انتهت الفنانة التشكيلية إيمان الهيدوس من تنفيذ عمل فني جديد، لتواكب من خلاله استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم 2022. وأعربت في تصريحات خاصة لـ الشرق عن مدى سعادتها بإنجاز هذه اللوحة الفنية، لتواكب من خلالها الحدث العالمي الذي تشهده الدولة حالياً، وتتجه نحوه مختلف أنظار العالم. وقالت: إن هذه اللوحة سيتم عرضها في أحد المعارض الفنية التي تشهدها المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، ضمن احتفائها بالفن التشكيلي. لافتة إلى أن اللوحة تبرز أداء قائد المنتخب الوطني، اللاعب حسن الهيدوس. وأضافت أنها سعت من خلال هذا العمل الفني إلى توثيق الحدث العالمي، دون أن يكون ذلك مرتبطاً بأداء المنتخب القطري في هذه البطولة، ما سيجعل هذه اللوحة ذكرى على مدى السنوات القادمة، وتوثيقاً لمشاركة الأدعم لأول مرة في بطولة كأس العالم. وأبدت الفنانة إيمان الهيدوس سعادتها الكبيرة بإعجاب الكثيرين باللوحة الفنية، ما يعكس أن العمل حقق أحد أهم أهدافه، وهو أن يلامس الذائقة الفنية لدى الجمهور. وقالت: قررت إهداء العمل الفني إلى وزارة الثقافة، وذلك لما تقوم به من دعم وجهد كبير في رعاية ودعم الفنانين القطريين. وتابعت: إن مثل هذه الأعمال تسهم بدورها في تعريف الزائرين بالفن القطري، وما يشهده من إبداع، خاصة وأن معرض الفن القطري الذي تشهده كتارا حالياً استحوذ على نسب زيارات مرتفعة من جانب مشجعي المونديال. وكذلك من رواد المؤسسة العامة للحي الثقافي، من مختلف الجنسيات، ما يعكس أيضاً أن مثل هذه الأعمال تحقق أهدافها في التعريف بالفن المحلي من ناحية، وتستحوذ على الذائقة الفنية للجمهور من ناحية أخرى، الأمر الذي يؤكد رقي الأعمال التي ينجزها الفنانون القطريون، الطامحون دائماً إلى التجديد والتطوير في أعمالهم الفنية، خاصة وأن الفنانين ينبغي عليهم أن يكونوا مميزين في أعمالهم، بالشكل الذي يسهم بدوره في تطوير مسيرة الفن التشكيلي المحلي، علاوة على إبراز اتجاهاته المختلفة. وخلال الفترة الأخيرة، تمكنت الفنانة إيمان الهيدوس من تنفيذ عدة أعمال تشكيلية، وخاصة فيما يخص الخيل العربية، والذي يعتبر ماثلاً في الكثير من أعمالها التشكيلية، لتأثرها به منذ مرحلة الطفولة، وذلك لما يتمتع به الخيل من صفات عدة، وهو ما تسقطه في أعمالها بشكل احترافي، ما يجعل هذه الأعمال تبرز جماليات الخيل العربي.

تؤكد الفنانة التشكيلية إيمان الهيدوس أن من أبرز عاداتها غير التعبدية في شهر رمضان المبارك، ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى الرسم، فضلاً عن الطبخ. وتقول لـ الشرق إن من الذكريات التي لاتنساها خلال الشهر الفضيل تلك الخاصة بوفاة والدها رحمه الله. وتتابع: أعتبره موجودًا بيننا، رغم رحيله، حيث أتذكر والدي، في كل وقت، وخاصة في شهر رمضان المبارك. وعن أبرز الفوارق بين رمضان أمس واليوم. تضيف أن رمضان قديماً يذكرنا باجتماع الأهل على مائدة رمضان، وذلك بتواجد الأب والجد والجدة، رحمهم الله جميعاً، بالإضافة إلى التزاور بين الأهل، والانتظار لمرور المسحر، والاستمتاع بما يردده، أما رمضان اليوم، فنجد الجميع مشغول، نتيجة لتغير الناس، إذ تجتمع كل عائلة بمفردها، مع قله الزيارات وكذلك قلة أداء الواجب الاجتماعي. وحول المواقف الطريفة التي واجهتها في شهر رمضان المبارك. تقول الفنانة إيمان الهيدوس: عندما كنت موظفة بجريدة الراية، وأثناء عودتي إلى بيت أهلي، وكانت تصادف ليله القرنقعوه حينها، شاهدت ولدي خالد وبنتي هند يرتديان الملابس الخاصة بليلة القرنقعوه، وكانا يزوران وقتها البيوت المنتشرة في الفريج، حينها أوقفتهم والتقطت لهما صوره بهاتفي، وهما واقفان أمام بيت والدي، وخلفهما سيارتي، وبعدها، قمت برسمتهما في لوحة فنية بالألوان الزيتية، وذلك في توثيق لذكرى هذه الأيام، وكذلك توثيقاً لبيت والدي القديم، وذلك في عام 2011. وترصد طبيعة التحولات