يواصل الصندوق القطري لعلاج الجرحى السوريين في الأردن أعماله بعد القرار الذي صدر مؤخراً من تحالف الجمعيات الخيرية القطرية القائمة على الصندوق بتمديده حتى نهاية سبتمبر 2015 بهدف الإستمرار في دعم اللاجئين السوريين في الأردن في ظل تزايد الإحتياجات الطبية نتيجة إستمرار الأزمة السورية. جاء إطلاق الصندوق القطري في شهر أكتوبر 2013 بعد النجاح الكبير للبرنامج الطبي الذي نفذه الهلال الأحمر القطري منفردا في مرحلته الأولى وبالشراكة مع جمعية قطر الخيرية في مرحلته الثانية، حيث كان له أكبر الأثر في التخفيف من معاناة الجرحى السوريين الذين تم نقلهم إلى الأردن، في ظل ضعف الإمكانات الطبية وعدم توافر الأدوية والعناية الطبية اللازمة والأطباء المتخصصين وتدمير أغلب المشافي في المنطقة الجنوبية لسوريا. ولمواجهة هذه الأزمة الطبية، بادر الهلال الأحمر القطري، بالاتفاق مع كل من قطر الخيرية و "راف" ومنظمة الدعوة الإسلامية، إلى إطلاق الصندوق القطري للتكفل بعلاج الحالات الطبية الحرجة من السوريين وخاصة إصابات الوجه والعيون والحالات التي لا تغطيها أي جهة أخرى من الجهات الإغاثية العاملة على الساحة الأردنية، وتم إسناد مهمة إدارة هذا الصندوق إلى الهلال الأحمر القطري بالنيابة عن باقي الجمعيات المساهمة فيه، فيما بلغت نسبة التمويل المقدم من كل جمعية مليون ريال قطري. وفي شهر يوليو الماضي، وقع الهلال الأحمر القطري اتفاقية جديدة مع جمعية المركز الإسلامي في الأردن لتسهيل إجراءات التحويلات الخاصة بالصندوق، كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين الصندوق والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أجل علاج مرضى القصور الكلوي في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن. ولتنفيذ هذا البرنامج، قامت بعثة الهلال الأحمر القطري في الأردن بالاتفاق مع عدد من المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة في الأردن لاستقبال الجرحى السوريين، وهي المستشفى الإسلامي ومستشفى دار السلام والمركز الشامي للعيون ومستشفى الضليل لغسيل الكلى في الزرقاء. وقد بلغ عدد الجرحى السوريين المستفيدين من هذا البرنامج 513 جريحا معظمهم من الأطفال والشباب والنساء حتى نهاية مايو 2015، كما قدم الصندوق خدماته الطبية لغير الجرحى، حيث بلغ عدد الحالات المرضية التي أجريت لها عمليات جراحية 70 مريضا، وبلغ عدد العمليات الجراحية التي أجريت حتى نهاية مايو 831 عملية جراحية أغلبها في العين، حيث تم تقديم الخدمات الطبية اللازمة وإجراء عمليات متعددة أهمها زرع القرنية، زرع عين صناعية منفصلة، إصلاح تشوه الجفن، زرع سيليكون، زرع عدسات، استخراج شظايا من العين، فك التصاق الأجفان، علاج مجرى الدمع وتفريغ مقلة العين، زراعة عظام الوجه، إزالة صفيحة من الفلك السفلي. إستشارات طبية كذلك قدم الصندوق القطري العلاج غير الجراحي لصالح 60 من المرضى السوريين الذين ليسوا بحاجة إلى عمليات جراحية، ويقدم الصندوق أيضا خدمة الاستشارات الطبية التي تشمل الفحوصات الطبية ومنح الأدوية ومتابعة حالات قديمة كان الصندوق قد تكفل بعلاجها في السابق، وقد بلغ عدد المستفيدين من هذه الخدمات الاستشارية حتى نهاية مايو 200 حالة. وفيما يتعلق بأمراض الكلى، فقد تكفل الصندوق حتى نهاية مايو بعلاج 140 مريضا يعانون من القصور الكلوي ويحتاجون إلى جلسات غسيل كلى بصورة شبه دورية. وأخيرا، فقد قدم الصندوق خدمة الولادة القيصرية للاجئات السوريات، حيث من المعروف أن الولادات القيصرية تتطلب مبالغ كبيرة لا يستطيع اللاجئ السوري بوضعه الراهن تحمل تكاليفها، مما يجعل الأم والجنين عرضة لمخاطر صحية قد تصل إلى الوفاة، فكان تدخل الصندوق القطري بتحمل تكاليف هذه النوعية من الولادات، بالإضافة إلى تحمل مصاريف إدخال المواليد الخدج إلى الحاضنات بسبب ضعف حالتهم الصحية عند الولادة. وقد بلغ عدد الولادات القيصرية التي قام الصندوق القطري بتحمل تكاليفها لغاية شهر مايو 194 عملية ولادة قيصرية.

