اقتربت المهلة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، لتعديل أوضاع المركبات التي انتهت تراخيصها وتجاوزت المدة القانونية، من الانتهاء. ولم يتبق إلا 3 أيام...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
يهتز المجتمع الأمريكي بين فترة وأخرى على وقع جريمة قتل جماعي، وفي كل مرة يبقى المتهم واحد "التساهل القانوني في حمل السلاح". ومع هدوء العاصفة عقب كل هجوم، يخرج المتهم "السلاح"، من قلب العاصفة صامداً بلا أي قوانين تحد من السماح بانتشاره بين أيدي المدنيين. الأمراض النفسية وإلى جانب انتشار السلاح، يلقي البعض باللائمة كذلك على الأمراض النفسية للمهاجمين، بينما يعزوها آخرون إلى نظريات مؤامرة ليس لها أي منطق. وبغض النظر عن الأسباب، تبقى الحقيقة المؤكدة أن تلك الهجمات تزداد سوءاً، وسط فشل السلطات، وكبار المؤسسات البحثية، في إيجاد علاج لظاهرة، باتت تحصد أرواحاً، أكثر من المعارك، التي يواجهها الجيش الأمريكي خارج البلاد. وطبقاً لمحطة "إم إس إن بي سي" الأمريكية، فإن تعداد قتلى هجوم لاس فيجاس، فاق تعداد القتلى من المقاتلين الأمريكيين في أسوأ أيامهم داخل العراق، والذي بلغ 37 قتيلاً العام 2005، و30 قتيلاً في أفغانستان العام 2011. بينما فاق عدد الجرحى في هجوم لاس فيجاس، مجموع جرحى العسكريين الأمريكيين في حرب تحرير الكويت العام 1991، والتي بلغت 467 جريحاً. ونفذ مسلح أمريكي، ليلة الأحد الماضي، هجوماً على حفل موسيقي في مدينة لاس فيجاس بولاية نيفادا، متسبباً في مقتل 59 شخصاً وجرح أكثر من 527 آخرين. القتل الجماعي وبحسب تعريف مكتب المباحث الفيدرالية "إف بي آي" فإن القتل الجماعي هو "قتل 4 أشخاص أو أكثر من دون أن يفصل بين الجريمة والأخرى فترة سكون". إلا أن الباحثين يضيفون إلى هذا التعريف صفة أخرى وهي "استخدام سلاح ناري في رقعة جغرافية محدودة". هذا التعريف هو محاولة لفصل واحد من ثلاثة أنواع للجريمة، التي باتت معروفة في الولايات المتحدة، وهي القتل الجماعي، القتل الجماعي المتقطع، والقتل التسلسلي. يقول جوناثان ميتزل، أستاذ الطب النفسي، إن هذا التعريف "لا يشبه المفهوم السائد لدى العامة، ذلك أن معيار وسائل الإعلام في تغطية هذا النوع من الحوادث يعتمد على أكثرها تسبباً في إراقة الدماء". وحول كيفية التنبؤ بالقتلة الجماعيين، يجيب ميتزل، وهو مدير مركز "الدواء والصحة والمجتمع" في جامعة فاندربيلت بولاية تينيسي، "للأسف فإن الأطباء النفسيين وخبراء الأسلحة غير قادرين على التنبؤ بمن سيكون القاتل المقبل، خاصة وسط العدد الكبير من مالكي الأسلحة". ويلفت إلى أنه برغم وجود المرض النفسي كقاسم مشترك بين أغلب مرتكبي جرائم القتل الجماعي، إلا أنه يحذر من أن ذلك "ليس مؤشراً جيداً للتنبؤ"، خاصة وأنه ليس كل مصاب بمرض نفسي قادر على القتل. بيض البشرة ويلخص الأكاديمي الأمريكي القواسم المشتركة بين أغلب القتلة الجماعيين بكونهم "في الغالب من بيض البشرة، ويمكن أن يكونوا من الساخطين ولديهم تاريخ طويل وقوي من العنف ضد الشركاء (الزوجة أو الحبيبة) ولديهم تاريخ في تناول الكحول والمخدرات (بشكل مفرط)". وبرغم أن هذا النوع من الحوادث معروف في الولايات المتحدة، منذ وقت طويل، إلا أنه شهد زيادة خلال العقدين الأخيرين، وهو ما يعلله ميتزل بالقول "يتزايد العنف، بتزايد الأسلحة المتاحة، أعتقد أن المشكلة في هذه البلاد، هي وجود العديد من الأسلحة". بينما يفسر أسباب ميل القتلة إلى إسقاط أكبر عدد من الضحايا في عملياتهم قائلاً: "أعتقد أن جزءاً من المشكلة صعوبة جذب انتباه الأمريكيين تجاه تلك الجرائم، لأننا أصبحنا معتادين عليها"، في إشارة إلى تكرارها. وحمل "الثقافة الإعلامية" الأمريكية جانباً من المسؤولية، بالقول إن "القاتل الجماعي يفعل الكثير من التصرفات الجنونية، ليظهر على شاشات التلفزيون". ولا ينسى الأكاديمي الأمريكي تحميل جماعات الضغط المدافعة عن حق الأمريكيين في حمل السلاح، من مصانع الأسلحة ومنظمات، والجمعية الوطنية للأسلحة النارية (NRA)، نصيبها من المسؤولية. ويقول إن تلك الجماعات "تجعل من المستحيل إجراء أبحاث حول مسببات وقوع حوادث القتل الجماعي"، وهو ما تحتاجه البلاد من أجل التوصل إلى حلول حقيقية لهذه الأزمة. وبحسب الموقع الإلكتروني لأرشيف عنف الأسلحة النارية (غن فايولانس أركايف)، والمختص بتوثيق بيانات عن عواقب استخدام الأسلحة النارية، فإنه خلال الأشهر التسعة الماضية، وقع 46 ألفاً و510 حادث عنف بالأسلحة النارية، سقط خلالها 11 ألفاً و574 قتيلاً، و23 الفاً و370 جريحاً بالعالم. ومن بين الضحايا ألفين و971 طفلاً ومراهقاً، وفق الموقع. الأسلحة النارية أما صندوق "أفريتاون" لدعم السلامة من الأسلحة النارية، فيشير إلى أن مجموع حوادث القتل الجماعي التي وقعت في الولايات المتحدة، بين عامي 2009-2016، بلغت 156 حادثاً، تسببت وحدها في مقتل 848 شخصاً، وجرح 339 آخرين. فيما تشير المؤسسة نفسها إلى أن 66 قاتلاً جماعياً انتهى أمرهم بالانتحار، بينما قتل 17 منهم على يد قوات الأمن. وتشير الدراسة، التي أجرتها المنظمة واعتمدت فيها على إحصائيات مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي)، أن 54% من جرائم القتل الجماعي على صلة بمشاكل عائلية أو منزلية، أو أن القاتل على معرفة بأحد الضحايا. وتكشف كذلك عن أن 25 % من ضحايا هذه الجرائم هم من الأطفال وهو عدد يصل إلى 211 طفلاً. وتوضح الدراسة أن 42% من الجناة، أظهروا مؤشرات تدل على إمكانية اقترافهم هذه الجرائم، قبل ارتكابها، وأن 34% من الجناة لم يكونوا مؤهلين قانونياً لامتلاك سلاح ناري ولكنهم نجحوا في الحصول عليه، بشكل أو بآخر. وأفادت إحصاءات مكتب الأمم المتحدة بشأن المخدرات والجريمة، في تقريره السنوي لعام 2012، بأن معدل حيازة السلاح بالنسبة لعدد السكان في الولايات المتحدة يصل إلى 88 قطعة سلاح لكل 100 شخص. وأوضح التقرير أن هذه هي أكبر نسبة في العالم، تليها اليمن بنسبة 54.8 قطعة سلاح لكل 100 شخص. ويجيز الدستور الأمريكي، حمل السلاح لجميع البالغين (أكثر من 18 عاماً)، شريطة ألا يكون لديه سجلاً جنائياً، ولا يعاني من مرض نفسي يجعله يعرض نفسه وغيره للخطر. لكن حتى، بوجود تلك الشروط، تقع الكثير من الخروقات بسبب مشاكل تقنية في نظام التحقق الأمني، إضافة إلى عدم إبلاغ الأطباء النفسيين عن حالات مرضية، أو خطأ في تشخيص مدى أهليته لحمل السلاح.
