رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
قمة الدوحة تتصدى للحرب الإسرائيلية العابرة للحدود

بغض النظر إن نجحت محاولة الاغتيال الإسرائيلية لقادة حركة حماس ووفدها المفاوض في الدوحة، أم فشلت، إلا أنها شكّلت نقطة تحول فارقة على المستويين الإقليمي والدولي، لا سيما ما يتعلق بأوهام رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ»إسرائيل الكبرى» فيما بدا وكأنه حرب عابرة للحدود العربية. رؤية «إسرائيل الكبرى» لا تتوقف بالنسبة لنتنياهو، عند حدود قطاع غزة والضفة الغربية، بل امتدت أحلامه لتطول أراضي عربية، فراح يشرعن الهجمات التي توالت على عواصم عربية وإقليمية عدة، بدءاً من بيروت، مروراً بطهران، ومن ثم دمشق، وتالياً صنعاء، واليوم الدوحة، في عدوان يفسره مراقبون، بأنه توسّع بلا حدود، وبلطجة بلا عواقب. اهتزت الدوحة بفعل الغارات الإسرائيلية، فاهتزت معها كل قلوب العرب غضباً، إذ بالنسبة لنتنياهو، لا قانون دولي، ولا احترام لوسطاء، ولا قدسية لمفاوضات، يمكن أن تقف أمام انفلاته، الذي أخذ يعيد ترسيم الحدود، ويضرب أين وكيفما يشاء. وتقول الباحثة السياسية المختصة في الشؤون الدبلوماسية والعلاقات الدولية نور عودة، إن العدوان على قطر، كان بمثابة اختبار للأمتين العربية والإسلامية في مواجهة التوسع الإسرائيلي ونوازع الهيمنة والسيطرة، مضيفة: «اليوم سوف تتطاير رسائل عدة من الدوحة، لتصل إلى الكيان الإسرائيلي بكل قوة ووضوح، مع تحديد طبيعة الخطوات العملية، بما يعكس الرفض والغضب لهذا السلوك العدواني الهمجي الذي أقدم عليه كيان الاحتلال، والدعم السياسي والأمني لدولة قطر وتعزيز دورها». وتوالي: «القمة فرصة لإظهار التضامن العربي والإسلامي من خلال خطوات عملية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وتعزيز دور قطر الدبلوماسي، كمركز للمبادرات الدبلوماسية وفض النزاعات الإقليمية، مرجحة أن يكون موقف قطر محورياً في صياغة مخرجات القمة، والخطوات الممكن اتخاذها». واستناداً إلى أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الخليل سعيد شاهين، فإن قمة الدوحة تمثل ضرورة قصوى في ظل تعاظم التهديد الإسرائيلي لأمن المنطقة، لافتاً إلى أن الكيان الإسرائيلي لم يكتف بعدوانه الاقتلاعي على قطاع غزة، وإنما واصل ممارساته العدوانية التي من شأنها زعزعة الاستقرار في الإقليم، وتقويض السلم الدولي. ويضيف: «تأتي قمة الدوحة، لتأكيد وقوف الدول العربية والإسلامية إلى جانب قطر في مواجهة العدوان السافر، الذي لا يستهدف الدوحة فحسب، بل ويهدد دول الخليج العربي، والمنطقة العربية والإسلامية برمتها» مشدداً «لن تكون القمة شكلية، بل ستتجاوز بيانات الشجب والاستنكار، وقد تشهد خطوات عملية رادعة لكبح جماح الكيان الإسرائيلي وتماديه. اليوم، تفرد الدوحة ذراعيها لاستقبال الوفود العربية والإسلامية، في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً متنامياً إثر العدوان الإسرائيلي الغادر على قطر، ما جعل القمة تكتسي أهمية استثنائية، بحيث تتجاوز سياق العدوان وغزة، لتتحول إلى قضية أمن إقليمي تتعلق بالكرامة والسيادة العربية.

230

| 15 سبتمبر 2025

عربي ودولي alsharq
سياسيون وإعلاميون وأكاديميون لبنانيون يؤكدون لـ «الشرق»: قرارات القمة الطارئة يجب أن تكون حازمة بوجه العدوان

