رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
د. الصادق المهدي لـ"الشرق": خطة لاستقطاب الطلبة القطريين لبرامج كلية الهندسة

أكد الأستاذ الدكتور الصادق مهدي العميد المساعد للشؤون الأكاديمية بكلية الهندسة بجامعة قطر أن هناك جهوداً ومساعي كبيرة تبذل في كلية الهندسة لاستقطاب المزيد من الطلبة القطريين إلى كافة التخصصات الهندسية وقال لـ «الشرق»: لدينا حاليا في كلية الهندسة ما يزيد على 4 آلاف طالب وطالبة يتوزعون على تسعة برامج هندسية، وأشار إلى أن الطالبات القطريات يمثلن النسبة العظمى من مجموع الطالبات في الكلية. وقال: نعمل على زيادة التحاق الطلبة الذكور عن طريق التعريف ببرامجنا واستقطاب المتميزين وطرح تخصصات دقيقة وبرامج فرعية جديدة تتواءم مع متطلبات سوق العمل القطري والعالمي. وأعلن الدكتور مهدي عن الخطط والبرامج الجديدة التي تعكف الكلية على تنفيذها خلال المرحلة المقبلة وأكد أن الكلية تقوم حاليا بمراجعة أقسامها وبرامجها لتتواءم مع توجهات الطلبة وميولهم حيث سيتم إضافة تخصصات دقيقة إلى الأقسام المتواجدة حاليا وقال لقد أضفنا 3 تخصصات دقيقة جديدة لقسم الهندسة الميكانيكية لتشجيع الطلبة على الالتحاق ببرامجنا المتنامية والتي تخدم القطاع الصناعي في قطر. وذكر أ. د. الصادق مهدي أن الكلية تقوم بإضافة التخصصات الفرعية من أجل تطويرها وإدخال مسارات دقيقة إليها بما يتواءم مع احتياجات المرحلة الراهنة والتطورات التي يشهدها سوق العمل حاليا. وحول خطط الكلية لاستقطاب الطلبة القطريين قال أ. د. الصادق مهدي العميد المساعد للشؤون الأكاديمية أن الكلية تقوم بورش عمل ومسابقات بشكل مستمر مع المدارس الإعدادية والثانوية لاستقطاب الطلبة القطريين إلى مجالات الهندسة. شراكات صناعية وأشار د. مهدي إلى أن الكلية تسعى دائما لفتح شراكات مع القطاع الصناعي وهي على اطلاع مباشر على متطلبات سوق العمل وما يحتاجه من تخصصات وخاصة في إطار النمو والتطورات الكبيرة التي تطرأ على السوق المحلي بشكل دائم.. وتسعى الكلية لرفد سوق العمل القطري بنخبة من المهندسين الأكفاء الذين سيسهمون في دعم القطاع الصناعي بخبراتهم. كما وشدد د. الصادق مهدي على دور الطلبة في مجال البحث العلمي وأكد أنهم يقومون بعمل أبحاث ريادية وقيادية، وقال: لو لم يسهم الطلبة في العديد من الأبحاث العلمية من خلال أفكارهم ومقترحاتهم لما وجدت هذه الأبحاث. وأشار إلى أنه من خلال الأبحاث التي تجرى في الكلية تتضح أهمية الإمكانيات العقلية للطلاب وتثمين دورهم في مجال البحث العلمي وتقديم الحلول المناسبة حيال القضايا العلمية والعالمية في المجالات المختلفة. الدراسات العليا وأكد أن كلية الهندسة توفر لطلبتها بعد التخرج مجموعة متنوعة من برامج الدراسات العليا وقال: هناك مجموعة من برامج كلية الهندسة متاحة للقبول في فصل خريف 2023 وهي الدكتوراه في الهندسة المعمارية والدكتوراه في التخطيط العمراني والدكتوراه في الهندسة الكيميائية وعلوم الحاسب وهندسة الحاسب والهندسة الكهربائية والهندسة الميكانيكية والهندسة الصناعية والنظم والإدارة الهندسية والهندسة البيئية والدكتوراه في الصناعات وهندسة النظم والدكتوراه في علوم وهندسة المواد وماجستير العلوم في الإدارة الهندسية والحاسوب والهندسة البيئية والكهربائية والهندسة المدنية والهندسة الميكانيكية وماجستير العلوم في هندسة الغاز وعملياته والماجستير في التصميم والتخطيط العمراني.

8394

| 13 فبراير 2023

عربي ودولي alsharq
المهدي: نرفض أي وصاية دولية على السودان

أعلن رئيس حزب الأمة القومي السوداني، الصادق المهدي، رفضه صدور قرار دولي خاص بالسودان، تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يجيز استخدام القوة العسكرية. وأضاف المهدي: هناك معلومات عن قرار دولي يصدر على السودان، بموجب الفصل السابع، قدمت مشروعه بريطانيا وألمانيا لمجلس الأمن، بينما تؤيد روسيا والصين قراراً تحت الفصل السادس (تقديم الاستشارات السياسية والفنية). وتابع: صدور قرار تحت الفصل السابع مرفوض، وسنقترح مذكرة لمجلس الأمن توقع عليها كل القوى المكونة للفترة الانتقالية تحدد الدور المطلوب، وترفض أية وصاية دولية تحت الفصل السابع. وزاد المهدي بقوله: سنتصل بدول مجلس الأمن للاستجابة للمطلب السوداني. وسيصدر مجلس الأمن، نهاية مايو - أيار الجاري، قراره بخصوص البعثة الجديدة، إن كان سيتم إنشاؤها تحت الفصل السابع أم السادس، وذلك بدلاً من بعثة يوناميد المنتشرة بإقليم دارفور (غرب)، منذ 2008. وحول العلاقة مع إسرائيل، قال المهدي إنهم يرفضون قرارات اليمين الإسرائيلي، المخالفة للقرارات الدولية، والتطبيع مع إسرائيل، ويسعون إلى موقف وطني مشترك حول الموضوع. وعن التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن تفجيرات سفارتيها في كينيا وتنزانيا عام 1998، قال المهدي إن محاولة الضغط على سودان الثورة بدفع غرامات سودان الراعين للإرهاب يكلف السودان فوق طاقته، ويساهم في استنزاف الحكم الانتقالي. وأردف: نعم للضحايا حقوق تعويض يمكن للولايات المتحدة أن تأخذها من الغرامات المدفوعة من بنوك عوقبت على التعامل مع النظام المباد (البشير)، أو من أموال قادة رعاة الإرهاب من مغتصبي الحكم بالسودان المسروقة، ولكن محاولة استنزاف السودان الديمقراطي نهج ظالم. في السياق، أطلقت السلطات السودانية، سراح بقية سجناء الحق العام في البلاد، الذين يتجاوز عددهم 600؛ بمناسبة حلول عيد الفطر، وتدابير مواجهة فيروس كورونا. وأوضح بيان صادر عن مجلس السيادة الانتقالي (حاكم) أنه تم الإفراج عن بقية نزلاء الحق العام بسجون الخرطوم (العاصمة) والولايات (18 ولاية) السبت. وأشار إلى أن عددهم تجاوز 600 نزيل، مؤكدا أن هذه الخطوة تأتي بمناسبة عيد الفطر. ونقل البيان إشادة عائشة موسى، عضو مجلس السيادة، بـالجهود التي بذلتها كافة الجهات وتعاونها من أجل تفريغ السجون من النزلاء. وقالت إن تلك الجهود تأتي مراعاة للوضع الصحي الذي تمر به البلاد وازدياد عدد المصابين بكورونا.

1163

| 25 مايو 2020

عربي ودولي alsharq
"نداء السودان" يقبل استقالة الصادق المهدي

أعلن تحالف نداء السودان، اليوم الإثنين، قبول استقالة زعيم حزب الأمة القومي، الصادق المهدي من رئاسة التحالف في إطار التجديد والتفاعل مع المناخ الجديد. ويضم تحالف نداء السودان قوى أبرزها حزب الأمة القومي، وحزب المؤتمر السوداني، والحركة الشعبية/ شمال، وحركة تحرير السودان، بقيادة مناوي، وحركة العدل والمساواة، بزعامة جبريل إبراهيم، ومبادرة المجتمع المدني، إلى جانب قوى أخرى. وأشار البيان الصادر في ختام اجتماعات المكتب القيادي للتحالف والتي استمرت في الفترة من 27 إلى 30 سبتمبر الجاري، إلى أن قبول استقالة المهدي يأتي في إطار التجديد والتفاعل مع المناخ الجديد، داعياً إلى دعم التفاوض بين أطراف النزاع (الحركات المسلحة والحكومة) للوصول إلى اتفاق سلام شامل وعقد مؤتمر للسلام كجزء من العملية السلمية، بحسب الأناضول. وكشف عن مشاركة فريق خبراء من نداء السودان في دعم التفاوض وإجراء المشاورات اللازمة، موضحاً أن نداء السودان يحتاج إلى إصلاح وإعادة هيكلة ليتحاوب مع مهام المرحلة الحالية، وأحال موضوع الهيكلة إلى المجلس الرئاسي لنداء السودان ليقرر فيها. وفي 18 سبتمبر الجاري، أعلن الصادق المهدي، استقالته من رئاسة تحالف نداء السودان أبرز مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير في البلاد.