2441
| 05 أكتوبر 2017
* معهد للثقافة العربية في واشنطن يسطر لتاريخ جديد لعلاقات أكثر قوة بين العرب وأمريكا * المعهد صرح فريد من نوعه ونموذج لعرض الحضارة العربية وتقديمها لشعوب شمال وجنوب أمريكا * دور محوري للمعهد في محاربة الأفكار السلبية والصور النمطية المرتبطة بالعرب *الصراعات السياسية والحروب الأهلية والإرهاب شوهت صورة العرب في الولايات المتحدة * علاقتي بالدوحة وقياداتها ومسؤوليها وشعبها قديمة منذ ما قبل الاستقلال * نتعاون مع كتارا لمد جسور التواصل بين الشعوب وإرساء أرضية مشتركة لفهم الثقافة العربية * رسالة المجلس تثقيفية وتهدف لزيادة وعي الأمريكيين وفهمهم للعالم العربي والإسلامي * نفذنا 20 مشروعاً ثقافياً وتعليمياً وبرامج استضافت الدوحة مجموعة منها * نسعى لبناء تحالفات إستراتيجية واسعة داخلية وخارجية لضمان الاستدامة لأنشطة المعهد * نهدف لتغيير الصورة النمطية عن العرب والمرأة المسلمة لدى المجتمع الأمريكي * دعم قطري لبرنامج "نموذج الجامعة العربية" وأكثر من 40 ألف خريج استفادوا من البرنامج * نتلقى دعماً قطرياً وخليجياً ومن الملحقيات الثقافية بالسفارات والجامعة العربية في واشنطن * استثمارات الأمريكيين بدول الخليج الأضخم مقارنة بمثيلاتها في 6 دول مجاورة * قدمت محاضرات ودورات حول السياسية الخارجية لدولة قطر وجيرانها في العديد من المؤسسات الأمريكية الدكتور جون ديوك أنتوني هو الرئيس المؤسس والرئيس التنفيذي لمجلس العلاقات العربية — الأمريكية، يعكف حاليا على إقامة صرح ثقافي عربي في الولايات المتحدة. يعمل حاليا في اللجنة الاستشارية للسياسة الاقتصادية العالمية بوزارة الخارجية الأمريكية، ومستشاراً ومحاضراً منتظماً في شؤون شبه الجزيرة العربية والخليج العربي في وزارة الدفاع ومجموعة من مراكز التفكير والمعاهد العلمية الأمريكية العريقة. وسبق وان ترأس برنامج الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، في معهد الخدمة الخارجية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. كما عمل رئيسا لبرنامج الدراسات المتقدمة لشبه الجزيرة العربية — وهو برنامج حكومي تعليمي رائد يهدف إلى إعداد واختيار الدبلوماسيين الأمريكيين وأفراد الدفاع الذين يتم تعيينهم في المنطقة العربية. هو الأمريكي الوحيد الذي تمت دعوته لحضور اجتماعات قمم وزراء مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه في عام 1981. د. انتوني حاصل على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية ودراسات الشرق الأوسط من كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة (SAIS) في واشنطن دي سي. د. انتوني هو عضو في المجلس الاستشاري للكلية اليمنية لدراسات الشرق الأوسط، ومعهد أمين ريحاني. كما عمل أستاذا جامعيا مشاركا وأستاذا زائرا، وأستاذا مساعدا في الجامعة الأمريكية في القاهرة، وفي مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون، وكلية أولش للخدمة الخارجية، ومركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، وجامعة بنسلفينيا، جامعة فيرجينيا، وجامعة تكساس وغيرها. جون ديوك أنتوني قام د. انتوني بتأليف ثلاثة كتب وحرر أربعة أخرى، ونشر العديد من الدراسات والبحوث العلمية والتي تتعلق بالمصالح العربية — الأمريكية ومنطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. وهو يشغل ايضا رئيس تحرير المجلة الفصلية التي يصدرها المجلس الوطني Council Chronicle The". كما اعد مع جي إ بيترسون المعجم التاريخي والثقافي لسلطنة عمان والإمارات في شرق الجزيرة العربية. منحه الملك محمد السادس، ملك المغرب الوسام العلوي الشريفي، وهو أعلى وسام تمنحه المملكة المغربية للتميز. وفيما يلي نص الحوار الذي جرى في مقر مجلس العلاقات العربية — الامريكية بواشنطن.. ** بداية هل تحدثنا عن طبيعة العلاقات التي تربطك مع الدوحة؟ أولا نرحب بجريدة الشرق الرائدة في مقرنا مجلس العلاقات العربية — الأمريكية، والذي قام منذ تأسيسه على تحسين المعرفة والفهم الأمريكي للعالم العربي والإسلامي من خلال تنمية المهارات القيادية وبرامج تواصل الشعوب والحلقات الدراسية العلمية والأكاديمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. علاقتي بقطر وقياداتها وشعبها قديمة، وزياراتي لا تتوقف عن هذا البلد المضياف بشكل مستمر، ومشاركتي متعددة وفاعلة في الندوات والمؤتمرات السنوية، وقد قمت بنشر واحد من أول أبحاثي حول قطر في منتصف سبعينيات القرن الماضي. وأتيحت لي الفرصة مبكرا في زيارة الدوحة قبل الاستقلال وكتبت دراسة علمية عن قطر ودول الخليج بعد أن ألغت بريطانيا الاتفاقية التي تلزمها بحماية المنطقة وإدارة علاقاتها الدولية. وبعدها بسنوات قمت بقيادة وفود أمريكية من المختصين في السياسة والأدب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وكذا وفود من رجال الأعمال لزيارة قطر والتعرف على نهضتها. كما واني احضر كل عام كمراقب الاجتماعات الوزارية واجتماع قمة دول مجلس التعاون الخليجي. بالإضافة إلى أنني قمت على