لأول مرة في العراق وقال صحيح أنني أتواجد هنا في البصرة بدعوة من معالي وزير الشباب والرياضة والاتحاد العراقي لكرة القدم إلا أنني أحضر منافسات هذه النسخة الاستثنائية كداعم لمنتخب بلادي وكمشجع ضمن بقية الجماهير العراقية التي غزت الملاعب على مدار الأيام الماضية. وحول رأيه في الحضور الكبير للجماهير الخليجية في البصرة رد قائلا هذا الأمر تجاوز الخيال، لم نكن نتوقع خروج هذا الكرنفال بمثل هذه الصورة التي ظهر عليها بحضور أشقائنا من مختلف دول الخليج، نحن نعيش عرسا كرويا حقيقيا، وهذا هو الهدف من تنظيم البطولة الخليجية في مدينة البصرة والذي يتعدى الجانب الكروي والتنظيمي إلى عودة الروح إلى مدينة البصرة ومن خلالها إلى العراق برمته. تعاون كبير بجهود مخلصة أكد البحراني أن النجاح الذي شهدته البطولة إلى حد الآن هو نتيجة الجهود المخلصة التي تضافرت من كافة الأطراف المتداخلة في العملية التنظيمية وقال هناك تعاون كبير من مختلف الجهات في الدولة وعلى رأسها السيد أحمد المبرقع وزير الشباب والرياضة والسيد أسعد العيداني محافظ البصرة بالإضافة إلى مسؤولي الاتحاد العراقي لكرة القدم، فالجميع عمل بجد وإخلاص من أجل إعادة هيبة العراق. وأضاف البحراني الحمد لله الإشادات التي حظيت بها البطولة إلى حد الآن تؤكد أن هذه النسخة أبهرت الجميع ونالت احترام الجماهير الكروية في الخليج والعالم العربي، نتمنى أن تتواصل الإنجازات التنظيمية للكرة العراقية باستضافة المزيد من الأحداث الرياضية. دور رئيسي لدولة قطر أثنى البحراني على الجهود التي قامت بها دولة قطر على مدار الفترة الماضية من أجل إقامة بطولة كأس الخليج العربي في مدينة البصرة العراقية وقال دعني أقولها بصراحة إن استضافة كأس الخليج العربي في البصرة لم تكن لترى النور لولا جهود دولة قطر، لقد حظيت هذه الاستضافة بدعم سام من أعلى المستويات وعلى رأسها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الذي وجه بتوفير الدعم اللازم لإقامة هذا الحدث في العراق، بالإضافة إلى الجهود المحمودة التي بذلها سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس الاتحادين القطري والخليجي والأخ العزيز جاسم الرميحي الأمين العام للاتحاد الخليجي وكل الفريق العامل معهما من أجل إقامة هذا الحدث في البصرة، ولولا دعمهم لما شهدنا عودة العراق إلى استضافة المحافل الرياضية الكبرى وأنا متأكد أن هذه الاستضافة سيتبعها العديد من النجاحات الرياضية والاقتصادية والاجتماعية لا سيما وأن عودة العراق إلى الحضن الخليجي جاءت عبر بوابة الرياضة وبالتحديد عبر كرة القدم. صدمة إيجابية وحول مدى تأثر الاستضافة العراقية لكأس الخليج العربي لكرة القدم بما شهده مونديال قطر 2022 من نجاحات تنظيمية وجماهيرية أوضح البحراني قائلا الاستضافة القطرية المذهلة لبطولة كأس العالم لكرة القدم سببت لنا صدمة إيجابية وإبهارا لم يسبق له مثيل، وبالنظر إلى إقامة خليجي 25 عقب انتهاء مونديال