1295

| 30 سبتمبر 2019

عربي ودولي alsharq
المهدي يحذر السودانيين من انقلاب داخلي

حذر رئيس حزب الأمة السوداني المعارض الصادق المهدي من انقلاب داخلي في البلاد؛ لإجهاض التظاهرات، والتمهيد لاستيلاء أحد مراكز القوى على السلطة. وقال المهدي، في بيان، إن غياب الرؤية بشأن البديل المطلوب، بجانب تخلف التظاهرات عن وحدة الصف، وتخليها عن السلمية، فضلا عن التدخلات الأجنبية، قد تجهض التحرك الثوري في البلاد. وشدد البيان على أن الوقت مناسب لإحداث التغيير وإقرار حكم ديمقراطي في البلاد، مؤكدا هشاشة نظام الحكم، ووجود صراع داخلي بين قواه، بحسب د ب أ. وأضاف: الآن فرصة تاريخية لقوى التغيير للإقدام على تغير أوسع من نموذج الربيع العربي، وللعبور نحو مرحلة جديدة أهم معالمها حكم ديمقراطي يحقق المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون. والشهر الماضي، أكد الصادق المهدي تأييده لـالحراك الشعبي في البلاد، مطالبا نظام الرئيس عمر البشير بالرحيل. ويشهد السودان تظاهرات احتجاجية منذ 19 ديسمبر الماضي، تندد بتردي الوضع الاقتصادي وتطالب بإسقاط النظام، وسقط خلالها عشرات القتلى والجرحى. وفي السياق، استفسر القائم بأعمال السفارة الأمريكية في الخرطوم، ستيفن كوتسيس، من الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة القومي، عن الأوضاع العامة في ظل احتجاجات يشهدها السودان. وأضاف المهدي، في بيان، أن كوتسيس زاره في منزله، واستفسر عن الأوضاع العامة في السودان. وأوضح أن الزيارة هدفت إلى الاطمئنان على صحتي بعد الهجوم على مسجدة الهجرة في حي ودنوباوي (بالعاصمة)، عقب صلاة الجمعة مباشرة وكنا بداخله. وذكر حزب الأمة، في بيان الجمعة، أن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع داخل حرم مسجد الهجرة، في مدينة أم درمان غربي الخرطوم، بالتزامن مع احتجاجات شهدتها أحياء المنطقة. في غضون ذلك، بحث الرئيس السوداني، عمر البشير، ورئيس آلية الوساطة الإفريقية رفيعة المستوى، ثامبو أمبيكي، الأحد، تحركات الآلية المتوقعة، خلال الفترة المقبلة، لتعزيز مسيرة السلام في السودان. جاء ذلك في لقاء على هامش مشاركة البشير في قمة الاتحاد الإفريقي العادية الثانية والثلاثين، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حسب بيان للرئاسة السودانية.وأضافت الرئاسة السودانية أن اللقاء بحث تحركات الآلية للفترة المقبلة بصورة مستفيضة. وقال سفير السودان لدى أديس أبابا، الصادق بخيت، إن اللقاء تطرق إلى مجمل الأوضاع في السودان والخطة القادمة لتحرك الآلية بالتعاون مع آليات الاتحاد الإفريقي الأخرى.

391

| 12 فبراير 2019

عربي ودولي alsharq
مصر تمنع الصادق المهدي من دخول أراضيها

أعلن حزب الأمة السوداني المعارض أمس أن سلطات مطار القاهرة منعت زعيمه الصادق المهدي من دخول الأراضي المصرية، بعد عودته من ألمانيا، حيث شارك في اجتماعات لمعارضين سودانيين. وقال حزب الأمة في بيان وزعه منعت سلطات أمن مطار القاهرة رئيس حزب الأمة من الدخول إلى الأراضي المصرية عقب عودته من مدينة برلين ومشاركته في اجتماعات (تحالف) نداء السودان التي عقدت هناك في 29 يونيو وطلبت منه أن يغادر على أي طائرة يختارها. ولاحقاً، أكد الحزب أن المهدي غادر إلى لندن برفقة ابنته مريم وسكرتيره الخاص. ويقيم المهدي في منفاه الاختياري مصر منذ أكثر من عامين. وتتبادل السلطات السودانية والمصرية الاتهامات بإيواء معارضين، لكنها المرة الأولى تقدم فيها القاهرة على طرد معارض سوداني بارز... وأوضح حزب الأمة في بيانه أن السلطات المصرية طلبت من المهدي عدم المشاركة في اجتماعات نداء السودان، ولكنه رفض وأصرَّ على السفر.

1647

| 02 يوليو 2018

تقارير وحوارات alsharq
المهدي.. أبرز قادة التيار الإسلامي الذي يؤمن بالديمقراطية

يعتبر الإمام الصادق المهدي مفكراً وزعيماً إسلامياً وسياسياً سودانياً بارزاً، قدم خدمات جليلة لتيار الإسلام الوسطي، وللتقارب بين الطوائف والمذاهب الإسلامية.. يرأس المهدي المنتدى العالمي للوسطية في الإسلام، هو زعيم طائفة الأنصار، وهي من أكبر الطوائف الدينية في السودان ورئيس حزب الأمة السوداني. ولد الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي يوم 25 ديسمبر عام 1935 في أم درمان، التحق بجامعة الخرطوم عام 1952، ثم نال درجة الماجستير في الاقتصاد والسياسة والفلسفة بجامعة أكسفورد. دخل الصادق المهدي المعترك السياسي منذ ستينيات القرن الماضي لخدمة قضية الديمقراطية والتنمية والتأصيل الإسلامي في السودان.. ويعتبر الإمام الصادق المهدي أبرز قادة التيار الإسلامي الذي يؤمن بالديمقراطية كنظام للحكم. وفي نوفمبر 1964 انتخب رئيساً لحزب الأمة وقاد حملة لتطوير العمل السياسي والشعار الإسلامي، كما صار رئيساً للوزراء في 25 يوليو 1966، إلا أن انقلاب 25 مايو 1969 منعه من استكمال مشواره مع الحكومة السودانية.. وفي أبريل 1986 انتخب الصادق رئيسا للوزراء. يقول في برنامج "زيارة خاصة"، الذي بثته الجزيرة في مايو 2005: إن أمه احتفلت مرة بعيد ميلاده - الذي يوافق يوم ميلاد المسيح عليه السلام - فقط لأنه وافق عيد الفطر، واستبشرت كثيراً بهذا التوافق بين مناسبتين دينيتين إحداهما مسيحية والأخرى إسلامية، غير أنه يؤكد أن ذلك بالنسبة إليه لا يترتب عنه "أي معنى غيبي". كثيرون يرون أن الرجل ولد وفي فمه ملعقة من ذهب الزعامة الدينية والسياسية، فقد ورث عن أسرته المهدية حزباً سياسياً - هو حزب الأمة - تولى زعامته وتولى رئاسة الوزراء مرتين باسمه. كما ورث طائفة "الأنصار"، جعلت منه أيضاً زعيماً دينياً للحركة المهدية، نسبة إلى جده الأكبر محمد أحمد المهدي القائد السوداني الذي فجر الدعوة والثورة المهدية في السودان. غير أن الصادق المهدي يقول: إنه لم ير من ملعقة الذهب هذه شيئاً، ويكرر دائماً أنه الزعيم السياسي الوحيد في بلاده الذي لم تزده السياسة شيئاً، بل أفقرته، حيث أكد في البرنامج المذكور أنه لم يتسلم راتباً من مال الدولة طيلة سنوات توليه رئاسة الوزراء، في المرة الأولى من 1966 إلى 1967، وفي الثانية من 1986 إلى 1989، ويضيف أنه لم يسكن قط في بيت حكومي، وأنه الوحيد من المسؤولين الذي كان كلما رجع من رحلة إلى الخارج يعيد إلى خزانة الدولة الميزانية التي خصصتها لسفره. للإمام الصادق المهدي مئات المؤلفات والمنشورات والأوراق عن الإسلام والديمقراطية والاعتدال والتطرف وحقوق الإنسان في الإسلام، بجانب موضوعات مثل الإسلام والنظام العالمي الجديد، والأصولية حاضراً ومستقبلا في الفكر والسياسة وغيرها.