تحرير أول كتاب عن قطر أعد خصيصا للطلاب في المرحلة ما قبل الجامعية والمعلمين. وعكفت على مدى اثنتي عشرة سنة، على مقالات سنوية عن دولة قطر لصالح الموسوعة البريطانية. وهي الموسوعة الأقدم في العالم التي لا تزال تصدر نسخها باستمرار. كما اعتبر الأمريكي الوحيد الذي له عضوية في المجلس الاستشاري في برنامج دراسات الخليج التابع لجامعة قطر، والذي يديره الدكتور عبدالله باعبود. وعلى مدى أكثر من أربعة عقود عملت محاضرا حول السياسية الخارجية لدولة قطر وجيرانها في العديد من المؤسسات الحكومية الأمريكية، بما في ذلك معهد الخدمة الخارجية التابع لوزارة الخارجية الذي يقدم برنامجا تأهيليا وتدريبيا للدبلوماسيين الأمريكيين الذين يتم تعيينهم في العالم العربي. كما عملت كرئيس مؤسس لمعهد الدراسات المتقدمة لشبه الجزيرة العربية. وباعتباري مجندا سابقا في الجيش الأمريكي عملت لعقود وبانتظام محاضرا في العلاقات الخليجية والعربية في معهد الدفاع والأمن والدعم الإداري التابع لوزارة الدفاع، وكذا في كلية الاستخبارات المشتركة، والكلية البحرية الأمريكية للدراسات العليا، والكلية الجوية الأمريكية للعمليات الخاصة، وأستاذا جامعيا في معهد فرجينيا العسكري. وفي المجال المدني. وكنت أول أمريكي يقدم دورات سنوية حول شبه الجزيرة العربية ودول الخليج، بما في ذلك محاضرات دورية عن السياسة القطرية الخارجية في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، في جامعة جورج واشنطن، وجامعة بنسلفينيا وتكساس. كما قمنا بتعزيز التواصل والتعاون مع المؤسسات الثقافية في دولة قطر وفي مقدمتها المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، وقد كان لنا لقاء مع المدير العام الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي. وتم الاتفاق على تنفيذ عدة مشاريع قادمة، وسنسعى من منطلق خبرتنا ودورنا في الساحة الثقافية إلى تقديم كل ما من شأنه أن يعزز فرص الحوار والتعايش والسلام بمد جسور التواصل من خلال الفعاليات الثقافية المشتركة سواء التي من الممكن أن تقام في الحي الثقافي كتارا أو في واشنطن وفي عدة مدن في الولايات المتحدة الأمريكية. ** ما الدور الذي يضطلع به المجلس الوطني الذي تقوم برئاسته حاليا في تعزيز العلاقات العربية — الأمريكية؟ إن رسالة المجلس الوطني هي تثقيفية وتهدف بالدرجة الأولى إلى زيادة وعي الأمريكيين ومعارفهم وفهمهم للعالم العربي، والشرق الأوسط والعالم الإسلامي بشكل عام. ويقوم المجلس الوطني بتنفيذ رسالته من خلال برامج ومشاريع ومنشورات، وفعاليات وأنشطة. ومنذ تأسيسه نفذ المجلس حوالي عشرين مشروعا ثقافيا وتعليميا وبرامج وفعاليات عقدت مجموعة منها في دولة قطر. وتتضمن أنشطة المجلس عقد مؤتمر سنوي لصناع القرار الأمريكي والعربي، حيث تتم استضافة أشهر المختصين في العالم ليحللوا ويناقشوا أهم القضايا المتعلقة بالعلاقات الأمريكية العربية، وأهم احتياجات شعوب هذه الدول واهتماماتهم ومصالحهم، بالإضافة إلى أهم أهداف السياسات الخارجية لهذه البلدان. إن مؤتمر صناع القرار الذي يعقد كل سنة في مبنى رونالد ريجان ومركز التجارة العالمي، وفي اشهر قاعات المؤتمرات في واشنطن دي سي، يسجل كل عام اكثر من 1200 مشارك. وسيحتفل المؤتمر هذا العام بالذكرى الخامسة والعشرين لانعقاده على التوالي. وأصبح برنامج "النموذج لجامعة الدول العربية" Model Arab League الذي ينظمه المجلس واحدة من أكثر البرامج التعليمية شعبية من بين البرامج التي تتمحور حول العرب للأمريكيين، والعالم العربي ويهدف إلى إعداد قادة المستقبل. وبرنامج نموذج الجامعة العربية هو برنامج تعليمي نُظم عشرين مرة في مختلف مدن الولايات المتحدة للأمريكيين وللعرب وغيرهم من مواطني الدول الأخرى. وهو مخصص لطلاب المدارس الثانوية والجامعات. وتزايد شعبية هذا البرنامج التعليمي والتدريبي والقيادي قد دفعت إلى تنظيمه في البحرين، مصر، عمان والسعودية. لا يوجد برنامج مماثل في الدول العربية وامريكا يوفر للمشاركين فرصة ذهبية كالتي يوفرها هذا البرنامج للتدريب العملي على الخطابة وتنمية القدرات النقاشية والحوارية بفعالية واقتدار. إلى جانب الإسهام في توثيق العلاقات العربية الأمريكية من خلال التعليم والتدريب وتنمية المهارات القيادية. “المعهد الثقافي العربي” ** ماهي طبيعة المشروع الذي تعكفون عليه والمتمثل في إقامة صرح ثقافي عربي في الولايات المتحدة؟ من رحم هذه الأهداف الإستراتيجية التي عكفنا على العمل عليها خلال السنوات الماضية؛ انبثق مشروعنا "المعهد الثقافي العربي" في واشنطن، والذي يسعى إلى أن يكون نموذجا مثاليا لعرض وتقديم الحضارة والثقافة العربية لشعوب شمال وجنوب أمريكا. والهدف من إقامة "المعهد الثقافي العربي" هو بناء جسر من التواصل الحضاري بين الشعب الأمريكي والعالم العربي، وإرساء أرضية مشتركة يتحقق من خلالها الفهم المرجو للثقافة العربية والإسلامية، وإيجاد فضاء واسع ومكان لإجراء الحوارات والنقاشات والتعاون المشترك وإقامة البرامج والأنشطة والفعاليات عبر تنظيم أنماط مختلفة من المحاضرات التعليمية وإقامة الندوات وورش العمل وعقد المؤتمرات العالمية. بالإضافة لإقامة صالات لعرض الفنون والتحف والمقتنيات التراثية القديمة والحديثة التي تتميز بها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والاستثمار في مجالات البحوث والتعليم وتقديم المنح الدراسية في مجالات تتعلق بالثقافة العربية. كما يهدف المعهد إلى بناء الشراكات المستدامة مع السفارات التابعة للدول العربية والإسلامية والمؤسسات الثقافية بهدف التعريف بالإنتاج الثقافي العربي في الفن والأدب والإسهامات العربية في تطور العلوم والتكنولوجيا، خاصة وان هنالك العديد من الإسهامات الكبيرة القديمة والحديثة التي تحتوي على العديد من الخدمات التي استفادت منها البشرية وخدمة العلوم الإنسانية والعلمية والتي لم يسبق للعالم أن اطلع عليها. وهو يمنح الناس فرصة كبيرة للالتقاء بباحثين معروفين، ومفكرين مشاهير، وفنانين وموسيقيين لم تتسن لهم من قبل فرص عن لقائهم أو الاستماع إليهم ناهيك ان يتعلموا منهم. ويتيح فرص إحياء مناسبات وأعياد عربية وإسلامية، وفعاليات ثقافية عربية مثل المعارض الفنية وقراءة الشعر، واللقاءات الخاصة وعرض الأفلام وتنظيم الحفلات. وبهذا سيعمل المعهد كمؤسسة أكاديمية ومحور ثقافي اجتماعي حضاري وإنساني. المقر في واشنطن ** ماالهدف من بناء المقر الرئيسي للمعهد في واشنطن وليس مدينة أمريكية أخرى مثل نيويورك أو ديترويت أو كاليفورنيا خصوصا أن الجاليات العربية تعتبر أكبر هناك؟ تعتبر واشنطن دي سي القلب النابض والعاصمة السياسية والثقافية لأمريكا، وهي تضم بين جوانحها العديد من المتاحف والمعاهد الثقافية الأمريكية والعالمية ولكن لا يوجد بينها جهة تستعرض تاريخ وثقافة واقتصاد المجتمعات العربية. وهي تعتبر العاصمة الام التي يقوم بزيارتها الملايين سنويا من الولايات المتحدة ومن جميع انحاء العالم. فعدد من زاروا واشنطن دي سي العام الماضي بلغ 20.2 مليون شخص. وكان حوالي 90% من هؤلاء الزوار من داخل أمريكا نفسها، وما تبقى منهم جاؤوا من الدول الـ 192 الأعضاء في الأمم المتحدة. فواشنطن دي سي هي من بين أهم ثماني جهات سياحية في أمريكا يفضلها السياح ممن قدموا من أرجاء العالم. ولهذا تعتبر أفضل موقع لمقر "المعهد الثقافي العربي". وان تأثير معهد كهذا سوف لن يقتصرعلى المواطنين الأمريكيين من مختلف الولايات، بل سيمتد الى الملايين من مواطني الدول الأخرى الذين سيزورون المعهد. ويتوقع أن يزور كل عضو من أعضاء الكونجرس مرة على الأقل المعهد، وكذا كبار موظفيهم. كما أن أعدادا كبيرة من كبار مسئولي الدولة وممثلي الجهات التنفيذية الأمريكية من الدرجة المتوسطة سيزورون المعهد. ونفس الشئ يمكن قوله بشأن المختصين في الشؤون الخارجية في مجال الإعلام ومراكز الأبحاث، والفكر، ومراكز الضغط، والجمعيات المهنية والمتعلمين والطلاب والباحثين والعلماء. وان زوار مثل هؤلاء سوف لن يأتوا من نفس المنطقة التي يوجد بها المعهد بل من مختلف أرجاء الولايات المتحدة للاطلاع على ما يقدمه المعهد. كما ينبغي التفكير فيما يمكن ان يحققه معهد كهذا في الأوقات التي تسود فيها الاضطرابات، والضغوط، أو الخلافات بين أمريكا والحكومات العربية. كما يمكن التفكير أيضا فيما يمكن ان يقدمه المعهد من مساعدة في فهم التطرف والعداء لأمريكا أو تقديم شرح للرؤية والمواقف العربية وللسياسات والممارسات والاتجاهات العربية. مواجهة صورة العرب النمطية ** كيف سيساعد المعهد في القضاء على الصورة النمطية في المجتمع الأمريكي؟ لا شك أن المعهد سيلعب دورا محوريا وفاعلا في محاربة الأفكار السلبية والصور النمطية المرتبطة بالعرب في امريكا. وان واحدة من مهام المعهد ستكون تصحيح المعلومات الخاطئة، والتحليلات المنحازة والتشويه المتعمد لصورة العرب في وسائل الإعلام الأمريكية المكتوبة والمرئية والمسموعة. لا أحد يستطيع أن ينكر حجم الضرر الذي لحق بصورة العرب والمسلمين على مدى فترة طويلة، وكم من معلومات مغلوطة وتحليلات مسيئة وتقييم غير موضوعي تعرضت له الثقافة والتاريخ والمجتمعات العربية. وكم من مرة استخدمت هذه المغالطات كذريعة للتدخلات الخارجية ضد العرب وفي إشعال المعارك والحروب في العالم العربي. ولقد لا حظنا كيف عادت هذه التصورات النمطية لتترسخ وبقوة بعد تداعيات ما يعرف بالربيع العربي عن طريق وسائل الإعلام الجماهيرية المؤثرة، خاصة ان العديد من الدول العربية لا زالت تعاني من الصراعات السياسية والانقسام والحروب الأهلية والإرهاب. كما لا يستطيع أحد أن ينكر النتائج الكارثة الناجمة عن سوء الفهم وغياب قيادات تحمل رؤى ومعلومات ضرورية وفهم للثقافة العربية والإسلامية. ولإعطاء مثال على غياب التعاطي من قبل القيادات الأمريكية مع الثقافة والقيم الإسلامية والاحتياجات المشروعة للعرب واهتماماتهم ومصالحهم ويكفى ان نشير الى ما حدث قبل ثلاثة عشر عاما. فما حدث هو ان الأمريكيين الذين لم تطأ أقدامهم الدولة العربية الأكثر أهمية قد رسموا سياسات وأيدوا تنفيذ قرارات أسفرت عن تدمير ارث ثقافي عربي وإسلامي هام يعود تاريخه إلى أكثر من ألف سنة وذلك من خلال اجتياح العراق واحتلاله. ومن خلال انشطة المعهد يمكن معالجة مشكلات كهذه، أو ترميم الإضرار في اضعف الإيمان. وبهذه الطريقة يمكن ان يقوم المعهد بأقصى ما يستطيع للتقليل تأثير مختلف المجموعات التي تسعى الى زرع الفرقة بين العرب والأمريكيين أو بين مكونات الشعب الأمريكي أو بين مختلف الإطراف العربية. ان معهد الثقافة العربية في قلب واشنطن دي سي، عاصمة أقوى دولة في العالم، يمكن أن يلعب دورا محوريا في التخفيف من الطريقة السالبة التي تقدم بها صورة العرب والمسلمين. وسيبذل المعهد أقصى ما بوسعه ليتصدى للجهود المستمرة للعديد من المجموعات المعادية للعرب والمسلمين في أمريكا والتي تصر على نشر معلومات خاطئة عنهم تضعهم في موقع المدافع متى ما كان ذلك ممكنا. وسيكون مصدرا لقدر هائل من المعلومات التي يمكن ان يستفاد منها في فهم ومناصرة رغبة الأعداد الكبيرة من الأمريكيين والعرب الذين يفضلون وجود علاقات وثيقة وحميمية تقوم على الثقة المتبادلة بين أمريكا والعرب، ناهيك عن الوصول إلى الأغلبية العظمى من صناع القرار في المجتمع الأمريكي والأكثر تأثيرا بسهولة وبفعالية. كما أن برامج المعهد الثقافي، ومشاريعه وفعالياته وأنشطته بطبيعة الحال ستكون مصممة لتعزيز التواصل بين الشعبين الأمريكي والعربي. ومما لا شك فيه بان هذا سينعكس في زيادة وعي الناس وتقديرهم لأهمية التعاون الأمريكي - العربي. الجهات الراعية ** من هم الشركاء الإستراتيجيون والجهات الراعية والداعمة للمشروع؟ المشروع كبير ورائد وهو يهدف إلى بناء تحالفات إستراتيجية واسعة داخلية وخارجية لضمان الاستدامة والاستمرارية والقدرة على التمويل الذاتي في المستقبل. إن أهم العوامل التي ساهمت في تحقق انطلاقة قوية للمشروع عندما وافق سفراء وأعضاء كل الملحقيات الثقافية في السفارات العربية المعتمدة ومكتب جامعة الدول العربية في واشنطن على تأكيد الرغبة في تأسيس المعهد وتقديم الدعم والمساندة المادية والمعنوية كل حسب إمكانياته وقدراته. بالإضافة إلى موافقة ثلاثة من أشهر أعضاء الكونجرس الأمريكي أن يعملوا كأعضاء شرف في اللجنة الموجهة للعمل بهدف نقل الفكرة إلى مستوى أخر لتوضيح الرؤية للإدارة الأمريكية والكونجرس وممثلي الشعب الأمريكي في الولايات والمدن. كما أسهمت مجموعة من المهنيين والمختصين في العالم في مجال تقديم الاستشارات والتصاميم الهندسية ودراسة الجدوى المختصة ببناء المعهد والمراكز والمباني التابع له بما يتناسب مع طبيعة وحجم الخدمات التي سيقدمها. إن تمويل المعهد سيكون متعدد القنوات من جهات عربية وأمريكية. خاصة وان عدد الجهات التي ترغب في نجاح هذا المشروع كبير. وان الآلاف من الأمريكيين والعرب المعنيين بالعلاقات الأمريكية العربية بشكل أو أخر يشاطروننا نفس هذه الرؤية. ولحسن الحظ أن القدر الكبير من الرغبة في توفير الموارد لهذا المشروع قد جاءت من مؤسسات وشخصيات كبيرة وشهيرة في دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتهم دولة قطر. ومن الطبيعي فان السبب الواضح لذلك هو ادراكهم لأهمية الفرصة التي يمكن ان يتيحها معهد كهذا لبناء العلاقات الإنسانية وحوار الثقافات وتجسير الفجوة بين الشعوب العربية والشعب الأمريكي. وان فائدة أخرى ذات صلة وثيقة بهذا تتمثل في تحقيق وعي كبير في أوساط الأمريكيين بشان جوهر الثقافة العربية التي تساهم فيها دولة قطر على مستوى عالمي. بالإضافة إلى التقدير الذي سيحظى به دور قطر ومكانتها لما تضطلع به من دور مهم ونشط في العالم العربي وما وراءه. دور قطري مؤثر وفاعل ** كيف يمكن للمعهد إبراز دور قطر على وجه التحديد في المجتمع الأمريكي؟ الدور القطري فاعل وناشط ومؤثر في المجتمع الأمريكي في مجالات عديدة سياسية واقتصادية وثقافية وتنموية. والدعم القطري وإسهامات قطر الإنسانية تعتبر استثنائية خاصة تلك التي قدمت لضحايا أمريكيين عندما حلت بهم كارثة عقب الإعصار الذي ضرب الساحل الجنوبي للولايات المتحدة الأمريكية في 2005 لمساعدة 3 ولايات أمريكية عبر تدشين 18 مشروعا في لويزيانا وألاباما وميسيسيبي بقيمة 100 مليون دولار ووزعت بين قطاعات التعليم والإسكان والرعاية الصحية، وان مساعداتها لضحايا الكوارث في بيروت ودارفور والسودان هي أمثلة إضافية. والمعهد سيساهم في بيان الدور الذي تقوم به قطر من هذا الجانب بالإضافة إلى تعزيز الشراكة والتعاون مع المؤسسات التعليمية والأكاديمية في الولايات المتحدة مع جامعة قطر وجامعات ومؤسسات المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. والترويج للفعاليات والبرامج الثقافية والرياضية أيضا وخاصة ان قطر مقبلة على تنظيم فعاليات مونديال كأس العالم 2022م. بالإضافة إلى مجالات التعاون في التطوير والتدريب والتنمية البشرية الشاملة ووسائل الإعلام والصحافة. واستعراض التجربة الناجحة لدولة قطر في تنظيم واستضافة مؤتمرات عالمية مثل مؤتمر حوار الأديان ومنتديات تعالج قضايا حيوية مثل الديمقراطية والتجارة الحرة - وكلها فعاليات شارك فيها القادة من مختلف أرجاء المعمورة. نقطة