رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
أكل بعد الفجر ظانا بقاء الليل

السؤال: منذ فترة طويلة لاحظت أن هناك فروقا في توقيت الأذان بين مدينتي والعاصمة التي يؤذن المذياع على توقيتها، وتتبعها في ذلك معظم المدن المجاورة لها دون أن تراعي فروق التوقيت، ولكني تجاهلت أثناء الصيام ذلك ظنا مني أن أذان المغرب في المدينة يلي أذان المغرب في العاصمة ولكنني فوجئت مؤخرا أن أذان الفجر في مدينتا يسبق أذان الفجر في العاصمة - بحوالي دقيقتين في اليوم الذي راجعت فيه التقويم ولم أكن أراعي هذا في الماضي بسبب عدم علمي بذلك، أو بسبب نسياني، فكنت أمسك وأفطر عليّ أذان المؤذن الذي لا يراعي فروق التوقيت بين العاصمة والمناطق الأخرى ، فما حكم صيامي في الأعوام السابقة؟ نص الفتوى: إذا كنت قد أكلت بعد طلوع الفجر ظانا بقاء الليل فقضاء تلك الأيام واجب عليك عند جمهور أهل العلم إذا تبين لك أن الفجر كان قد طلع بيقين، وأما مع الشك في طلوع الفجر، فلا يلزمك قضاء، لأن الأصل بقاء الليل، جاء في المغني: مسألة: قال: وإن أكل يظن أن الفجر لم يطلع وقد كان طلع، أو أفطر يظن أن الشمس قد غابت ولم تغب فعليه القضاء، هذا قول أكثر أهل العلم من الفقهاء وغيرهم، وحكي عن عروة ومجاهد والحسن وإسحاق لا قضاء عليهم. وعن عمر - رضي الله عنه - قولان في هذه المسألة، واختار شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - أن من أكل ظانا غروب الشمس أو بقاء الليل ثم بان له عكس ذلك أنه لا قضاء عليه.

1262

| 04 أبريل 2023

محليات alsharq
وزارة الأوقاف تنظم ملتقى المفتين الثاني بعنوان "تغير الفتوى بتغير المكان والزمان والعادات"

نظمت إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (ملتقى المفتين الثاني)، الذي أقيم تحت عنوان (تغير الفتوى بتغير المكان والزمان والعادات)، وذلك بمشاركة 27 داعية من المختصين بالفتوى من قسمي الشبكة الإسلامية والإرشاد الديني، وذلك بهدف تطوير المفتين الشرعيين بالوزارة للارتقاء بأداء مهامهم الشرعية في مجال الفتوى . وتركزت محاور ملتقى المفتين الثاني على عدد من المحاور، أبرزها أهمية قاعدة تغير الفتوى وبيان مدى الحاجة إليها، وبيان أن أعمال هذه القاعدة على الوجه الصحيح مظهر من مظاهر سعة الشريعة وصلاحيتها لكل زمان ومكان، وأنها من رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين، وتوضيح الفرق بين الاعمال الصحيحة لهذه القاعدة وبين التطبيق غير الصحيح لها، مما ينتج عنه التلاعب بالأحكام. الجدير بالذكر أن إدارة الدعوة والإرشاد الديني كانت قد عقدت ملتقى المفتين الأول نهاية شهر سبتمبر الماضي، وذلك عن بُعد تماشياً مع الإجراءات الاحترازية الوقائية، وبمشاركة 35 داعية من المختصين بالفتوى من قسمي الشبكة الإسلامية والإرشاد الديني.