الثقافية خلال العام الجاري. مؤكدة أن هناك اهتماما من الدولة بالأنشطة الفنية والإبداعية بشكل عام، ومنها ما يخص ليله القرنقعوه، بالإضافة إلى زخم إقامة الفعاليات من خلال المراكز الثقافية والشبابية، علاوة على متاحف قطر، وإقامتها لأنشطة عديدة، بالإضافة إلى الأنشطة البارز للمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، ومنها ورش الرسم والمعارض الفنية. ولا تؤيد تكثيف الإبداع خلال شهر رمضان الفضيل. مرجعة ذلك إلى أن هذا الشهر المبارك، هو شهر فضيل، يأتي مرة واحدة في العام، ويجب فيه الاكثار من أداء العبادة من صلوات وقراءة القرآن الكريم، وأذكار، فضلاً عن الوقت القصير للغاية، خلال هذا الشهر الفضيل، علاوة على أنه شهر يتجمع فيه الأهل للتزاور، علاوة على ما يشهده الشهر من احتفالات رمضانية. وعن أبرز الأعمال التي أنجزتها خلال شهر رمضان. تقول الفنانة إيمان الهيدوس: هى لوحات لجمال الخيل، وكذلك تقديم ورشة رسم بالالوان المائية في مركز الفنون البصرية. وعن مشاهداتها التلفزيونية في شهر رمضان. تضيف أنه لا يوجد وقت لديها لمتابعة مسلسل بعينه، غير أنها بعد انتهاء الشهر المبارك، فسوف تحرص على مشاهدة المسلسلات الكويتية، علاوة على مشاهدتها للمسلسلات القديمة، والتي تفضلها، كونها تحاكي الماضي والناس في قديم الزمان. وعن ضيوفها على المائدة في رمضان تقول الفنانة إيمان الهيدوس: أجتمع في الافطار مع أمي وأختي وأولادي، أما عن ضيوفي من الراحلين، فالمؤكد أنه الوالد رحمه الله، والذي لا يفارقنا في هذه الأيام المباركة.

في اطار نشاطه الدائم، يستضيف منتدى "فكرة" بالمركز الشبابي للابداع الفني مساء الأربعاء الفنانة إيمان الهيدوس، لتروي تجربتها بالمركز، وذلك بحضور حشد من الفنانين والمهتمين. والهيدوس صاحبة مشوار تشكيلي طويل، جسدته في لوحات مختلفة قدمتها لجمهورها، عبر المعارض المتنوعة التي شاركت فيها، سواء في داخل البلاد أو خارجها. هذا المشوار كان محصلته أن إيمان الهيدوس أصبح لها نتاج إبداعي غزير، لما تأصل لديها مبكرا من مواهب فنية، ليس في المرحلة الابتدائية فقط، ولكن قبل ذلك، عندما كانت بمرحلة الروضة، وظلت من وقتها تعمل على صقل موهبتها، إلى أن تحقق لها ما أرادت بأن أصبحت فنانة لها حضورها في الأوساط الفنية المحلية والعربية والدولية. ولدورها الفني، فقد نظم لها الحي الثقافي "كتارا" معرضا فنيا، ضم قرابة 23 لوحة فنية، استلهمت خلالها محصلة مسيرتها الفنية، وتجربتها في فن الرسم، الذي جعلها تخوض غمار المشاركات الفنية في عدد من المعارض والفعاليات منها ما هو داخل قطر، ومنها هو خارجها، إذ شاركت في عدة معارض منها مهرجان القرية التراثية بالشارقة، ومهرجان اوستراكا بتركيا، وسمبوزيوم شرم الشيخ في مصر وكذلك معرض فني بمملكة البحرين. وعن منتدى فكرة، يقول الفنان سلمان المالك، رئيس مجلس ادارة المركز، إنه يرحب دائما بأي مقترح لتطوير هذا المنتدى، "ولا مانع لدينا من نقل تجربته خارج مقر المركز، سواء في مدينة الخور أو الوكرة، أو أي تجمع شبابي، ونحن على استعداد لتلبية أي دعوة اثراء للمشهد الفني بالدولة". واسترجع بدايات منتدى "فكرة" قائلا: "البداية كانت بدعوة الفنان موليم العروسي — وهو ناقد مغربي مقيم في فرنسا — الى استضافته في احد المعارض بالمركز، وبعد انتهاء الورشة والمعرض، طلبت منه إعداد تقرير عن رؤاه لما يحتاجه المركز، فكتب بأن هناك اهتماما بالمركز لامثيل له بالفنون البصرية، دون الجانب المهني أو الفكري، ومن هنا جاء منتدى "فكرة"، بعد عصف ذهني، ليقدم الفنانون خلال هذا المنتدى تجاربهم، وسط حوارات ونقاشات فكرية معمقة". وتابع: إنه خلال هذا المنتدى يستعرض الفنانون تجاربهم، بحضور المختصين والمهتمين، لاثراء النقاش، "ونحن نراهن على هذا المنتدى لاثراء المشهد الفكري للفنون البصرية في قطر، وانطلاقا من حرصنا على رفد هذا المشهد بكل ما يملكه المركز من خدمات وامكانيات".