كشفت شركة أودي عن مرحلة التطوير الثانية لنظام القيادة الآلية؛ حيث أجرت الشركة الألمانية اختبار قيادة على سيارتها البحثية A7، والتي تحمل الاسم Jack، في ظل ظروف قيادة حقيقية. وأوضحت الشركة التابعة لمجموعة فولكس فاغن الألمانية أنها قامت بإجراء هذا الاختبار في مسافة تصل إلى حوالي 50 كلم على أحد الطرق السريعة، التي تتوفر عليها بيانات مهمة لعمل النظام بشكل دقيق، مثل علامات الطريق وأوقات التكدس المرروي ومعلومات عن مناطق العمل الحالية على الطريق. ويعتمد هذا النظام على مجموعة من الكاميرات والعديد من أجهزة الاستشعار (ليزر والموجات فوق الصوتية والرادار)، وذلك لرصد دقيق للطريق والحركة المرورية عليه، وهو ما يتيح للسيارة البحثية Jack تولي زمام القيادة بشكل كامل حتى سرعة 130 كلم/ساعة. وخلال التجربة تمكن النظام من الحفاظ على مسار السيارة على الطريق من خلال بعض حركات المقود البسيطة، بالإضافة إلى عمليات القيادة الأخرى مثل التسارع والكبح وإجراء مناورات التخطي على الطريق. كما تمكن نظام القيادة الآلية من رصد السيارات القادمة من الخلف بسرعات عالية، وتفاديها عن طريق التوقف عن إجراء مناورات التخطي، ويتيح هذا النظام الفرصة لقائد السيارة لتولي زمام القيادة بنفسه في أي وقت. وأشارت أودي إلى أن دخول أنظمة القيادة الآلية مرحلة الإنتاج القياسي يستلزم أولاً سن بعض التشريعات القانونية، والتي ما زالت تشكل عائقاً أمام انتشار هذه التقنيات المتطورة.

أعربت شركة فولفو السويدية للسيارات عن قناعتها بأن تقنية القيادة الآلية للسيارة لها مستقبل. وقال هاكان صامويلسون رئيس فولفو خلال معرض ديترويت للسيارات في الولايات المتحدة إنه يعتقد أن الأمر سيكون بالضبط مثلما هو الحال في الطائرة حيث يتم البدء يدويا ثم يتم اللجوء إلى تقنية القيادة الآلية عندما تصل السيارة إلى منطقة "تكون القيادة فيها مملة" مثل الطريق السريع أو منطقة بها زحام مروري. وتابع صامويلسون أنه سيتم العودة إلى القيادة اليدوية في المواقف المعقدة على سبيل المثال في المواقف التي يكون يتواجد فيها الكثير من المارة. تجدر الإشارة إلى أن فولفو تعمل في الوقت الراهن في مدينة جوتيبورج السويدية على اختبار أول سيارة تسير بنظام القيادة الآلية في العالم. ومن المنتظر أن تطرح فولفو 100 سيارة من هذا الطراز في عام 2017.