1171

| 12 نوفمبر 2021

محليات alsharq
أحمد البوعينين: علماء الدين مطالبون بقول الحق وعدم إثارة الفتن

دعا فضيلة الشيخ أحمد بن محمد البوعينين، الأمين العام للاتحاد العالمي للدعاة، إلى ضرورة توخي الحكمة والحذر من قبل العلماء ورجال الدين قبل إصدارأي فتوى أو إعطاء أي رأي، مشيرا في لقاء خاص لـ "الشرق" إلى ضرورة تحكيم العقل قبل الحديث عن الأزمة التي أصابت البيت الخليجي، والتي فرقت بين قطر وشقيقاتها من دول مجلس التعاون الخليجي. وقال: يتوجب علينا قول الحق وعدم إثارة الفتن بين الأطراف المتخاصمة والسعى نحو التهدئة لإصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر بين الأشقاء. وتابع فضيلة الشيخ البوعينين حديثه، مشددا على قول الحق وعدم الخوف من أي شيء، وأضاف: طالما نستمد أحكامنا من شرع الله عز وجل وسنة رسوله الكريم، فلا خوف من أي مخلوق. وقال يجب أن لا يتم إشعال الفتنة بين الأشقاء، بل على العكس يجب بذل الجهود والمساعي في سبيل درئها لتهدئة النفوس وإصلاح ذات البين، كما أكد أنه لا يحق لأحد أن يمنع المسلمين من أداء فرائضهم أو زيارة الأماكن المقدسة، بل لهم كل الحق في ذلك، وإن منعوا فإن ذلك فيه مخالفة للشرع والدين. ودعا فضيلته إلى توخي الحكمة والحذر وعدم إثارة الفتن من قبل رجال الدين، بل دعا إلى التهدئة وتحكيم العقل، وخاصة أن الأطراف المتنازعة هم أشقاء و إخوة وتربطهم علاقات وطيدة وتجمعهم صلة القربى. حرامٌ شرعاً كما شدد في سياق حديثه على محاربة القطيعة، وأكد فضيلته أن كل أمر يقوم به المسلم ويؤدي إلى القطيعة فهو حرام شرعا وشدد على ضرورة صلة الرحم، وهي ما حث الله تعالى عليها ونبيه محمد عليه صلوات الله وسلامه. وقال يجب أن تبذل المزيد من الجهود من قبل العلماء والحكماء ورجال الدين لرأب الصدع و إعادة ترميم البيت الخليجي وإصلاح البين؛ لأن العلاقات التي تجمعنا هي ليست علاقات جوار فقط، بل هناك قرابة وصداقة ونسب وعائلات أصولها في دولة خليجية وجذورها ممتدة لأخرى.

