للحرف العربي جمالياته، وسحره الخاص، ما جعل له جماهيره، حتى من غير العرب والمسلمين، لما يتسم به هذا الخط من فنون بصرية رفيعة تجعله مثار إعجاب وتقدير من كل مشاهديه، ويعكس في الوقت نفسه ثراء الحضارة الإسلامية ومسيرتها عبر العصور، وعطاءها للحضارة الإنسانية بالعموم. ولأهمية الحرف العربي، ينظم المركز الشبابي للإبداع الفني مساء غداً "الثلاثاء" معرض الحرف العربي في نسخته الثالثة، وذلك تحت مسمى "روحانيات رمضانية"، ويقدم قرابة 27 عملاً فنياً من نتاج منتسبي المركز. ويقول الفنان سلمان المالك، رئيس مجلس إدارة المركز، إن إقامة المعرض تأتي بمناسبة شهر رمضان المبارك، على نحو ما اعتاد عليه المركز من إقامة مثل هذا المعرض خلال الشهر المبارك لإبراز جماليات الحرف العربي. ركن الفنون الإسلامية ويعتبر الخط العربي ركنا أساسيا من أركان الفنون الإسلامية، حيث لا يبدو عملاً من أي فن إسلامي إلا وللخط العربي فيه وجود. ولم تكن المكانة المتميزة لفن الخط العربي لدى المسلمين إلا بسبب ارتباط هذا الفن بالإسلام، حيث تدوين القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. كما يعتبر الحرف العربي بسحره وغموضه من أغنى ما قدمته الحضارة العربية إلى تاريخ الفن الأوربي، فقد وصل الخط العربي إلى مختلف بلاد أوروبا مرتبطا في ذلك بالثقافة العربية التي انتقلت إلى الغرب، فما لبث الخط العربي أن لفت أنظار الفنانين الأوربيين فانبهروا بمظهره البديع وجماله الفني وقيمته التشكيلية الفائقة التي تعتمد على التناسق في تكراره والاتزان في تماثله. وفي هذا السياق، يؤكد سلمان المالك أن إقامة المركز لهذا المعرض في الشهر الفضيل تأتي لما يمثله الخط العربي من ركن أساسي من أركان الفنون الإسلامية والتي تتناسب مع طبيعة شهر رمضان المبارك. لافتاً إلى أن المعرض يأتي ضمن برامج المركز الرمضانية، "خاصة أن للمركز رحلة مع فن الخط العربي والزخرفة الإسلامية تمتد منذ إنشائه، وحتى يومنا". استقطاب المواهب الشابة ويقول المالك لـ"الشرق" إن تنظيم المركز للمعرض يأتي لرفد حركة الفنون البصرية في دولة قطر.مرجعا إقامة المعرض إلى جهود المركز لاستقطاب المواهب الشابة ومنحهم الفرصة الكافية لعرض تجاربهم وخبراتهم الفنية، ورعاية هذه المواهب من خلال البرامج التي ينفذها المركز على مدار العام، "حرصا من المركز على خلق بيئة تحفيزية للإبداعات الشابة بتشجيعهم على عرض نتاجهم وتعريف الجمهور بطاقاتهم الإبداعية، ورعاية مواهب الفنون البصرية بكافة أشكالها". ويتابع : إنه من هذا المنطلق، فإن قسم الخط العربي بالمركز مازال منارة تعليم وتثقيف لهذا النوع من الفنون الإسلامية، وتمكن من تدريب وتخريج العديد من الخطاطين الموهوبين بالمركز وجسدت لوحاتهم وأعمالهم تجارب نجاحهم. إحتفاء بالقرآن الكريم ويلفت إلى أن المعرض يقام في شهر عزيز على القلب، وهو شهر رمضان المبارك، وأنه يحتفي بآي الذكر الحكيم عبر إبراز جماليات الخط العربي من خلال هذا المعرض، علاوة على الاحتفاء بمنتسبي المركز الشبابي للإبداع الفني المشاركين بالمعرض. ويضيف الفنان سلمان المالك أن أعمال منتسبي المركز ضمت مجموعة من الأعمال الفنية المتميزة، والتي عكست مدارس الخط العربي، ومحاولة تطويعه في أشكال جمالية لتضفي على الذائقة البصرية متعة روحية. لافتاً إلى أنه لهذا فإن المعرض يتناسب مع روحية الشهر الفضيل.