أكدت شخصيات سياسية وأكاديمية وإعلامية لبنانية لـ الشرق أهمية انعقاد القمة العربية والإسلامية الطارئة في الدوحة. وطالبوا بأوسع تضامن عربي وإسلامي مع قطر بوجه العدوان الإسرائيلي، وأعربوا عن تطلعاتهم إلى قرارات تردع إسرائيل. رئيس ندوة العمل الوطني في لبنان رفعت إبراهيم البدوي دعا القمة العربية الإسلامية الطارئة، إلى «اعتماد صيغة عربية إسلامية جامعة بلغة جديدة، توازي خطورة الاعتداء على الدوحة وتترجم مفاعيل رادعة للإجرام الإسرائيلي». وقال: نتوجه إلى قادة الدول العربية والإسلامية المجتمعين في الدوحة، بطلب تجاوز كل صيغ بيانات الشجب والاستنكار لهذا الاعتداء الإسرائيلي، واعتماد صيغة عربية إسلامية جامعة بلغة جديدة، توازي خطورة الاعتداء وتترجم مفاعيل رادعة للإجرام الإسرائيلي». وأكد أن خطورة التهديد الإسرائيلي لمنطقتنا العربية، تفرض على قادة الدول المجتمعة في الدوحة ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة ورادعة، وأولها وقف كل أشكال التطبيع وسحب السفراء العرب من إسرائيل وإغلاق سفارات العدو الإسرائيلي في بلادنا العربية، إضافة إلى تجميد فوري لكل مفاعيل اتفاقات السلام المذلة مع هذا العدو ابتداء من اتفاقية كامب ديفيد». الكاتب والمحلل السياسي محمد حمية قال: نأمل أن تأتي نتائج القمة العربية والإسلامية في قطر بقدر وحجم العدوان الإسرائيلي الذي لم يستهدف فقط قيادات حركة حماس والجناح التفاوضي لحماس بقدر ما استهدف أولا قطر لما تمثله من حاضنة للقضية الفلسطينية ولما تمثله من دور تفاوضي لوقف إطلاق النار والجريمة بحق غزة والعمل على إنجاح المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل وبالتالي تستهدف إسرائيل أولا السلام الذي تسعى إليه قطر عبر حل الدولتين وبالتالي أرادت إسرائيل اغتيال السلام واغتيال جهود وقف إطلاق النار في غزة والمبادرات والاقتراحات المعروضة لوقف الإبادة على غزة وبالتالي يريد نتنياهو الاستمرار بالحرب حتى تحقيق أهدافه السياسية والأمنية في غزة وتطبيق مشروعه الشرق الأوسط الجديد الذي يبدأ بتصفية القضية الفلسطينية. أضاف: المستهدف في هذا الإطار ليس قطر حصرا إنما المستهدف أمن الخليج والأمن القومي العربي من البوابة القطرية يجب أن ترتقي قرارات القمة العربية والإسلامية لكي تحتضن قطر بوجه العدوان الإسرائيلي لكي لا يتكرر وبالتالي هذه الدول لها مصلحة بالوقوف مع قطر واتخاذ قرارات جريئة لردع العدوان الإسرائيلي وعدم الاتصال على الولايات المتحدة الأمريكية بل على القدرات الذاتية والوحدة العربية والوحدة الإسلامية لأن الأمن الخليجي مهدد والأمن العربي مهدد وبالتالي نطلب قطع العلاقات الدبلوماسية مع كيان الاحتلال ووقف أي ممرات في المنطقة لإيصال السلاح والتجارة الخارجية، إلى إسرائيل ويجب أن تكون قرارات ردعية وليست إنشائية. وأعرب المفتي الشيخ أحمد طالب عن أمله أن تخرج القمة العربية والإسلامية في قطر بقرارات عملية وجدية، وبتنسيق فعلي يبعد الجميع عن تجرّع كأس المذلة، مع التلويح للعدو بإمكانية تفعيل اتفاقيات الدفاع العربي المشترك والاستفادة من المواقف الإسلامية، وخصوصاً في إيران وتركيا وصولاً إلى باكستان. ورأى أن الأمم المتحدة باتت خارج إطار الضغط الفعلي، وأن مجلس الأمن لا يدين إسرائيل بالاسم، بينما «الهراوة الإسرائيلية لا تزال تبتز وتهدد الجميع». وأكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد اللطيف حمزة أن الشعوب العربية جميعها تنتظر صدور قرارات حاسمة ضد الاحتلال الصهيوني، لمنع تكرار استباحته لدول أخرى، معتبرين أن إعادة فتح معبر رفح، وسحب السفراء، ووقف التعاملات التجارية، وإغلاق المجال الجوي أمام الطيران المدني والعسكري الإسرائيلي، من الإجراءات الضرورية. الكاتب د. حسن قبيسي أشار إلى أهمية اتخاذ موقف عربي وإسلامي واضح وقوي في مواجهة جرائم الكيان الإسرائيلي وأنه سيمثل رسالة قوية لإسرائيل وداعميها، مؤكدا أن التضامن مع قطر بوجه العدوان هو تضامن مع كل العرب الذين باتوا عرضة لخطر الاعتداءات الإسرائيلية. الإعلامي فؤاد حريري أكد أن قطر كانت سباقة في مواجهة الإرهاب والإجراءات العدوانية الإسرائيلية في الشرق الأوسط، وحشدت الدعم الدولي لهذا الغرض، مشددا على ضرورة أن يتخذ القادة العرب والمسلمون في هذه القمة قرارات مصيرية، أبرزها: قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل حتى إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.

306

| 15 سبتمبر 2025