أكد اختصاصيون ان مرحلة المراهقة إذا لم يتم التعامل معها بإيجابية وبطريقة صحيحة، فإنها قد تكون متعبة للمراهق نفسه وأهله، وقد تمر بتجارب سيئة تترك أثرها السلبي في مختلف مراحل حياته، وشددوا على انه من المهم في مرحلة المراهقة عدم لوم المراهق على المشكلات والتصرفات التي يقوم بها، بل يجب مساعدته على تخطيها، مع تجنب توبيخه. مشددين على ضرورة الحرص على غرس القيم الاسلامية والأخلاق الحميدة في نفوس الأبناء حيث انها ستكون طوق النجاة في مرحلة المراهقة. وأكدوا لـ الشرق ان عدم وجود الام في حياة أبنائها التواجد الصحيح فإنهم سيبحثون عن أم بديلة؛ أي عن مصدر آخر يقدم لهم الاحتواء ويستمع لمشكلاتهم ويقف معهم. ولعل الأمر يزداد خطورة إن كان هذا الشخص غير جدير بالثقة فانه يستغلهم أو يجرهم لطريق غير صحيح. لذلك على الوالدين أن يستثمروا وجودهم في حياة أبنائهم في مرحلة المراهقة بذكاء، خاصة أنهم ليس وحدهم من يربي الأبناء؛ فهناك المدرسة ووسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي والمجتمع، لذلك يجب ان يكونوا حذرين وان يتسموا بصفة القيادة أمام ابنائهم. وشددوا على ضرورة ان تكون الام مدركة تماما لقدرات أبنائها في مرحلة المراهقة، مع الوضع في الاعتبار أنها يجب أن تترك لهم مساحة ارتكاب الأخطاء والتعلم بالتالي من هذه الأخطاء. قيس الخوالدة: تفهم الوالدين بتغيير طريقة التعامل اكد قيس عوض الخوالدة أخصائي اجتماعي ان مرحلة المراهقة مرحلة حرجة يمر بها الأبناء وتعتبر مرحلة غير مستقرة للأبناء والأباء، لما يطرأ فيها من تغييرات نفسية وجسدية وصحية للأبناء، اما بالنسبة للوالدين وخصوصاً الأمهات فهي مرحلة صعبة لوجود تغييرات في كيفية التعامل مع الأبناء باستخدام أساليب مختلفة عن المرحلة السابقة (مرحلة الطفولة). حيث انه على الأم ان تدرك ان الأبناء في هذه المرحلة يسعون للحصول على الاستقلالية في تصرفاتهم وأفعالهم وكيفية تعاملهم مع جوانب الحياة بشكل عام، لذلك يجب عليها ان تتفهم ذلك وان تتعامل مع ذلك الأمر بشكل جيد. للأم دور مهم واساسي في مساعدة أبنائها في تجاوز هذه المرحلة من خلال اتباع بعض الأساليب التربوية التي ترتكز على أهمية تقديم الدعم النصح والإرشاد للأبناء من قبل والديهم ومحاورتهم ومناقشتهم في أمور الحياه واعطائهم مساحة للتعبير عن الرأي. ومن اهم الأساليب التربوية التي لها أثر إيجابي في التعامل مع الأبناء في مرحلة المراهقة بناء الثقة بالنفس لدى الأبناء من خلال تحملهم المسؤولية عن تصرفاتهم حتى يشعر الأبناء بتقدير الذات والاحترام، مدح الآباء لابنائهم حيث ان المدح يعزز الثقة والحب والاحترام بين الأبناء وابائهم، في هذه المرحلة يجب على الآباء وخصوصاً الأمهات معرفة ان ابنها لم يعد طفلاً تقوم هي بكل شيء عنه لذى يجب عليها ان تترك له مساحة لكي يقود هو عملية التغير في شخصيته وأفعاله لأن الأطفال في هذه المرحلة لا يحبون اسلوب التلقين وتلقي الأوامر. محمد الزواهره: بناء علاقة سوية بين الأم والأبناء اكد محمد عبدالكريم الزواهره اخصائي نفسي ان فترة المراهقة تعد مرحلة حرجة في حياة الأبناء، وتمثل تلك الفترة أيضا مرحلة غير مستقرة بالنسبة للأهل وخاصة الأم التي تحتار في الطريقة التي يجب أن تتعامل بها مع أبنائها في مرحلة المراهقة. ويجب على الأم أن تعلم أن الأمر لن يكون سهلا على الإطلاق، مع الوضع في الاعتبار أن الأبناء في مثل هذه السن يبحثون عن كيفية أن يكونوا مستقلين في كل الأمور التي يفعلونها وبالتالي فإنهم قد يتمردون أحيانا بل كثيرا. ولكن في مرحلة ما عليك أن تدركي، أن ابنك لم يعد طفلا بعد الآن وأنه يجب عليك أن تتجنبي بعض الأمور في التعامل معه، وإلا فإن التواصل بينكما سيصبح مستحيلا وستسوء الأمور أكثر وستتوتر العلاقة