أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي تعميما بشأن تنظيم اليوم الدراسي خلال فترتي اختبارات منتصف الفصل الدراسي الأول ومنتصف الفصل الدراسي الثاني للعام...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
تمكن مجموعة باحثين في روسيا، من تصميم أول طائرة مسيرة يتم التحكم بها عن بعد بواسطة التفكير، ويكفى أن يضع المستخدم خوذة على رأسه قادرة على قراءة أفكار الإنسان وترجمتها إلى تعليمات مقروءة آلياً تنتقل إلى الطائرة. وأوضحت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية اليوم الأحد، أن شركة "نيو روبوتيكس" ومقرها مدينة زيلينجراد، عملت لسنوات طويلة على وضع تصميم الطائرة، قبل الوصول إلى النموذج الأولى الناجح للمشروع، وذلك بتمويل من قبل مؤسسة روسيا للأبحاث المتقدمة. ويتم توليد أوامر تشغيل وتحريك الطائرة، بواسطة حساسات موصولة إلى رأس المستخدم، وبمجرد أن يفكر المستخدم بإجراء معين، تنتقل الأوامر على الفور إلى الطائرة. وواحدة من أبرز ميزات هذه التكنولوجيا أنها تسمح بتعدد المهام، حيث يمكن للمستخدم الذي يتحكم بالطائرة القيام بعمل آخر في نفس الوقت، وذلك بهدف الاستفادة من هذه التقنية في الاستخدامات العسكرية. ويقول فيتالى دافيدوف من برنامج تمويل الأبحاث المتقدمة إن هذا النظام، يشكل خطوة هامة للغاية، حيث يمكن استخدامه للسيطرة والتحكم بالعديد من الأجهزة والآلات الأخرى. ويخطط الباحثون في الوقت الحاضر لوضع التقنية الجديدة قيد التجربة الميدانية، فعلى سبيل المثال سيتم اختبارها لمتابعة جندي في منطقة العمليات، لالتقاط صور في الوقت الحقيقي لساحة المعركة، وليس هناك ما يدل على أن هذه التقنية ستتوفر في الأسواق للمستهلكين العاديين في وقت قريب.
710
| 27 ديسمبر 2015
هل يمكن أن تصل بك التكنولوجيا إلى أن تتحكم في الهواتف من خلال عقلك!، بالفعل في المستقبل كل هذا سيتغير وهاتفك الذكي لن تتمكن من الإمساك به في يدك، بل سيكون مزروعا برأسك مباشرة. تعمل مجموعة من العلماء هذه الفترة على هاتف المستقبل الذي سيكون عبارة عن جهاز أربع بوصات يتم وضعه وراء الأذن، وستتم زراعة شريحة الهاتف تحت جلد المخ وستعمل على الاهتزاز في الجمجمة لتبلغ عن المكالمات التي سيتم إجراؤها من خلال رأسه والرد عليها بمايكروفون، والزر الخاص بالتحكم في الهاتف سيكون موجودا في الإصبع عن طريق الزرع المغناطيسي يمكن الضغط عليه للرد على المكالمات. التكنولوجيا التي يعمل من خلالها الهاتف تحتاج لتطوير ما بين 5 إلى 10 سنوات لأن المستخدم سيكون عليه زراعة شرائح دقيقة في رأسه، يتلقى من خلالها المكالمات ويرى الرسائل والبريد ويتفاعل مع أصدقائه، والمرحلة الأولى تم الانتهاء منها، ولكن المواصفات الأخرى للهاتف مثل الكاميرا وغيرها تحتاج إلى تطوير لكي يتمكن المستخدم من السيطرة على ما يوجد حوله والتفاعل برأسه فقط ودن أن يمسك أي جهاز في يده. ووفقا لموقع mic الأمريكي، فإن التكنولوجيا التي سيعتمد عليها الهاتف الجديد هي توصيل الصوت والإشارات من خلال العظام، ومن المتوقع أن يكون الشكل النهائي لهذا الهاتف متاحا للمستخدمين خلال السنوات العشر المقبلة.