2306

| 17 يونيو 2017

تقارير وحوارات alsharq
الصادق المهدي لـ "الشرق": أسعى لإصلاح آلية حكم السودان لا المشاركة فيه

جهود لإقناع الحركات الدارفورية الرافضة للسلام للانضمام لوثيقة الدوحة آن الأوان لإقامة الحكم الديمقراطي في العالم العربي وعودة العسكر لمهنتهم قريبا حوار مع النظام حول خريطة طريق للإصلاح برعاية ثابو مبيكي استحداث منصب رئيس الوزراء خطوة غير كافية والمطلوب برلمان منتخب يعيّنه ويحاسبه المواجهة بين الدولة العميقة والإخوان لا يمكن أن تحسم بوسائل أمنية على استعداد للوساطة بين المصريين.. والعفو عن سجناء الإخوان خطوة مطلوبة أشاد سعادة السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة السوداني ورئيس الوزراء السابق بوثيقة الدوحة لسلام دارفور، مؤكدا أنها حققت تقدما كانت تنقصه اتفاقية ابوجا. وكشف في حوار مع الشرق عن جهود يبذلها لإقناع الحركات الدارفورية الرافضة للسلام للانضمام لوثيقة الدوحة، منوها بخطوات يقودها الرئيس ثابو مبيكي لتحقيق الاصلاح في السودان. وقال إن ما تحقق من خطوات في السودان للإصلاح لا تزال غير كافية، مؤكدا أنه لا يريد المشاركة في الحكم ولا يسعى لإصلاح آلية الحكم في السودان وليس المشاركة في الحكم، كما أن استحداث منصب رئيس الوزراء خطوة غير كافية لتحقيق الاصلاح. وقال إن تعيين ابنه مساعدا للرئيس فضلا عن كونها خطوة تمت بدون موافقته فإنه منصب بدون صلاحيات. وفيما يلي نص الحوار.. * منذ عودتك إلى الخرطوم في يناير الماضي بعد 30 شهرا من الغياب جرت مياه كثيرة تحت الجسر فكيف تركت المشهد السوداني؟ — في السودان تجري عملية حوار اشتركت فيه بعض الأحزاب السياسية مع النظام وهذه العملية وصلت إلى نهايتها في العاشر من أكتوبر الماضي، وهي تخص من اشتركوا فيها، وعندما رجعت إلى السودان كانت لدينا مهام في الخارج وقبل العودة أنا ومن معنا في منبر نداء السودان الذي يمثل جبهة وقعت مع آلية الوساطة الأفريقية برئاسة الرئيس ثابو مبيكي ورقة تمثل خريطة طريق وقعناها مع الحكومة، وهناك وعد من السيد ثابو مبيكي أن يدير حوارا بيننا وبين النظام حول هذه الخريطة وننتظر موعدا للاجتماع وبحث هذه الأمور ضمن خريطة الطريق وأتوقع ذلك في أسرع فرصة ممكنة. ومنذ عودتي قمنا بما سميته "الهبة الناعمة" بمعنى تعبئة شعبية على نطاق واسع وهذه التعبئة بدأت باجتماع حاشد في العاصمة ثم في مدني عاصمة الجزيرة، ثم بلقاء حاشد في النيل الأبيض وسنواصل هذه الحشود لتعم كل السودان، والهدف من ذلك التعبئة لصالح الأجندة الوطنية المرتبطة بخريطة الطريق، ومن ناحية ثانية فان هذا الذي قمنا به يهدف إلى العمل على إزالة الفتن القبلية، ونحن نريد أن نزيل هذه الفتن ونحقق التصالح بين القبائل. * النظام يهون من التعبئة الشعبية والركون إلى الشارع وسبق أن وصف انتفاضة الشباب والدعوة للعصيان بأنها انتفاضة " كي بورد " لا تتجاوز أجهزة الكمبيوتر.. ألا ترى بوجود فجوة؟ — وصف "الكيب ورد" صدر تعليقا على حركة الشباب ودعوتهم الى العصيان المدني، لكن العمل التعبوي الذي نقوم به نحن وراءه سند شعبي كبير جدا، ولا أحد يستطيع أن ينكره، ومن المؤكد أن هناك حالة من الغضب وسط الشباب بسبب العطالة و60 % من السكان انتقلوا إلى المدن وكثير منهم متعلمون بلا عمل وحتى لا تقع انتفاضات أو حركات ثورية يجب أن يحدث الإصلاح. * هناك حديث عن خطوات اتخذت تلبية لمتطلبات الحوار الوطني والاصلاح منها استحداث منصب رئيس الوزراء.. كيف ترون هذه الخطوة؟ — التغيير الذي تم ليس بالقدر الكافي وحتى يكون هناك رئيس وزراء لابد أن يكون هناك برلمان منتخب انتخابا حرا، والبرلمان الموجود نتيجة انتخابات مقاطعة ويجب أن ينتخب البرلمان رئيس الوزراء لكي يحاسبه، ولذلك نؤكد ضرورة اتخاذ اصلاحات مختلفة. * لكن البعض يقول ماذا يريد الصادق المهدي؟ عُين ابنه مساعدا للرئيس؟ ماذا تريدون بخلاف المشاركة في الحكم؟ — أنا لا أريد شراكة في الحكم، ابني مساعدا للرئيس بدون موافقتي وبدون صلاحيات وقد عرضت علينا المشاركة في السلطة بما هو أكبر من ذلك ورفضت لأني لا أريد السلطة، أنا أريد إصلاح آلية الحكم وليس المشاركة في الحكم وليس المهم من يحكم السودان ولكن كيف يُحكم السودان. * كان ملف دارفور أحد الملفات للإصلاح واتخذت خطوات لتقاسم الثروة والسلطة في الاقليم.. كيف تقيمون هذه الخطوات التي جرت عبر منبر الدوحة؟ — قطر قامت بدور مهم وعدد كبير من إخواننا في دارفور وقعوا على وثيقة الدوحة وهي تمثل خطوة أفضل مما كان في اتفاقية ابوجا في 2006 وجاءت وثيقة الدوحة 2011 بما حققته من إنجازات ولكن تنقصها مشاركة بقية حركات دارفور فيها، وأنا الآن أسعى إلى أن يوافق الجميع بأن يعتبروا وثيقة الدوحة خطوة متقدمة على وثيقة ابوجا ولكنها ليست الخطوة النهائية وأدعوهم إلى أن تكون شاملة ونهائية بأن نشترك كلنا في الوثيقة والوثيقة التي يقوم بها الرئيس ثابو مبيكي ستشمل النظر في وثيقة الدوحة وكيفية تطويرها لكي تكون شاملة للجميع، وهذا جزء من العمل الذي نقوم به. * اذن هل كانت لكم لقاءات مع جماعات عبد الواحد نور وجبريل إبراهيم وميني مناوي كحركات لا تزال ترفض الانضمام للوثيقة؟ — نعم ولابد من أخذ رأيهم في الحسبان وهذا يعني تطوير وثيقة الدوحة لتشمل من لا يشترك فيها. * السودان جزء من صراع عربي بين الجيش والشعب فهل في ضوء ما تشهده المنطقة من تأزم.. هل آن الأوان ليعود العسكر إلى ثكناتهم؟ — نعم ونحن نتحدث عن أنه آن الأوان لإقامة الحكم الديمقراطي وأن يقوم العسكر بعملهم المهني وأن تكون مهمة القوات المسلحة هي الدفاع عن الوطن. * الجيوش تعتبر أن جزءا من الدفاع عن الوطن حمايته من التدخلات الخارجية التي قيل إن الربيع العربي جاء بها للمنطقة؟ — الربيع العربي لم يأت بتدخلات أجنبية لكنه يمثل أشواق الشعوب العربية في الاصلاح السياسي المطلوب وفي الحياة الديمقراطية وفي أن تحكم بالحرية والكرامة والحياة الكريمة، وغير صحيح أن الربيع العربي كان وجها من وجوه التدخل الأجنبي. * البعض يرى أن انتفاضات الشعوب العربية اختطفها الإسلام السياسي؟ الاسلاميون أيا كانوا جزء من الشعب ومطلوب أن تكون هناك حرية يشترك فيها الليبراليون والإسلاميون والقوميون وللأسف فالربيع العربي لما جاء بصورة مباغتة فان القوى الاسلامية ذات المرجعية الاخوانية والسلفية تخندقوا في العمل الاجتماعي والديني وكانوا أكثر استعدادا من غيرهم والشباب الذين أحدثوا الثورات كانت لديهم حماسة ولكن لم يكن عندهم لا تنظيم ولا برنامج. * الغنوشي قال "ليس بالضرورة أن تحكم الأحزاب الفائزة في الصناديق بالمغالبة وأن المهم هو المشاركة" فما رأيك؟ — في بلادنا لابد من التطلع لصيغة التوفيق والتراضي لأن المغالبة تؤدي الى توتر، والتراضي وسيلة من وسائل الديمقراطية.. نعم يحصل الانتخاب لمعرفة أحجام القوى السياسية لكن يجب أن تتراضى القوى المختلفة. * إذا تحدثنا عن المشهد المصري، ما الطريق لإنهاء دوامة العنف في مصر؟ — لابد من المصالحة والمواجهة بين الدولة العميقة والاخوان لا يمكن أن تحسم بوسائل أمنية ومصر ضحية هذه المواجهات، وعندما حكم على قادة الاخوان بالاعدام ناشدت الرئيس السيسي أن يصدر عفوا عاما عنهم لكي نتمكن نحن وأنا كرئيس لمنتدى الوسطية العالمي من التحدث مع الاخوان لكي يراجعوا أنفسهم وأن نقدم مشروع تصالح ونحن على استعداد للعب دور لو ارتضى الطرفان ذلك. * هل ترى أن عودة الرئيس محمد مرسي يمكن أن تكون محل تفاوض؟ — هذا مستحيل، وهذه فترة انتهت وهي واحدة من الأشياء التي يجب أن يراجعها الاخوان ويجب أن يفكروا فيما ينبغي أن يحدث في المستقبل، وهناك نشاط القاعدة وداعش في شمال سيناء وليبيا وهذا الخطر يكمن وراء الكثير من التفجيرات في مصر وإذا أبدى الرئيس السيسي استعدادا لهذه المصالحة نحن سنقدم مشروعا فيه يراجع الاخوان مراجعات معينة ليتجاوز الوضع في مصر حالة الاستقطاب إلى وفاق وطني والعفو عن المحكومين بالاعدام من قادة الاخوان خطوة تفتح الباب للمصالحة. * كيف تقرأ التوتر بين مصر والسودان وآخر صوره الحديث حول تأييد مصر لفرض العقوبات على السودان؟ — الذي حدث هو الآتي: مصر عضو في مجلس الأمن وفي القرار 1591 الخاص بالعقوبات الدولية يجدد روتينيا كل سنة، والحكومة السودانية استنكرت أن مصر وهي عضو في مجلس الأمن لم تعارض التجديد الذي تم بالإجماع وهو إجراء روتيني يتعلق بالأوضاع في دارفور والمسؤول حقيقة عن منع تجديده هو الدول الخمس الدائمة العضوية وصوتت مصر أو لم تصوت غير مهم. ورأيي أن القضية بين السودان مصر تكمن في الآتي: مصر تعتبر الاخوان إرهابيين، بينما هم في السودان متصالحون مع النظام، ومشتركون فيه وهذا هو الاشكال الذي يأخذ مظاهر مختلفة لكن الاشكال الحقيقي هو الموقف من الاخوان وما لم يعالج هذا سيحدث باستمرار سوء الفهم، فالأخوة في مصر يتهمون السودان بأنه يدرب الاخوان ويسلحهم، وفي السودان يعتقدون أن الاخوة في مصر يدعمون السيد سلفاكير في الجنوب، وبدوره يدعم حركات سودانية مسلحة وهذه الاتهامات وارد التحقيق فيها لمعرفة الحقيقة، وهناك مشكلة ذات تأثير هي الموقف من سد النهضة الإثيوبي، فهناك وجهة نظر مصرية تستنكر وأخرى سودانية تقبل السد وهي مشكلة لابد من علاجها فضلا عن مشكلة حلايب. ولكن المشكلة الحقيقية كما قلت هي الموقف من الإخوان.