بينكما. على كل أم أن تعلم أن أبناءها في سن المراهقة إذا أخطأوا أو فعلوا أمرا غير مقبول، فاعلمي أنهم يحتاجون للدعم والإرشاد منك ولا يحتاجون منك التوبيخ طوال الوقت أو تقومي بإعطائهم محاضرات عن كيفية التصرف، مع الوضع في الاعتبار أنه سيكون من الأفضل أن تناقشي طفلك وتتحدثي معه. واعلمي أنك إذا بالغت في حماية ابنك أو ابنتك وقمت بمعاملتهم كأطفال فإنك ستجعلينهم يبتعدون عنك ولا يريدون التعامل أو التواصل معك. عليك أن تكوني متوازنة في ردود أفعالك فيما يتعلق بتصرفات المراهقين. واعلمي أن بعض أنواع العقاب مع الوقت لن تجدي نفعا مع الأبناء في مرحلة المراهقة، وعلى سبيل المثال فإن الحرمان من المصروف ومن الخروج لن يكون هو دائما العقاب المناسب والذي قد يحدث تأثيرا خاصة في تلك المرحلة. محمد الشاعر: كيفية التصرف في هذه المرحلة قال محمد الشاعر اخصائي نفسي ان التربية تبدأ دائما من البيت ولا شك أن الأم تتحمل دائما العبء الأكبر في تربية الأبناء وعليها التواجد معهم بشكل مكثف وخاصة في سن المراهقة، فالأم هي اكثر شخص يتفهم الأبناء وهي الأقرب لهم دائما، وهي متواجدة معهم وتختلف طرق التعامل مع الأبناء باختلاف مراحلهم العمرية ولكن الأساسيات التربوية تبقى ثابتة كالاحترام وبناء الثقة والحب غير المشروط. لابد للأم من اتباع هذه الأمور مع أبنائها حتى تكسبهم ولا تخسرهم، عندما تستمعين لابنائك فقد تعرفين الكثير من التفاصيل ومن الأمور التي تختبئ وراء هذه التفاصيل من مشاعر وصراعات داخلية، فالمراهق دائما يبحث عمن يستمع إليه دون إصدار أحكام ولا حتى إيجاد حلول لمشكلاتهم، ساعديهم بتحسين نمط حياتهم وتقوية شخصيتهم فكلما كان نمط حياتهم صحي كلما قلت الصراعات داخلهم وتحسنت نفسيتهم وأصبح التعامل معهم اسهل عوديهم على ممارسة التمارين الرياضية وتمارين التنفس والاسترخاء وضرورة التعبير عن نفسهم بثقة، ولا تقارنيهم بأحد ولا حتى بأنفسهم في مراحل عمرية سابقة فمن أهم الأسباب المسؤولة عن حدة طباعهم وعن توتر المراهقين هو أنهم وجدوا أنفسهم مختلفين فجأة فإنك بذلك تذكرينهم بما يوترهم. كوني حذرة عند الحديث عن أصدقائهم فمن خصائص مرحلة المراهقة أن المراهق يبدأ بالاهتمام بمجتمع أصدقائه أكثر من اهتمامه بأسرته ويتأثر بالاصدقاء كثيرا ويتخذهم قدوة له. اعرفي متى تناقشينهم ومتى تعاقبينهم ومتى تتجاهلين فالتفاوض والحوار دائما افضل من التخويف والتهديد، قضاء وقت الفراغ بشيء مناسب وشجعيهم على ممارسة هواياتهم والقيام بأعمال يحبونها دعيهم يأخذوا المعلومة التي يحتاجونها منك انت كأم فأخبريهم عن مرحلة المراهقة وما يحصل من تغيرات وربيهم تربية جنسية سليمة. اخيرا كوني متواجدة لأجلهم وتذكري أن مرحلة المراهقة مرحلة عابرة فلا تخسري ابناءك فيها وحضريهم لأيام جميلة قادمة حتى يكونوا ذات شخصية مستقلة وناضجة يفتخروا بنفسهم وتفتخرين بهم. سمير أبو عياش: التربية السليمة والبناء الإيماني اكد سمير أبو عياش أخصائي تعزيز القيم على انه لا شك أن مرحلة المراهقة والتعامل معها تعد من المسائل المركزية في علم التربية وعلم نفس النمو وقد اهتم الإسلام بهذه المرحلة اهتماما عظيما ففيها تغرس معظم القيم والأخلاق الحميدة في نفس الإنسان، وخطورة هذه المرحلة في حياة الإنسان تأتي من المؤثرات التي تحيط بالإنسان في هذا العصر الذي امتلأ بالزخم الشديد والثورة التكنولوجية في تطبيقات الهواتف الذكية ووسائل التواصل الحديثة. والمراهقة مصدر الفعل راهق ومعناه قارب الحلم أي اقترب من النضج، وهي انتقال تدريجي لا يحدث فجأة، بل من خلال عدة مراحل وتغيرات في نمو الفرد الجسدي والعقلي والنفسي تنقله من الطفولة الى الرشد. واذا أدرك الوالدان وخاصة الأم خطورة هذه المرحلة وأهميتها في حياة أبنائهما فإنه