181
| 14 أكتوبر 2015
في حدث يشبه قصص أفلام الخيال العلمي، نجحت دراسة علمية قام خلالها أطباء نفسيون بزرع "ذاكرة وهمية" وإقناعهم بأفكار خاطئة بأنهم ارتكبوا جريمة أو تعرضوا لمواقف خطيرة أو محزنة، لم تحدث في الواقع. ونجح فريق البحث بإقناع "أدمغة" 60 شخصا بأنهم ارتكبوا جرائم لم تحدث، من خلال سلسلة "لقاءات ودية" أجريت معهم. وشارك في البحث 60 طالبا جامعيا بعد أن حصل العلماء على موافقة أولياء أمورهم، الذين أمدوا العلماء أيضا بمعلومات وأحداث حقيقية تعرض لها هؤلاء الطلاب في حياتهم. وأجرى العلماء 3 لقاءات مع كل طالب، استمر كل منها لـ40 دقيقة، على أن يفصل أسبوعا بين كل لقاء، حسب ما أوضحت صحيفة "إندبندنت" البريطانية. وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، 30 منهم تم إقناعهم بأنهم ارتكبوا جريمة لم تحدث، بينما تم إخبار الـ30 الآخرين بأنهم تعرضوا لموقف محزن أو مؤلم مثل تعرضهم لهجوم من كلب أو تعرضهم لإصابة جسدية أو لخسارة في المال. وقالت الباحثة المشاركة في هذه الدراسة، جوليا شاو، إنه طلب من المشاركين تقديم تفاصيل غير حقيقية من خلال استخدام الباحثين لبعض الوقائع غير الحقيقية، والاعتماد على تقنيات استرجاع الذاكرة الضعيفة لدى المشاركين. وخلال اللقاء الأول، تم إخبار الطلاب عن 3 أحداث وقعت في حياتهم، اثنان منهم وقعا بالفعل، بينما شكل الثالث تجربة غير حقيقية أو "جريمة" لم يرتكبوها فعلا، وطلب منهم تقديم مزيد من التفاصيل بشأن هذه الأحداث. وخلال اللقاءين الثاني والثالث طلب أيضا من الطلاب تقديم مزيد من التفاصيل عن هذه الأحداث. ووجد العلماء بعد انتهاء اللقاءات، أنهم نجحوا في زرع أفكار وتجارب خاطئة أو غير واقعية في أدمغة 71% من الطلاب الذين تم إخبارهم بأنهم ارتكبوا جريمة، بينما نجحوا في إقناع 76% من الأشخاص الذين تم إخبارهم بأنهم تعرضوا لموقف أليم أو محزن.
458
| 17 يناير 2015
أعطت دراسة جديدة أدلة واضحة أن الاستماع للغات جديدة أثناء النوم، يمكن أن يعزز من قدرات المخ على تعلمها بسهولة. فقد قام فريق من مؤسسة العلوم الوطنية السويسرية بإجراء دراسة على 60 طالبا من المتحدثين باللغة الألمانية، لتبيان مدى تعلمهم لدروس اللغة الهولندية أثناء النوم. في يوم التجربة أجلس فريق العلماء جميع الطلبة على الأرض، وأعطوا لهم قائمة من الكلمات الهولندية لدراستها حتى الساعة العاشرة مساء، ثم طلب الفريق من نصف المجموعة الذهاب للنوم، بينما بقى النصف الآخر مستيقظا مع فريق البحث. وضعت أجهزة البث(سماعات) في أذان الطلبة تردد الكلمات الهولندية على مسامع كل واحد من الفريقين حتى الساعة الثانية صباحا. وفي الثانية تم إيقاظ مجموعة النائمين، واختبر الفريق الجميع لقياس مقدرة كل منهم على استيعاب الكلمات الهولندية. وجدت الدراسة أن مجموعة الطلبة الذين ذهبوا إلى النوم أظهرت نتائج أفضل بشكل كبير، بينما أظهرت المجموعة التي ظلت مستيقظة نتائج سيئة.
