استضافت أكاديمية قطر- الدوحة الفنان التشكيلي علي حسن الجابر، والذي قدم لطلابها ورشة، تضمنت مجموعة من الأساليب والوسائط لابتكار أعمال فنية تتميز باستخدام الألوان الجريئة الزاهية، والمزج بين الأشكال الخطية والتصويرية، ضمن الوحدة الفنية التي يتعلمون عنها، وهى الثقافة العربية والإسلامية، وخاصة الخط العربي. وخلال الورشة، قدم الطلاب نشاطاً بالرسم، من خلال الخط العربي، وذلك بتدريب وتوجيه من الفنان علي حسن. وبدورها، وجهت الأكاديمية الشكر إلى الفنان علي حسن، لحضوره ومشاركته خبراته مع طلاب الأكاديمية. ومن جانبه، وجه الفنان علي حسن الشكر إلى الأكاديمية على دعوتها لها، لتقديم خبراته وتجاربه الفنية إلى طلابها، انطلاقاً من كونه يحمل رسالة، يحرص على تقديمها للجيل الجديد. وقال الفنان علي حسن في تصريحات خاصة لـ الشرق: إنه قدم للطلاب خلاصة تجاربه وخبراته واهتماماته فيما يتعلق بالحرف العربي، انطلاقاً من كون ذلك رسالة يحملها، ويحرص على تقديمها للجيل الحالي، حرصاً منه على تنمية المواهب والهوايات الفنية لدى هذا الجيل. وتابع: إنه من هذا المنطلق قدم لطلاب الأكاديمية تعريفًا بالخط العربي الكلاسيكي، وما يضمه من قواعد، بالإضافة إلى تعريفهم بالحروفية العربية، وكذلك تعريفهم بأنواع الخط العربي الستة، ورموزه في الدول العربية والإسلامية، وما تتسم به الزخرفة الإٍسلامية من جماليات، وذلك كله بأساليب مبسطة، بما يتناسب مع أعمارهم. وقال الفنان علي حسن الجابر: إنه نقل إلى الطلاب تجاربه وخبراته مع الخط العربي، وتوظيفه في أعمال تشكيلية. لافتاً إلى أنه حرص أيضاً خلال الورشة على تعريف الطلاب بأدوات الخط العربي، والخامات التي يستخدمها الخطاطون، سواء في الوقت الحاضر، أو في الزمن الماضي، وإبراز مدى الاختلاف بين كل هذه الأدوات، ومدى اختلافها في كل دولة عن الأخرى، وخاصة فيما يتعلق بالبوص، فضلاً عن تعريفهم بالأحبار، واستخداماتها المختلفة. وعن مدى تفاعل المشاركين بالورشة مع ما جرى تقديمه. وصف الفنان علي حسن الجابر حضور الطلاب بالورشة بالإيجابي والمتفاعل للغاية، مما عكس درجة كبيرة من الوعي في أوساطهم، كما عكس هذا التفاعل مدى شغفهم بالخط العربي، ورغبتهم في التعرف على جماليات الفن التشكيلي. وأضاف: إنه حرص على توظيف هذا التفاعل بالتأكيد لهم على أهمية الاعتناء بالدراسة أولاً، لتأتي بعد ذلك تنمية الموهبة. لافتاً إلى اعتزازه بتقديمه لهذه الورشة للطلاب، لما لمسه لديهم من أخلاق عالية في التعامل مع غيرهم، وفضولهم في طرح العديد من الأسئلة التي تنمي مواهبهم. وأكد الفنان علي حسن الجابر أنه لا يمانع من تقديم مثل هذه الورش والدورات، في حال دعوته لتقديمها، انطلاقاً من الرسالة التي يحملها، ويسعى لتقديمها لغيره من أبناء الجيل الحالي.