852

| 12 يونيو 2017

تقارير وحوارات alsharq
الفتوى بين التهويل والتهوين

المختصون أكدوا أنه علم يجب حمايته المحمدي: حق الإفتاء حازه كل متطفل أبو موزة: حصر الدين في المساجد طامة كبرى وعقبة في طريق الدعوة إذا سلمنا أن الاختلاف في القضايا الفكرية — التي منها القضايا الفقهية — أمر طبيعي، والدين يتعامل مع الناس على أنهم بشر، تتنازعهم عوامل مختلفة مما فطر الله تعالى خلقه عليه، ولكن الذي تطمئن إليه النفس المؤمنة أن ذلك الاختلاف لم ينشأ عن ضعف في العقيدة، أو شك في صدق ما يدعو إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل كان تحري الحق والرغبة في إصابة قصد الشارع من الأحكام بغية جميع المختلفين. ومع الاختلاف في عدد من القضايا تظهر الحاجة إلى الفتوى، وإلى الاستناد إلى الرأي الأقرب إلى الصواب، إلا أن الفتوى من العلوم الصعبة التي تحتاج إلى عالم وفقيه بشروط في منتهى الدقة، في ظل دوافع البعض المسمومة، اللاهثة وراء الدنيا متناسية يوم العرض العظيم. وانطلاقا من أهمية وحساسية القضية، نطرح قضية الإفتاء والاشتراطات الواجب توافرها بالمفتي على عدد من الدعاة.. التهويل والتهوين الدكتور أحمد المحمدي — أستاذ الدعوة بمعهد الدعوة والعلوم الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية — أكد أنَّه بين التهويل والتهوين نقع في إشكالية، بمعنى أنه لا ينبغي أن نصد الناس عن الدين وعن الدعوة، فالدعوة إلى الله واجبة، وفي نفس الوقت لا يفتح الباب على مصراعيه أمام أي أحد ليقول أي شيء دون الرجوع لأهل العلم، ومن الأمور التي تساعد على حل هذه القضية تعليم الناس قول "لا أدري" كان مالك يقول نصف العلم "لا أدري" وعندما سؤل مالك وهو شمس الدنيا في أربعين مسألة فقال في 36 منها لا أدري. واستطرد الدكتور المحمدي موضحا أنَّ في كل فن يوجد لصوص وقطاع طرق وجماعة مندسة على أهل الاختصاص، وأن هذا اللون من السلوك جريمة بشعة وأبشع منه أن يكون ذلك في دين الله عز وجل، لان هذا المتحدث إنما يوقع عن الله عز وجل وهذا مكمن الخلل وموطن الخطورة، ولقد حذر أهل العلم من ذلك يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب في مسائل الجاهلية: (قاعدة الضلال: القول على الله بلا علم)، وقد يكون القول على الله بلا علم من الشرك كما قال تعالى {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ}، وقال جل وعلا: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ(33)} ‎لقد اغتُصب حق الإفتاء من المتخصصين من أهل العلم والتقوى، والمؤسسات العلمية البحثية أو ما يعرف بدور الإفتاء، وحازه كل راغب، حتى صار الإفتاء مشاعًا بين الناس. ‎وأضاف الدكتور قائلاً " إن أمر الفتوى في الإسلام جد خطير، ولا يستهان به، فهو توقيع عن رب العالمين، وسيسأل الله كل إنسان عما قاله أو فعله، يقول الله تعالى: "وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً". ‎وتابع: ولقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن من أمارات الساعة رفع العلم ونزول الجهل، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي مُوسَى فَقَالَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ لَأَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ، وَالْهَرْجُ الْقَتْلُ"، ‎وأن الرويبضة ممن لا علم لهم ولا فقه هم الذين سوف يتصدرون المجالس، ويتحدثون بلغة أهل العلم والفهم وهم في حقيقة الأمر لا علم لديهم ولا فقه، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم "إِنَّ أَمَامَ الدَّجَّالِ سِنِينَ خَدَّاعَةً، يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيَتَكَلَّمُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ، قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: الْفُوَيْسِقُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ." ‎فالتصدر للفتيا دون علم وتهيؤ نوع من الاحتيال والتشبع بما لم يعط، وصاحبه كمن يلبس ثوب زور، فعَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أسْمَاءَ ؛جَاءَتِ امْرَأةٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقالت: إِنَّ لِي ضَرَّةً، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاح أنْ أتَشَبَّعَ مِنْ مَالِ زَوْجِي بِمَا لَمْ يُعْطِنِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِِ صلى الله عليه وسلم: الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ، كَلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ." ولفت الدكتور المحمدي إلى أنَّ نزاهة الفتوى تتحقق بعدة أمور منها نشر العلم بين الناس وتوعيتهم بأخذ الفتوى من مصادرها الشرعية، توعية الناس بخطر القول على الله بغير علم. تحري الفتوى الحق من جانبه قال الداعية خالد أبو موزة — الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وخطيب الجمعة — إنَّ الناس ينقسمون إلى 3 أقسام: صاحب العلم، ومن يتبع مذهب من المذاهب، والصنف الثالث هم التابعون وهذه الفئة يندرج تحت مظلتها السواد الأعظم من الناس، حيث إنَّ مذهبهم مذهب من يفتيهم، لافتا إلى أنَّ الفقهاء اختلفوا في الفروع، مؤكدا أنَّ الاختلاف رحمة من الله جلَّ وعلا، إلا أنَّه وبالرغم من أن الاختلاف رحمة، على الجمهور أن لا يتهاونوا في الأمر، إذ أنَّ على الجمهور واجب تجاه الفتوى بحيث تصدر من عُرف عنه الدين السليم، وتحري الحق، فإذا استفتاه الشخص واطمأن له فعليه أن يأخذ بالفتوى، ولكن إذ لم يطمئن قلبه فليستفتِ آخر وعليه أن يتبع الفتوى الأقرب إلى الصواب. وأشار الداعيه أبو موزة إلى أنَّ لشهر رمضان خصوصية من نوع آخر، لاختلاف الجمهور في عدد من القضايا، كما وأنَّ العلماء يختلفون في قضايا بعينها، إلا أنَّ الفيصل يجب أن يكون من خلال تحري الفتوى من أهل العلم وأهل الحق، لافتا إلى أنَّ المفتي يجب أن يتحلى بعدد من الاشتراطات أولها: أن يكون دارسا للعلم الشرعي، ويكون دارسا لمذهب من المذاهب، لأنه عادة ما يختلف الناس على المسائل العبادات والمعاملات، وعلى المفتي أن لا يفتي في غير مجاله، أما الشرط الثاني: فعلى المفتي أن يكون نزيها، حيث في عصر ثورات الربيع العربي هناك نفر انقلبوا على عقائدهم، وأصبحوا يفتون فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، لذا لابد أن يتأكد صاحب الفتوى من دين وعلم المفتي، مستشهدا بالإمام أحمد بن حنبل وكيف قطع علاقته بعدد من العلماء عندما تنازلوا للسلطان في ماعرف بفتوى القرآن، وهذا إن دلَّ فإنه يدل على أهمية أن يبقى أهل العلم الشرعي والفقهاء على قيمهم ودينهم، ومن تنازل أو تراجع عن مبدئه لأجل السلطة لابد أن لا يؤخذ برأيه ولا يعتد بفتواه. فتاوى سائغة واستطرد الداعية خالد أبو موزة مستشهدا بمثال حول بعض القضايا الجدلية أو الفتاوى السائغة كقضية وجه المرأة عورة أم غير عورة، فلمثل هذه المسألة هناك فريقين كل له أسانيده وحججه التي تؤكد موقفه، ففي مثل هذا النوع من القضايا يؤخذ كل فرد بما يظن أنه أصوب، مع عدم تكفير أي طرف للآخر، فعلى الجمهور أن يتحلوا بأدب الخلاف، حيث بات الأغلب يعتقد إنه إذا لم تكن معه فهو ضدك، مشددا على أنَّ هذا الأمر من المسائل غاية في الأهمية وعلى المختلفين أن يتحلوا بها. وعرج الداعية أبو موزة على برامج الإفتاء التي تعج بها القنوات وكأنَّ العبادة فقط في شهر رمضان، مطالبا من الدعاة أن يتحروا الدقة في الدعوة إلى الله، مستندا في حديثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن"، فالجميع مسؤول عن الصورة التي يقدم فيها الإسلام، كما يجب أن تكون الغاية هي وجه الله تعالى وليس لأجل كسب مادي أو غاية دنيوية، مشيرا إلى أنه لابد من عدم اقتصار الإسلام بالقضايا الدينية البحتة، بل الإسلام جامع وشامل ومن الجدير أن يتطرق الدين الإسلامي الى كافة مناحي الحياة، متأسفا على من حصر دين الله في المساجد، معتبرا أنَّ هذا من أكبر الطامات والمشاكل، الأمر الذي انعكس سلبا على الأشخاص حيث بات أغلبهم مصابين بفصام في الشخصية، إذ أن شخصيته في المسجد تختلف عن شخصيته في معاملاته، مشددا على أهمية أن نكون ربانيين وليس رمضانيين.