وسط حضور فني لافت من قبل أجيال فنية مختلفة، أقام المركز الشبابي للإبداع الفني أمسية نقدية حول معرض "إبداعات شبابية" المقام حالياً وذلك ضمن منتدى "فكرة"، أدارها الفنان سلمان المالك، رئيس مجلس إدارة المركز، وشارك فيها كل من الفنانة القطرية وفيقة سلطان والفنان العراقي إسماعيل عزام. كما حضر الأمسية مجموعة كبيرة من الفنانين الشباب المشاركين بالمعرض في نسخته الأولى. وأرجع الفنان سلمان المالك إقامته إلى حرص المركز على صقل مواهب الشباب، والتحاور بشأن ما تم إنجازه من أعمال فنية، وصولا إلى أعمال أكثر نضجا وإبداعا. وثمن المالك الأعمال المشاركة بالمعرض ، والتي وصفها بأنها واعدة، وتمكن الكثير من الفنانين الشباب من تحقيق نقلة نوعية عبر هذه التجارب، "وهو ما سيثري المشهد الفني عموما في دولة قطر". وبدورهما، أكد الفنانان وفيقة سلطان وإسماعيل عزام، أن الأعمال الفنية المقدمة تعكس مستوى فنيا متميزا، منه ما هو إضافة بالفعل لحركة الفن التشكيلي، ومنه ما يمكن تصويبه بما يؤدي بالنهاية إلى أعمال فنية ناضجة. وقال عزام إن الفنان مادام قد وافق على اطلاع جمهوره على أعماله فعليه قبول النقد بشأنها، أيا كان هذا النقد، حتى لو كان سلبيا، فإبراز الجوانب السلبية ليس هدفها المساس بالمنتج الفني ذاته، بقدر الوصول إلى عمل فني ناضج. وقدم المحاضران مزيدا من النصح إلى الفنانين المشاركين بالمعرض بهدف صقل المواهب الفنية خاصة للشباب المشاركين. مشيدين بنوعية الأعمال المقدمة . كما قدما أفكارهما للمشاركين للتطوير وتجنب النمطية، وأن تكون لهم شخصياتهم الفنية التي يتم إضفاؤها على العمل الفني. ودعت الفنانة وفيقة سلطان والفنان إسماعيل عزام الفنانين المشاركين بالمعرض إلى المزيد من القراءة والاطلاع على التجارب العالمية والاستفادة منها، مع عدم الذوبان فيها، وتأكيد الهوية الفنية للعمل ذاته. ووصفت الفنانة وفيقة سلطان عمل الفنانة أمل الجابر بأنه ذات تجربة أكثر من رائعة، ويحمل رمزية كبيرة ، عمل على تحقيق التوازن بين غموض الوجه والعين الشاردة . مؤكدة أن الفنانة دخلت في هذا العمل إلى التجريد مباشرة، على نحو ما ظهر في عدم رسمها للعيون، كما هو متبع عند رسم الأوجه. وقال عزام عن عمل الفنان تامر الدوسري إنه حرص على رسم ما بداخله من إبداعات فنية ، وأن عمله حمل قدرا كبيرا من الحركة . واصفا الفكرة والألوان في العمل بأنها جيدة للغاية. ووصف عمل الفنانة جواهر المناعي بأن لديها تكنيكا وجرأة في العمل الفني، غير أنه أبدى ملاحظة في تكرارها للخطوط والدخول إلى اللون مباشرة. وتعرضت وفيقة سلطان لعمل حسن مطوع الكاريكاتيري، مؤكدة أنه حمل العديد من الشخصيات الجيدة، علاوة على ما استهدفه من رسائل، غير أنها قالت إنه بحاجة إلى رديف له يساعده في إنتاج الأفكار لينقلها إلى المتلقي. وقال إسماعيل عن عمل الفنانة رؤى السعدي بأنه عمل جيد، متمنيا مواصلة إنتاجها الفني على نفس النهج ، "فقد أنجزت عملا يتمتع بقدر من الحرية في الخط والرسم". كما وصف عمل علي دسمال الكواري بأنه حمل تكنيكا جميلا، واتسم بالبساطة، ويعتبر نموذجا للعمل الفني الناضج.

