رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
الشيخ الذبحاني: قيمة الإنسان بعطائه لمجتمعه وصلاحه لنفسه

قال فضيلة الداعية الشيخ ماهر أبوبكر الذبحاني إن حكمة الله اقتضت ألا تقاس قيمة المرء عند الله بطول الأعمار ولا بكثرة الأموال والأولاد والأتباع، ولا تقاس قيمة المرء بما يأكل أو يلبس أو يركب، أو بما يمتلك من دور وقصور وحدائق وأنهار وإنما تقاس بما يقدم من إنجازات وبما يبذل من منافع وعطاءات تعود على مجتمعه وأمته بالخير والصلاح وتقاس بمقدار ما يحمل من مبادئ وقيم سامية تستقيم بها الحياة وتحل بها السعادة على الفرد والمجتمع والأمة .. وأشار الشيخ ماهر الذبحاني في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع الأخوين بالوعب إلى أن قيمة المرء ألا يعيش لنفسه وحسب بل يعيش من أجل الآخرين أيضاً فيساعد ويبذل ويضحي وينصح ويشارك في حمل الهموم وتفريج الكروب ودفع الخطوب عن الآخرين ما استطاع إلى ذلك سبيلاً. وأضاف: قيمتك في الحياة بما تحمل من إيمان وتقوى لله وخوف منه واستعداد للقائه .. قيمتك بحب الخير للجميع وأن تكون معول بناء في مجتمعك لا معول هدم. وروى الخطيب ما أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي قتادة أنَّه مر على النبيِّ صلى الله عليه وسلم بجنازة فقال: (مستريح ومستراح منه) قالوا: يا رسول الله ما المستريح؟ وما المستراح منه؟ فقال: (العبد المؤمن يستريح من نصَب الدنيا، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب). وأوضح أن هناك من الناس من إذا مات لم يبك عليه الخلق ولم يحزنوا، بل فرحوا واستبشروا، ولم يصلوا صلاة جنازة وإنَّما صلاة شكر لله ولم يقيموا عزاء بل احتفالًا وابتهاجاً ولم يلبسوا ثياب السواد بل ثياب الإحرام تعبيراً عن حمدهم وثنائهم لله . وأوضح أن السبب في ذلك هو أنه كان ظالماً كان قتالاً محتالاً مغتصباً مؤذياً بذيئاً يؤذي هذا ويقتل هذا ويسب هذا ويأخذ مال هذا ويغتصب أرض هذا. هؤلاء نحزن لفقدهم وزاد الخطيب بالقول: هناك من يحزن العالم حقاً لموتهم، لماذا ؟ لأنَّهم أدركوا حقيقة الحياة والاستخلاف في الأرض وقاموا بواجباتهم بل تنازلوا عن الكثير من حقوقهم فعاشوا حياتهم عظماء وبعد مماتهم لم تنته حياتهم بل مازالت مآثرهم وأعمالهم تتحدث عنهم ومازالت الألسن تلهج بذكرهم والثناء عليهم. هناك من تتألم الأرض عند فقدهم وتهتز السماء حزناً على فراقهم وانتهاء حياتهم.

2499

| 10 فبراير 2017