لا تهدأ وتيرة التطور التكنولوجي أبداً في عالم السيارات، ويحاول المصممون حالياً الإجابة عن التساؤل حول ماهية الأشياء التي يمكن للسائق القيام بها في المستقبل عندما تأتي السيارات مزودة بأنظمة القيادة الآلية. وكلما اقترب المهندسون من تحقيق رؤيتهم للقيادة الآلية على أرض الواقع بالسيارات الحديثة، يصبح هذا التساؤل أكثر إلحاحاً على مصممي المقصورة الداخلية، ويمكن التعرف على الإجابات الأولية من خلال مشاهدة النماذج الاختبارية، التي تقدمها شركات السيارات في المعارض العالمية. وعندما جلس إيبرهارد كاوس، المطور بشركة مرسيدس الألمانية، خلف مقود سيارة الفئة S الفاخرة المزودة بنظام القيادة الآلية، لم يعد هناك حديث عن توفير تقنيات الاسترخاء للسائق، نظراً لأن قائد السيارة أصبح مجرد راكب عادي، يضع يديه على رجليه ويحدق النظر بتركيز على ما يدور على جانبي الطريق، بينما تتولى الأنظمة التقنية المتطورة مهمة التحكم في السيارة ومراقبة حركة المرور من حولها. وأوضح ألكسندر مانكوفسكي، مسؤول الأبحاث المستقبلية بشركة مرسيدس الألمانية، قائلاً: "تعمل التقنيات المتطورة على خلق مساحات جديدة تماماً لركاب السيارة"، ولذلك فإن اهتمامه ينصب حالياً حول كيف يمكن للسائق قضاء وقته على متن السيارة أثناء التكدسات والازدحامات المرورية، أو كيف يستغل وقت الرحلة على متن السيارة في أمور نافعة. تغيير تصميم المقصورة ولتحقيق هذه الرؤى المستقبلية فإنه يجب تغيير تصميم مقصورة السيارة بشكل حتمي، ولذلك يعكف المصممون حالياً على تطوير مفاهيم جديدة لمقصورة السيارة تتناسب مع أنظمة القيادة الآلية. ولقد جاءت الخطوات الأولى في هذا الاتجاه بشكل تقليدي للغاية، حيث كشفت شركة أودي الألمانية النقاب عن المقصورة "James 2025" خلال مشاركتها في فعاليات معرض الكمبيوتر "CeBIT" في خريف عام 2014، حيث عبرت من خلالها عن رؤيتها المستقبلية لتطوير مقصورة السيارة، وعندما تتولى أنظمة القيادة الآلية التحكم في السيارات المستقبلية، سوف يتاح أمام السائق فرصة لإخراج طاولة شاي صغيرة من الكونسول الأوسط، مع وجود لوحات تغطية مجموعة أجهزة القياس والبيانات، كما يأتي المقود بتصميم أكثر نحافة. وقد سار على نفس هذا النهج هارتموت زينكفيتز، مدير قسم تصميم المقصورة الداخلية بشركة مرسيدس، والذي قام بتطوير نموذج اختباري لمقصورة السيارة، من المقرر عرضه ضمن فعاليات معرض الإلكترونيات الاستهلاكية "CES" بمدينة لاس فيجاس مع بداية شهر يناير 2015. وأكد الخبير الألماني أن هذا النموذج الاختباري يوضح الملامح المستقبلية للجيل بعد التالي للسيارات الفارهة من الفئة S. غرفة المعيشة وأضاف هارتموت زينكفيتز: "يستمتع الركاب بالجلوس على 4 مقاعد مفردة، والتي تمنحه إحساساً بأنه يجلس في غرفة المعيشة".. وعندما تنطلق السيارة يستدير السائق والراكب الأمامي إلى الخلف، وتظهر منضدة بها شاشة لمسية، يمكن استغلالها في القيام بالأعمال أو الاستمتاع بالألعاب أو الاسترخاء، بينما تمر المناظر الطبيعية من نافذة السيارة. وأشار هارتموت زينكفيتز إلى أن الاهتمام بتصميم مقصورة السيارة المزودة بنظام القيادة الآلية لا ينصب على قطع الأثاث والألوان والمواد فحسب، لكن يهتم المصممون أيضاً بمجموعة أجهزة القياس والبيان ونظام الاستعمال وكذلك البيانات. وأضاف مدير مركز تطوير مرسيدس بمدينة سانيفيل الأمريكية قائلاً: "يجب أن يتحلى تصميم مقصورة السيارة بالمرونة، نظراً لأن موضع السائق لم يعد من الأمور الواضحة بدرجة كافية".. ولذلك يتم دمج الشاشات في كل مكان، ويجب أن تظهر الأزرار والمفاتيح في المكان الذي يحتاج إليه السائق. وأوضح الخبير الألماني: "نحن نتابع نظرات وإيماءات السائق، ونقوم بخلق أسطح استعمال افتراضية تتناسب مع الموقف وموضع الجلوس، سواء كان السائق جالساً في الأمام جهة اليسار أو في الخلف جهة اليمين. وبينما لا تزال مقصورة مرسيدس الاختبارية، المقرر عرضها لأول مرة ضمن فعاليات معرض "CES" القادم، مجرد رسومات توضيحية، فإن فرانك ريندركنيشت قد ذهب خطوة أبعد من ذلك، حيث قدم مدير شركة رينسبيد لتعديلات السيارات النموذج الاختباري XchangE المزود بمقصورة متغيرة ضمن فعاليات معرض جنيف الدولي للسيارات خلال مارس 2014. مشاهدة الأفلام وتمتاز هذه السيارة الاختبارية بأنه يمكن للراكبين تغيير اتجاه الجلوس ومشاهدة الأفلام المعروضة على شاشة بدلاً من الزجاج الخلفي بينما يتولى نظام القيادة الآلية مسؤولية التحكم في السيارة. واستعداداً لفعاليات الدورة القادمة لمعرض جنيف 2015 قامت شركة رينسبيد بإجراء بعض التعديلات والتحسينات على النموذج الاختباري، وأعلنت عن كشف النقاب السيارة Budii الاختبارية، التي تمتاز بمقصورة قيادة متغيرة، حيث يتم حمل المقود بواسطة ذراع روبوت، وبالتالي يمكن أن يتولى السائق أو الركاب الأمامي مسؤولية القيادة.

تخطط شركة مرسيدس لتجهيز شاحناتها بنظام القيادة الآلية، وذلك بعد قدمت سيارتها من الفئة S المزودة بنظام القيادة الآلي العام الماضي. ولهذا الغرض كشفت الشركة الألمانية عن سيارتها الاختبارية Future Truck 2025 المزودة بنظام القيادة الآلية "Highway Pilot"، والتي تعتمد على منصة الموديل الحالي من الشاحنة Actros. وأوضحت مرسيدس أن عملية القيادة تتم بشكل آلي تماماً وبدون أي تدخل من السائق حتى السير بسرعة 80 كيلومتر/ساعة، وذلك بمساعدة العديد من أجهزة الاستشعار بدءاً من جهاز الرادار ووصولاً إلى كاميرا الاستريو. وبفضل هذه الأنظمة الاستشعارية تتمكن شاحنة مرسيدس من تولي عملية التوجيه على الطريق والحفاظ على مسافة الأمان الضرورية مع المركبات التي تسير في الأمام، كما تتولى عملية الكبح الاضطراري حتى توقف السيارة بشكل كامل، بالإضافة إلى تولى مهام المحافظة على حارة السير وبدون تدخل من القائد، مما لا يلزم القائد بأن يكون في وضعية الاستعداد الدائم طوال عملية القيادة. وتهدف مرسيدس من هذه الخطوة إلى تحسين معايير السلامة والكفاءة في نقل البضائع وكذلك تخفيف أعباء القيادة عن السائق، بالإضافة إلى أن مرسيدس تخطط لجعل الشاحنات المزودة بهذا النظام تتولى أثناء سفرها عملية إدارة حركة النقل وتخطيط مسارات الطريق وتوزيع الطلبيات. ومن المقرر أن تزيح مرسيدس الستار عن شاحنتها المزودة بنظام القيادة الآلية خلال مشاركتها في معرض فرانكفورت الدولي للمركبات التجارية والخدمية خلال سبتمبر المقبل. وبنظرة واقعية تخطط مرسيدس لطرح النظام الجديد بشكل قياسي خلال العشر سنوات القادمة.