ينظم المركز الشبابي للإبداع الفني النسخة الثانية من ورشة الحرف العربي، وذلك خلال الفترة من 28 إلى 30 أبريل الجاري، وذلك في إطار أنشطة المركز المتواصلة لرفد حركة الفنون البصرية في دولة قطر. وأرجع الفنان سلمان المالك، رئيس مجلس إدارة المركز الشبابي للإبداع الفني، أهداف الورشة إلى استقطاب المواهب الشابة ومنحهم الفرصة الكافية لعرض تجاربهم وخبراتهم الفنية، ورعاية هذه المواهب من خلال البرامج التي ينفذها المركز على مدار العام، ومنها الورشة المرتقبة، "حرصا من المركز على خلق بيئة تحفيزية للإبداعات الشابة بتشجيعهم على عرض نتاجهم وتعريف الجمهور بطاقاتهم الإبداعية، ورعاية مواهب الفنون البصرية بكافة أشكالها". ولفت الفنان سلمان المالك إلى أن الورشة المرتقبة سوف تتضمن فنون الخط العربي "الثلث، الديواني، ديواني جلي"، "وهي موجهة إلى طلبة المدارس الإعدادية والثانوية، انطلاقا من حرص المركز الشبابي للإبداع الفني على دعم الشباب والحركة الفنية في دولة قطر". وقال إن الورشة سوف يشارك بها نخبة من الفنانين الرواد في مجال الخط العربي كضيوف شرف، وهم: الأساتذة يوسف ذنون، عبيدة البنكي، صباح الأرييلي، سعيد الأنصاري، وستقام تحت عنوان "عشاق الحرف العربي"2. وتابع: إن البرنامج سوف ينطلق بواقع ورشتين صباحية وأخرى مسائية على مدى الأيام الثلاثة، وسيكون نتاجه معرضا فنيا، من إنتاج أعمال الورشة، بإبداعات المنتسبين وإشراف المدربين، وذلك بحضور ضيوف الشرف ومنتسبي قسم الخط العربي بالمركز. داعيا الجمهور إلى زيارة المعرض المنتظر، والتعرف على النتاج الفني للمنتسبين الذين شاركوا بأعمال الورشة. ولفت الفنان سلمان المالك إلى أن انطلاق الورشة في الفترة الصباحية سيكون بالتحاق طلبة المدارس الاعدادية (بنين) بتدريبهم على خط النسخ، وفي ذات اليوم مساء سينضم إليهم طلبة المدارس الثانوي (بنين)، وذلك بتدريبهم على الخط الديواني. وقال: إن الورشة في يومها الثاني بالفترة الصباحية سيشارك بها منتسبات قسم الخط العربي، بتدريبهن على الخط الديواني، فيما سيتم تدريبهن بالفترة المسائية على "ديواني جيلي وثلث". لافتا إلى أن اليوم الأخير من الورشة سيكون من نصيب منتسبي قسم الخط العربي، للإعداد والتجهيز لمعرض "عشاق الحرف العربي 2" ، ليتم في ختامه افتتاح معرض الورشة. لافتا إلى أن الورشة سيشرف عليها الأستاذ محمد حجاب ، مشرف قسم الخط بالمركز.

يقيم المركز الشبابي للإبداع الفني يوم الأحد المقبل برنامج "ربيع وفن" في مقر المركز ويوجه للفئة العمرية من 5 إلى 13 سنة.ويضم البرنامج الذي يستمر حتى 5 فبراير القادم عدداً من ورش العمل في فروع الفن التشكيلي المختلفة في "الرسم - الخزف - الخط العربي".ويهدف البرنامج إلى تنمية مهارات الأطفال والارتقاء بالحس الفني لديهم، خاصة لدى المبتدئين من خلال التعرف على أساسيات هذه الأعمال الفنية وكيفية تطوير الإبداع الذاتي مع التواصل مع أسر الأطفال لتنمية مهاراتهم وكيفية اكتشاف الطفل المبدع، فضلا عن الإسهام في التنمية الفكرية والجمالية وإشباع حاجات الأطفال للمعرفة بمختلف مجالاتها التي تتعلق بالفنون والثقافة وتعزيز روح التذوق الفني.ويعمل برنامج "ربيع وفن" الذي يقام كل عام في مثل هذا التوقيت على مساعدة الأطفال على التخيل والابتكار والتعبير عن ذاتهم باتباع أساليب البحث والدراسة والتقييم والمتابعة؛ للتعرّف على الاحتياجات المتجددة في مجالات الإبداع الفني، والإسهام في إعداد الأطفال الموهوبين بمختلف مجالات الفنون وتهيئة كل ما يمكنهم من تحقيق النمو والتطور في المعارف الفكرية والفنية والثقافية والمهارات والقيم التي تؤهلهم للقيام بدورهم في المجتمع.من ناحية أخرى اختتمت اليوم ورشة في فن الخزف والتشكيل بالمركز الشبابي للإبداع الفني قدمها الفنان الكويتي فواز الدويش لمدة 5 أيام للمنتسبين والمهتمين بمجال الخزف والتشكيل وسوف يتم في وقت لاحق إقامة معرض لنتاج هذه الورشة.