1198

| 18 أبريل 2017

عربي ودولي alsharq
المهدي يدعو لتبني موقف عربي موحد ضد "جاستا"

دعا رئيس حزب الأمة القومي المعارض في السودان، الصادق المهدي، الزعماء العرب، لاتخاذ موقف موحد، خلال قمتهم المرتقبة، ضد "الابتزاز المالي الذي تتعرض له السعودية بقانون جاستا". وفي رسالة مفتوحة وجهها للزعماء العرب، قبل قمتهم المقررة الأربعاء المقبل بالأردن، طالب المهدي بـ" الاعتراف بتقاعس العمل العربي المشترك عن مواجهة الأزمات التي تواجه البلدان العربية". وأضاف في رسالته، أن هذا التقاعس "فتح مجالا لتدخلات دولية، جماعية أو فردية، كأنما المنطقة بلا إرادة خاضعة لوصاية الأوصياء". وأشار رئيس الوزراء السوداني الأسبق، إلى أن هذا الاعتراف "ينبغي أن يصحبه وضع مشروع قومي للتصدي العربي لتلك الأزمات". ورأى أن "القوة الواعية في الجسم العربي تتطلع بإشفاق لهذا المؤتمر، أيكون في مستوى التحديات ويصير قمة حقيقية، أم يكتفي بظاهرة علاقات عامة تحوم حول الحمى ولا تدخله؟". وحدد الزعيم السوداني 10 مهام، تنتظر البت فيها خلال القمة، منها "جرد حساب لإحصاء الأخطاء التي وقعت فيها الجامعة العربية مؤخرا، فباركت غزو العراق وغزو ليبيا بصورة جائرة خارج الشرعية الدولية، وذات نتائج كارثية". وشدد على "التصدي للفتنة الطائفية ذات الجذور التاريخية، ولكنها الآن أشعلتها عوامل سياسية لن تقضي عليها مهما طالت المواجهات، بل سوف تدمر أطراف النزاع فيها، ما يوجب العمل على إبرام ميثاق تعايش سلمي". ودعا المهدي إلى "بحث العلاقات العربية المشتركة مع أهم الجيران: إفريقيا، آسيا وأوربا مع تركيز خاص على العلاقة مع تركيا وإيران، للاتفاق على معاهدة أمنية توجب التعايش السلمي، على أسس عادلة". وحذر من أن "النزاعات الراهنة جعلت إسرائيل تطمع في اختراق المنطقة بعلاقات على حساب الحقوق العربية والفلسطينية المغتصبة". ومن بين المهام الـ 10 التي أوضحها الرجل "تبني مشروع للإصلاح والتصالح، لاحتواء الاستقطاب الحاد بين الحكومات والشعوب في كثير من البلدان العربية والذي يفتح المجال للتدخلات الأجنبية، ولأجندات المنكفئين التكفيريين". ومخاطبا الزعماء العرب في ختام رسالته، قال المهدي "أيها القادة المحترمون أجعلوها قمة تثلج صدور الشعوب، وتمثل عبورا تاريخيا للعمل العربي المشترك. إن التقاعس عن هذه المهام يخيب الرجاء ويبث الغمة". وأبطل الكونغرس، في سبتمبر 2016، حق النقض "الفيتو"، الذي استخدمه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ضد مشروع قانون "جاستا" الذي يسمح لعائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، بمقاضاة دول ينتمي إليها منفذو هذه الهجمات، وغالبيتهم من السعودية. وانتقدت السعودية هذا القانون، محذرة من عواقب وخيمة وتداعياته على علاقتها مع واشنطن، حيث ترفض المملكة تحميلها مسؤولية اشتراك عدد من مواطنيها (15 من أصل 19) في هجمات 11 سبتمبر.