قطر بأيام قليلة كان لدينا تخوف كبير من المستوى التنظيمي الذي ستظهر به البطولة، وأرى أن كأس العالم في قطر ألقى بظلاله على كأس الخليج بالبصرة بشكل إيجابي وجعل اللجنة المنظمة في خليجي 25 تسابق الزمن من أجل تقديم شيء يليق بهذا الحدث الرياضي الذي يعقب مونديال قطر، وأعتقد أن النجاح التاريخي لحفل الافتتاح أعطى الصورة المناسبة للبطولة وأكد أن العراق قادر على استضافة الأحداث الرياضية بمعايير عالمية. رسائل بالجملة في تصميم الكأس الخليجية وبخصوص الفكرة من التصميم الحالي لكأس الخليج قال البحراني الفكرة من الكأس هي إعادة اللحمة والتضامن بين مختلف دول الخليج، هناك شرخ على جانبي الكأس يبدأ من أسفل ثم ينتهي في الأعلى بوجود الشماغ ويعتليه لؤلؤة تعبر عن معدن الشعب الخليجي. وأضاف قائلا بدأت بوضع التصاميم الأولى للكأس من خلال التعويل على فكرة وضع رمز لرأب الصدع الذي أصاب البطولة بعد خروج العراق من البطولة ومن ثم عودته ففكرت بمزج الكوفية العراقية إلى جانب الشماغ الخليجي متلاقيين وملتفين لتلملم أجزاء الكأس وجمع شمل البطولة وإعادتها إلى وضعها الطبيعي. وتابع البحراني لائحة البطولة تنص على أن يحتفظ المنتخب الذي يفوز باللقب 3 مرات بالكأس إلى الأبد، لكنني علمت أن هذا البند سيتم تعديله ليظل الكأس باقيا، لا سيما وأن الكأس بات أيقونة البطولة، ويجب الحفاظ على هويته ليظل خالدا أبد الدهر مثل بطولة كأس العالم، لكن إذا تم تغيير التصميم وأسندت المهمة لي أو لمصمم آخر، أتمنى أن يكون على أعلى مستوى ممكن، ليتناسب مع البطولة الكبيرة ويعبر عن تطلعات الشعوب الخليجية التي تعشق كرة القدم.

3499

| 15 يناير 2023

ثقافة وفنون alsharq
النحات العراقي أحمد البحراني لـ"الشرق": أنا جزء من الثقافة القطرية وأفتخر

يواصل النحات العراقي المقيم في الدوحة أحمد البحراني مسيرته الفنية بعيدا عن ضجيج العالم المدجج بأسلحة الحرب والدمار.. مقترفًا في هذه المسيرة التي بدأت منذ سن مبكرة رهان التفرد والتميز والمرجعية حتى صارها دون منازع. يثابر البحراني في التشخيص بعيدا عن التقليد الهجين والتجريدية المضخّمة، ونجح في أن يثبت في أكثر من مناسبة قدرته على ابتكار أشكال هي من صميم الواقع لكنها تتجاوزه في كثير من الأحيان لتستقر في ما يشبه الحلم. للعراق في وجدانه عشق لا ينتهي، وحكاية لم تمحوها سنوات الغربة.. وللدوحة هوى.. وهوى. يصنع الفنان أحمد البحراني منحوتاته "في انتظار وقوع شيء ما"، ويثابر في القفز خارج حلبة الصراع الدائر بين قوى الخير والشر، وتقاطعات الحياة العصية أحيانا عن التفكيك.. باحثا عن إمكانات فنية لتذويبها وصهرها ثم إعادة تشكيلها وفق رؤية بصرية جمالية لا تخلو من أبعاد إنسانية ورسائل كونية، مستفيدا من تكوينه الأكاديمي، ومن مخزونه الحضاري، ومن ارتباطه الوجداني بمدن وشخصيات محفورة في الذاكرة. برزت أعمال البحراني في الدوحة قبل "كأس الخليج 17" وحتى يومنا هذا، واستحوذت بصمته على اهتمام صناع الثقافة في الدولة، فكان واحدا ممّن ملأوا الدنيا وشغلوا الناس بأعمال بلغت العالمية رغم محليتها. التقيناه وهو بصدد الاحتفال بإقامة معرضه الشخصي "ماذا لو" بالحي الثقافي "كتارا".. فكان الحوار التالي: ما الذي قادك إلى عالم النحت، هل هي الصدفة أم اختيار؟ الصدفة والحظ لعبا دورا كبيرا باعتبار أنني ولدت في مدينة ذات طابع عاطفي وهي مدينة "طويريج" التي تقع على نهر الفرات، وهي تابعة لمدينة بابل العظيمة، وقريبة من مدينة كربلاء بتاريخها الوجداني الحديث، وبما تحمله من إرث ديني وتقاليد أثرت حتى على رؤيتي البصرية. في أول رحلة مدرسية إلى بابل شاهدت أسد بابل وبوابة عشتار ومسلة حمورابي وشارع المبكى.. أتذكر أن أسد بابل استوقفني بطريقة مختلفة عن بقية زملائي طلاب المدرسة، كما استوقفتني أعمال نحتية عديدة بالمدينة.. بعد ذلك جدت حادثة وضعت البذرة الأساسية في حياتي كنحات. كان عمري ست سنوات وكنت أمارس لعبتي المفضلة مع الصبية على نهر الفرات. كنت دائما أنسحب من بينهم وأذهب إلى الشاطئ أصنع شخصيات بمادة الطين، وفي يوم من الأيام تفاجأت بوالدي يقف على رأسي وكان الوقت قد تأخر. توقعت أنه سيعاقبني لأنني لم أمتثل لقانون البيت، ولكنه تعامل معي بعاطفة الأب وسألني: "ماذا تفعل؟" فأخذت أشرح له ما كنت بصدده، فأمسكني من يدي وتجولنا بين تلك الأشكال وهي شخصيات مشهورة في مدينتي مثل الخباز والنجار والحداد إلخ.. ولكن برؤيتي، أي من دون تشخيص أو تفاصيل. كان المشهد عبارة عن افتتاح معرض شخصي، وما يجعلني أكثر ارتباطا بالفرات وبالعراق حتى هذه اللحظة شيء ساحر وهو أنه بعدما أخذني والدي إلى البيت وشرح لأهلي بفرح ما قمت به أحسست بنشوة، ورجعت بعد العصر كي أرى ما صنعت يداي دون أن أضع في الحسبان مسألة المد والجزر، وانتظرت إلى اليوم الثاني بعقل الطفل فإذا بالماء قد أخذ كل تلك الأشكال، فانزعجت ولكني عندما كبرت وتذكرت تلك الحادثة أصبحت أجزم أن أول من اقتنى أعمالي هو نهر الفرات، ولذلك قد يكون ارتباطي بالفرات جغرافيا بعيدا ولكن من الناحية الوجدانية مرتبط به ارتباطا كبيرا رغم مرور 22 سنة من وجودي خارج العراق. الفنانون العالميون عادة يبدأون رسامين وينتهون إلى نحاتين. كيف هو الوضع بالنسبة إليك؟ في طفولتي كنت أمارس الرسم، وكنت مميزا في الأشغال اليدوية عن بقية الطلاب الموهوبين في ذلك الوقت. يقول بيكاسو: "عندما كنت صغيرا كنت أرسم كالكبار وعندما كبرت صرت أرسم كالأطفال". فالطفل يرسم بعفوية بعيدا عن عقد المجتمع. نعم أنا بدأت رساما ولا أزال أمارس الرسم. ما هي المراحل التي شكلت تجربتك الفنية، وما أبرز مرجعياتك؟ الوعي عند الفنان يختلف باختلاف المرحلة العمرية والتراكمات الثقافية والبصرية. في البدايات كان ولعنا بالناحتين الأكاديميين مثل رودان ومايل أنجيلو الذي كان هوسنا ولا يزال، ولكن قبل هؤلاء حضارتي القديمة بابل وسومر واشور. فالمرجعية الأولى هي بابل وسومر واشور وتقليد ما قدمه الفنانون قبل آلاف السنين. بعد ذلك تأثرنا بالفن الأوروبي. وبعد أن تخلصت من فكرة الفن الأكاديمي أردت أن أقدم شيئا به حداثة فذهبت إلى جاكوميتي وأندلمور وبلبار أسوة بكل النحاتين العرب والعالميين لأنه لا يمكن أن تكتب رواية ما لم تكن متكئة على رواية قبلها. بعد هذه التجربة قررت أن أكون أحمد البحراني الذي له خصوصيته مع وجود تأثيرات واضحة في تجربتي. من أين تستمد موضوعات أعمالك؟ في البدايات كنت أستمد أفكاري من العراق. كنت مؤمنا بمحليتي، ولكن بعد أن غادرت العراق سنة 1994 اكتشفت كم كنا منغلقين فكريا وثقافيا ومعلوماتيا وتقنيا بحكم أن النظام كان شموليا ومر بمراهقات سياسية كثيرة.. لم نكن نعرف ما يدور بالعالم الحديث فنستمد معلوماتنا من خلال ما هو متوفر، ومن خلال أساتذتنا بالجامعة، ونعمل على أساس ما هو متوفر عندنا من تقنيات. تأسسنا بطريقة صحيحة ولكننا لم نقدم أنفسنا كما يجب. عندما ذهبت إلى عمّان اكتشفت أن طبيعة البشر مختلفة والتعامل مع قاعات العرض البسيطة مختلف أيضا، هنا بدأت نقطة التحول: هل أبقى متمسكا بما أحمله من مرجعية وأقدم نفسي للعالم على أساس أنني نحات عراقي بابلي، أم أحاول أن أقدم شيئا يشبه ما يدور بالعالم؟ حدث عندي إرباك حتى بعملية الطرح التي طرحتها وأعترف بها، فكنت أبحث في الأكاديمي والتجريدي عن شيء أحبه وأشعر به. أجبرتني الظروف على الانتقال إلى اليمن.. هذا العمق التاريخي العظيم الذي أفادني بصريا وثقافيا، واستمرت عملية البحث عن الذات وعن بصمة للبحراني وهو موضوع معقد جدا في ظل البرامج الإلكترونية المتعددة وتزايد عدد الفنانين النحاتين في العالم. ثمة ما يشير في هذه المسيرة إلى أن هناك تحولا في مستوى المدرسة ذاتها من التجريدية إلى الواقعية التي تخلو من بحث جمالي؟ منذ سنوات قليلة وخلال إقامتي بالدوحة قررت أن أنتقل من عالم التجريد، ولكن حادثة جدت عندما زرت العراق بعد قطيعة دامت ما يقارب 18 سنة، التقيت بصديق طفولة يعمل تاجرا فقال لي: "نحن نحبك ونفتخر بك ولكن لماذا أنت بعيد عنا؟. أمي وشقيقي ماتا في انفجار وأنت تتكلم عن بحث جمالي. أين هو الجمال الذي تتكلم عنه؟!" كان كلامه بمثابة الصفعة، وأحسست بأنني صغير أمام هذا الرجل، وأمام مدينتي، وأنني لا شيء أمام العراق.. فأنا أمتلك ما يجعلني لسان حال هؤلاء ولكني بعيد عنهم. صرت أمشي في شوارع المدينة وبداخلي خجل وخوف من عتاب أحدهم لي. ووجدتني أمام تحد كبير: هل أقدم أزمتهم برؤية بصرية ثقافية تمتلك كل عوامل نجاح العمل الفني ولكن مستمدة من هذه المأساة؟ عدت إلى قطر وظللت ستة شهور لا أدري ماذا أفعل، إلى أن وصلت إلى قرار وهو أن أوظف كل قدراتي لخدمة قضية كونية وليس فقط عراقية وهي كراهيتي للحرب ولصناع الحروب والسلاح. ومنذ خمس سنوات اختلفت رؤيتي للفن رغم أن القرار كان صعبا جدا، وحاولت أن أقدم عملا فنيا فيه بحث جمالي ولكنه يحمل رسالة ويعبر عما يدور في العالم.. كيف تقدم لنا معرض "ماذا لو" الذي أقمته مؤخرا بكتارا، وما زال مستمرا؟ "ماذا لو" اتفقنا أن ننبذ الكراهية وأن نحب بعضنا من دون شروط؟ ماذا لو قررنا أن ننبذ صناع الحرب؟ ماذا لو قررنا أن يتعايش اللونان الأسود والأبيض؟ حاولت في هذا المعرض أن أقدم رسالة إلى العالم كما يلي: دعونا نتعايش بسلام ومحبة وفي الوقت نفسه أن أحافظ على الجانب التقني بالعمل، حيث قدمت منحوتات مدروسة بطريقة صحيحة وتحمل سمة جمالية لأن المشاهد لابد أن يشعر بالراحة النفسية وبالسعادة المؤطرة. أعتقد أن المعرض له خصوصية باعتباره يقام في قطر بعد ما يقرب من ثلاث سنوات لم أقدم فيها معارض شخصية، ولاقى المعرض استحسانا جماهيريا كبيرا، افتتح في 20 مارس الماضي ويستمر حتى 15 أبريل. وهناك معارض خارجية قادمة من بينها معرض بنيويورك نهاية العام الجاري، ومعرض في باريس بداية العام القادم، وهناك مشروع آخر في بيروت ربما يكون امتدادا لفكرة ضد الحرب ولكن برؤية مختلفة سنمارس كراهيتنا للحرب في منطقة الحب مع مجموعة من الفنانين العراقيين في عمل جماعي سيرى النور قريبا. تحول مفصلي في الدوحة تحقق اسم البحراني وبرزت بصمتك في عدة أماكن وفعاليات، كيف تصف هذا الحضور؟ نقطة التحول المفصلي في حياتي هي وجودي في الدوحة. قد أكون أمتلك عوامل النجاح ولكن دون توفر أرضية وعوامل دعم لا يمكنك كفنان أن تنتج وأن تمتلك أدواتك. قطر وفرت لي الأدوات بشقيها الإنساني والفني، وأنا محظوظ جدا أنني موجود في قطر منذ 16 سنة.. قد تكون انطلاقتي الحقيقية من العراق ولكن في بغداد لم أقم معرضا شخصيا إلى حد اللحظة وأنا العراقي ابن العراق. وأول معرض شخصي حقيقي ورصين قدمته في حياتي كفنان هو في الدوحة، ولابد أن أشكر هنا الداعمين لي وهم سعادة الشيخ حسن محمد بن علي آل ثاني الذي كان له دور كبير في بداياتي، وسعادة الشيخ جاسم بن حمد الذي كلفني بتصميم كأس الخليج 17 وهي نقطة مهمة جدا بتاريخ حياتي، وصولا إلى مشاريع أخرى مثل شعار لخويا والفداوية، وأعمال في المطار وسباير زون وقطر فونديشن وغيرها من المشاريع. بعد ذلك وبعد أن تولت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني مهمتها الصعبة والمعقدة في إدارة الثقافة والفن في قطر من خلال هيئة متاحف قطر. ونحن محظوظون أننا نعيش في زمن الشيخة المياسة لأن هذه المرأة التي اختيرت أهم شخصية ثقافية في العالم لم يتم اختيارها اعتباطا ولا مجاملة. كلفت من قبلها بمجموعة من المشاريع المهمة مثل مشروع لوسيل بطولة العالم لكرة اليد، ومشروع المطار ولكن كل هذا الذي قلته هو بسبب رأس السلطة لأن توجهاته بناء الإنسان وبناء الثقافة ولولا دعم سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر وصولا إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. الكل ساهم في وضع ثقافة حقيقية بالبلد ونحن محظوظون أننا نعيش هنا في قطر. رأينا معارض عالمية وتعرفت إلى أسماء مهمة جدا وقدمت نفسي كفنان وأفتخر حين أقدم نفسي أنا أحمد البحراني عراقي الهوى قطري الهوى.

6575

| 02 أبريل 2016