رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات alsharq
خبراء: "موجة الحرائق" بمصر دليل على "الإخفاق الحكومي"

شهدت أنحاء مختلفة من مصر خلال شهر مايو الجاري، عشرات الحرائق، وأثارت شكوكا لدى الرأي العام، خاصة أن معدل تكرار هذه الحرائق بدا مرتفعا على نحو لافت، كما طالت مناطق حيوية في القاهرة، وأكثر من محافظة. وتناولت وسائل الإعلام المصرية، الأمر باستغراب شديد، وخرجت بعناوين معبرة عن ذلك، ومن بينها "صحيفة الوفد" (حزبية)، التي كتبت تقريرا بعنوان: "مصر بتولع.. 7 حرائق في 12 ساعة"، بينما عنونت صحيفة "اليوم السابع" (خاصة) تقريرا لها بـ"10 حرائق في 24 ساعة!! إيه اللي بيحصل في البلد؟"، وأمس الجمعة، وصفت صحيفة "أخبار اليوم"، الحكومية، الشهر الجاري، الذي شهد كوارث عدة، بينها حرائق وتحطم طائرة، بـ"مايو الأسود في تاريخ مصر". حريق العتبة في مصر إخفاق حكومي واعتبر خبراء سياسيون مصريون أن تعدد الحرائق على هذا النحو يعد في الأساس مؤشرا على "إخفاق حكومي" في مواجهة الأزمة مبكرا، مهما تعددت الأسباب حولها سواء من أرجعها لـ"التضخيم الإعلامي"، أو من اعتبرها "عملاً تخريبيا أو إرهابيا"، أو من رأى أن حرارة الجو المرتفعة سببا فيها، مشيرين لوجود "أزمة ثقة" بين الشعب والحكومة، بحسب وكالة الأناضول. وكان حريق منطقة الرويعي التجارية بوسط القاهرة في 9 مايو، وحريق منطقة الغورية التجارية المجاورة في 11 مايو، وحريق في المنطقة الصناعية بمدينة دمياط الجديدة، والذي طال عدة مصانع، من أشهر هذه الحرائق، والتي أسفرت عن خسائر كبيرة بلغت مئات الملايين من الجنيهات، حيث اندلعت في مناطق تجارية وصناعية. حريق في مصر الثقة بين الحكومة والشعب وتعليقا على هذه القضية، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة: "حسن نافعة"، إن "تعدد الحرائق بهذا الشكل اللافت رآه البعض ظاهرة طبيعة نتيجة ارتفاع درجة الحرارة خلال فصل الصيف، والبعض الآخر رأى أن أسبابه تخريبية أو إرهابية، وفي النهاية يبقى فقد الثقة بين الحكومة والشعب بيئة حاضنة للشائعات، بينما تعد هذه الحرائق مؤشرا على إخفاق حكومي واضح". وأضاف "نافعة": "هناك استقطاب سياسي قائم يسمح بانتشار ادعاءات كثيرة، وفي النهاية تتحمل الحكومة نتائج إخفاقاتها، وعليها أن تعجل بحل تلك الأزمة سريعا". ومن جانبه، برأ عضو وحدة الرأي العام في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، يسري عزباوي، الإعلام المحلي من تهمة تضخيم هذه الحرائق عبر متابعته الدقيقة للظاهرة، صباحا ومساء، قائلا: إن "الإعلام يمارس دوره، وما حدث من حرائق هو مسؤولية الحكومة". وأضاف موضحا: "أحد وظائف الإعلام الرئيسية هي إبراز الأحداث، وعدد كبير من الناس اعتبر أنباء هذه الحرائق وانتشارها مؤشرا على عدم قدرة الحكومة علي مواجهة تلك الأزمات"، مشيرا إلى أن "الإعلام لم يضخم، لكنه تابع فقط بإيجابية ما يحدث عبر الرصد، وبالتالي لا يعاتب هو، بل تسأل الحكومة عن عدم القدرة عن مواجهة ذلك كما يري المواطنون". حريق في مصر انتقادات للحكومة وبدوره وجه، الكاتب المصري، عبد الله السناوي، انتقادات للحكومة بسبب موجة الحرائق، قائلا: "التهوين من الحرائق المتتالية في الرويعي والغورية ودمياط الجديدة ومناطق أخرى استخفاف بتداعياتها على مستويات الثقة العامة وهيبة الدولة". وقال في مقال نشرته صحيفة "الشروق" المصرية الخاصة، يوم 13 مايو: "عندما تخفق إجراءات السلامة والأمان والرقابة في خفض فاتورة أية حرائق، فإننا أمام دولة تفتقد الحد الأدنى من الجدية والكفاءة والقدرة على مواجهة الأزمات، وعندما يقال إن الحرائق لا تتجاوز المعدل الصيفي الطبيعي، فهو تبرير للإخفاق، وتحلل من أية مسؤولية، وانتظار لكوارث أخرى". واعتبر أن موجة الحرائق، وعجز الحكومة عن وقفها، أسفر عن 3 أنواع من الخسائر؛ اجتماعية واقتصادية وسياسية. وتعليقا على هذه الحرائق من قبل الحكومة المصرية، قال المتحدث باسم مجلس الوزراء، السفير حسام القاويش، إن النيابة العامة تحقق في الحرائق المنتشرة مؤخرًا، وهي الوحيدة المنوطة بكشف المتسبب، مشيرا إلى أن النيابة لم تشر حتى الآن لوجود تعمد وراء تلك الحرائق المتعددة. وفي تصريحات متلفزة أشار "القاويش" إلى أن هناك لجنة من الوزارة تتابع تحقيقات النيابة حول أسباب الحرائق، ومن يقف خلفها، مشدداً على أن النتائج ستعلن قريباً، وفور التوصل لأدلة حقيقية.

394

| 21 مايو 2016