نظم المركز الشبابي للإبداع الفني مساء اليوم، الأحد، أمسية ثقافية ضمن منتدى "فكرة" تحت عنوان "الفن التشكيلي في المسرح / الديكور – السينوغرافيا"، تحدث فيها الفنان عبدالله دسمال الكواري مستشار ثقافي بوزارة الثقافة والفنون والتراث، وذلك بحضور عدد من الفنانين والمثقفين والمهتمين. وأكد المتحدث في البداية أن مصطلح السينوغرافيا يطلق على العلم الذي يدرس جميع العناصر التي تشكل العرض المسرحي من تمثيل، إضاءة، ديكور، مناظر وغيرها، مشيراً إلى أن كلمة سينوغرافيا هي كلمة من أصل يوناني، وهي كلمة تتكون من مقطعين: سكيني ومعناها مسرحي، وجرافو وتعني يكتب أو يصف. وعليه يكون المعنى الفعلي للكلمة هو وصف شيء على خشبة المسرح. وأكد دسمال الكواري وجود علاقة بين السينوغرافيا والفن التشكيلي، حيث إن السينوغرافيست هو مصمم وفي نفس الوقت يستخدم أدوات الفنان التشكيلي ونظريات، وربما يتفوق في موضوع المنظور والمجسمات والكتلة، وتوظيف الاضاءة والاطار العام للمنظر، ولكن في النهاية كل المدارس تتشابه عندما يتم اعتماد مدارس فنية معينة. وتناول بالتفصيل هذا الفن وتطوره واستخدامه على خشبة المسرح في الغرب، عارضا للعديد من النماذج التي استخدمت في توظيف السينوغرافيا كفن في خدمة الأعمال المسرحية، كما تناول من المسرح القطري نموذجا هو مسرحية "مجاريح"، وأوضح فيها استخدام الفنان لمختلف المؤثرات والكتل التي تخدم العمل المسرحي. وقال الفنان عبدالله دسمال الكواري "مازالت منطقتنا لديها سوء فهم وعدم وضوح بين الديكور والسينوغرافيا والمنظر بسبب عدم وضوح المصطلح حتى الآن لدى المسرحيين"، مشيراً إلى أنه دخل إلى المسرح الخليجي في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، خاصة مع بعض المخرجين الذين درسوا في أوروبا. ودعا إلى ضرورة الاهتمام بفن السينوغرافيا في المسرح، وإقامة ورش خاصة به والمشاركة في المهرجانات الدولية المتخصصة حتى يتم توظيفه بشكل يخدم الحركة المسرحية.

يواصل المركز الشبابي للابداع الفني في تقديم الورش المختلفة في مجالات الحفر الطباعي - الخزف - الرسم - الخط العربي - التصميم للمُتميّزين من الشباب القطري في مجال الفنون التشكيليّة , وذلك في اطار برامج المركز المقرّرة لهذا الموسم (2013 /2014) في جميع الأقسام ولمدة ثلاثة اشهر بواقع يومين اسبوعيا وعلى مدى ساعتين . وتهدف هذه الورش الى تنمية مهارات الشباب وسدّ الفراغ وتنشيط الحركة الفنيّة في البلاد والإسهام في التنمية الفكرية والجمالية للإنسان القطري وإشباع حاجات الشباب للمعرفة بمختلف مجالاتها التي تتعلق بالفنون والثقافة وتعزيز روح التذوّق الفني. ويحرص المركز الكشف عن المواهب الفنيّة واستقطابها وتطويرها ..بالاضافة الى إعداد الشباب الموهوبين بمختلف المجالات الفنيّة وتهيئة كل ما يُمكن تحقيقه لنمو وتطوّر المعارف الفكريّة والفنيّة والثقافيّة والمهارات التي تؤهلهم للقيام بدورهم في هذا المجتمع.