أخرى ينبغي إبرازها هي دور المرأة ومكانتها في المجتمع القطري. خاصة أن الصورة المتكونة في أذهان أغلبية ساحقة من الأمريكيين وأعداد كبيرة من سكان الدول الأخرى عن المرأة المسلمة والعربية لا تزال سالبة وغير دقيقة. وان المشاركة والتنظيم للفعاليات والمعارض أو أكثر يركز بشكل أساسي على المرأة القطرية ومشاركتها في الحياة العامة والقطاعات الخاصة سيكون أمرا بالغ الأهمية لما سيحظى به من اهتمام كبير من قبل زوار المعهد والمعرض. وإذا كان ذلك ممكنا، فهل سيكون هنالك انجاز أعظم من ان تجد سبيلا كالمعارض الدائمة التي تمكن من التصدي لكل الأمريكيين أو غيرهم الذين يحملون صورا نمطية سالبة تشوه صورة المرأة العربية. وهنالك العديد ممن يعتقدون بان تقديم ما يعرفونه عن الثقافة العربية ووضع المرأة العربية وحقوقها يعتبر عملا متقدما غير موجود في الواقع. وهنا تبدو سمة فرصة تتاح للمعهد ليتصدى لذلك. ومن الضروري التصدي لهذه القضايا من خلال المعارض التوعوية. وبهذه الطريقة يمكن للمعهد الثقافي ان يوضح كيف أحدثت دولة قطر تغييرا نوعيا ليس في حياة مواطنيها بل في حياة الملايين من مواطني الدول الأخرى. البرامج والفعاليات المختلفة **ما نوع الخدمات التي سيقدمها المعهد الثقافي العربي؟ خطة المعهد تتمحور في تنظيم مختلف أنواع المعارض التي توضح للزوار جوهر وثراء وتنوع الثقافة والتاريخ العربي. وسيكون بعض هذه المعارض دائما والبعض الآخر منها دوريا. وإن الدول العربية الأكثر إسهاما في تأسيس المعهد ستنال النصيب الأكبر من هذه الفعاليات. حيث ستمنح مساحة في المعرض الدائم. والمعارض الدائمة بطبيعة الحال تتيح للزوار وعلى مدار السنة فرصة كبيرة للتعرف على ثقافة البلد وتاريخه ومستوى التطور والحداثة فيه. كما تتيح مثل هذه المعارض للدولة المعنية فرصة لشرح مواقفها ودورها وسياساتها الإقليمية والدولية. وبغض النظر عن ماهية الموضوع، إلا أنه من المؤكد أن المعلومات التي ستقدم ستكون مهمة وذات قيمة كبيرة لكونها معلومات يجهلها الأمريكيون عن دولة قطر، ومنطقة مجلس التعاون الخليجي وأعضائه الستة. وسيتمكن المعرض الدائم من شرح علاقات دول الخليج مع الولايات المتحدة الأمريكية. بالإضافة إلى هذه المعارض الدائمة ستكون هنالك برامج وأنشطة خاصة وجديدة. حيث يمكن تقديم دورات في اللغة العربية والدراسات العربية والإسلامية في المعهد. وسيكون لمثل هذه الأنشطة أثر طيب على الأمريكيين الذين يرغبون في التعرف على الثقافة العربية. كما سيعمل المعهد كمكان لإجراء بحوث علمية تركز على الثقافة العربية والإسلامية. وبالنسبة للطلاب الأمريكيين والباحثين وأعضاء هيئة التدريس والأفراد المهتمين، فإن المعهد سينظم وعلى مدار العام برامج لتدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية. ومن شأن هذا أن يعزز فهم الثقافات العربية والأمريكية وكذا علاقات الطرفين. الخليج والعلاقات الأمريكية ** ما الدور الذي سيضطلع به المعهد في تعزيز العلاقات الأمريكية مع دول مجلس التعاون الخليجي؟ غاية إطلاق معهد كهذا أن يساعد على تقوية العلاقات بين دول الخليج بشكل كبير في الدوائر الأمريكية الرئيسية ومراكز صناعة القرار. وسيخدم هذا دول مجلس التعاون الخليجي بمختلف الطرق والأسباب من بينها كون الأمريكيين لا يعرفون عن هذه الدول إلا القليل. وباعتبار دول الخليج ستكون الداعم الأكبر لهذا المعهد فإنه ستنظم معارض دائمة تتعلق بهذه الدول. والسبب الآخر هو أنه بالرغم من أن الأمن القومي الأمريكي ومصالحها الاقتصادية والمالية والدفاعية ترتبط بشكل وثيق مع دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من أي مكان آخر، ومع ذلك يبقى أن هذه الدول الأقل حظا في معارف الأمريكيين وفهمهم للمنطقة. والسبب الثالث يتعلق بوجود أعداد كبيرة من الأمريكيين الذين يعملون في دول الخليج العربي وهو العدد الأكبر من أي منطقة أخرى في العالم. والحقيقة الرابعة هي أن الأمريكيين يستثمرون مليارات الدولارات في هذه الدول وهي الأضخم بالمقارنة مع ستة دول مجاورة لدول الخليج العربي، أو حتى في الدول العربية الستة عشرة الباقية مجتمعة. السبب الخامس يتعلق بالقوات الأمريكية المنتشرة في دول الخليج العربي، حيث قوات برية في الكويت، وقواعد جوية في قطر والإمارات، وقاعدة بحرية في البحرين، وكل أنواع تلك القواعد في السعودية، مما يجعل إجمالي هذه القوات أضعاف ما هو موجود من القوات الأمريكية في بقية الدول العربية مجتمعة. سادسا تعزيز مجالات الحوار الأمريكي — الخليجي الاستراتيجي، الذي بدأ مع السعودية ويشمل الدول الستة وتم بحثه في شهر مايو الماضي خلال اجتماع الرئيس أوباما مع قادة الدول الستة في كامب ديفيد وخلال لقاء الرئيس أوباما مع قادة الدول الستة، وكبار المسؤولين في الأمانة العامة لدول التعاون بالرياض. والحقيقة هي أن كل هذه الأسباب تعطي هذه الدول ميزة أكبر من أي دولة عربية أخرى. وكما هو متصور فإن المعهد لايمكن أن ينطلق بشكل آلي. وهنالك الكثير مما ينبغي عمله بشأن العلاقات الأمريكية العربية بشكل أو بآخر. ليس لهذه