240

| 26 مارس 2017

عربي ودولي alsharq
عرس رئاسي بعادات وطقوس سودانية

البشير والصادق يتبادلان التهاني والعريس ووالده يمتطيان جوادين وسط هتافات الحضورمساعد الرئيس داخل (القفص الذهبي) وسط احتفال شعبي من الأهل والأصدقاء، وحضور رسمي تقدمه الرئيس السوداني عمر البشير، اكتملت مراسم زواج مساعد الرئيس السوداني اللواء عبد الرحمن الصادق المهدي من الحسناء المهندسة مها كمال.. وامتد الاحتفال بالزواج ثلاثة أيام، قام العريس بتنفيذ كل الطقوس والعادات السودانية انطلاقا من إقامة حفل الحناء التراثي الذي يتم للعريس قبل أيام من عقد زواجه. وتلقى السيد الصادق المهدي والد العريس ، التهاني جنبا الى جنب مع الرئيس السوداني عمر البشير . المهدي يعقد .. والعريس وكيل نفسهوكان الجميع على موعد مع الحدث الأكبر، الذي أقيم بقبة الإمام المهدي بوسط أم درمان، وبدأت مراسم عقد القران الذي حضره الرئيس السوداني ووزراء ودبلوماسيون ولفيف من أهل المجتمع السوداني من أهل وأصدقاء الأسرة. واحتشد الجميع داخل القبة، وجاء الفرسان وهم على صهوات الجياد فارساً تلو الآخر، بينما وقف السيد الصادق المهدي وهو يلوح بيده للجميع من على ظهر الحصان، ونجله العريس عبد الرحمن وهو من البارعين في امتطاء الخيل، وهو يستقبل ضيوفه، مشهد رائع والموسيقى تعزف أجمل ألحان الفرح وأهل المراسم يستقبلون الضيوف، ويجلسون كل مجموعة حسب وضعها البروتوكولي، الوزراء والضيوف كلا في مكانه مع الضيافة بما يليق وعظمة المناسبة. ثم بدأت مراسم عقد القران بقراءة خطبة الزواج، قدمها والد العريس الصادق المهدي والذي قام بإبرام عقد الزواج بنفسه لابنه، بينما كان العريس وكيل نفسه خلافا لما يحدث عادة في المجتمع السوداني، حيث يتولى الوكالة عن العريس أحد أقاربه.. وتولى شقيق العروس الوكالة عنها. وعلى أنغام الغناء الشعبي والعديل والزين وزغاريد النساء وهتافات أتباع طائفة الانصار، ظهر مساعد الرئيس السوداني مرتدياً الزي السوداني التقليدي "الجلابيه" يبشر فرحاً ، وفي أحد مقاطع الأغنية المصاحبة يفتخر المغني بجدود عبد الرحمن، الذين قتلوا غردون في معركة انتصار المهدي عام 1885 م. ثم قام العريس ووالده بامتطاء جوادين وسط هتافات وترديد الأناشيد الوطنية في ليلة امتدت حتى الساعات الأولى من من صباح اليوم التالي. وفي اليوم الثالث التقى العروسان في صالة (الأحلام) الفخمة المجهزة بأحدث المواصفات، حيث دخلت العروس بصحبة والدها، ثم سلمها الى العريس وسط تهاني الأهل والأصدقاء للاحتفال بيوم الزفاف.. الرئيس السوداني عمر البشير أصر على أن تمتد مشاركته للعريس الذي يتولى منصب مساعد رئيس الجمهورية حتى اليوم الأخير، حيث حضر لصالة الزفاف وجلس بجوار والد العريس الصادق المهدي، كما حضر بكري صالح النائب الأول للرئيس السوداني وقدم التهاني للعروسين . الجرتق طقوس هامة وعقب انتهاء مراسم الزفاف يستعد العروسان لمرحلة جديدة من طقوس الاحتفال، يعتبرها الأهل أهم مرحلة وهي (الجرتق)، وهو تقليد سودانى يبدأ بتجهيز العروس "فستان أحمر اللون" و"ثوب حريرى موشح بالزخرف الذهبى"، و"طاقية من الذهب الخالص" توضع على شعر العروس، و"عقد من الأنصاص أو الفرجلات أو الجنيهات الذهبية"، مع قماشة من "الحرير الأحمر"، تتوسطها خرزة كبيرة ذات لون تركوازي، تربط حول معصم الزوجة، ويعتقد كثير من النساء السودانيات، خاصة كبيرات السن أنها تحمي العروس من السحر، وتمنع إصابتها بمكروه، والأسر السودانية العريقة تؤمن بالذهب الخالص لذلك الطقس العامر بالبهجة وأغانى البنات. ويرتدي العريس والعروس زيا بلديا للبدء بطقوس الجرتق، ثم يجلسان على "سرير خشبي" مفروش بأفخم الأقمشة المزركشة، وبجوارهما تأتي أسرة العريس بصحبته مُحمَّلة «بسبحة اليسر السوداء»، و«هلال ذهب مطرز على منديل»، تربط على جبين العريس شريطة أن يلتحف «ثوب السرتى» المشهور، حاملاً سيفاً مذهباً، يهزه في فرح للحضور، ويهتز طرباً مع أغاني الجرتق الحماسية. ومن العادات في آل المهدي أن يقوم زعيم حزب الأمة الصادق المهدي بطقوس جرتقة العروسين وهما يلبسان الذهب والسبح والضريرة والهلال. ثم يقوم الصادق المهدي بقراءة آيات قرانية بسبحة معينة، ثم يقوم بقراءة دعوات للعروسين تدعو لدوام ومباركة الزواج وسط ترديد الحضور . أفخم العطور وهناك ترابيزة مستديرة عليها أفخم العطور السودانية المتنوعة، من العطور الفرنسية بجانب مسحوق الصندل والمحلب وأكواب الحليب والحلوى وأبخرة، تصنع خصيصاً من أعواد الصندل الأصيل لتعبق أجواء الأمسية التى يزايد الإقبال على حضورها لأهميتها الكبرى. وتوزع الفتيات صواني الحلوى والفواكه والخبائز والتمر الفاخر. وفي نهاية الطقوس يتراشق العريس وعروسه بالحليب وسط فرحة وتصفيق الحضور، ثم يرش العطر الفواح على الحضور الذين يشاركون فى الغناء بصوت جماعي جميل لتظهر العروس في زيها الأحمر اللافت بإيقاع وأغنيات مخصصة فقط لأمسية الجرتق، معلنة نهاية الطقس والزفاف.

4844

| 26 فبراير 2017

عربي ودولي alsharq
المهدي يعود إلى الخرطوم بعد عامين في المنفى

عاد زعيم حزب الأمة السوداني المعارض الصادق المهدي اليوم إلى الخرطوم حيث أعد له استقبال جماهيري بعد فترة غياب استمرت عامين أمضاها في القاهرة قاد خلالها أنشطة في الخارج. وكان المهدي غادر السودان في العام 2014 بعد توقيفه لشهر. وأكد حزب الأمة المعارض عودة زعيمه بعد ظهر اليوم إلى الخرطوم. وقالت ابنته مريم المهدي نائبة رئيس الحزب للصحفيين إن المهدي "وصل بالسلامة لكن السلطات لم تسمح بدخول خمسة وعشرين شخصا (إلى المطار) لاستقباله في محاولة منها لعرقلة ذلك". وأعلن حزب الأمة في وقت سابق أنه سيتم تنظيم "برنامج احتفالي" بعد الظهر يلقي خلاله المهدي خطابا أمام حشد جماهيري من أنصاره وأنصار المعارضة في ميدان الهجرة في مدينة أم درمان المتاخمة للخرطوم، والذي يمثل رمزية للحزب. ودعت حركات معارضة في الداخل كوادرها إلى المشاركة في حفل استقبال المهدي، بينها "الحركة الشعبية- قطاع الشمال"، التي تقاتل الحكومة في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، و"حركة تحرير السودان" بقيادة مني آركو مناوي التي تقاتل الخرطوم في دارفور، إضافة إلى "تحالف قوى المستقبل" بقيادة غازي صلاح الدين. ويتزعم المهدي أكبر الأحزاب السودانية المعارضة. وخلال وجوده في الخارج، دخل المهدي في تحالف "نداء السودان" المعارض.

381

| 26 يناير 2017

عربي ودولي alsharq
د. أحمد بلال: قطر الأولى في دعم ومساعدة السودان

أكد الدكتور أحمد بلال وزير الإعلام السوداني أن قطر الدولة الأولى في دعم ومساعدة السودان عامة ودارفور خاصة. وقال بلال، خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر وزارة الإعلام مؤخراً، "نقدر الدور القطري، وبلا شك أن قطر تحتل المرتبة الأولى في تقديم الدعم والمساعدة للسودان، خاصة لمشاريعها في إقليم دارفور لتعزيز الأمن والإستقرار". وأشار بلال إلى أن وثيقة الحوار الوطني التي تسلمها الرئيس البشير، تمثل العقد السياسي والإجتماعي لممارسة العمل السياسي للموقعين عليها. وأوضح أن الوثيقة تضمنت 997 توصية بالمحاور الستة، وأن تنفيذ هذه التوصيات يحتاج لإقرار تعديلات وسن قوانين، كما أن بعضها يحتاج لقرارات رئاسية.وقد تناولت الوثيقة اتفاق المتحاورين على ستة محاور شملت السلام والوحدة، الإقتصاد، إلى جانب الحريات والحقوق الأساسية، الهوية، العلاقات الخارجية، قضايا الحكم وتنفيذ مخرجات الحوار.وأكد الوزير أن الوثيقة تعد المرحلة الأولى، ويتلوها بعد ثلاثة أشهر تشكيل حكومة توافق وطني تفتح باب المشاركة عبر الإشراف على انتخاب المجالس التشريعية، ومهمتها الأساسية تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.ولفت إلى أن هناك تواصلاً مع الحركات والأحزاب التي لم تشارك لأجل جذبها للتوقيع على الوثيقة، موضحا أن 90% من القوى والأحزاب شاركت في الحوار.وأشار إلى اتصالات تجري مع الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة غير المشارك في الحوار الوطني، معربا عن قناعته أن المهدي سينضم إلى الوثيقة في نهاية المطاف. من جانب آخر، نفى د.بلال ادعاءات منظمة العفو الدولية عن استخدام الأسلحة الكيميائية في دارفور، لافتا إلى أن قوات اليونيفيل نفت ذلك بشكل قاطع.