أكد الفنان علي حسن ترقبه لإقامة مهرجان الدوحة المسرحي، لعرض عمله الجديد، الذي يعيده إلى خشبة المسرح بعد فترة توقف طويلة. وقال الفنان علي حسن في تصريحات خاصة لـ الشرق: أترقب موعد إقامة مهرجان الدوحة المسرحي، لأشارك فيه بعرض مسرحي، يحمل عنوان مزيون وظبية وهو من إخراجي، وتأليف الكاتب والفنان حمد الرميحي. وأضاف أن هذا العمل المسرحي تم إجازته بالفعل، ويتوقف حالياً على اختيار الممثلين المشاركين فيه، ليتم بعد ذلك البدء في البروفات. غير أنه أكد أن كل ذلك مرهون بمدى التأكد من موعد إقامة مهرجان الدوحة المسرحي في نسخته القادمة، وما إذا كان سيقام خلال شهر مايو المقبل، أم في موعد آخر. وتابع الفنان علي حسن: حينما نتأكد رسمياً من تحديد موعد إقامة المهرجان، فسوف نقوم بخطوات تنفيذية تجاه هذا العرض المسرحي، والذي سيكون من إنتاج فرقة الوطن المسرحية. لافتاً إلى أنه سيتم اختيار الفنانين المشاركين بالعرض المسرحي بدقة شديدة، ومن بين أعضاء فرقة الوطن. وعن طبيعة وفكرة العمل. حدده بأنه عمل تراثي، وسيكون مفاجأة للجمهور. لافتاً إلى أن هذا العرض المرتقب، يمكنه أن يشكل مع غيره من العروض المسرحية المرتقبة عودة للحراك المسرحي المحلي، بالشكل الذي يليق بعراقة المسرح القطري وتاريخه الكبير، على نحو ما كان يشهده في عقدي السبعينات والثمانينات، فضلاً عن أوائل التسعينات. وقال الفنان علي حسن: إن هذه الفترة تعد شاهدة على حراك حقيقي، لم يتوقف عند المسرح فقط، بل امتد ليشمل جميع الأعمال الفنية، حتى كانت الدراما القطرية تشكل منافسة قوية للدراما الخليجية والعربية. معرباً عن أمله في أن تكون هناك عودة حقيقية للمسرح المحلي، مع إقامة مهرجان الدوحة المسرحي في نسخته القادمة. كما أعرب الفنان علي حسن عن مدى سعادته بأن يكون عمله المسرحي المرتقب بمثابة عودة له للمسرح، بعد الانقطاع لفترة طويلة، بسبب وعكة صحية ألمت به، غير أنها لم تمنعه عن متابعة المسرح، وأنه ظل متابعاً له، وحاضراً لديه.

يؤكد الفنان علي حسن أن أبرز عاداته غير التعبدية في شهر رمضان الفضيل، اللقاء مع الأهل، بالإضافة إلى الأصدقاء، والذين يعتادون اللقاء معًا في مقر فرقة الوطن المسرحية، وذلك خلال شهر رمضان المبارك، أو في غيره من شهور السنة. ويستحضر الفنان علي حسن لـ الشرق، ذكرياته خلال شهر رمضان المبارك، ويرصدها في ذكريات الطفولة في الفريج، وذلك خلال عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. ويقول: كنا نتبادل الأكلات الشعبية وقتها مع الأصدقاء وأبناء الفريج، بالإضافة إلى الاحتفال بليلة القرنقعوه، وذلك وسط أجواء مميزة للغاية، كانت تسودها الألفة، وما زلت أتذكرها جيدا، فهي ذكريات لا تُنسى. ويضيف الفنان علي حسن، والذي تم تكريمه في مهرجان الدوحة المسرحي الرابع والثلاثين مؤخراً، أن هذه الأيام الجميلة من شهر رمضان المبارك، وما تحمله من ذكريات، تعتبر من أبرز ما يميز رمضان في السابق، ويجعله مختلفاً عن رمضان الحاضر. لافتًا إلى أن مثل هذه الأيام من الشهر المبارك في الفريج تمثل في حد ذاتها ذكريات، وتحمل معها مواقف يصعب على الذاكرة نسيانها. وفيما إذا كان يؤيد تكثيف الإبداع خلال الشهر الفضيل، أم العكس، يؤكد دعمه لإنتاج الإبداع على مدار العام قائلاً: إن الإبداع لا يتوقف، ولا يرتبط بوقت أو عمر، ما دام المبدع قادراً على العطاء والإنتاج. معرباً عن أمله في أن يتواصل الإبداع القطري بإنتاج أعمال درامية، سواء في شهر رمضان المبارك، أو في غيره من شهور السنة، وذلك لما تمثله الدراما من أهمية كبيرة لدى جمهور المستمعين في الإذاعة، أو التلفزيون. ويقول الفنان علي حسن: إن قطر تزخر بالعديد من الكتّاب والمخرجين والفنانين، غير أن هؤلاء بحاجة إلى دعم، وإلى من يدعمهم ويدفع بأعمالهم إلى الإنتاج، وهذا الأمر يتطلب توفير الميزانيات التي تكفل عملية الإنتاج، وإنزالها إلى حيز التطبيق. وعن أبرز الأعمال الإبداعية التي يشاهدها خلال شهر رمضان الفضيل، يؤكد أنه يحرص على مشاهدة الأعمال التاريخية في رمضان، وإن كان يولي اهتمامه خلال الشهر المبارك لقراءة القرآن الكريم، وقراءة تفاسيره، بالإضافة إلى تكثيف العبادة، بأداء صلاة التراويح. ويشدد على ضرورة تكثيف المائدة الثقافية خلال هذا الشهر، وكذلك في غيره من شهور العام، لإعادة الإنتاج الثقافي القطري إلى ألقه، وحتى يتصدر المشهد الثقافي العربي، كون الإنتاج الثقافي والفني القطري جديرا بذلك بالفعل. وعن ضيوفه من المبدعين على مائدتي الإفطار والسحور، يقول الفنان علي حسن إنه يسعده كثيراً باستضافة أقرب الأصدقاء إليه، سواء على مائدتي الإفطار أو السحور، أو في أوقات أخرى، فضلاً عن تبادل الزيارات، وفي مقدمة هؤلاء الأصدقاء، د. مرزوق بشير، والفنان التشكيلي يوسف أحمد.

