عاد الفنان التشكيلي علي حسن الجابر، من دولة الكويت الشقيقة، بعد مشاركته في عضوية لجنة تحكيم جائزة الدولة التشجيعية، ضمن محطة جديدة من محطات لجان التحكيم التي تولى عضويتها في عدة دول خليجية. وأعرب الفنان علي حس الجابر عن مدى سعادته بالمشاركة في عضوية لجنة تحكيم هذه الجائزة. وثمن في حواره لـ الشرق هذا الاختيار، الذي يضاف إلى رصيد محطاته وتجاربه الخاصة في لجان التحكيم بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وتناول الفنان التشكيلي علي حسن الجابر المعايير التي يعتمد عليها في تحكيم الأعمال المشاركة في جائزة الدولة التشجيعية بدولة الكويت، بالإضافة إلى توقفه عند المحطات الأخرى، التي حل فيها عضوا بلجان التحكيم بدول خليجية أخرى، علاوة على معرضه الشخصي المرتقب في دولة الإمارات، بجانب محاور أخرى، طرحت نفسها على مائدة الحوار التالي: ماذا عن طبيعة اختيارك في عضوية لجنة تحكيم جائزة الدولة التشجيعية في دولة الكويت؟ بداية، أثمن تلك الدعوة الطيبة التي تلقيتها من دولة الكويت الشقيقة للمشاركة في عضوية لجنة التحكيم بجائزة الدولة التشجيعية، وأعتبرها محطة مهمة في مسيرة تجاربي ومحطاتي الفنية، وخاصة فيما يتعلق بعضويتي بلجان التحكيم، إذ إنها المرة الأولى التي أشارك فيها بعضوية لجنة التحكيم في دولة الكويت، لتضاف إلى تجارب ومحطات أخرى تمتعت فيها بعضوية لجان التحكيم بدول خليجية. وتضطلع لجنة تحكيم هذه الجائزة بتحكيم أعمال قرابة 36 مشاركا، ومن المقرر أن تستغرق زيارتي لدولة الكويت الشقيقة قرابة أربعة أيام لإنجاز هذه المهمة. معايير التحكيم وما المعايير التي تعتمد عليها في تحكيم الأعمال الفنية المشاركة بالجائزة؟ هناك العديد من المعايير التي يجب على عضو لجنة التحكيم اتباعها عند تحكيم أي عمل فني، في مقدمتها التأكد من مدى أصالة الأعمال المترشحة، وذلك تجنباً لتمرير أعمال مقلدة، أو ليست من إنتاج المشارك، بالإضافة إلى النظر إلى ملفات المشاركين من الفنانين، والاطلاع على أعمالهم الفنية السابقة، إذ إنه من الصعوبة بمكان تقييم فنان من خلال تنفيذه لعمل فني واحد. فضلاً عن ذلك، فإن المحكم ينظر عادة إلى مدى تمكن الفنان المترشح من السيطرة على أعماله الفنية، وكذلك النظر في مدى اختياره للألوان، سواء كانت على القماش كانفس، أو عن طريق الأوراق، وكذلك النظر في الألوان التي استخدمها الفنان، وما إذا كانت ألواناً جديدة أم قديمة، والتوقف عند مدى قوة هذه الألوان، وتوظيف الفنان لها. ومن المعايير التي يعتمد عليها المحكم أيضاً في تحكيم الأعمال الفنية، التوقف عند ملف الفنانين المشاركين، للتعرف على مدى تطور أعمالهم، وما إذا كانت تحمل تنوعاً في إنتاج الفنان ذاته أم لا، إلا إذا كان نفس الفنان قد اعتاد تنفيذ أعمال فنية تحمل ثيمة بعينها، فضلاً عن كل ذلك، النظر في مجمل أعمال الفنان. وهل ترى أن المدة التي سوف تستغرقها زيارتك للكويت، والمقدرة بنحو أربعة أيام قادرة على الإلمام بكل هذه المعايير؟ بالطبع، فهذه أمانة، وسأكون حريصاً على الإلمام بكل هذه المعايير، والأمر ليس بكثرة الأيام، ولكن المحكم من خلال خبراته وتجاربه ومحطاته الفنية العديدة، قادر على الإلمام بكل هذه المعايير، وتطبيقها على الأعمال الفنية في أوقات وجيزة، دون إغفال كتابة التقرير المقرر بشأن تحكيم الأعمال الفنية المترشحة للجائزة. تجارب ومحطات وهل هذه أول تجربة لك لعضوية لجان التحكيم بالكويت؟ نعم، هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها بعضوية لجنة التحكيم في دولة الكويت الشقيقة، غير أن هذا لم يكن أول حضور فني لي هناك، إذ سبق أن أقمت معرضاً شخصياً في الكويت، كما سبق أن أقمت ثلاثة معارض شخصية في دولة الإمارات، بالإضافة إلى إقامة معرض شخصي واحد في كل من سلطنة عمان والبحرين. ولم يكن حضوري بهذه الدول قاصراً على عرض أعمالي الفنية فقط، بل سبق أن تم اختياري عضواً بعدة لجان تحكيم لأعمال فنية في كل من جائزة السلطان قابوس بن سعيد، بالإضافة إلى عضويتي في لجنة تحكيم جوائز الجمعية العمانية للفنون التتشكيلية، وكذلك تحكيمي في ملتقى الشارقة للخط والحرف العربي، ويعتبر هذا الملتقى هو الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط. وما المحطة الأبرز أمام تعدد هذه المحطات والتجارب الفنية، ما بين عضوية لجان التحكيم وإقامة معارضك الشخصية؟ حقيقة كلها محطات وتجارب مهمة أعتز بها للغاية، فكل محطة وتجربة لها حضور وتأثير كبير في مسيرتي، حيث تكون مثل هذه المحطات فرصة مهمة للاطلاع على تجارب الأعمال الفنية الأخرى، ومشاهدة إنتاج الأعمال الفنية الجديدة للجيل الصاعد في مجال الفنون التشكيلية. تكامل الجهود .. وخلال تجاربك الفنية هذه في دول الخليج العربية، ما تقييمك للمنتج الفني بدول مجلس التعاون؟ حقيقة، هي تجارب متطورة للغاية، جميعها تتكامل مع بعضها البعض، فكل تجربة فنية لدولة خليجية، تتكامل مع نظيراتها من الدول الأخرى، ما يجعلنا أمام مجالات وتجارب فنية عديدة، تتكامل فيما بينها، فهناك مثلاً تجارب فنية لفنانين في مجال الحرف الطباعي، تتكامل مع تجارب فنية في دولة أخرى في مجال الرسم، وهكذا، حتى أصبحنا أمام تجارب فنية متعددة في مجالات الفن التشكيلي في كل دول الخليج العربية. عبر هذه المسيرة الفنية، من معارض شخصية، وعضوية لجان تحكيم، ما انعكاسات هذا الحضور الفني الزاخر على الفن التشكيلي القطري؟ لا شك أن جهودنا الفنية في قطر تتكامل من أجل إثراء مشهد الفنون التشكيلية، إذ إن كل تجربة تتكامل مع غيرها، وكلي فخر واعتزاز بتجاربي ومحطاتي الفنية، فكل معرض شخصي لي، أو عضوية في إحدى لجان التحكيم، أعتبرها محطة كبيرة في حد ذاتها. كما أعتبرها من التجارب المهمة، التي تضيف إلى رصيدي الفني. وفي هذا السياق، أؤكد أنني دائماً ما أحرص على تقديم أعمال فنية متميزة، خدمة لنفسي ولوطني، دون أي اعتبار آخر. مشروع فني وأخيراً.. ماذا عن طبيعة معرضك الشخصي المقبل في الإمارات؟ كما سبق أن أشرت، فقد أقمت ثلاثة معارض شخصية في الإمارات، والمعرض المرتقب سيقام في دبي مطلع شهر فبراير المقبل، تلبية لدعوة جاليري كلمات، وهو جاليري متخصص في الخط العربي، ما جعلني أقبل دعوة إقامة المعرض في هذا الجاليري على الفور لاهتمامي بالخط العربي، كما هو معلوم. وأعمالي التي سيتم عرضها في المعرض المشار إليه ستقدر بحوالي 25 عملاً فنياً، تحاكي مشروعي الفني الخاص بحرف النون وقرية الشعراء، بالإضافة إلى أعمال نحتية متنوعة الأحجام.