1007

| 18 أكتوبر 2016

تقارير وحوارات alsharq
السودان ما بين حالة الاستقطاب ومحاولات إنهاء الصراع

ينطلق في العاصمة السودانية الخرطوم، بعد غدٍ السبت، جلسات الحوار الوطني، الذي يجمع بين الحكومة وبعض أحزاب المعارضة، في محاولة للوصول إلى نقطة التقاء في منتصف الطريق، تمهد لنهاية حقيقية للصراع في هذا البلد. ويمثل الحكومة في هذه الجلسات، حزب المؤتمر الوطني الحاكم، الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمر البشير، المتحالف مع عدد من الأحزاب الأخرى. مياه كثيرة جرت أسفل الجسر، منذ إعلان الحكومة تلك المبادرة التي أُطلق عليها اسم "الوثبة" في يناير 2014، والتي أعلنها الرئيس البشير بنفسه. وأعقبت تلك المبادرة، جلسة ضمت أغلب الفرقاء السياسيين، في حين امتنعت مجموعة ضمت أحزاباً يسارية، ومجموعات مسلحة تقاتل الحكومة في إقليم دارفور، وجبال النوبة والنيل الأزرق، عن المشاركة فيها، بدعوى عدم جدية الحكومة فيما تطرحه، ووضعت شروطاً اعتبرتها الأولى "غير مقبولة" ووصفتها بـ"التعجيزية". تشكيك ويأتي لقاء السبت، في ظل انقسامات وتجاذبات حادة أعقبت المبادرة، حتى أن حزب "الأمة القومي" الذي يتزعمه الصادق المهدي، تراجع عن المشاركة، رغم حضوره اللقاء الأول الذي أعقب إعلان "الوثبة". وترى هذه المجموعة التي تضم إلى جانب حزب الأمة، الأحزاب اليسارية (الشيوعي، والبعث)، وبعض الحركات المسلحة التي تحارب في ثلاث مناطق، أن الحزب الحاكم لم يلب المتطلبات التي يجب أن تسبق الحوار، لخصتها في عدة نقاط، بينها إيقاف الحرب في المناطق المشتعلة، والسماح بإيصال الإغاثة للمتضررين في تلك المناطق، إضافة إلى إطلاق الحريات العامة، الصحافة، والتعبير، وإقامة الندوات، والتظاهر، وكذلك إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، والتي تقول الحكومة إنه لا وجود لهم في السجون، وأن من تنادي هذه الجماعات بإطلاق سراحهم، هم معتقلون بتهم "جنائية" وينتظرون محاكمتهم. هذا التجاذب والاختلاف في الرؤى، نتج عنه تبادل للاتهامات بين الحزب الحاكم والمعارضة، ففي حين يرى المؤتمر الوطني أن الثانية "تتبنى أجندة خارجية، وتستقوي بقوى لا تريد للسودان خيراً"، متهماً إياها بأنها "لا تملك قرارها". فيما يرد المعارضون بأنهم لا يثقون بالحكومة التي يمثلها الحزب الحاكم، والذي يسعى، وفقاً لهم، إلى شراء المزيد من الوقت لضمان بقائه في السلطة منفرداً، وبأن مثل هذه الدعوات ما هي إلا مناورات لا تزيد الوضع إلا سوءا، وتعمق الأزمة التي يعاني منها البلد، مستدلين على ذلك بعدد من الاتفاقات والمواثيق التي وُقعت مع الحكومة، ويقولون إنها بقيت "حبراً على ورق"، وذلك بحسب بيانات صادرة عن المعارضة في وقت سابق. استقطاب هذه الحالة من النفور بين الطرفين خلّفت استقطاباً سياساً حاداً، عمّق بدوره انعدام الثقة المفقودة أصلاً بين هذه الأطراف، وهو ما يهدد بفشل المبادرة رغم أن الحكومة تؤكد أنها قد استعدت لها وتراهن على نجاحها. ولعل المتأمل للحراك السياسي في السودان، ويقرأ خارطة الأحداث بتمعن، سيقف أمام "تقاطعات" واضحة، واختلاف كبير بين مواقف الأطراف بمختلف توجهاتها وتقديرها ورؤيتها لعمق الأزمة القابضة على مفاصل الدولة، إضافة لتباعد المسافات بينها، كلٌ حسب تقييمه للموقف والزاوية التي يرى بها تداعيات الأزمة، وكيفية حلها كما يراها هو. وبالرجوع إلى الأيام التي أعقبت إعلان "الوثبة"، فإن هناك الكثير من المبادرات قد طُرحت من قبل المعارضين الذين وقعوا في أغسطس من العام الماضي، ما يسمى بـ "إعلان باريس"، وهي خارطة طريق طرحته "الجبهة الثورية" التي تجمع الحركات المسلحة في دارفور، وهي تحرير السودان، والعدل والمساواة، والجبهة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جبريل إبرهيم، ومنى أركو مناوي، وعبد الواحد محمد نور، إضافة إلى الحركة الشعبية التي يقودها مالك عقار، وياسر عرمان، وعبد العزيز الحلو، وتقاتل في جبهتين هما، جبال النوبة، والنيل الأزرق، وانضم لهذه المجموعة حزب "الأمة القومي" الذي وقع رئيسه المهدي، الإعلان لاحقاً، واصفاً إياه بأنه "رؤية مقبولة لدى الجميع". ثم تواصلت تلك التحركات واللقاءات في صفوف المعارضة بين ألمانيا، وإثيوبيا، وفرنسا، بغية تجميع صفوفها، وطرح رؤية مشتركة في مواجهة طرح الحكومة بقيادة حزب "المؤتمر الوطني". من جهتها استبقت الحكومة بدء جلسات حوار السبت، بتكليف الرئيس التشادي إدريس دبي، اللقاء مع قادة الحركات المسلحة الدارفورية، في باريس، الأسبوع الماضي، بهدف تسجيل "هدف" مبكر في مرمى المعارضة، ولسحب البساط من تحت أقدامها، إذا حدث اختراق يُذكر، ومتى ما وافق هؤلاء على المشاركة في الحوار. غير أن بياناً موقعاً باسم القادة الثلاثة، جبريل إبرهيم، ومنى أركو مناوي، وعبد الواحد محمد نور، صدر ملخصاً موقفهم في شرط موافقة الحكومة على الترتيبات التي طرحتها "الجبهة الثورية" كخارطة طريق، والتي ترتكز على مؤتمر تحضيري وفق قراري مجلس السلم والأمن الأفريقي 539 و456، إضافة إلى التزام الحكومة بالشروط التي سبق ذكرها من وقف للحرب، وإطلاق للحريات العامة، وإيصال الإغاثة لمناطق اللاجئين. موقف أمريكي اللافت للنظر في هذه التطورات، أن الولايات المتحدة الأمريكية، لم تكن بعيدة عما يجري في السودان، إذ حثّت المتحدثة باسم خارجيتها، ماري هارف، الأسبوع الماضي، الحكومة السودانية، والحركات المسلحة المنضوية تحت لواء "الجبهة الثورية"، على وقف العدائيات بينها، لمدة ستة أشهر، وتحويل "تصريحاتها بوقف تلك العدائيات إلى نهاية حقيقية للصراع في هذا البلد". وكانت الحكومة السودانية، أعلنت في أغسطس الماضي، وقف العدائيات من طرف واحد، لمدة شهرين، فردت "الجبهة الثورية" في 15 من الشهر التالي، بإعلانها وقفاً للعدائيات من جانبها، لمدة ستة أشهر. أبيدون أشوا، الممثل الخاص المشترك لبعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور "يوناميد"، قال إن الطريق لتحقيق السلام محفوف دائماً بالعقبات والصعوبات والتضحيات، "ولن نستطيع تحقيق ما نصبوا إليه إلا بتوافر النوايا الصادقة والعزيمة الحقيقة". وأضاف أشوا في تصريحات صحفية أدلى بها مؤخراً "يحدونا أمل في قيام حوار وطني شامل، ونحن متفائلون من أن كل هذه المساعي تقربنا من تحقيق السلام المستدام، والديمقراطية، والتنمية للسودان وشعبه". هذه هي الصورة المقربة للأحداث والتحركات في السودان، قبل عقد اللقاء المرتقب للحوار الوطني، حيث تتراوح المواقف بين مد وجزر من هنا وهناك. ويبقى سؤال.. فيما يبقى السؤال الكبير مطروحاً أمام الجميع لحين ذلك الموعد، حائراً بين أن يتوصل الفرقاء السودانيون إلى ما ينهي الحروب المتتالية في بلدهم، ويضع بذلك نهاية سعيدة لمعاناة شعبهم، ولتجاوز الانقسامات والخلافات العميقة بين مختلف الأطراف المتصارعة، وبين من يقف متشائماً في منتصف الطريق مراهناً على فشل المبادرة كسابقاتها لتباعد المواقف بين المتحاورين، ولتمسك كل طرف بموقفه، فيما يهدد البلد شبح المزيد من التمزق والتشرذم، في ظل حالة الاستقطاب الحادة والمزمنة التي يحاول كل طرف فيه انتزاع الكرت الرابح من يد الآخر.