2840

| 09 يونيو 2016

محليات alsharq
ثقيل الشمري: الفتوى بلا علم تخدم أعداء الإسلام

قال فضيلة د. ثقيل بن ساير الشمري إن الله -سبحانه- وتعالى أنعم على عباده بنعمة الأمن والرخاء ووعدهم في حال حسن العبادة والتوحيد أن يُمكّن لهم في الأرض ويعضد شوكتهم، مستشهداً بالآية الكريمة "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون". وقال في خطبة الجمعة اليوم بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- جاءت مكملة لرسالة السماء في هذا الأمر، حيث دعت إلى تحقيق الأمن أيضا للبشرية جمعاء، مُبيّناً أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أوضح ذلك في رسالته أن دين الإسلام هو دين السلام ودين الخير الذي يجلب للبشرية الاطمئنان والنجاة. أعظم مشهد وأوضح في ذات السياق أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بيّن هذا الأمر في أعظم مشهد عرفته البشرية يوم حجة الوداع، مؤكداً أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل عنوان إيمان المؤمن هو المحافظة على النفوس، حيث قال "المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم". وجدد تأكيده أن عنوان صلاح الأمة واستقامتها يكون بمحافظة أبنائها على النفوس. موضحا أن ذلك فيه مصلحة شرعية، وضرورة دينية، وفطرة سوية وذلك لأن هذا الأمر به تستقيم به حياة البشرية جمعاء. وأشار فضيلته في سياق متصل إلى أن الأمة في هذا الزمان ابتليت بطائفة من الناس قليلة العلم والعرفان حيث حللوا القتل والإجرام وسفك الدماء واستحلال الأموال والعبث بمصالح الناس، لافتاً إلى أن هذه الطائفة تساعد على العبث في أمن الناس وخدمة أعداء الأمة من حيث يشعرون أو لا يشعرون، أو من حيث يعلمون أو لا يعلمون، مؤكداً أنها طائفة مفسدة في الأرض لأنها ترتكب الكثير من الجرائم الشنيعة، فكلها إرهاب ظالم وعدوان غاشم وفساد في الأرض والله لا يحب الفساد. طائفتان خطيرتان وذكر الشيخ الشمري أن في الأمة طائفتين شديدتي الخطورة تساعدان المفسدين وتحققان مصالح الأعداء بعلم ودون علم، موضحاً أن الطائفة الأولى تعمل على تخريب عقول بعض الشباب وعلى تشتيت أفكارهم، مضيفاً أنهم أضحوا يستحلون كل شيء من الأمور التي حرّمها النبي -صلى الله عليه وسلم- وبالتالي يضرون الأمة. وأوضح أن الطائفة الأخرى تتلخص مهمتها في قتل الناس وتهجيرهم من أوطانهم، وخطف الآمنين منهم ومحاصرة المستضعفين، مُشيراً إلى أنها لا يمكن أن يطلق عليها إلا عصابات مجرمة لأنها تهدم المساجد ودور العلم والمدارس وتقتل العلماء وتحارب المصلحين من أبناء الأمة، داعياً الأمة الإسلامية إلى الوقوف في صف أهل الحق، ومحاربة الباطل بكل ما أوتيت من قوة. المسؤولية عظيمة وقال فضيلته مخاطباً المصلين "نحن بحاجة إلى أن نعرف كيف نقف في وجه هذه الطوائف، فإن المسؤولية عظيمة، كلنا راع وكل راع مسؤول عن رعيته"، مُضيفاً: فعلينا أن ننصر كل مظلوم وأن نقف في وجه الظالم وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه". وأوضح أن معنى "لا يسلمه" أي لا يتركه لأعدائه، مضيفاً أن في هذه الحالة يجب على المؤمنين أن ينصروه لأن ذلك هو الواجب الديني عليه، والحمية الإسلامية تقتضي نصرة المظلوم وذلك لقوله -صلى الله عليه وسلم- "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً". وأكد خطيب جامع الإمام أهمية وحدة الصف بين المسلمين وأن يتحدوا على كلمة سواء لأن في الاتحاد قوة وفي الاجتماع هيبة بحسب قوله والذئب لا يأكل إلا من الغنم القاصية، ودعا المسلمين في هذه الأيام إلى أن ينفضوا عنهم المجاملة والغفلة وحسن الظن بالظالمين.

2020

| 04 مارس 2016