رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
منافسة قطرية أمريكية للسيطرة على عرش الغاز العالمي.. 2022 عام الحسم

يشهد سوق الغاز العالمي منافسة كبيرة بين الدول العملاقة في استخراجه وتصديره، هذه المنافسة وضعت قطر والولايات المتحدة وجهاً لوجه للسيطرة على عرش الغاز العالمي خاصة وأن العالم 2022 ستضح فيه المعالم الواضحة لمن سيكون صاحب الحصة الأكبر في السوق العالمية.. في العام 2006 أصبحت قطر أكبر مصدِّر للغاز الطبيعي المسال في العالم بعد أن تجاوزت ماليزيا، وما زالت تحافظ على هذا العرش حتى هذا العام، لكنها ستكون على موعد مع منافسة شرسة مع دخول سنة 2022. وتخطط الولايات المتحدة الأمريكية أن تصبح أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم بحلول العام المقبل لتتجاوز بذلك قطر وأستراليا، فإدارة معلومات الطاقة الأمريكية تتوقع في أحدث تقاريرها أن تصل صادرات البلاد من الغاز الطبيعي المسال إلى 11.5 مليار قدم مكعبة يومياً بـ 2022. وتمثل كمية الغاز الأمريكي المسال المتوقع إنتاجها يومياً في 2022 نحو 22% من الطلب العالمي على الغاز، الذي من المتوقَّع أن يصل إلى 53.3 مليار قدم مكعبة يومياً بحلول العام القادم، بحسب تقرير لموقع الخليج أونلاين. وتحتل الولايات المتحدة حالياً المركز الثالث بين كبار مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم بعد قطر وأستراليا. وتبلغ أقصى قدرة تصدير للغاز الطبيعي لقطر حالياً نحو 11.4 مليار قدم مكعبة يومياً، فيما تبلغ قدرة أستراليا التصديرية 10.3 مليارات قدم مكعبة يومياً. قطر ملكة السوق تنافس بقوة وعلى الرغم من المنافسة الأمريكية الشرسة، فإن قطر هي الأخرى تعمل بقوة من أجل الحفاظ على عرش الغاز المسال عالمياً. ونقلت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية الأمريكية عن جوليان هواراو، رئيس وحدة التحليلات بشركة إنجي إس إيه (Engie SA) الفرنسية، أن خطة التوسع في قطر ضخمة للغاية. وفي أكتوبر الماضي، أعلنت شركة قطر للغاز البدء رسمياً ببناء 4 خطوط إنتاج عملاقة جديدة للغاز الطبيعي المسال في مدينة راس لفان الصناعية، لرفع الطاقة الإنتاجية للغاز الطبيعي المسال في قطر من 77 مليون طن سنوياً إلى 110 ملايين طن. وذكرت الشركة، في تغريدة على تويتر، أن المشروع يستهدف الحفاظ على استمرار الريادة العالمية لدولة قطر في إنتاج الغاز الطبيعي المسال. وتستهدف قطر رفع إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 40% بحلول 2026، من حقل الشمال إلى 110 ملايين طن. ويقع حقل الشمال قبالة الساحل الشمالي الشرقي لقطر، واكتشف عام 1971، وتقدر احتياطاته بنحو 900 تريليون قدم مكعبة، بما يعادل 10% من الاحتياطيات العالمية المكتشفة من الغاز الطبيعي. وأضاف هواراو: على الرغم من أن قطر ما تزال تحتل الصدارة فإن الولايات المتحدة لم تكن بهذا القرب من قبل، لذا كانت قطر بحاجة إلى التحرك في حال أرادت الحفاظ على مكانتها الرائدة. من جانبه، قال جوناثان ستيرن، وهو باحث أول في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، بتصريحات للوكالة الأمريكية: لا أحد يستطيع أن ينافس التكاليف القطرية؛ حيث يمكن للقطريين أن يفعلوا ما يحلو لهم وسيتعين على الجميع الاستجابة بالطريقة التي يستطيعون القيام بها. وخاصة عندما يكون السوق في حالة فائض وتكون الأسعار منخفضة، حيث سيؤثر ذلك على أرباح المنافسين. وأضاف ستيرن: يبدو أن الاستراتيجية القطرية تحافظ على حصتها في السوق العالمية وتعظيم المبيعات قبل أن يبدأ سوق الغاز في الانكماش؛ وهو اندفاع تنافسي واستراتيجي. وحسب تقرير الوكالة الأمريكية، فإن المشاريع الأمريكية من المرجح أن تواجه صعوبات، فما لا يقل عن عشرة مشاريع، خمسة منها في تكساس وأربعة في لويزيانا، ربما لن تُؤمن التمويل الكافي لاستكمالها. قدرة أمريكية ضخمة تنمي أمريكا قدراتها لتصدير الغاز المسال بوتيرة متسارعة، منذ أن بدأت الولايات المتحدة التصدير في فبراير 2016، مع طفرة في السنوات الأخيرة لإنتاج الغاز الطبيعي، الذي بلغ 88.25 مليار قدم مكعبة يومياً بنهاية العام الماضي 2020، بحسب بيانات شركة بريتيش بتروليوم البريطانية. والتوسع بإنتاج الغاز هدف قد تصل إليه الولايات المتحدة في الربع الثالث من العام 2022، حسب مخططات مشروعاتها المعلنة. واشنطن انتهت في نوفمبر من العام 2021، من إنشاء منشأة لتصدير الغاز الطبيعي المسال، بسابين باس بخليج المكسيك جنوب الولايات المتحدة، ما يُضيف 0.76 مليار قدم مكعبة يومياً لقوتها التصديرية مع بدء التصدير من هذه المنشأة في مطلع العام 2022، حسب تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية. ووافقت لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية ووزارة الطاقة الأمريكية، مؤخراً، على 10 مشروعات لتصدير الغاز المسال وتوسعات في السعة في محطات كاميرون وفريبورت وكوربوس كريستي بإجمالي 25 مليار قدم مكعبة يومياً، وبدأ فعلياً العمل على هذه المشروعات التي من المتوقع حصاد ثمارها في 2024. ونتيجة لتحسين عمليات الإنتاج وصيانة محطتي سابين باس وكوربوس كريستي، في ولاية تكساس جنوب الولايات المتحدة، فإنهما ستنتجان معاً 0.7 مليار قدم مكعبة يومياً إضافية، وهذا سيساهم بقوة في زيادة إنتاج الولايات المتحدة. كما أضافت واشنطن كذلك قدرة تصدير بنحو 1.6 مليار قدم مكعبة يومياً في محطة كالكاسيو باس، ومن المتوقع أن تبدأ هذه الزيادة بالربع الأخير من عام 2022. وحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإنه من المرجح أن تزيد قدرة تصدير الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة إلى ما يزيد بقليل على 16.3 مليار قدم مكعبة يومياً، بحلول العام 2024.

3368

| 23 ديسمبر 2021