333

| 08 أكتوبر 2015

تقارير وحوارات alsharq
المهدي: نقدر الإهتمام القطري بالشأن السوداني وبناء السلام في ربوعه

سياسي ومفكر سوداني، زعيم الأنصار ورئيس حزب الأمة، تولى رئاسة الحكومة السودانية فترتي (1967 — 1969) و(1986 — 1989) ويعتبر الصادق المهدي أحد القيادات المؤثرة في المعارضة السودانية.. تثير أحاديثه وأقواله وأفكاره شهية الكثير من التساؤلات للاشتباك معها تأييداً أو تفنيداً.. ويعود الترحيب الذي يلقاه الصادق دوما في ترحاله، إلى عدة أسباب، في مقدمتها: أن الرجل مثقف كبير، وغزير الإنتاج في شتى المجالات الفكرية والسياسية والثقافية، كما أنه صاحب حضور خاص ويمتع بقدرة كبيرة على صياغة أفكاره بشكل موجز، ذا بناء منطقي متسلسل يراعي طبيعة الحضور، ويأخذ في الإعتبار عدم إلمام الكثير منهم بتفاصيل ودقائق الأوضاع السودانية، فيعطى عرضا عاما يضمنه أفكاره ومواقفه ورؤيته للتطورات. قال عنه خبراء وإعلاميون كبار: "إن المهدي صاحب قدرة على الإصغاء بقدر كبير من التواضع، صاحب "كاريزما خاصة"، تنبع من سماته الشخصية، ومن التاريخ الهائل الذي يستند إليه كونه حامل لواء الحركة المهدية وطائفة الأنصار، فهو يمثل زعامة الجيل الرابع من أبناء هذه الحركة، التى غيرت تاريخ السودان، وقاد معارضة سلمية ومسلحة، وانتهى إلى نبذ العنف كوسيلة للتغيير، وظل طوال الوقت من دعاة الديمقراطية.. وهذا المزيج المتفرد من التاريخ والزعامة والفكر، قل أن يجتمع فى شخص واحد على امتداد الساحات العربية!! والصادق ذا جاذبية كبيرة لوسائل الإعلام، وهو يحرص بشكل واع على توظيف هذه الخاصية فى القيام بأكبر نوع من التعبئة خلف مواقفه السياسية، حيث تتجلى خبرته السياسية فى عرض هذه المواقف باعتدال وبصورة خالية من الضغائن الشخصية، الأمر الذي يجعلها أكثر قبولا ومصداقية.. ويعكس الصادق أيضا صورة طيبة عن السودان ونخبته بشكل عام، فهو متابع لكل التطورات الإقليمية والدولية بل ومتفاعل معها حضوراً وإسهاماً.. ولديه دائما مواقفه الخاصة حول القضايا المطروحة، ويتسم طرحه بشكل عام بالمرونة والاعتدال.. زار المهدي "الدوحة" الأسبوع الماضي ضيفاً على قناة "الجزيرة".. إلتقيناه ومجموعةً من الصحفيين والإعلاميين فى دردشة مفتوحة، رتب لها زميلنا الصحفي محمد المكي "اتسمت بالصراحة والشفافية" وغطى الحوار "البيت الداخلي للحزب" وقضايا الحوار الوطني التي تصعد وتهبط، ومسألة وجود ابنه عبدالرحمن في كنف الحكومة، مشددا على أن "عبدالرحمن" منذ أن دخل القوات المسلحة انتفت عنه صفة عضويته في الحزب، كما تناول الحوار قضية عودته إلى السودان، ومواقف حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده د. الترابي من الحراك السياسي الحالي في السودان. وكيف يرى الخريطة السياسية الحالية والمستقبلية في السودان، والسيناريوهات المتوقعة. نقدر الإهتمام القطري بالشأن السوداني، وبناء السلام في ربوعه، كما أن الشعب السوداني يقدر لقطر هذا الدور الكبير وإلى مضابط الحوار: قطر لعبت دوراً محورياً في تحقيق سلام دارفور، وإعادة الإعمار، وخلال الفترة الماضية جرت مياه كثيرة تحت الجسر، وجدت متغيرات دولية وإقليمية، هل هناك أي جهود لدور قطري وخليجي، لتحقيق الوفاق الوطني فى السودان؟ لقد أرسلت خطاباً إلى الأمين العام للجامعة العربية، بصورة إلى وزراء الخارجية العرب، أبديت فيه وجهة نظري لكافة المتغيرات الحاصلة الآن في الساحة العربية وفى المنطقة، وآلية بناء شراكات عربية ـ إفريقية، بعيدا عن الاستقطابات، وطالبت بأن يكون للجامعة العربية دور مؤثر أسوة بما يقوم به الاتحاد الإفريقي، والتنسيق معه فيما يتعلق بالشأن السوداني. ونحن نقدر الاهتمام القطري بالشأن السوداني، وبناء السلام في ربوعه، كما أن الشعب السوداني يقدر لقطر هذا الدور الكبير، وقد التقيت خلال زيارتي السابقة بسعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، وناقشت معه سلام دارفور، وشددت على أن الدعم التنموي لن يتحقق بدون أمن وسلام، وان اتفاق الدوحة واحد من محطات السلام في دارفور، وأكدت إننا نعمل على جمع الصف الدارفوري، حتى يكون الاتفاق شاملا دون استثناء أحد، حيث حدثت تطورات كبيرة في دارفور وإلا تستخدم الجبهة الثورة قوة السلاح لإسقاط الحكومة.. نريد نظاماً جديداً لكن بوسائل سياسية، وليس بالعنف ولا بالتخلي عن اي مطالب لتقرير المصير، ونريد أن من يتدخل في الشأن السودان ـ حاليا ـ أن يقرأ المستجدات فى الساحة الدارفورية، وأنا على ثقة بإخوتنا القطريين ونواياهم الطيبة، وأعتقد بأن التطورات الحالية فى اليمن هي الأكثر تأثيرا على الساحة العربية والإقليمية والدولية. وجودكم في قلب المعارضة وفى نفس الوقت تقلد ابنكم عبدالرحمن منصبا رفيعا في الحكومة؛ هل هو ذكاء من الحزب أو اختراق له؟ عبدالرحمن ابني عنده علاقة أسميتها بـ "الطائفية العسكرية" جعلته يبنى نوعا من التعاملات "الخاصة" مع البشير، الذي قال لي بالحرف الواحد فى ذلك الوقت: "الجنوبيون "عايزين" منا ضباط لتدريبهم ومساعدتهم، وهم عندهم ثقة خاصة فى عبدالرحمن لأنه الذي اشتغل معهم في أعمال عسكرية مشتركة.. وقلت له: ليس لدى دخل فى مسألة العسكرية والقوات المسلحة هذا هو الإذن الذي منحته الى عبدالرحمن، وقلت له بالحرف الواحد: "أى شيء له صفة سياسية خط أحمر" نحن سنرفضها ونعارضها.. هو سلك ذلك الطريق بإرادته، وقال لى البشير: لكن عبدالرحمن سوف يرأسه ضباط من رتب أعلى، وهم أقدم منه شددت له: بأنى فى الإطار العسكري ليس لي تحفظ.. لكن بأي بصفة سياسية لا.. لأن حزب الأمة القومي ضد المشاركة فى الحكم معكم، واتفق مع عبدالرحمن على تعيينه مساعداً لرئيس الجمهورية وفى نفس الوقت قلت لعبدالرحمن: لابد ان تعلن للناس بأنك فى هذا الموقع لا تمثلني ولا تمثل حزب الأمة القومي.. وعبدالرحمن منذ ان دخل القوات المسلحة، انتفت عنه صفة عضويته فى الحزب تماماً.. لكن لن تنفي عنه صفة أنه ابنى، وقلت له: أنت "مشيت فى خط لا أتهم فيه ولاءك" ولا أتدخل فى أمورك الشخصية بصفتك عسكرياً في القوات المسلحة. قطع الشطرنج وقال المهدي: ربيت أبنائي وبناتي على ثلاثة مبادىء تربوية.. أولها: نبذ العنف، والثاني لا تفرقة بين بنت وولد، وثالثها لا تتفاخروا "مين ابوكم ومين والدتكم" وفى