المنطقة الحيوية فحسب بل للدول العربية كلها والعالم لأن الغاية النهائية هي ضمان استمرار منطقة الخليج آمنة ومستقرة. ومن خلال الارتباط غير الرسمي بالحوار الاستراتيجي الخليجي — الأمريكي، فإن معهد ثقافيا كهذا ومن خلال التعاون مع معارض شهيرة في دول الخليج يمكن أن يلعب دورا مميزا في تعزيز العلاقات وتوسعة نطاق الحوار الاستراتيجي. وسيكون هذا بمثابة إحلال قطعة مفقودة في مكانها الصحيح، وهي غياب العنصر الثقافي والتواصل على مستوى القاعدة الشعبية. ومن شأنه أن يقوي أسس العلاقة بين الطرفين. وبناء عليه، بات من الضروري التعجيل في بناء هذا الصرح المهم استراتيجيا مستفيدين من تجارب الآخرين في أماكن أخرى، وبعد بناء ما نسعى إليه سوف لن يكون هنالك مجال لأحد أن يدعي بأنه أهمل أو أنه لا يعرف شيئا عن الثقافة العربية. وبهذه الطريقة يمكن أن نبني شيئا تتوارثه الأجيال. إن تأسيس معهد كهذا سيكون دليلا على دعمها القوي لمفهوم التعاون الدولي في مجالات التعليم، وترسيخ التسامح واحترام الآخرين وثقافاتهم. قطر ومجلس العلاقات العربية — الأمريكية ** هل تعطينا لمحة عن برنامج نموذج الجامعة العربية الذي يشرف عليه مجلس العلاقات العربية — الأمريكية؟ وأهم البرامج التي قمتم بها بالتعاون مع السفارة قطر في واشنطن؟ برنامج نموذج الجامعة العربية يحاكي الواقع الحقيقي لقمة عربية. فالبرنامج لا يكسب المهارات القيادية للطلاب فحسب، بل يزيد من وعيهم ويوضح لهم كيف يعرض الدبلوماسيون العرب مواقف حكوماتهم حول القضايا المعاصرة، والتحديات التي تواجههم في الدفاع عن مصالح بلدانهم. لا يوجد برنامج لا في الولايات المتحدة أو غيرها يقدم للمشاركين التعقيدات الضخمة التي تواجه الدبلوماسيين العرب أو يعلم المشاركين كيف يمكن أن يتنقلوا بين حقول الألغام التي تعتبر خيارات غير عادية وصعبة لتحقيق أهداف السياسات الخارجية لبلدانهم. إن نموذج الجامعة الوطنية لجامعة الدول العربية الذي يشارك فيه كل سنة 400 طالب أمريكي وعربي يتنافسون فيه حول جائزة التميز القيادي. وينظم في قاعة مؤتمرات جامعة جورج تاون. وينظم البرنامج بحضور حوالي اثني عشر من كبار الحكام الذين يتمتعون بخبرات كبيرة في مجال العلاقات الخارجية. وإن بعضهم كانوا مسؤولين سابقين في مجال الخدمة الخارجية. ويستضيف البرنامج كل عام في شهر أبريل في واشنطن دي سي السفارة القطرية وسفراء آخرين كمتحدثين أساسيين. ويشارك في البرنامج أربعمائة طالب جامعي، واثنين وعشرين مستشارا من أعضاء هيئة التدريس وعشرة من هيئة التحكيم ويستمر لمدة يومين ونصف. وقد بلغ عدد خريجي برنامج المجلس الوطني وحده وعلى مدى خمسة وثلاثين عاما أكثر من 40.000 خريج. ولا يوجد برنامج معروف يتعلق بالعلاقات العربية الأمريكية أنتج عشر هذا العدد من الخريجين حتى الآن. وتدرك دولة قطر أهمية هذا البرنامج وتقدر ما يمكن أن يقوم به لتحسين صورة العرب في أوساط قادة المستقبل. وبالنسبة للطلاب الذين يمثلون دولة قطر في برنامج "نموذج الجامعة العربية"، فإن السفارة القطرية تشرح لهم باستمرار كيفية عرض مواقف قطر وسياساتها وخططها واتجاهاتها بشكل دقيق بقدر الإمكان. وخلال العامين الماضيين استضافت قطر حوالي ثلاثين طالبا جامعيا أمريكيا للمشاركة في برنامج "نموذج الجامعة العربية"، إلى جانب ستة من أعضاء هيئة تدريسهم لدراسة الثقافة لمدة عشرة أيام. وكانت هذه الزيارة الأولى لقطر بالنسبة لجميع الستة والثلاثين أمريكيا. بالإضافة إلى أن مؤسسة قطر الدولية وعبر مكتبها في واشنطن دي سي قدمت دعما سخيا على مدى أربع سنوات لتغطية التكاليف المرتبطة ببرنامج "نموذج الجامعة العربية" للمدارس الثانوية. وينظم هذا البرنامج في واشنطن في أواخر أبريل. وإن منحة جوزيف جي مالون في الدراسات العربية والإسلامية التي يقدمها المجلس هي مخصصة لمعلمي الشباب الأمريكي. وحتى الآن أخذ المجلس أكثر من 900 أمريكي في زيارات دراسية إلى واحدة أو أكثر من الدول العربية كان بينهم أصحاب مهن وأكاديميون، ومسؤولون حكوميون ورجال إعلام وعسكريون وممثلون وباحثون في مراكز أبحاث ومراكز صنع القرار. ويتيح برنامج مالون للمشاركين فيه فرص الاطلاع مباشرة على حقيقة وواقع العالم العربي وطبيعة العلاقات العربية الأمريكية. وحتى الآن هنالك برنامج تدريبي واحد للمجلس الوطني، ويقدم أنشطة تعليمية إضافية ودراسات في اللغة العربية من خلال فرص كبيرة في مصر والأردن ولبنان والمغرب وسلطنة عمان بشكل يكمل الأهداف التي يسعي المجلس إلى تحقيقها. وتتمثل أهم جوانب البرنامج التدريبي في الدراسة العملية، والسمنارات التي تعقد في كل صيف. ويتكون البرنامج من ثلاثة أجزاء. الجزء الأول ومدته شهران ونصف ويهدف إلى إكساب المتدربين خبرة في عمل مهني معين وفي واحدة من عواصم الدول التي بها واحدة من المنظمات ال 22 الشقيقة للمجلس الوطني، والتي تعمل في قضايا تتعلق بالعلاقات الأمريكية مع العالم العربي. الثاني يتطلب من المتدربين المشاركة مرتين في سمنار العشرة أسابيع الأكاديمي الذي يعقد في جامعة جورج واشنطن، في كلية إليوت للشؤون الدولية. وهذا السمنار الذي يعد الأول من نوعه مخصص بكامله لشبه الجزيرة العربية والخليج. الجزء الثالث، يتطلب من المتدربين المشاركة في السمنار الصيفي الخاص "نموذج الجامعة العربية" الذي يعقد في جامعة جورج تاون. **هل من كلمة أخيرة؟ إن الغاية الأخيرة لكل هذه المشاريع التي نسعى إلى تنفيذها والبرامج والفعاليات والأنشطة، لا تقتصر حصرا على تعزيز الفهم وزيادة الوعي بالعالم العربي والعلاقات الأمريكية العربية فحسب، بل نهدف إلى تعميق الفهم وتقدير إسهامات الدول والشعوب والثقافة العربية في الحضارة الإنسانية. لذلك مشروع تأسيس معهد للثقافة العربية في واشنطن دي سي سيكون عاملا مساهما جديدة في صناعة تاريخ جديد أكثر متانة وقوة في العلاقات بين الشعوب العربية وشعب الولايات المتحدة الأمريكية. وينبغي ألا تفوتنا أهمية واشنطن وما تمثله من مكان ملائم لبلورة ما لا يعد ولا يحصى من الأفكار والمقترحات والمواقف والسياسات والممارسات والاتجاهات والقرارات التي تؤثر ليس على حياة الملايين من الأمريكيين، بل الملايين أيضا من العرب والمسلمين. كما لا ينبغي أن ننكر حقيقة أن هنالك عداء لأمريكا في الدول العربية وهي حالة تشهد تناميا باستمرار. كما لا ننكر وجود مشاعر عدائية للعرب والمسلمين في أمريكا، وهي أيضا في تزايد. ومن الصعب التغلب على هذه التحديات دون بذل جهود منسقة وطويلة الأمد والمثابرة في معالجتها، وإلا ستبقى الشعوب على طرفي نقيض.
775
| 17 مايو 2016
أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اليوم السبت في واشنطن، بالتقدم الذي تحقق دفاعا عن قضية السود في البلاد خلال رئاسته وخلال العقود الماضية، مشيرا مع ذلك إلى استمرار وجود العنصرية في المجتمع الأمريكي. وشارك أوباما، أول رئيس أمريكي اسود يصل إلى البيت الأبيض، في احتفال تسليم شهادات في جامعة هوارد المعروفة باسم "بلاك هارفرد"، لأنها تضم غالبية ساحقة من الطلاب السود، وخرجت شخصيات سوداء شهيرة مثل توني موريسون. وقال أوباما أمام الحضور "لو أتيح لكم أن تختاروا الفترة التاريخية التي تريدون أن تولدوا فيها، لن تختاروا الخمسينات ولا الستينات ولا السبعينات، بل لاخترتم الفترة الحالية". وأضاف الرئيس الأمريكي "قبل ستين عاما ما كان أبي ليتمكن من تناول طعامه في أحد مطاعم واشنطن"، في إشارة إلى التفرقة العنصرية التي كانت سائدة بقوة في البلاد. وتابع أوباما "عندما تخرجت من الجامعة (عام 1983) كانت الشخصية السوداء الرئيسية على التلفزيون هي ميستر تي"، في إشارة إلى هذا الممثل الشهير في مسلسلات تلفزيونية عرضت في الثمانينات. وأضاف الرئيس الأمريكي "أما اليوم فان بيونسي تجتاح العالم لم نعد مجرد أشخاص يكتفون بتسلية الآخرين، نحن منتجون ومدراء مكاتب إنتاج، لم نعد فقط ملاكي محلات تجارية صغيرة بل أصبحنا مدراء عامين ورؤساء بلديات ونوابا ورؤساء في الولايات المتحدة" وسط تصفيق المتخرجين الحاد، إلا إنه أوضح أيضا أن "العنصرية لا تزال موجودة والتفاوت الاجتماعي يبقى قائما"، لافتا إلى أن احتمال دخول أسود إلى السجن أكبر بست مرات من احتمال دخول أبيض. ودعا أوباما المتخرجين السود إلى التطلع إلى المستقبل بثقة من دون أن يتناسوا ارثهم العرقي، والى المشاركة في الاقتراع إذ لا تزال نسبة مشاركة السود في الانتخابات ضعيفة. وأنهى أوباما كلمته بتوجيه انتقاد لاذع إلى المرشح الجمهوري دونالد ترامب من دون أن يسميه قائلا "اعتادت جدتي على القول إمامي: كلما فتح معتوه فمه لا يمكن إلا أن يؤكد جهله"، مضيفا "لنتركه يتكلم".
506
| 07 مايو 2016
مساحة إعلانية
اقتربت المهلة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، لتعديل أوضاع المركبات التي انتهت تراخيصها وتجاوزت المدة القانونية، من الانتهاء. ولم يتبق إلا 3 أيام...
23313
| 24 أكتوبر 2025
أكد المهندس عبد الرحمن اليافعي، استشاري هندسي أول، أن دولة قطر تعد سباقة في حماية الأفراد المتواجدين في الفضاء الرقمي، فقد أصدرت دولة...
10790
| 25 أكتوبر 2025
انتقل إلى رحمة الله تعالى كل من مبارك سعد مبارك الجفالي النعيمي بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وحصه سعد مبارك الجفالي النعيمي طالبة في...
10734
| 26 أكتوبر 2025
تواصل الخطوط الجوية القطرية توفير العروض على أسعار التذاكر للمسافرين على الدرجة السياحية على رحلاتها خلال الفترة المقبلة إلى عدد من الوجهات العربية...
8480
| 24 أكتوبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
تعرضت لاعبة منتخب مصر للدراجات، ابتسام زايد، لإصابة قوية خلال مشاركتها في نهائي سباق الإقصاء ببطولة العالم المقامة في تشيلي، بعد سقوطها العنيف...
4108
| 24 أكتوبر 2025
أعلن تطبيق شقردي المتخصص في توصيل طلبات الطعام داخل المملكة العربية السعودية، عن توقف نشاطه بشكلٍ رسمي بعد 6 سنوات من العمل. وأفاد...
3976
| 25 أكتوبر 2025
قالت وزارة الداخلية إنه بالإشارة إلى الحريق الذي اندلع في عدد من مراكب الصيد الراسية بفرضة الوكرة، فقد أظهرت المعاينة الفنية وما تم...
3788
| 26 أكتوبر 2025