175
| 06 يوليو 2014
قال سهل بن هارون يومًا وهو عند المأمون: مِن أصناف العلم ما لا ينبغي للمُسلمين أن يَرْغبوا فيه، وقد يُرغَب عن بعض العِلم، كما يُرغب عن بَعض الحلال؛ فقال المأمون: قد يُسمِّي بعضُ الناسِ الشيءَ عِلمًا وليس بعلمِ، فإن كان هذا أردتَ فوَجْهُه الذي ذَكرتُ؛ ولو قلتَ أيضًا: إِنّ العلم لا يُدْرَك غوْرُه، ولا يُسْبر قَعْره، ولا تُبلَغُ غايتُهُ، ولا تُستقَى أُصولُه، ولا تَنْضَبط أجزاؤُه؛ صدقتَ. فإن كان الأمر كذلك؛ فابدأ بالأهمِّ فالأهمِّ، والأوكد فالأوكد، وبالفَرْض قبل النَّفل، يكُنْ ذلك عَدْلًا قصدًا ومذْهبًا جَمِيلًا. وقد قال بعضُ الحُكماء: لستُ أَطلبُ العلْم طمعًا في غايته، والوقوف على نِهايته، ولكن التماسَ ما لا يسع جَهلُه؛ فهذا وَجهٌ لما ذكرت. وقال آخرون: عِلْم المُلوك النَّسَبُ والخَبَر، وعِلمُ أصحاب الحُروب درْسُ كُتبِ الأيَّام والسِّير، وعِلم التجَّار الكِتابُ والحِساب، فأما أن يُسمَّى الشيءُ عِلمًا، ويُنهى عنه من غير أن يُسأل عما هو أنفع منه، فلا. وقال محمد بن إدريس (الشافعي) رضي الله عنه: العِلم علمان: عِلم الأبدان، وعِلم الأديان. أراد بعلم الأبدان: الطب بكل فروعه وتخصصاته. وعلم الأديان: علم العقائد والكلام. وهناك علم اللسان، وهو: اللغة وعلومها وآدابها. وهناك علم العمران، وهو علم الشريعة والفقه وأصوله وقواعده ومقاصده. وقال عبد الله بن مُسلم بن قُتيبة: من أراد أن يكون عالمًا فليطلب فنًّا واحدًا، ومن أراد أن يكون أديبًا فَلْيتسع في العلوم. وفي رواية: فليتقنن في العلوم. وهو ما يقال اليوم عن العلم والثقافة. فمن أراد أن يكون عالمًا: أي متخصِّصًا في علم، فليحط به. ومن أراد أن يكون مثقفًا، فعليه أن يأخذ من كل علم طرفًا. (وقال أبو يوسُف القاضي: ثلاثة لا يَسلمون من ثلاثة: مَن طلب الدِّين بالفلسفة لمِ يَسلم من الزَّنْدَقَة، ومَن طلب المالَ بالكِيمياء لم يَسلم من الفَقْر، ومن طلب غرائبَ الحديثِ لم يَسلم من الكذب. وقال ابن سِيرين رحمه الله تعالى: العِلْم أكثرُ من أن يُحاط به، فخُذوا من كلِّ شيء أحسنه. وقال ابن عبَّاس رضي الله عنهما: كَفَاك من عِلم الدِّين أن تَعرف ما لا يسع جهلُه، وكفاك من عِلم الأدب أن تَرْوِي الشاهدَ والمَثَل، وقالوا: مَن أكثر من النَّحْو حَمَّقه، ومن أكثر من الشعر بَذَّله، ومن أكثر من الفِقه شرَّفه. الحضُّ على طلب العلم قيل لأبي عمرو بن العَلاء: هل يَحْسُن بالشَيخ أن يتعلَّم؟ قال: إن كان يَحسن به أن يعيش فإنه يحسن به أن يتعلم. وقال عُرْوة بن الزُّبير رحمه الله تعالى لبنيه: يا بَنِيَّ، اطلبوا العِلم، فإن تكونوا صِغارَ قومٍ لا يُحتاج إليكم، فعسى أن تكونوا كبارَ قوم آخرين لا يُستغني عنكم. وقال مَلِك الْهِند لولده- وكان له أربعون ولدًا-: يا بَنِي، أكثِروا من النظر في الكتب، وازدادوا في كل يوم حرفًا، فإن ثلاثةً لا يَستوْحشون في غُربةٍ: الفقِيهُ العالِم، والبَطَل الشجاع، والحُلوُ اللسان الكثير مخارج الرأي. وقال المُهَلَّب لبَنِيه: إياكم أن تجلسوا في الأسواق إلا عند زَرَّاد (صانع الدروع) أو وَرَّاق. أراد الزرَّاد للحرب، والورَّاق للعلم. ومَرَّ رجل بعبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر، وهو جالس في المَقْبرة، وبيده كتاب، فقال له: ما أَجلسك هاهنا؟ قال: إنه لا أوْعظَ مِن قبر، ولا أَمتع من كِتاب. أهمية العلم وضرورته: قال القاضي أبو الحسن الماوردي، الفقيه الشافعي رحمه الله تعالى، في بداية كتابه (أدب الدنيا والدين): (إن شرف المطلوب بشرف نتائجه، وعظم خَطَره بكثرة منافعه، وبحسَب منافعه، تجب العناية به، وعلى قدر العناية به، يكون اجتناء ثمرته. وأعظم الأمور خطرًا وقدْرًا، وأعمها نفعًا ورِفْدا، ما استقام به الدين والدنيا، وانتظم به صلاح الآخرة والأولى؛ لأن باستقامة الدين تصح العبادة، وبصلاح الدنيا تتم السعادة. وقد توخَّيت بهذا الكتاب، الإشارة إلى آدابهما، وتفصيل ما أُجمل من أحوالهما، على أعدل الأمرين: من إيجاز وبسْط، أجمع فيه بين تحقيق الفُقهاء، وترقيق الأدباء، فلا ينبو عن فهم، ولا يدقُّ في وهم، مستشهدًا من كتاب الله جل اسمُه بما يقتضيه، ومن سنن رسول الله صلوات الله عليه بما يضاهيه، ثم مُتْبعًا ذلك بأمثال الحكماء، وآداب البلغاء، وأقوال الشعراء؛ لأن القلوب ترتاح إلى الفنون المختلفة، وتسأم من الفن الواحد. وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إن القلوب تملُّ كما تملُّ الأبدان، فأهدوا إليها طرائف الحكمة. فكأن هذا الأسلوبُ؛ يحب التنقل في المطلوب، من مكان إلى مكان. وكان المأمون رحمه الله تعالى، يتنقل كثيرًا في داره، من مكان إلى مكان، وينشد قول أبي العتاهية رحمه الله: فضل العقل وذم الهوى منطق العقل يدعو الإنسان للبحث عن حقيقته، من أين جاء، وجاء العالم من حوله؟ ومن الذي جاء به وخلقه من عدم؟ وإلى من يذهب بعدَ وجودِه؟ وهل للإنسان رسالة فيقوم بها في حياته؟. وهذه الأسئلة هي التي انتهت بالإنسان إلى الدين، وإلى وجود الله، وإلى الدار الآخرة. ومن هنا قال الماوردي في الباب الأول: (في فضل العقل وذم الهوى) في كتاب (أدب الدنيا والدين): (اعلم أن لكل فضيلة أُسًّا، ولكل أدب ينبوعًا. وأسُّ الفضائل، وينبوع الآداب، هو العقل، الذي جعله الله تعالى للدين أصلًا، وللدنيا عمادًا، فأوجب التكليف بكماله، وجعل الدنيا مدبَّرة بأحكامه، وألَّف به بين خلقه، مع اختلاف هممهم ومآربهم، وتبايُن أغراضهم ومقاصدهم، وجعل ما تعبدهم به قسمين: قسمًا وجب بالعقل، فوكَّده الشرعُ، وقسمًا جاز في العقل، فأوجبه الشرع؛ فكان العقل لهما عمادًا. فبقدر عقله، تكون عبادته لربه، أما سمعتم قول الفجَّار (وهم في النار): {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك:10]. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أصلُ الرجل عقلُه، وحسَبُه دينُه، ومروءته خُلُقه. وقال الحسن البصري رحمه الله: ما استودع اللهُ أحدًا عقلًا، إلا استنقذه به يومًا ما. وقال بعض الحكماء: العقل أفضل مرجُوٍّ، والجهل أنكى عدوٍّ. وقال بعض الأدباء: صديق كل امرئ عقله، وعدوه جهله. وقال بعض البلغاء: خير المواهِب العقل، وشر المصائب الجهل. واعلم أن بالعقل تعرف حقائق الأمور، ويفصل بين الحسنات والسيئات. وقد ينقسم إلى قسمين: غريزي ومكتسب. العقل الغريزي والعقل المكتسب: فالغريزي هو العقل الحقيقي، وله حد يتعلق به التكليف، لا يجاوزه إلى زيادة، ولا يقصر عنه إلى نقصان، وبه يمتاز الإنسان عن سائر الحيوان، فإذا تم في الإنسان سُمِّي عاقلًا، وخرج به إلى حد الكمال، وروى الضحَّاك في قوله تعالى: {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا} [يس:70]: أي من كان عاقلًا. وأما العقل المكتسب، فهو نتيجة العقل الغريزي، وهو نهاية المعرفة، وصحة السياسة، وإصابة الفكرة، وليس لهذا حد؛ لأنه ينمو إن استعمل، وينقص إن أُهمِل. ونماؤه يكون بأحد وجهين: إما بكثرة الاستعمال إذا لم يعارضه مانع من هوى، ولا صادٌّ من شهوة، كالذي يحصل لذوي الأسنان من الحنكة، وصحة الرويَّة، بكثرة التجارب، وممارسة الأمور. ولذلك حمَدَتِ العرب آراء الشيوخ، حتى قال بعضهم: المشايخ أشجار الوقار، ومناجع الأخبار، لا يطيش لهم سهم، ولا يسقط لهم وهم، إن رأوك في قبيح صدوك، وإن أبصروك على جميل أمدُّوك. وقيل: عليكم بآراء الشيوخ؛ فإنهم إن فقدوا ذكاءَ الطَّبْع، فقد مرت على عيونهم وجوهُ العِبَر، وتصدَّت لأسماعهم آثار الغِيَر. وقيل في منثور الحكم: من طال عمره، نقصت قوة بدنه، وزادت قوة عقله. وقيل فيه: لا تَدَعُ الأيام جاهلًا إلا أدَّبته. وقال بعض الحكماء: كفى بالتجارب تأديبًا، وبتقلُّبِ الأيام عظة. وقال بعض البلغاء: التجربة مرآة العقل، والغِرَّة ثمرة الجهل. وأما الوجه الثاني: فقد يكون بفرط الذكاء، وحُسن الفطنة. وذلك جودة الحَدْس، في زمانٍ غيرِ مهمِلٍ للحَدْس، فإذا امتزج بالعقل الغريزي، صارت نتيجتهما نموُّ العقل المكتسَب، كالذي يكون في الأحداث من وفور العقل، وجودة الرأي، حتى قال هَرِم بن قُطْبة، حين تنافر إليه عامرُ بن الطُّفَيْل، وعلقمة بن عُلَاثة: عليكم بالحديث السنّ، الحديدِ الذهن. ولعل هَرِمًا أراد أن يدفعهما عن نفسه، فاعتذر بما قال، لكن لم ينكرا قوله، إذعانًا للحق، فصارا إلى أبي جهل، لحداثة سنِّه، وحدة ذهنه، فأبى أن يحكم بينهما، فرجعا إلى هَرِم، فحكم بينهما، مشاورة الشباب وقد قالت العرب: عليكم بمشاورة