هذا الإطار جميعهم لديهم درجة كبيرة من الحرية، لا يمنحها الآباء لابنائهم، لذلك لدى أبنائي وبناتي تنوع فى الأفكار؛ مثل عبدالرحمن فالخط الذي سار عليه سياسيا خطأ، رغم انه يستهدف من ذلك"، بأنه جر"الحكومة إلى الخط الشعبي، ولكن أرى أن حدوث ذلك من داخل الحكومة لن يتحقق وصعب، ولكن ان نجحت فى ذلك، "فالأمور بخواتيمها"، وان فشلت تتحمل المسؤولية لأنك شاركت معهم فى سياساتهم.. طبعا أناس كثر يظنون المهدي عايز أبناءه يقومون بأدوار مختلفة؛ مريم هنا وعبدالرحمن هناك.. فلو انا عايز أبنائى يتحركون مثل "قطع الشطرنج" معنى ذلك أننى اتسبب فى تدميرهم، وسيكونون فاقدى الشخصية والرأي.. مريم ما تمارسه من أنشطة وأفعال هو نوع من الاجتهاد وكذلك عبد الرحمن.. أنا أتعامل مع ابنائى ذكراً أو أنثى بذلك المنطق الذي أشرت إليه. لكن بعض الناس ـ للأسف ـ غير قادرين على أن يفهموا ذلك، لان تفكيرهم "عشائري" يرتكز على أن أبناءك وبناتك لازم "يسمعوا كلامك" ويستأذنوك فى كل شيء.. ـ أنا تارك لهم حرية الاجتهاد، ولهم شخصياتهم، ولو لم يكونوا كذلك لبقوا فى "كنف ابيهم"، وقبل ايام نشرت "مريم" بيانا اعتذارياً على المواقع الاجتماعية والصحف!! انا شخصياً انتقدت ذلك وبينت لها وجهة نظري، وارى أن الاعتذار يتم فى حال ان الشخص ارتكب خطأ ما، ولا يجب أن يضع الشخص نفسه ممثلا لضمير الأمة، ومريم نائبة رئيس الحزب، ومثل تلك القضايا يجب ان تصدر عبر بوابة مؤسسة الحزب التي هى جزء منها، وليس مباشرة للرأي العام، رغم أنها حاولت التعبير عن مشاعرها بطريقتها الخاصة، ورغم قناعتي بأن أولادي لهم استقلالية فى رأيهم. نريد نظاماً جديداً لكن بوسائل سياسية، وليس بالعنف ولا بالتخلي عن أي مطالب لتقرير المصير عبدالرحمن امضي سنوات طويلة فى حكومة الإنقاذ، ما الذى اضافه لصالح الشعب السوداني؟ ما في شي يمكن أن ننسبه اليه حالياً، الا انه ربما صدّ عنا "بعض الشرور" واقول بصراحة ـ داخل الإنقاذ هناك أناس متخصصون في الأذى ضدنا ـ وعبدالرحمن كان بمثابة "المضاد الحيوي" لنا. مضاد حيوي * في الفترة الماضية تناقلت العديد من وسائل الإعلام أنباء عودة وشيكة للإمام للسودان بعد خروجك الطوعي؟ مشاعر مسؤولي الحكومة غير موحدة، هناك من قال: إن عاد الصادق سوف نقدمه للمحاكمة، ومن قال.. ومن وصف، ما قمنا به من توقيع على إعلان باريس بالخيانة.. ومن قال من قادة المؤتمر الوطني لدينا تفاهمات مع الصادق، وهناك من قال عودة الصادق "حبابو عشرة".. وأسأل عن ايٍ من هذه الأقوال صحيح؟ لان "هناك الكلام وضده" هذه المسائل واضحة حاليا.. وآخر اتصال كان مع دكتور مصطفى عثمان رئيس الدائرة السياسية في حزب المؤتمر الوطني، في 13 مارس الماضي عندما زارني في القاهرة لأجل أن يطمئن على أن حزبنا سوف يشارك فى اجتماع أديس أبابا، وقد غيرت مسمى المعارضة إلى "قوى المستقبل الوطني" وهو يريد التأكد من إننا سنحضر اجتماع أديس أبابا بدون قيد أو شروط مسبقة، واني شخصيا سأشارك في الاجتماع، وقد أكدت للدكتور مصطفى والوسيط الافريقى امبيكي، حضورنا ولكن الحكومة فاجأتنا بعدم الحضور، وقالوا: انهم مشغولون بالانتخابات.. ليس هناك أي تفاهمات غير لقائي مع دكتور مصطفى فى القاهرة.. انا سمعت كلام دكتور نافع وهو شعور طيب، والآن ليس لدى برنامج عودة.. ليس لأني أريد أن أبقى في الخارج، وأقول أنا أريد العودة ولكن لدي "عدة طواقي "أعمل عليها؛ واحدة منها أننا نريد ـ كقوى المستقبل ـ الاتفاق على ميثاق حول المستقبل.. ماذا سنفعل فى المستقبل، وبعد نظام البشير ونريد تأسيس ميثاق وهيكل تنسيقي، لان هناك بعض الناس يظنون أن مسألة ذلك التنسيق ليس ضرورياً، لأنها يمكن أن تستنسخ تجربة "التجمع الوطني" الفاشلة.. لان الفصائل التي كانت منضوية تحت مظلته سلمت أمرها تماماً للحركة الشعبية، بدون اي ضوابط!! وأمريكا دعمت هذا التوجه، حتى تنفرد الحركة الشعبية باتخاذ القرارات، ومنحوا 10 آلاف دولار لتوزيعها على فصائل التجمع الوطني الديمقراطى.. وحزب الأمة ـ في ذلك الوقت ـ ابتعد عن التجمع وقلنا: إن الحركة الشعبية لا تمانع في ان تفاوض النظام ولكن ليس منفرداً، وانا بوفد يضم كافة الفصائل المنضوية فى التجمع، او يقولون: نحن نفاوض وحدنا ولكننا لن نوقع على اي اتفاقية إلا بعد العودة الى المجلس المشترك للتجمع الوطني الديمقراطي.. والذي أفشل التجمع الوطني هو ان الفصائل المعنية سلمت امرها ـ بصورة غير متوازنة ـ للحركة الشعبية. هناك إقتراح لتكوين مجلس حكماء يطوف على المناطق المختلفة، لإطفاء الحرائق وأتوقع إكتمال مناشط المؤتمر في نهاية مايو استنهاض الأمة وأضاف: قلنا للجميع: إن الحركة الشعبية جزء من التجمع وليس التجمع جزءاً من الحركة الشعبية.. ونحن الآن لا نريد تكرار السيناريوهات القديمة، بل نريد مشاركة فاعلة لكافة الفصائل، وبأوزان حقيقية، ويكون هذا المنبر للتنسيق.. لذلك نحن نتحدث عن شكل وجسم جديدين وليس استنساخ الشكل القديم.. وأنا أعمل حالياً لتجميع "قوى المستقبل الوطني" ونطلق ميثاقاً له، وهذا الأمر من الصعب تنفيذه داخل السودان، كما أن قيادات الجبهة الثورية التى نتفاوض معها لا يمكنهم الدخول للسودان.. أما البند الثاني؛ فأنا رئيس منتدى الوسطية، وقد طرحنا نداء "استنهاض الأمة" لمعالجة كافة الفجوات الموجودة في الساحة الحالية، والنزاعات بين القوميات، والفجوة بين الأغنياء والفقراء وغيرها من القضايا الشائكة على الساحة العربية، مثل السلفية والإخوانية ونريد الوصول إلى صيغة تسهم فى استنهاض الأمة، والذي سبق أن طرحناه في الأردن، ونفس المؤتمر انطلق فى تونس الشهر الجاري.. هذه هى "الطاقية الثانية" التي تشغلني، أما "الطاقية الثالثة" فأنا عضو في نادي مدريد الإسباني، الذي يضم رؤساء حكومات سابقين، ونريد تنظيم مؤتمر دولي، ليسمع المشاركون فيه حقيقة الإسلام الصحيح، وهناك خطط لعمل ورشة لتحويل النداء إلى برامج عمل!! وارى أن موجة الإرهاب الموجودة في العالم حالياً من قاعدة وغيرها.. نشأت في أحضان الغرب، وهناك اقتراح لتكوين مجلس حكماء يطوف على المناطق المختلفة، لإطفاء الحرائق وأتوقع اكتمال مناشط المؤتمر في نهاية مايو، وبعد ذلك سأحدد قرار العودة إلى السودان عندما استكمل مستحقات تلك المؤتمرات.

792

| 24 مايو 2015