لم يمنعه مشروعه الفني الذي يعكف عليه منذ عقود، من أن يضع بطولة كأس العالم فيفا- قطر 2022 نصب عينيه، ليكون له حضوره الفاعل في مجرياته، انطلاقاً من كون الحدث يتجاوز شأناً رياضيًا، إلى أبعاد أخرى متعددة، منها ما هو ثقافي وفني. هو الفنان التشكيلي علي حسن الجابر، أحد رواد الفن التشكيلي القطري، الذين مازالت بصماتهم التشكيلية تعبر عن إنتاج غزيز يشهد له كل أصحاب الذائقة الفنية، وهو الإنتاج الذي يمتد إلى المراحل الأولى من عمره، فسعى إلى تنميته، ليترجمه في مشروعيه حرف النون، وقرية الشعراء. في حديثه لـ الشرق، يتناول الفنان علي حسن الجابر أهم أعماله الفنية، التي واكب من خلالها المونديال، عبر انجازه لأعمال فنية، ضمن مبادرات متاحف قطر، ويطرح رؤيته في الأبعاد الثقافية والفنية التي سيخلفها كأس العالم على المشهد الفني المحلي، متوقفاً في الوقت نفسه عند أداء المنتخب القطري في مباريات دور المجموعات للبطولة العالمية، بجانب محاور أخرى، فرضت نفسها على مائدة الحوار التالي: ما هى أبرز الأعمال الفنية الجديدة التي أنجزتها خلال بطولة كأس العالم فيفا- قطر 2022؟ نفذت عملاً فنيًا عبارة عن تصميم لزجاجة صديقة للبيئة، وهو عمل خاص ببطولة كأس العالم فيفا- قطر 2022، وهو أحد مشاريع متاحف قطر. كما قمت بتنفيذ عملين خاصين لمعرض مشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض، وتم افتتاح هذا المعرض، خلال الأيام الماضية. وفي الوقت نفسه أستعد لإقامة معرضي الشخصي في مدينة دبي، وذلك خلال شهر فبراير المقبل. وما فكرة هذه الأعمال؟ والرسالة التي حرصت على تقديمها لجمهور المونديال؟ الأعمال الفنية عبارة عن تجارب أقوم بتنفيذها من خلال حرف النون، وقرية الشعراء، وهما المشروعان اللذان أعمل عليهما منذ زمن طويل. وما هى طبيعة الأعمال التي ستقدمها خلال معرضك الشخصي المرتقب في الإمارات؟ ستدور محاور المعرض حول حرف النون، وهو المشروع الذي أعمل عليه منذ زمن طويل، كما ذكرت، وسيضم المعرض الشخصي المرتقب 25 عملاً، تحاكي هذا المشروع، كما ستكون هناك أعمال كانفس وورقية أيضاً، بجانب أعمال نحتية مختلفة الأحجام. وسيقام المعرض المرتقب في دبي تلبية لدعوة جاليري كلمات، وهو جاليري متخصص في الخط العربي، ما جعلني أتقبل دعوة إقامة المعرض في هذا الجاليري على الفور، وتعد هذه هى المرة الرابعة التي أقيم فيها معارضي الشخصية في دولة الإمارات. برأيك، ما هى الآثار الممتدة لمثل هذه الأعمال على مستوى الفن القطري، وحضوره على الساحة العالمية؟ لاشك أن كل فنان يسعى لتقديم أعمال متفردة من خلال تجاربه ، ليترك أثرًا للأجيال القادمة ، بالإضافة إلى وطنه، وذلك من خلال مشواره في هذا المجال، وليقدم بحثه وتجاربه المتفردة لوطنه من ذات الفن. وهنا، أذكر أن لدىَّ عملان دائمان في مطار حمد الدولي، ومتحف قطر الوطني، وكان لي شرف القيام بتنفيذهما. ما تفسيرك لتفوق الفن التشكيلي على سائر الفنون من حيث الإنجاز والانتشار؟ لاشك أن تفوق الفن العام، يأتي نتيجة لاهتمام متاحف قطر بتقديم هذه الأعمال، حتى يكون هناك معرض أو متحف دائم، وهذا يعكس قيمة وأهمية الفن لدى المواطن والمقيم، وكذلك لدى الزائرين من السائحين، وهذه من أهم الظواهر الصحية للذائقة العامة، وهذا جزء من معالم الدول المهمة. كما أن الفن العام يمنح المتلقي الراحة والجمال أينما وُجد، وهناك أيضاً المعارض الدولية التي تقيمها متاحف قطر في مجال الفنون، وهى من أجمل وأهم المعارض، وتأتي تلك الأهمية نتيجة لدقة الاختيار والقيمة التي تمثلها الأعمال الفنية المعروضة في متاحف قطر. على غرار بطاقات كرة القدم داخل الملاعب، لمن توجه البطاقة الحمراء؟ ولمن توجه البطاقة الصفراء؟ البطاقة الحمراء أوجهها للجمعية القطرية للفنون التشكيلية، أما البطاقة الصفراء فأوجهها إلى الفنان الذي يتحدث عن نفسه أكثر من إنتاجه، ومثل هؤلاء الفنانين نشاهدهم في القنوات التلفزيونية والمحطات الفضائية، وكذلك عبر بعض صفحات الصحف، وكذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وهؤلاء مازالوا محلك سر في إنتاجهم، دون عطاء فني ملموس. البطاقة الحمراء وما هى أسباب توجيهك للبطاقة الحمراء إلى الجمعية القطرية للفنون التشكيلية؟ لقد تركت الجمعية القطرية للفنون التشكيلية منذ ما يقرب من عشرين عاماً تقريباً، لأنها ومنذ هذه الفترة وحتى اليوم، وهي على وضع غير فاعل، لايتناسب مطلقاً مع أداء بقية المؤسسات المعنية بالفن التشكيلي في الدولة، مثل وزارة الثقافة، ومتاحف قطر، والمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، حيث لم تضع الجمعية الفنان القطري في مقدمة أولوياتها، كما غابت عنها المعارض، باستثناء إقامة معرض أو اثنين طوال العام، فضلاً عن غياب الورش الفنية، علاوة على وجود مجاملات وشللية تحكم عمل الجمعية، واختزال دورها في جوانب إدارية، يبحث أصحابها عن أصوات الأعضاء. وهنا، آمل أن يكون هناك دور فاعل للجمعية القطرية للفنون التشكيلية في دعم الفنانين القطريين، وجعلهم في قمة أولوياتها، خاصة وأن أحد أهم أهدافها دعم الفنانين القطريين، بجانب ضرورة تلافي أي سلبيات يمكن أن تعيق عملها، ليكون أدائها وفق معايير موضوعية، من أجل إثراء مشهد الفن التشكيلي القطري. أداء الأدعم كمتابع لأداء منتخبنا القطري، ما رؤيتك للمستوى الذي ظهر عليه خلال بطولة كأس العالم 2022 ؟ أداء المنتخب القطري في بطولة كأس العالم فيفا- قطر 2022، لم يكن متوقعاً له أن يكون على هذه الحالة التي كان عليها خلال البطولة، خاصة وأنه كانت هناك استعدادات ومعسكرات عديدة، فضلاً عن الإهتمام الكبير الذي يحظى به المنتخب، ولذلك كان مطلوباً أن يؤدي منتخبنا الوطني أداءً رياضياً أكثر مما كان عليه، ولم يكن مطلوباً منه أن يحصد الفوز في كل المباريات التي أداها، ولكن كان عليه أن يلعب، ويؤدي دوره، وكان هذا أبسط مطلب للجمهور المحب للرياضة، والذي كان يطالبه به. الرياضة والفن إلى أي حد يمكن أن يكون هناك ارتباط بين الرياضة والفن؟ هناك عناصر مشتركة بين الرياضة والفن، وهذا معروف تاريخياً، وخاصة قبل اكتشاف الكاميرا، فلقد كان الفنان يوثق ويسجل بريشته الألعاب والأداء الرياضي، وكذلك يوثق المنافسات على جدران المعابد والمنازل، وكذلك نجد الرسومات على القمصان والكرات والملاعب، وذلك تأكيداً لقول القائل (الفن يحاكي الحياة). كما أن اللياقة البدنية تمثل بشكل مباشر الجمال والحياة. وكما ذكرت فإن الرياضة والفن يجسدان التسامح بين الجميع دون تفرقة بين لون أو جنس أو عقيدة. رسائل فنية وما هى الرسائل الفنية والرياضية التي تود توجيهها عبرالشرق، ولمن؟ لاشك أن جميع ما شاهدناه من ملاعب وعمارة وأعمال فنية، سوف ينعكس على المشاهد، وذلك من خلال روعة وعمارة هذه الملاعب المونديالية، وقيمتها الفنية، ولهذا سوف تكون هناك رسائل وأدوار ذات تأثير كبير على المتلقي من خلال ما نشاهده. ومن هنا، سيتطور الفن، ولذلك سيكون كأس العالم فيفا- قطر 2022، انطلاقة للاستمرار تجاه تنمية الذوق العام، والحرص على القيمة الجمالية في كل مكان.