تقع عليهما عدة أدوار تأخذ الأولوية في حياتهما مع أبنائهما فعلاوة على الاهتمام بصحة الأبناء المراهقين وإطعامهم وكسوتهم يتعين على الأم أيضا عدة أدوار تقوم بها في هذا الاعتبار وقبل أن نعرض هذه الأدوار نقول إن اهم واجب على الأم هو أن تخلص نيتها وقصدها في تربيتها لأبنائها المراهقين وأن تكون قدوة صالحة لهم على الدوام. ومن الأدوار التي يجب على الأم القيام بها في هذه المرحلة: الحرص على بناء أبنائها وهذا البناء يشمل البناء الايماني (العقدي والعبادي) لحفظ أبنائها من الالحاد والشبهات الهدامة، والبناء الأخلاقي من خلال غرس القيم والأخلاق الحميدة وأهمها قيم الإسلام العليا: الحق والعدل والإحسان، والبناء النفسي العاطفي من خلال توفير حضن آمن لأبنائها لتغنيهم عن الآخرين الذين يطمعون فيهم كرفقاء السوء والمغرضين، والرحمة والرفق بهم للتودد اليهم وزرع المحبة في نفوسهم، وخلق جو يسوده الاستقرار والأمن النفسي للمراهقين، ثم البناء العلمي والفكري وتحصينهم ضد الجهل ولتثقيفهم بقضاياهم المعاصرة، وهنا يدور الحديث عن التقنيات الحديثة والهواتف ووسائل التواصل فيجدر بالأم أن تسعى لتثقيف نفسها في هذا المجال حتى تكون قادرة على التفريق بين النافع والضار من التطبيقات لأبنائها ولتحسن مراقبة سلوكياتهم أثناء استخدام هذه التطبيقات.

كشفت دراسة حديثة أن زيادة الوزن في سن المراهقة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الأمعاء في سن لاحق. وتابع الباحثون الذين شاركوا في إجراء الدراسة حالات ما يقرب من 240 ألف رجل سويدي لمدة 35 عاما. وأشارت نتائج تحليل الحالات إلى أن المراهقين الذين يعانون من الوزن المفرط كانوا عرضة للإصابة بسرطان الأمعاء بمعدل الضعف مقارنة بالمراهقين ذوي الوزن الطبيعي، ويزيد المعدل عن هذا في حالات المراهقين المصابين بالسمنة. وقال الصندوق العالمي لبحوث السرطان إن العلاقة بين السمنة والسرطان "قوية". وسرطان الأمعاء هو ثالث أكثر السرطانات شيوعا في العالم، إذ يصاب به ما يقرب من 1.4 مليون شخص كل سنة. وتشير البحوث إلى وجود علاقة بين اللحوم الحمراء المصنعة ودهون منطقة البطن والمرض القاتل. وتراوح سن الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة بين 16 و20 عاما في بداية البحث وكان وزن غالبية هؤلاء طبيعيا، بينما كان وزن 6.5% منهم زائدا، و1% منهم كان يعاني من السمنة. وأشارت النتائج إلى أن كانت هناك 855 حالة إصابة بسرطان القولون والمستقيم. غير أن النتائج كشفت أن تأثير زيادة الوزن لم يكن متساويا بالنسبة لكل الأوزان، فهؤلاء الذين عانوا من السمنة كان احتمال إصابتهم بورم في الأمعاء أكثر بـ2.83 مرة.

حذر علماء سويديون، اليوم الأربعاء، من أن التوتر النفسي في عمر المراهقة يسبب لاحقا أمراض القلب والأوعية الدموية، وأكدوا أنه حتى التمارين البدنية لا يمكنها تخفيض هذا الخطر. ويقول العلماء السويديون إنهم درسوا نتائج بحوث خضع لها أكثر من 200 ألف شاب عند استدعائهم للخدمة العسكرية، مع الأخذ بالاعتبار الدراسات التي أجريت سابقا. وقد تبين أن ظروف الحياة في عمر المراهقة والشباب تلعب دورا كبيرا في تشكيل مقاومة الرجال للتوتر النفسي، فإذا لم ترافق الرجل في عمر الطفولة والمراهقة ظروف مسببة للتوتر النفسي فإنه ستتشكل لديه مقاومة عالية للتوتر النفسي لاحقا، وفي نفس الوقت ينخفض عنده خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل. وأضاف العلماء بأن التأثير السلبي للتوتر النفسي في الصحة غير ملاحظ كما يحصل في حالة البدانة وارتفاع ضغط الدم، ولكن مع ذلك يلعب دورا في تطور الذبحة الصدرية وأمراض القلب والأوعية الدموية عموما. ويشير العلماء إلى أن التمارين البدنية المنتظمة لن تحمي الشخص من هذه الأمراض.