الأدعم يستحوذ على العمل الفني مصحوبًا بثلاثة أبيات لمؤسس الدولة العمل الجديد يضيف لمسيرتي الفنية قيمة وتفوقاً متحف قطر الوطني صرح ثقافي عالمي وتقدير لأبناء الوطن أغلب أعمالي الفنية مستمدة من البيئة القطرية الدولة وفرت للفنانين القطريين بيئة خصبة للإبداع والابتكار نحنُ اليوم نعيش عصرنا الذهبي في عهد حكومتنا الرشيدة يقدم الفنان علي حسن، جانبًا من قصة قطر وحياة شعبها، من خلال عمل فني أبدعه خصيصاً لمتحف قطر الوطني الجديد، والذي سوف يفتح أبوابه رسمياً للجمهور بعد غد الخميس. ويرتفع العمل الفنيُّ الذي يحمل عنوان حكمة وطن على جدار داخلي بالمتحف، مرحبًّا بالزائرين، وفي هذا العمل يستولي العلم القطري على المشهد مصحوبًا بثلاثة أبيات شعرية للشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، مؤسس قطر الحديثة. وقد استغرق تنفيذ العمل ما يقارب ستة أشهر أو أكثر، استطاع من خلاله الفنان علي حسن أن يوثق لحظات تاريخية مهمة، تربط ماضي قطر بحاضرها ومستقبلها عن طريق الجمع بين الكلمات والإبداع في زخرفة فنية تلهم زائري متحف قطر الوطني الجديد. وأوضح الفنان علي حسن في حوار خاص لـالشرق، أن اختياره ضمن الفنانين القطريين لعرض أعمالهم الفنية في متحف قطر الوطني الجديد، يمثل له الكثير، ويضيف لمسيرته الفنية من قيمة وتفوق، لافتاً إلى أن أغلب أعماله الفنية مستمدة من البيئة القطرية، وأن عمله الفني حكمة وطن عمل يجمع بين الكلمات والإبداع في زخرفة فنية تروي قصة قطر. * حكمة وطن عمل فني جديد سيتزين على جدار متحف قطر الوطني الجديد، ما القيمة التي ستضيف إلى مسيرتك الفنية بعد هذا العمل؟! - عندما كلفتُ بهذه المهام، شعرتُ بأهمية ما تصنعه يداي، وحاولتُ قدر المستطاع أن أكون على قدر كبير من المسؤولية لإنجاز عمل فني يليق بهذا الصرح الكبير الذي يروي تاريخ المنطقة وقصة فصول قطر وشعبها منذ البداية وحتى يومنا هذا، وما بعد ذلك نحو المستقبل، وقد جاء تنفيذ العمل ضمن برنامج الفن العام في متاحف قطر بهدف إلقاء الضوء على عادات قطرية أصيلة والكشف عن جوانب مختلفة من حياة الشعب القطري، لتنضم بذلك إلى العديد من أعمال أبرز الفنانين القطريين الموجودة بصالات المتحف وساحاته، والحقيقة أنا فخور جدا بهذا الإنجاز الكبير الذي لاسيما سيضيف لمسيرتي الفنية قيمة وتفوقا. * عن ماذا يتحدث عملك الفني حكمة وطن، وكم استغرق من الوقت لإنجازه؟ - منذ انطلاقتي في الساحة التشكيلية وأنا لديّ ارتباط وثيق بالبيئة القطرية، فأغلب أعمالي مستمدة من تراثنا وتاريخنا العريق، وفي عملي حكمة وطن الذي أنجزته خصيصا لمتحف قطر الوطني الجديد بُعد ثقافي وتاريخي، حيث يستولي العلم القطري على العمل مصحوبًا بثلاثة أبيات شعرية للشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، مؤسس قطر الحديثة، وقد استغرق تنفيذ العمل ما يقارب ستة أشهر أو أكثر، استطعتُ الجمع بين الكلمات والإبداع في زخرفة فنية سوف تستلهم زائري متحف قطر الوطني الجديد، علماً بأنني عندما قدمتُ فكرة حكمة وطن، رحب بها من أول مرة، وهذا ما جعلني أبدع في إنجاز هذا العمل الفني. * أهمية متحف قطر الوطني للفنانين القطريين والمقيمين على أرض قطر؟ - متحف قطر الوطني هو امتزاج للماضي الممزوج مع الحاضر والمستقبل، عبر المقتنيات التاريخية والقطع الفنية التي تروي فصول قصة الشعب القطري عبر التاريخ، مبحرًا في أعماق الماضي ليسلّط الضوء على تراث دولة قطر وحكايات أهلها مع البحر والصحراء، وهذا ويأتي التصميم المعماري للمتحف منسجما مع جغرافية قطر لاستحضار تاريخها وتراثها وثقافتها بطريقة مبتكرة، فباختصار متحف قطر الوطني صرح ثقافي وفني عالمي وتقدير لأبناء قطر. * كيف ترى دعم الدولة للفنانين القطريين؟ - الدولة تولي اهتماما كبيرا وبالغا بالفنانين القطريين والفنانين المقيمين على أرضها أيضاً، ويمكن أن يقاس ذلك الدعم بعدد المؤسسات والمراكز الثقافية والفنية في الدولة، فضلاً عن إطلاق الكثير من المبادرات والجوائز التي من شأنها تعزز الثقافة والفن، فإن كان هناك أي تقصير فهو من الفنان نفسه، لأنه لم يسعى إلى تطوير قدراته وإمكانياته، ولم يجتهد في تحقيق أهدافه وطموحاته، والدولة لم تقصر معنا أبداً حيث وفرت لنا بيئة خصبة للإبداع والابتكار. * الفن العام في قطر، كيف تراه اليوم؟ وماذا عن أعمالك الفنية الجديدة؟ - الفن العام في قطر ساهم بشكل كبير في نشر الثقافة على نطاق واسع في شوارع قطر، والذي كان له تأثير هام وكبير على أفراد المجتمع ووعيهم الفني والثقافي، من المنحوتات الضخمة إلى الصور الفوتوغرافية والتي شكلت تجربة فريدة وغير اعتيادية، وبالنسبة لي قدمت الكثير من الأعمال الفنية في أماكن عامة، وأبرز تلك الأعمال منحوتة حصان الصحراء بمطار حمد الدولي، حيث جسدتُ فيها روح الترحال والتنقل باستخدام حروف الخط العربي، والتي جمعت بين التقنيات التقليدية والتجريد والفهم المعاصر، إضافة إلى مجموعة أعمالي ملامح شرقية التي عالجت فيها حضور الإنسان العربي عبر استلهام ألوان الصحراء وجمالياتها وأسرار إنسانها الجمالية، إلى جانب العديد من الأعمال والمنحوتات الفنية. * أهمية نشر الثقافة البصرية في ظل وجود هذه الأعمال الفنية الضخمة؟ - بالطبع هناك أهمية كبيرة تكمن في الوعي البصري حول الأعمال الفنية التي تقدم، وأعتقد بأن متاحف قطر نجحت في ذلك من خلال برنامج الفن العام والذي ساهم بشكل كبير في توعية أفراد المجتمع بالجمال والإبداع من خلال الأعمال الفنية المنتشرة في مختلف الأماكن والشوارع في قطر، وهذا بحد ذاته يخلق مجتمعا متذوقا بصريا، خاصة وأن هناك أعمالا لكبار الفنانين في العالم. * ختاماً ماذا تأمل من الفنانين القطريين ومن أفراد المجتمع؟ - نحنُ اليوم نعيش عصرنا الذهبي في عهد حكومتنا الرشيدة، التي أولت اهتماما كبيرا بالحركة الفنية والثقافية بالدولة، بل سخرت كافة الإمكانيات لدعم الفنانين القطريين، وتوفير كل ما يحتاجونه للوصول إلى العالمية، وهناك أعمال فنية بالفعل وصلت للعالمية وأصبحت تنافس الكبار، ولا يسعني إلا أن أتوجه بجزيل الشكر والامتنان لسعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر على هذا الدعم الكبير الذي تقدمه لأبناء قطر ولكل من يؤمن بالفن والثقافة.