الشباب؛ فإنهم ينتجون رأيًا لم ينله طولُ القِدَم ، ولا استولَتْ عليه رُطُوبة الهَرَم. وقد قال الشاعر: رأيت العقل لم يكن انتهابَا ولم يُقــسَم على عـــــدد السنينا ولو أن السـنين تقــــاســــــمتْهُ حـــــــوى الآبـــــاءُ أنصبـــــةَ البنـــينا وحكى الأصمعي رحمه الله قال: قلت لغلام حَدَث (شابٍّ) من أولاد العرب كان يحادثني، فأمتعني بفصاحة وملاحة: أيسرُّكَ أن يكون لك مائة ألف درهم، وأنت أحمق؟ قال: لا والله. قال: فقلت: ولم؟ قال: أخاف أن يجني عليَّ حمقي جنايةً تَذهب بمالي، ويبقى عليَّ حمقي. فانظر إلى هذا الصبي كيف استخرج بفرط ذكائه، واستنبط بجودة قريحته، ما لعله يدُقُّ على من هو أكبر منه سنًّا، وأكثر تجرِبة. وأحسن من هذا الذكاء والفطنة، ما حكى ابنُ قتيبة، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر بصبيان يلعبون، وفيهم عبد الله بن الزبير، فهربوا منه إلا عبد الله، فقال له عمر رضي الله عنه: ما لك؟ لم لا تهربُ مع أصحابك؟ فقال: يا أمير المؤمنين، لم أكن على رِيبَة، فأخافَك، ولم يكن الطريق ضيِّقًا، فأُوسِّعَ لك. فانظر ما تضمَّنه هذا الجواب من الفطنة، وقوة المُنَّة، وحسن البديهة، كيف نفى عنه اللوم، وأثبت له الحُجَّة؛ فليس للذكاء غاية، ولا لجودة القريحة نهاية. اكتمال العقل: فأما إذا اجتمع هذان الوجهان في العقل المكتَسب، وهو ما ينمِّيه فرطُ الذكاء، بجودة الحَدْس، وصحة القريحة بحُسن البديهة، مع ما ينميه الاستعمالُ بطول التجارِب، ومرور الزمان بكثرة الاختبار، فهو العقل الكامل على الإطلاق، وفي الرجل الفاضل الاستحقاق. زيادة العقل المكتسب: قال الماوردي: واختلف الناس في العقل المكتسَب إذا تناهى وزاد، هل يكون فضيلة أم لا؟ فقال قوم: لا يكون فضيلة؛ لأن الفضائل هيئات متوسطة بين فضيلتين ناقصتين، كما أن الخير توسط بين رذيلتَيْن، فما جاوز التوسط خرج عن حد الفضيلة. وقد قالت الحكماء للإسكندر: أيها الملك، عليك بالاعتدال في كل الأمور، فإن الزيادة عيب، والنقصان عجز. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: خير الأمور النمَطُ الأوسطُ، إليه يرجع العالي، ومنه يلحق التالي. قالوا: لأن زيادة العقل تفضي بصاحبها إلى الدهاء والمكر، وذلك مذموم، وصاحبه ملوم. وقد أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبا موسى الأشعري أن يعزل زيادًا عن ولايته، فقال زياد: يا أمير المؤمنين، أعن مَوْجِدة أو خيانة؟ فقال: لا عن واحدة منهما، ولكن خفتُ أن أحمل على الناس فضلَ عقلِكَ. ولأجل هذا المحكيِّ عن عمر، ما قيل قديمًا: إفراط العقل مُضِرٌّ بالجسد. وقال آخرون، وهو أصح القولين: زيادة العقل فضيلة؛ لأن المكتسَبَ غيرُ محدود، وإنما تكون زيادة الفضائل المحمودة نقصًا مذمومًا؛ لأن ما جاوز الحد لا يسمى فضيلة، كالشجاع إذا زاد على حد الشجاعة، نسب إلى التهوُّر؛ والسخيُّ إذا زاد على حد السخاء، نسب إلى التبذير. وليس كذلك حال العقل المكتسَب؛ لأن الزيادة فيه زيادة علم بالأمور، وحسن إصابة بالظنون، ومعرفة ما لم يكن إلى ما يكون، وذلك فضيلة لا نقص. فقوله سديد، وفعله حميد، والجاهل مِن جهلِه في إغواء، ومِن هواه في إغراء، فقوله سقيم، وفعله ذميم. فأما الدهاء والمكر فهو مذموم؛ لأن صاحبه صرف فضل عقله إلى الشر، ولو صرفه إلى الخير لكان محمودًا. وقد ذكر المغيرةُ بن شعبة عمرَ بن الخطاب، فقال: كان- والله- أفضلَ من أن يَخْدَع، وأعقلَ من أن يُخدَع. وقال عمر: لست بالخَبِّ، ولا يخدعني الخَبُّ. واختلف الناس فيمن صرف فضل عقله إلى الشر؛ كزياد (ابن أبيه) وأشباهه من الدهاة: هل يسمى الداهية منهم عاقلًا أو لا؟ فقال بعضهم: أسميه عاقلًا؛ لوجود العقل فيه؛ وقال آخرون: لا أسميه عاقلًا حتى يكون خيِّرا ديِّنًا؛ لأن الخير والدين من موجبات العقل؛ فأما الشرير فلا أسميه عاقلًا، وإنما أسميه صاحب رَوِيَّة وفِكْر. وقد قيل: العاقل من عقل عن الله أمرَه ونهيَه، حتى قال أصحاب الشافعي رضي الله عنه فيمن أوصى بثلث ماله لأعقل الناس: إنه يكون مصروفًا في الزهاد؛ لأنهم انقادوا للعقل، ولم يغتروا بالأمل.
4917
| 01 يوليو 2014
مساحة إعلانية
أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي تعميما بشأن تنظيم اليوم الدراسي خلال فترتي اختبارات منتصف الفصل الدراسي الأول ومنتصف الفصل الدراسي الثاني للعام...
29898
| 08 أكتوبر 2025
أكد ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي أنه تماشيًا مع تطوّرات سوق العمل ودعم الكفاءات الوطنية، أدخلت تعديلات قانون الموارد البشرية المدنية ولائحته التنفيذية...
11762
| 10 أكتوبر 2025
أقر مجلس الوزراء تعديلات جديدة على ضوابط صرف بدل طبيعة العمل في الجهات الحكومية، حيث شملت التحديثات رفع بعض النسب الحالية ومنح بدلات...
9858
| 09 أكتوبر 2025
أصدرت المحكمة المدنية حكماً بإلزام مؤسسة طبية بأن تؤدي لمقيمة مبلغ (2,000,000) مليوني ريال تعويضاً لخطأ طبى فى التشخيص. وتفيد وقائع الدعوى أن...
8000
| 08 أكتوبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
نبّهت الخطوط الجوية القطرية المسافرين المتجهين إلى دول الاتحاد الأوروبي أنه اعتباراً من 12 أكتوبر 2025، سيتم اعتماد نظاماً جديداً للدخول/ الخروج (EES)...
7990
| 10 أكتوبر 2025
ترأس معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الاجتماع العادي الذي عقده المجلس صباح اليوم بمقره...
6372
| 08 أكتوبر 2025
أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، اليوم، القرار الأميري رقم 42 لسنة 2025 بتعيين أعضاء مجلس...
5344
| 09 أكتوبر 2025