في إطار مشروع الصندوق القطري لعلاج الجرحى السوريين بالأردن الذي أطلقته 4 جمعيات إنسانية قطرية في شهر مايو من العام 2013م، يغادر وفد يضم رؤساء الجمعيات القطرية إلى الأردن خلال الفترة من 21-24 مارس الجاري بهدف الإعلان عن التوسع في البرنامج والتنسيق مع الأطراف المعنية ومتابعة تنفيذ المشروع وتفقد أحوال الجرحى . وتتضمن الزيارة التي تستمر لمدة 4 أيام زيارة لمخيم الزعتري للإطلاع على أوضاع اللاجئين السورين ويتبعها زيارة تفقدية لمتابعة أحوال الجرحى بالمستشفيات الأردنية التي تم التعاقد معها لتقديم الخدمات العلاجية وإجراء العمليات الجراحية للجرحى السوريين في إطار الصندوق القطري لعلاج الجرحى السوريين بالإضافة إلى زيارة لمقر الهلال الأحمر القطري في الأردن لمتابعة مشروع الدعم النفسي للاجئين. ويعقد الوفد الزائر مؤتمراً صفحياً يتم خلاله الإعلان عن تفاصيل تمديد فترة عمل الصندوق لإستكمال المرحلة الثانية من علاج الجرحى السوريين بما في ذلك الإعلان عن ميزانية المشروع، وذلك لتعزيز الجهود وحشد الدعم للمشروع وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لمواجهة الأعداد المتزايدة من الجرحى جراء تصاعد الأحداث التي تشهدها سوريا. يُذكر أن مشروع صندوق علاج الجرحى السوريين خُصصت له موازنة في المرحلة الأولى بلغت 4 ملايين ريال قطري، وعالج منذ إنطلاق المرحلة الأولى له في نوفمبر 2013م وحتى تاريخه 273 حالة، فلقد بلغت نسبة الإصابات الحرجة 29% من إجمالي الجرحى بينما بلغت نسبة الحالات المتوسطة ما نسبته 45% من الجرحى، كما بلغت نسبة عمليات إصابات العيون ما نسبته 26% من الإصابات. وقامت الجمعيات الخيرية المساهمة في تمويل الصندوق بإيكال الهلال الأحمر القطري مهمة التنفيذ الميداني للمشروع والإشراف على علاج الجرحى السوريين، نظراً لخبرة الهلال الأحمر القطري الكبيرة في الميدان خاصة في مجال تقديم الخدمات الطبية والرعاية الصحية بما يتفق مع أعلى المعايير العالمية. ولقد باشر الهلال تنفيذ مهمته بأن عقد اتفاقيات ثنائية مع عدد من المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة في الاردن لعلاج الجرحى السوريين، من ضمنها المستشفى الاسلامي، ومستشفى دار السلام، والمركز الشامي للعيون، بالاضافة لمستشفى الضليل لعلاج مرضى الكلى، كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين المفوضية العليا لشؤون اللاجئيين والهلال الأحمر القطري لعلاج حالات القصور الكلوي لمرضى مخيم الزعتري. ويُشار إلى أن مشروع علاج الجرحى كان قد بدأ في الأردن بمبادرة من الهلال الأحمر القطري عام 2012 بتكلفة 500.000 دولار ، ثم تبعته مرحلة لاحقة جاءت بالتعاون مع جميعة قطر الخيرية بموازنة بلغت 1.700.000 دولار. كان لهذا البرنامج الطبي الأثر الكبير في معالجة و رفع المعاناة عن الجرحى السوريين الذين تمت إصاباتهم في أماكن حساسة بالجسم مثل العامود الفقري أو الرأس والأوعية الدموية. ولابد الإشارة إلى أن الجمعيات المعنية هي الهلال الأحمر القطري، جمعية قطر الخيرية، منظمة الدعوة الإسلامية، ومؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف".