في لقطة عفوية حملت الكثير من الدلالات، نشرت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، عبر...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
قال الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة السودانية، اليوم، إن الشعب السوداني سينتصر، وإن الحملة ضد بلاده ستنكسر. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها البرهان في اجتماعه مع القيادة الجوالة نقلتها وكالة الأنباء السودانية الرسمية /سونا/. وأضاف أن السودان سيثأر لكل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في معركة الكرامة، ولمن قُتلوا وتعرّضوا للتنكيل في الفاشر والجنينة والجزيرة وغيرها من المدن. وأكد أن كل من يقاتل باسم هذا الشعب لن يُهزم ولن ينكسر، مجدداً العزم على دحر المليشيا المتمردة وتأمين حدود الدولة السودانية. كان الجيش السوداني قد شكل لجنة عليا للاستنفار والمقاومة الشعبية.. وأعلن الفريق بشير مكي الباهي رئيس اللجنة، استمرار التدريب وفتح المعسكرات والدفع بـالمستنفرين إلى الخطوط الأمامية. وأشار إلى أنه لا توجد أي ضرورة أو اتجاه لإطلاق حملات تجنيد إلزامي، نظرًا للتدافع الطوعي الكبير من الشباب نحو المعسكرات دعماً للقوات المسلحة. وكان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة في السودان قد أعلن نهاية اكتوبر الماضي أن مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور تعرضت لتدمير وقتل ممنهج وذلك في اعقاب سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
142
| 06 نوفمبر 2025
افتتح سعادة أ.د. خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا معرض الفنان نور الهادي خضر (السودان أرض الألوان) وذلك بحضور سعادة السيد أحمد عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب سفير جمهورية السودان لدى قطر، وعدد من أصحاب السعادة السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية ونخبة من الفنانين والمهتمين. يأخذ المعرض زائريه إلى رحلة مميزة عبر لوحاته التي تعبق بحبه العميق للوطن، تجسد اللوحات بألوانها الزاهية وتفاصيلها الدقيقة أروع جوانب الثقافة والتراث السوداني. حيث يحقق الفنان تواصلاً مؤثراً بين قلوب الجمهور وجذوره الوطنية ويدعو الزوار لاستكشاف وتقدير جمال التنوع والهوية الوطنية السودانية. يضم المعرض 47 لوحة، وصفها الفنان نور الهادي بأنها تتحدث عن اللحمة بين الشعب السوداني رغم كل ما يحدث الآن من مشاكل، حيث «نؤمن بأن القادم أفضل وأننا نسيج واحد متكامل». لافتا إلى أنه يعبر بالألوان عن أشواقه وحنينه إلى السودان بتنوعه الجغرافي والمجتمعي. وقال: إن المرأة حاضرة في أغلب اللوحات وحملتها مسؤولية إيصال أشواق وحنيني لأنني أؤمن بأن المرأة العظيمة تنتج شعوباً عظيمة. وعن الألوان المستخدمة والتي تميزت بإشعاعها وتنوعها قال: هي ترمز إلى التنوع الكبير في تفاصيل السودان من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه من حيث تنوع الألوان واللهجات والثقافات. وأعرب الفنان عن جزيل شكره لكتارا التي تمثل صرحا ثقافيا وحاضنة لمختلف أنواع الفنون. ويفتح المعرض أبوابه للزوار يوميا، ويتواصل حتى 17 سبتمبر الجاري.
388
| 05 سبتمبر 2023
في إطار جهودها المتواصلة لتقديم المساعدات الإنسانية لإغاثة الشعب السوداني وبدعم من أهل الخير في قطر قامت قطر الخيرية بإرسال شحنة من المواد الطبية الخاصة بأمراض الكلى والسرطان، من مطار إسطنبول بتركيا إلى مطار بورتسودان، حيث وصلت أولى الطائرات المحملة بهذه المساعدات الأربعاء الماضي، بالتعاون والتنسيق مع كل الجهات الحكومية المعنية في تركيا والسودان. وتأتي هذه المساعدات التي تعد امتدادا للجسر الجوي القطري لجمهورية السودان الشقيقة كاستجابة للنداء العاجل من وزارة الصحة الاتحادية بالسودان واحتياجاتها لهذه الأدوية التخصصية، وتشتمل على 70 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية التخصصية، تم نقلها عبر أربع طائرات. وكان في استقبال الدفعة الأولى لهذه المساعدات بمطار بورتسودان كل من وزير الصحة الاتحادي في السودان الدكتور هيثم محمد إبراهيم وسعادة سفير دولة قطر محمد بن إبراهيم السادة، فيما تم إرسال هذه الشحنة من مطار إسطنبول بحضور السيد أحمد يوسف فخرو مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع تنمية الموارد والإعلام في قطر الخيرية. الأولى من نوعها وأشاد وزير الصحة السوداني الدكتور هيثم محمد إبراهيم بتواصل دعم قطر الخيرية الإنساني لأشقائهم في السودان بالأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية، وقال إن ما يميز هذه المنحة والجسر من قطر أن فيها أول أدوية سرطان تصل للبلاد منذ بداية الاقتتال المتواصل فيها، حيث انقطعت وشحت فيه أدوية السرطان عن (18,000) مريض بالسرطان في مراكز السودان المختلفة، وأضاف: إنهم يثمنون هذه المنحة التي جاءت في وقتها تماما، وتوقع أن تسهم في سد جزء من الفجوة لعلاج مرضى السرطان في الفترة القادمة، كما أشار إلى أن المنحة المقدمة من قطر الخيرية لمرضى الفشل الكلوي ستسهم كذلك في سد حاجة كبيرة لنحو (8000) مريض غسيل كلوي في ولايات السودان المختلفة. مرضى الكلى والسرطان وقال سفير دولة قطر محمد بن إبراهيم السادة لدى استقباله أولى الطائرات، إن هذه الطائرة محملة بالشحنات الطبية العاجلة استجابة لنداء وزارة الصحة الاتحادية التي عانت وأعلنت قبل أيام عن حاجتها لأدوية تخصصية لمرضى الكلى والسرطان، وقال إن طائرتي المساعدات التي وصلت لمطار بورتسودان هما امتداد للجسر الجوي الذي سيرته دولة قطر من (12) طائرة لدعم الأشقاء في السودان. وشكر حكومة تركيا على المساهمة في ايصال هذه المساعدات المقدمة من قطر الخيرية. شكر للمتبرعين بقطر من جهته أكد السيد أحمد يوسف فخرو مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع تنمية الموارد والإعلام في قطر الخيرية على الأهمية القصوى لهذه الشحنة في ظل شح الأدوية النوعية التي يعاني منها الأخوة في السودان الشقيق، والتي تحتوي على أدوية نوعية تتعلق بمرضى السرطان والكلى تحديدا. وتوجه فخرو بالشكر للمتبرعين الكرام من أهل قطر لوقوفهم إلى جانب إخوانهم في السودان ومواصلة دعمهم لجهود قطر الخيرية الإنسانية، منوها بأن الأزمة في السودان أثرت بشكل كبير على حياة الناس لاسيما في القطاع الطبي. سرعة الاستجابة وأعرب وكيل وزارة الرعاية الاجتماعية، رئيس اللجنة الإنسانية جمال النيل عبد الله عن تقديره لدعم قطر وتركيا للسودان، ولسرعة استجابة قطر الخيرية بتقديم المساعدات الطبية الفعالة التي تلبي الاحتياجات الصحية وظروف المرحلة في السودان. وأكد أن هذه المساعدات التي تتضمن أدوية حساسة ومهمة وستصل لمستحقيها سريعا جدا. مساعدات طبية سابقة ويأتي وصول هذه المساعدات الطبية مواصلة لجهود قطر الخيرية في تقديم المساعدات الإنسانية للمتأثرين من الاقتتال في السودان، واستجابة لنداء مرضى الكلى والسرطان والجهات الصحية هناك، واسنادا للنظام الصحي السوداني. وقدمت قطر الخيرية بجانب المساعدات الغذائية مواد طبية ضمن الجسر الجوي الأول شملت (10,000) من أكياس الدم اضافة (1,9) طن من المحاليل الوريدية والأجهزة والمستلزمات الطبية الخاصة بقياس غازات الدم، كما شرعت قطر الخيرية في إسناد التشغيل في مستشفى النو من خلال دعم الكوادر الصحية العاملة في المستشفى.
858
| 20 أغسطس 2023
أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن تقديرها لدولة قطر على تسييرها جسرا جويا، يشمل مساعدات طبية وغذائية عاجلة لدعم الشعب السوداني. جاء ذلك خلال اجتماع عقدته سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، امس، مع السيد فابريتسيو كاربوني، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الذي يزور البلاد حاليا. جرى خلال الاجتماع مناقشة التعاون الاستراتيجي بين دولة قطر واللجنة الدولية للصليب الأحمر في المجالين الإنساني والتنموي في عدد من الدول، لا سيما السودان وأفغانستان واليمن وسوريا. وأشادت سعادة وزير الدولة للتعاون الدولي، خلال الاجتماع، بالدور الكبير الذي تلعبه اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مساعدة المتأثرين في مناطق النزاعات والصراعات. من جانبه، أعرب المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن تقدير اللجنة لدولة قطر على تسييرها جسرا جويا، يشمل مساعدات طبية وغذائية عاجلة لدعم الشعب السوداني.
442
| 01 يونيو 2023
تواصلت الجلسات التعقيبية المصاحبة لعروض مهرجان الدوحة المسرحي الخامس والثلاثين، حيث شارك لفيف من المسرحيين والمهتمين في الجلسة التعقيبية عن العرض المسرحي سيزوي بانزي مات والتي استهلها د. حسن رشيد، وكان من الحضور، بكلمات مشجعة للمواهب المسرحية الشابة التي اعتلت خشبة المسرح خلال الأيام الماضية من المهرجان، قبل أن يبدأ الكاتب والفنان علي ميرزا محمود تعقيبه على المسرحية بحضور الفنان ومخرج العمل محمد السني. ولم يفوت علي ميرزا محمود الفرصة دون أن يثني على النسخة الجديدة من المهرجان واستمراريته، مشيرا إلى أنه ليس بصدد النقد بل التعقيب، مبينا الفرق بينهما. وأضاف: استطاع الفنان محمد السني أن يجسد لنا معاناة الشعب السوداني من خلال نص عن جنوب أفريقيا بطريقة أوحت إلينا بما يريد أن يوصله إلينا من خلال عرضه على خشبة المسرح. لافتا إلى أن محمد السني من الممثلين السودانيين الأكثر شهرة ومعرفة. وتابع: لا أستطيع أن أضع معايير محددة لهذا الشكل من المسرح الذي شاهدناه والذي يندرج ضمن المسرح الفقير الذي يعتمد على القليل من الديكور والإكسسوارات وبعض المشاهد التي تواكب العمل خلال عرضه للقضية المطروحة. الرجل الذي أتى من قريته باحثا عن عمل كي يطعم أسرته الصغيرة والتقاؤه بصاحب محل التصوير ثم اضطراره كي يغير هويته حتى يحصل على الإقامة ويستطيع أن يعيل أسرته من خلال أحداث المسرحية. ووجه ميرزا التحية لمحمد السني ومهند محجوب اللذين استطاعا أن يجسدا لنا نصا مسرحيا يكاد أن يكون ثقيلا على القارئ بدءا بالعنوان الذي يثير الأسئلة: من هو سيزوي بانزي؟ ولماذا مات؟ وقال: من خلال الطرح الذي قدمه المخرج محمد السني واعتماده على المسرح الفقير استمتعنا ودليل استمتاعنا التفاعل الذي رأيناه في صالة المسرح. مشيرا إلى أن الإضاءة كان لها دور كبير في التحول من مكان إلى آخر، مؤكدا أن السني قدم أمكنة عديدة في مكان واحد من خلال الإضاءة.
840
| 21 مايو 2023
أكد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، التزام المنظمة الأممية بدعم الشعب السوداني ورغبته في مستقبل ينعم فيه بالأمن والسلام، والوقوف إلى جانبه في هذه الأوقات العصيبة. وقال غوتيريش، خلال نقاش في مجلس الأمن الدولي بشأن التعددية اليوم، إن الأمم المتحدة ليست بصدد مغادرة السودان.. نحن نعيد تنظيم وجودنا هناك كي نتمكن من مواصلة دعمنا للشعب السوداني. وأوضح أن الأمم المتحدة نقلت مئات الموظفين وأسرهم من الخرطوم وأماكن أخرى في السودان، وأنها ستواصل عملها مع أفرادها داخل السودان وخارجه. وأكد أنه على تواصل مستمر مع طرفي الصراع ودعوتُهما لنزع فتيل التوترات والعودة إلى طاولة التفاوض، مضيفا علينا جميعا أن نبذل كل ما في وسعنا لإبعاد السودان من حافة الهاوية. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن العنف في السودان ينذر بخطر اشتعال كارثي داخل البلاد يمكن أن يمتد إلى المنطقة بالكامل وإلى خارجها، مشيرا إلى أن الوضع في السودان مستمر في التدهور. وكان غوتيريش دعا في وقت سابق إلى وقف الأعمال العدائية على الفور واستعادة الهدوء وبدء الحوار لحل الأزمة الراهنة في السودان.
548
| 24 أبريل 2023
نتوسط بلا أجندات وعلى مسافة واحدة من الجميع المونديال أعاد الاعتبار للعالمين العربي والإسلامي أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، مستشار رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن الدبلوماسية القطرية ترتكز على ثوابت وقيم غير قابلة للتفاوض أو التغيير تتمثل في الوقوف مع الحق وتحقيق العدالة ونصرة المضيوم والحرص على ضمان حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وأن هذا ما أكسب دولة قطر مكانة عالمية كشريك موثوق وفاعل في الساحة الدولية، وضمن استمرارية واستقرار السياسة الخارجية وتفاعلها الإيجابي مع محيطها الإقليمي والدولي. وتحدث د. الأنصاري، في حوار شامل مع الشرق، عن سر نجاح الوساطات القطرية في عدد من الملفات الحاسمة كأفغانستان وفي الملف النووي الإيراني وبين الأطراف في تشاد، مؤكداً أنه نتيجة لعمل مستمر وجهود مكثفة جماعية تقوم بها الدبلوماسية القطرية قائمة على رغبة ودراسة جدية دون أجندات مسبقة مما يضمن نجاح المساعي السياسية التي تهدف إلى تحقيق السلام والأمن، ليس فقط في منطقتنا، بل في العالم. وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إن كأس العالم في قطر هو بناء على الإنجاز وليس بداية للإنجاز وترك إرث حقيقي للدولة على المستوى الرياضي والجانب الدبلوماسي والإنساني وهو ما نعمل على تفعيله بشكل أنجع. وتطرق الحديث مع د. الأنصاري إلى التحديث الذي شهدته وزارة الخارجية، موضحا أن وزارة الخارجية قامت بعدد من التطويرات والتحديثات في عملها وهياكلها لمواكبة التحولات السريعة على الساحة العالمية وتماشيا مع طموحات القيادة في قطر فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، كما استثمرت بشكل كبير للغاية في أنواع أخرى من الدبلوماسية مثل الرياضية والثقافية. وتناول الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء الوضع في السودان والدعوة القطرية لكافة الأطراف إلى وقف إطلاق النار والنزوح إلى الحل السلمي والحوار، مؤكدا استعداد قطر للعب أي دور يساعد في تخفيض الصراع ويصب في مصلحة الشعب السوداني. وفيما يتعلق بلبنان أوضح أن قطر ليست لها أجندة معينة فيما يتعلق بلبنان سوى تحقيق الاستقرار والازدهار وإيجاد حل لدفع السلم، موضحا أن لبنان يحتاج إلى جهد إقليمي دولي للخروج من الأزمة. وعن الجهود القطرية في الملف النووي أكد الأنصاري أن المستفيد الأول من خفض التصعيد في المنطقة مع إيران سيكون دول المنطقة بشكل أساسي ومنها طبعا قطر بحكم القرب الجغرافي، مما يجعل الدوحة تعمل بشكل مكثف على دعم جهود البحث عن حل لهذا الملف. كما تطرق الحوار إلى المصالحة السعودية الإيرانية ودورها في دفع التعاون لما فيه مصلحة المنطقة وعودة العلاقات القطرية البحرينية وعمل قطر على مزيد من تفعيل العلاقات الخليجية والعربية لتحقيق مصلحة متبادلة وضمان الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة. إلى جانب الحديث عن الموقف الثابت من عودة النظام السوري للجامعة العربية وأهم مخرجات اجتماع جدة، بالإضافة إلى توقعات خطة العمل في الاجتماع القادم في جدة وعدد من القضايا الدولية المتعلقة بقطر والمنطقة. وفيما يلي نص الحوار.. شكراً لكم د. ماجد على إتاحة هذه الفرصة.. بداية ما هي أبرز مرتكزات السياسة الخارجية القطرية إقليمياً ودولياً؟ تعتمد السياسة الخارجية القطرية على مجموعة من الثوابت الواضحة، وبغض النظر عن التطورات السياسية والدبلوماسية الجيواستراتيجية المتغيرة في المنطقة كنا نرى أن هذه الثوابت دائما هي العنوان الأبرز للسياسة الخارجية القطرية، ويمكن القول إنها تمتد منذ تأسيس دولة قطر، ومن أبرز ثوابت السياسة الخارجية القطرية الوقوف مع الحق وتحقيق العدالة ونصرة المظلوم والحرص على ضمان حقوق الشعوب في تقرير مصيرها أسوة بقول المؤسس رحمه الله إن قطر هي كعبة المضيوم. كما تسعى قطر في سياستها الخارجية على المساعدة في ضمان الحد الأدنى من الحوكمة الرشيدة وتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة، وهذا التوجه يرسم المواقف القطرية تجاه الكثير من القضايا على رأسها القضية الفلسطينية حيث إن الموقف القطري مبدئي ونابع من الإيمان بأن هذه القضية المركزية بالنسبة للأمتين العربية والإسلامية غير قابلة للتفاوض ولا للمساومة. ركائز السياسة القطرية لكن ألا يشكل هذا التوجه نوعا من الضغط على السياسة الخارجية أو على صانع القرار في قطر؟ أعتقد، منذ عقود طويلة، ثبت صانع القرار في قطر قناعة واضحة جدا لدى المواطن والمقيم في بلادنا وأيضا في المحيط الإقليمي والدولي، أن الأساس الذي تقوم عليه المواقف القطرية هو المبادئ، وإن كانت المصالح هي بلا شك تجزم الكثير من التفاعلات اليومية للسياسة الخارجية القطرية، ولكن المبادئ التي تقوم عليها سياستنا غير قابلة للتفاوض، وهذا بلا شك يشكل ضغطا على قطر في بعض الأحيان، ولكنه أيضا يشكل نقطة قوة في القوة الناعمة لقطر ويضمن استمرارية واستقرار السياسة الخارجية القطرية في تفاعلها الإقليمي والدولي. الحمد لله هذا النهج السياسي القطري أكسب الدوحة احتراما إقليميا ودوليا، ليس فقط على المستوى الشعبي، بل حتى على المستوى الرسمي، لذلك اليوم قطر هي شريك دولي موثوق، وهذه الثقة تأتي وتنبع أساسا من واقع أن المتعاملين مع قطر، من دول ومؤسسات، دائما كانت لديهم قناعة بأن قطر عندما تعد تفي، وعندما تتخذ موقفا مبدئيا فهي تثبت عليه. القضية ليست متروكة لحسابات سياسية ضيقة بل هي امتدادات حقيقية لقناعات راسخة ومبادئ تمتد، كما قلنا، منذ تأسيس الدولة. إرث كأس العالم انتهت قطر قبل أشهر من استضافة واحد من أكبر الأحداث الرياضية وحقق نجاحا باهرا بشهادة الجميع.. كيف يمكن لوزارة الخارجية استثمار هذا الحدث بصورة وبحجم هذا النجاح؟ كان هناك تأكيد من قبل حضرة صاحب السمو وسمو الأمير الوالد أن كأس العالم ليس استضافة وبطولة قطرية بل إنه مناسبة لإعادة الاعتبار للمنطقة العربية وللعالم الإسلامي بشكل عام على الصعيد الدولي، اليوم هذه المنطقة التي دأب الإعلام الغربي والخطاب الدولي في تصويرها على أنها منطقة تخلف وأزمات وحروب، تمكنت من خلال كأس العالم في قطر من تصدير، لمدة شهر، ثقافتها وقيمها وكل ما هو جميل في المنطقة عبر هذه الفعالية العالمية. في الحقيقة نحن اليوم في وزارة الخارجية، وكما قال معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في لقائه مع تلفزيون قطر، نعمل على تحقيق هدف البناء على إرث هذه البطولة الذي لا يمكن اختصاره في الجانب الرياضي، بل يتجاوز إلى الجانب الإنساني والدبلوماسي الذي تحقق في هذه البطولة. أولا كان هناك عدد كبير من رؤساء الدول ومن المسؤولين الحكوميين والوزراء الذين زاروا قطر في هذه البطولة، كثيرون منهم يزورون الدوحة لأول مرة وتم عقد اجتماعات ولقاءات على هامش مشاركتهم وحضورهم، وكانت هناك أيضا اجتماعات استثنائية، وهذه اللقاءات فتحت بابا لتطوير العلاقات خاصة في أماكن مثل أمريكا اللاتينية التي تشكل كرة القدم فيها حجر زاوية في صناعة السياسات فيها. والآن هناك فرص عديدة للاستثمار في هذه العلاقات من خلال التسويق، ليس فقط للاستثمارات القطرية التي تهم الجانب الاقتصادي، ولكن كذلك للفكر القطري القائم على المبادئ والقيم التي تشكل أسس الدولة. وقد لمسنا هذه النتائج الإيجابية من خلال عدد من الزيارات الدبلوماسية بعد كأس العالم، ويضاف إلى ذلك طبعا جهود سفاراتنا في مختلف الدول التي نظمت عددا من الأنشطة للترويج لكأس العالم والتعرف على الثقافة العربية بشكل أكبر وأقرب من خلال عدد من الفعاليات المتنوعة. وأصبح الأشخاص يستدلون بالدوحة في الخارج للتعريف بالمنطقة العربية والخليجية بعد نجاح كأس العالم، وهذا في حد ذاته إرث مهم يرسخ لصورة مشرفة لقطر وبنيتها التحتية المتميزة وشعبها المضياف. وهذا النجاح الباهر بلا شك يمكن البناء عليه دون اعتبار للأصوات النشاز التي كانت تحاول أن تشوه هذه البطولة التي أثبتت التجربة أن نجاحها هو الإرث الذي سيبقى للأجيال القادمة. سياسة متجددة هل تتفقون مع الرأي القائل إن السياسة الخارجية القطرية ما بعد كأس العالم ليست كما كانت قبل البطولة سواء في التعاطي مع الملفات أو القضايا الإقليمية أوالدولية ؟ بطولة كأس العالم كانت محفزة للدولة بشكل عام، ليس فقط في مجال السياسة الخارجية، وأنا أعتقد أن أهم وأبرز تغيير هو هذا التحفيز الذي يساعدنا على تعزيز الإرث ما بعد كأس العالم. اليوم المبادرات في ازدياد وحجم العمل الخارجي في تطور وعلاقاتنا الدبلوماسية أصبحت أكثر تنوعا، ولكن لا يمكنني القول في الحقيقة إن هذا التقدم يرتبط فقط بكأس العالم، فهناك رؤية استراتيجية وضعت منذ سنوات عديدة للارتقاء بالعمل الخارجي لدولة قطر بتوجيهات من حضرة صاحب السمو، شاهدنا كيف أن قبل كأس العالم بشهور قليلة قام صاحب السمو بجولة أوروبية كانت مهمة جدا، قبلها كانت هناك جولة في أمريكا اللاتينية وجولة أخرى آسيوية، كل هذه الجولات الأميرية أعطت دافعا وزخما للسياسة الخارجية القطرية. كذلك فإن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية خلال السنوات الماضية كان له نشاط وتحركات دبلوماسية متميزة وغير منقطعة، تعكس حجم التزاماته الخارجية.. ويمكن القول إن جوهرة التاج في كأس العالم هو استقبال الوفود الدولية خلال كأس العالم، واليوم طبعا تستمر هذه الوتيرة بشكل أكبر. لقد أشرت إلى الحملات المغرضة التي شنت على قطر قبيل كأس العالم ومنذ فوزها باستضافة هذه البطولة..كيف يمكن أن نستفيد من هذه التجربة لإعداد إستراتيجية للتصدي لمثل هذا الاستهداف في مشاريع مقبلة؟ في الحقيقة تعرضت قطر خلال مناسبات عديدة إلى حملات مغرضة وكانت ضحية للمعلومات الكاذبة وللإعلام المضلل على مستوى دولي، ولكن على الرغم من المحاولات الحثيثة وأحيانا تظافر جهود دول ومؤسسات وجهات ولوبيات من مختلف الدول، نرى دائما أن الواقع على الأرض يرجح كفة الحق خاصة في ظل تماسك المجتمع القطري ونزوعه للوقوف بجانب الحق. حتى في هذه التجربة رأينا كيف أنه كانت هناك محاولة حثيثة قبل كأس العالم لإظهار أن هذه البطولة ستكون الأفشل والأصعب في تاريخ كأس العالم وانتهى الأمر بأن شبكة مثل البي بي سي التي كانت إحدى القنوات التي استهدفت قطر بشكل مباشر، حيث لم تقم ببث افتتاح بطولة كأس العالم وحاولت أن تظهر وجها سيئا مفتعلا للبطولة، وجدت أنه في استبيان أطلقته هي وليست أي جهة أخرى كانت أغلبية الأصوات ترى بأن هذه النسخة هي أفضل كأس عالم في في التاريخ. الصورة النمطية أثرت بشكل كبير على تعاطي بعض الجهات الإعلامية مع كأس العالم قبل قدومهم إلى الدوحة، لكن فور وصولهم إلى الدوحة تبددت هذه الصورة السلبية وذلك بشهادات الإعلاميين الدوليين، منهم زميلة صحفية من استراليا قالت لي : «هذا أكثر كأس عالم آمن أحضره، وأنا غطيت أكثر من أربعين فعالية رياضية دولية بما فيها في دورات من كأس العالم في السنوات السابقة..لأول مرة أدخل إلى الملعب وأنا أشعر بالأمان الكامل وأحضر المباراة وإلى جانبي رضيع ولا يوجد لدينا أي خشية على أمننا» أعتقد أن الواقع فرض نفسه والحق دائما كما يقال أبلج. وهذا الوضوح الذي تعاملت به قطر مع الحملات الإعلامية الدولية وإظهار الوجه الحقيقي من خلال الواقع على الأرض وليس من خلال تضخيم أي إنجاز، هو ما أثبت في النهاية أن الطريقة الأفضل لمقاومة هذا النوع من الحملات هو النجاح وإثبات الحقيقة في الواقع. إرث للأجيال هل تعتقد أن قوة ناعمة جديدة انضمت إلى القوة الناعمة التي تمتلكها قطر وهي قوة الدبلوماسية الرياضية ؟ الدبلوماسية الرياضية كانت حاضرة في قطر وبقوة منذ سنوات عديدة في بطولات مختلفة على مستوى العالم كانت تستضيفها قطر، صحيح أن أكبرها كان كأس العالم، ولكن استضافة البطولات العالمية، في مجال التنس مثلا، يعود إلى التسعينيات من القرن الماضي. هناك بطولات دولية نظمتها الدوحة مهمة مثل بطولة الآسياد في 2006، التي كانت علامة فارقة وأيضا كانت دافعا لتحسين البنية التحتية في حينها وكانت إضافة في طريق الدبلوماسية الرياضية. واليوم أنا والكثير من المسؤولين في الدولة ينظرون إلى كأس العالم في قطر على أنه بناء على الإنجاز وليس بداية للإنجاز، بمعنى أن كل هذا النجاح في استضافة الفعاليات الرياضية السابقة والنجاح على مستوى الدبلوماسية الرياضية، حتى في عضويات الاتحادات الإقليمية والدولية، مكن من أخذ زمام المبادرة في تنظيم الفعاليات الدولية من خلال استضافة كأس العالم والبنية التحتية الرياضية كانت جاهزة بالإضافة إلى الدبلوماسية الرياضية القطرية والقدرة على التأثير. هناك أثر حقيقي من وراء مثل هذه الفعاليات على المستوى الإنساني أولا قبل المستوى الرياضي وسنوات الخبرة مكنت من إنجاح هذا الحدث العالمي. الدبلوماسية الشعبية كيف يمكن تفعيل الدبلوماسية الشعبية ؟ نحن في وزارة الخارجية القطرية نهتم بشكل كبير بمسألة الدبلوماسية العامة أو الدبلوماسية الشعبية كما ذكرتم.. وفي هذا الإطار تم استحداث مهمة المتحدث باسم وزارة الخارجية وهو منصب ليس منتشرا كثيرا خاصة في المنطقة، ومن خلال تنفيذ الدبلوماسية الشعبية نحرص على أن يتم تجاوز التواصل الثنائي ومتعدد الأطراف على المستوى السياسي ويشمل التواصل مع أجهزة الإعلام والتواصل مع مراكز الأبحاث الأكاديمية.. كما أن الدبلوماسية الشعبية مرتبطة بالدبلوماسية الثقافية والدبلوماسية الرياضية وغيرها. نعطي أهمية بالغة جدا لهذا الملف ورأينا كيف أنه في السنوات الماضية الجهاز الإعلامي في وزارة الخارجية تم تعزيز دوره ونشاطه بما يتناسب مع التحديات التي نواجهها في قطر.. واليوم عوضا عن الاكتفاء بمكتب إعلامي أصبحت هناك إدارة للإعلام والاتصال بوزارة الخارجية، بالإضافة إلى مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية ومكتب الإعلام الدولي، هذه الأجهزة الثلاثة تعمل بتناغم كبير جدا في مجال تحقيق رسالة خارجية وإيصال صوت قطري للخارج وأيضا تثبيت وتعزيز سمعة قطر كشريك دولي موثوق ومؤثر عالميا..يضاف إلى ذلك طبعا أن قطر في السنوات الأخيرة استثمرت بشكل كبير جدا في أنواع أخرى من الدبلوماسية مثل الرياضية والثقافية. لدينا اليوم، الأيام الثقافية والفعاليات الدولية الرياضية، وهي كلها جزء من هذه الدبلوماسية الشعبية..كما أننا نعمل على تعزيز دبلوماسية الفكر من خلال عدد من الفعاليات من أهمها منتدى الدوحة الذي تم تنظيم أكثر من عشرين نسخة منه وحقق نقلة استثنائية خلال السنوات الأخيرة.. وأذكر أنه في آخر منتدى هنا في الدوحة قال لي أحد الزملاء من الولايات المتحدة الأمريكية من رواد هذه المؤتمرات: «هذا أكبر مؤتمر دولي من نوعه في العالم»رغم أنه يحضر كل المؤتمرات العالمية .. منتدى الدوحة هو جوهرة فيما يتعلق بدبلوماسية الفكر، ولكن أيضا نتواصل مع مراكز الأبحاث الدولية، وتحرص قطر على الحضور في المؤتمرات الدولية، ومعالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يحضر بشكل ثابت في عدد من المؤتمرات الدولية ويتحدث في زياراته الدولية في عدد من الجلسات الحوارية ويتبادل وجهات النظر والتعريف بالسياسة القطرية مع الخبراء من مراكز الأبحاث والجهات الأكاديمية الدولية. في الحقيقة حضرة صاحب السمو كان له دور مهم في نقل الخطابات السياسية إلى أن تكون فعلا رسالة فكرية تصل، ليس فقط إلى السياسيين، ولكن تصل إلى الشعوب بشكل عام، وهذا ما رأيناه في خطابات سموه خلال مؤتمرات مثل ميونخ وغيرها في مشاركته في جلسات هذه المؤتمرات، كان هناك دائما خطاب مختلف والكثيرون اليوم يستدلون من خلال هذه الخطابات ليس فقط على توجه قطر بل تحولات السياسة في المنطقة بشكل عام. مواكبة لطموحات الدولة د. ماجد ذكرت أن هناك انفتاحا وتجديدا واستحداث مناصب إعلامية خلال الفترة الأخيرة في وزارة الخارجية.. هل هذا يعني مواكبة لمرحلة جديدة تبدأها الوزارة ؟ طبيعة العمل الخارجي والعمل الدبلوماسي تتطلب ديناميكية دائما هناك تحولات يومية في السياسة الخارجية وحجم القضايا المستجدة تحتاج إلى تفاعل أكثر تطورا.. نحن اليوم نصدر ما لا يقل عن بيانين أسبوعيا حول مختلف القضايا.. مواكبة التغيرات وسرعة الأحداث على الساحة الدولية تطلبت إعادة تقسيم هذه الأدوار وإطلاق مبادرات جديدة خاصة في الجانب الإعلامي وهو ما يمثل أهمية بالغة وحرصا على نشر بيانات الوزارة في وقت مناسب وبسرعة كبيرة تتماشى مع وتيرة الأحداث. اليوم لدينا جهاز دبلوماسي مختلف فرضه علينا الواقع الخارجي، ولكن أيضا طموحات القيادة هنا في قطر فيما يتعلق بالسياسة الخارجية بحاجة إلى تفاعل دائم وتغيير دائم يواكب هذه الطموحات.. كما يحرص مكتب الإعلام الدولي على التفاعل السريع والدائم مع وسائل الإعلام الدولية وتكوين شبكة علاقات خارجية جيدة بالإضافة إلى توفير المعلومة الدقيقة والموثوقة. الوساطة الناجحة تميزت الدبلوماسية القطرية في السنوات الماضية بتحقيق نجاحات مميزة في الوساطات في عدد من الملفات.. هل نتوقع استمرارية هذا النهج خلال المرحلة المقبلة ؟ بلا شك، حضرة صاحب السمو عندما سئل في مقابلة لوبوان الفرنسية عن تعريف سموه لقطر قال «إننا مصدر موثوق للطاقة وميسر للسلام»، وعندما يجيب حضرة صاحب السمو على هذا السؤال بهذه الطريقة، فهذا يضع مسؤولية خاصة للعمل في هذا الاتجاه ويدق جرس الإنذار في وزارة الخارجية بأنها مصدر ميسر للسلام وليست وسيطا فقط.. وهو دور أساسي ويمثل جزءا مهما من تعريف دولة قطر في نظر القيادة الرشيدة، وبالتالي دورنا اليوم في الوزارة هو تفعيل هذه الوساطات، ولكن أيضا بناء على النجاحات بشكل يضمن أن النجاحات القادمة تكون أكثر تأثيرا في تحقيق السلام والأمن ليس فقط في منطقتنا هنا بل في العالم. وخلال الفترة الأخيرة تم تسجيل نجاح للدبلوماسية القطرية في محادثات السلام في تشاد، بالإضافة إلى تفعيل الوساطة القائمة بين الكونغو ورواندا من أجل خفض التصعيد في الأراضي الفلسطينية.. وهناك جهود طبعا عديدة في الوساطة ومكافحة الإرهاب وفض المنازعات عبر أقسام الوزارة المختلفة وتخصصاتها المتعددة التي تعمل في إطار تيسير السلام، كذلك نقوم بجهود في أفغانستان قائمة على نجاح سابق في الوساطة . السؤال الأبرز في الوزارة هل يمكن أن نقوم بدور في خفض التصعيد أو تحقيق وساطة أو تيسير سلام في هذا البلد. نجاح قطري السؤال الذي يطرحه كل قطري لماذا تنجح قطر في الوساطات فيما آخرون يفشلون.. هل هناك لمسات أو هناك وصفة معينة تمتلكها قطر ولا يملكها الآخرون ؟ أعتقد أن الناس تنتبه فقط للنتيجة النهائية بمعنى أن هذا النجاح لا يعني أن قطر لديها عصا سحرية تستخدمها في أي ملف وينتهي الموضوع ببساطة. الجهود القطرية في إطار الوساطة هي عبارة عن مسار طويل جدا، قد يمتد في بعض الملفات إلى سنوات طويلة كما هو الحال في قضية دارفور وأفغانستان، وهناك جهود مستمرة كخفض التصعيد في الأراضي الفلسطينية الذي يبقى قائما . هناك الكثير من النجاحات التي نبني عليها ولكن هذه النجاحات هي وليدة مجموعة من العراقيل والتحديات الصغيرة التي تنتهي إلى نجاح.. وعادة ما يتحقق هذا النجاح بفضل دعم مباشر وصريح من القيادة الرشيدة في تحقيق السلام في هذا الملف أو تحقيق المصالحة في ذاك الملف أو الاتفاق بين الأطراف والتدخل المباشر من القيادة يكون عامل نجاح وحسم كبير مثل الوساطة في جنوب لبنان وفي أفغانستان. اليوم هناك آلة في وزارة الخارجية القطرية وفي الدولة بشكل عام اكتسبت مجموعة كبيرة جدا من الخبرات.. أنا لا أتكلم هنا على مستوى الأفراد أنا أتكلم على مستوى الذاكرة والثقافة المؤسسية. اليوم قطر تعرف كدولة كيف ومتى تتوسط، كيف ومتى تدخل للوساطة.. وهذا طبعا يساهم بشكل كبير في نجاح الوساطات، قطر لا تدخل بشكل عبثي في هذه الوساطات، ولا تدخل بأجندة مسبقة وهذا أعتقد ما يميز قطر بشكل كبير هناك دراسة دقيقة للحالة و استشعار لدى الأطراف بأن قطر ليس لديها أجندة خاصة أو هدف محدد من وراء هذه الوساطة وهذا ما ينجح الجهود. لم يكن لدى قطر أجندة في أفغانستان ولا في تشاد وغيرها والكل رأى هذا بشكل واضح. تقريب وجهات النظر لا يمكن إلا إذا وجدت هذه الحالة الاستثنائية من الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف وليس الحياد. الحياد في حالة وساطة قد يكون حيادا سلبيا.. وهو البناء على تحقيق مستقبل أفضل من خلال نقل الرسائل ولكن أيضا بناء الأفكار في عملية الوساطة. إلى جانب قدرة قطر على أن تستثمر في السلام. وأنا لا أعني عندما أقول كلمة تستثمر فقط الجانب المادي من المسألة، لكن أعني الاستثمار المؤسساتي السياسي الاقتصادي الاجتماعي في كل عملية صناعة سلام، اليوم عندما انخرطت قطر في الوساطة في دارفور كان جزءا كبيرا منها هو بناء مشروع للتنمية في دافور ولم يكن من الممكن الوصول إلى اتفاق بين الأطراف المتحاربة وإيقاف القتال في دارفور إلا بأن يكون هناك فعلا أمل في المستقبل. لأن الشيء الوحيد الذي يوقف نزيف الدم ويضعف خطاب الحرب هو الأمل الذي يتحقق من خلال إيجاد فرص للشباب لبناء مستقبل أفضل عبر التعليم والعمل وتحقيق التنمية. البنية التحتية نتكلم هنا عن الشوارع والمدارس والمستشفيات تكون أهم من الوصول لإتفاق سياسي في سياقات معينة وهي الضمانة الوحيدة أمام عدم العودة إلى حالة الاحتراب. الجهاز التنموي القطري عبر صندوق قطري للتنمية والمؤسسات يعمل بشكل خاص في مجال التعليم في مناطق النزاع.. رأينا من خلال هذه المبادرة إعادة إدماج مليون طفل تقريبا، في ساحات النزاع، في التعليم، رأينا المشاريع التعليمية والصحية ومشاريع البنية التحتية التي نفذت في عديد من مناطق النزاع ونأمل حقيقة أن مثل هذه المشاريع التي تقام اليوم بشراكات دولية ومع مؤسسات دولية وعلى رأسها الأمم المتحدة تكون هي الضمانة التي توضع تحت أي نجاح دبلوماسي قطري فيما يتعلق بالوساطة. كيف تتم صناعة الدبلوماسي القطري ؟ طموحات القيادة والدولة لدينا تتجاوز عدد القطريين بكثير ولكن نحن دائما نقول إن المواطن القطري المنجز المعطاء هو الطريقة الوحيدة لجبر هذا النقص العددي.. ولذلك رأينا حقيقة أن التجربة العملية ساهمت في صقل القدرات الدبلوماسية بشكل كبير جدا. هناك دورات تدريبية مكثفة غير اختيارية وضعنا فيها بسبب الظروف المحيطة بنا وبسبب الأزمات التي مررنا بها. معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أدار دفة الخارجية القطرية في أحلك الظروف ومعه كل جسم وزارة الخارجية الذين واصلوا الليل بالنهار.. كل واحد من منتسبي هذه الوزارة يقوم بدوره ودور عشرة دبلوماسيين معه. بعض سفاراتنا كان عدد الدبلوماسيين فيها محدودا لكن قاموا بأدوار ضخمة، اليوم وزارة الخارجية القطرية لديها معهد دبلوماسي للدراسة، الدكتور عبد العزيز الحر يقوم بدور كبير جدا فيما يتعلق ببناء القدرات في الدورات التي يقيمها الدبلوماسيون، الدبلوماسي القطري قبل أن يعطى الدرجة الدبلوماسية يخوض دورة دبلوماسية مكثفة تعطيه انكشافا على معظم المعارف، ويسبق ذلك عملية الاختيار التي تتم عبر مجموعة من الاختبارات والمعايير التي يتم من خلالها قبول الشخص في وزارة الخارجية، ثم يخوض هذه الدورة، وكل نقلة دبلوماسية هناك دورة عندنا تسمى دورة المنقولين هذه أيضا يعطى فيها الدبلوماسي جرعة إضافية من المعارف الدبلوماسية التي يحتاجها فورعمله بالخارج. ولدينا الآن ماجستير تنفيذي، برنامجان بالحقيقة ليس برنامجا واحدا بالتعاون مع جامعة جورجتاون ومعهد الدوحة الدبلوماسي. دعوة للسلام ما هو موقف دولة قطر من الصراع القائم في السودان؟ وهل هناك تحركات دبلوماسية للوساطة بين الأطراف المتنازعة ؟ أصدرنا بيانا دعونا فيه كافة الأطراف إلى وقف إطلاق النار والنزوح إلى الحل السلمي والحوار، والدعوة إلى الحوار السلمي بين الأطراف كان دائما الموقف القطري من أي صراع.. نحن اليوم طبعا قلقون جدا من هذا التطور السلبي في السودان. وسمعنا دعوات دولية من مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لوقف الصراع الدائر بأسرع وقت ممكن ولا يمكن أن يكون هناك أي تأخير في إيجاد حل لأن كل دقيقة تساوي أرواحا. قطر دائما كانت مستعدة في حال طلب منها أن تلعب دورا إيجابيا في تيسير المفاوضات والسلام بين مختلف الأطراف وفي عدد من القضايا فبلا شك في حال طلب الأشقاء في السودان منا أن نقوم بدور فنحن منفتحون على هذا الأمر. نحن نرحب بأي جهد إقليمي أو دولي ممكن أن ينتج عنه تهدئة للوضع في السودان، ونتمنى الخير في الأيام القادمة خاصة أننا مقبلون على عيد الفطر المبارك وفي هذه الأيام الفضيلة يجب أن يكون هناك استماع لصوت الحكمة بحيث لا يستمر هذا النزيف في حق الشعب السوداني الذي عانى كثيرا خلال السنوات الأخيرة بسبب العقوبات والأزمات السياسية والاقتصادية بأشكالها المختلفة.. نتمنى أن لا تطول هذه الأزمة في السودان الشقيق. إذا طلب منكم التدخل هل يمكنكم العودة إلى الساحة السودانية مجددا ؟ علاقتنا مع السودان الشقيق تاريخية ومستمرة وهناك لقاءات متواصلة بين المسؤولين السودانيين والقطريين خلال الفترة الماضية.. ولم يطلب منا حتى الآن القيام بهذا الدور، ولكن الاتصالات القطرية مع الأطراف لا تنقطع والسفارة هناك تعمل بجد يوميا في التواصل مع الأطراف المختلفة، وسعادة السفير على تواصل يومي معنا من هناك.. نحن مستعدون لأي دور يخدم الوضع في السودان . حل الأزمة اللبنانية وزير الدولة الدكتور محمد الخليفي كان مؤخرا في بيروت والتقى تقريبا كل القوى اللبنانية هناك.. هل هذه الزيارة تعد استكشافية لبدء وساطة قطرية ؟ هناك جهد مستمر فيما يتعلق بلبنان قام به وزير الدولة وقبل ذلك معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية في التواصل مع الأطراف اللبنانية، وحضرت قطر الاجتماع الخماسي حول هذا الشأن وشاركت في النقاش حول إمكانية التوصل إلى حل سياسي والأكيد أنه ليس لقطر أجندة معينة فيما يتعلق بلبنان سوى تحقيق الاستقرار والازدهار. وكانت الدوحة حريصة على دعم الجيش كمؤسسة وطنية في لبنان لضمان أن تبقى صامدة في وجه أي أزمات اقتصادية أو سياسية بالإضافة إلى كافة الجهود التنموية التي يمكن تحقيقها في لبنان وعلى المستوى السياسي هذه الزيارة وما سبقها كان هدفها الأساسي هو استكشاف آفاق الحل. والحل في هذه الأزمة هو لبناني- لبناني أي طرف خارجي يجب أن يكون دوره ميسرا وداعما ومحفزا وبناء على الأولويات اللبنانية لذلك فما نقوم به اليوم هو محاولة تكوين وجهات نظر وهناك اتصال مع شركائنا الدوليين سواء في الإقليم مع المملكة العربية السعودية والأطراف الأخرى كذلك مع فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية..اليوم لبنان يحتاج إلى جهد إقليمي دولي للخروج بلبنان من الأزمة. أهمية بالغة فيما يتعلق بالملف الإيراني ما هو الدور الذي تقوم به قطر حاليا بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية ؟ بالنسبة لقطر الملف النووي الإيراني يحتل أهمية بالغة خاصة وأن المنطقة لا تحتمل المزيد من التوتر، والمستفيد الأول من خفض التصعيد مع إيران سيكون دول المنطقة بشكل أساسي ومنها قطر بحكم الجغرافيا.. وعليه ففي هذه الوساطة تحديدا هناك أجندة قطرية لتحقيق السلام لنا ولشعوب المنطقة .. لذلك عملت قطر بشكل مكثف على دعم جهود الوسيط الأوروبي من خلال استضافة إحدى جولات الحوار المباشر بين الطرفين في الدوحة، وهناك تواصل وزيارات قطرية مستمرة من أجل دفع الحوار. وأعتقد أنه في الوقت الحالي ربما لا يكون التفاؤل هو سيد الموقف للوصول لاتفاق، ولكن إمكانية أن يتم تحقيق نجاحات محدودة في طريق الوصول لاتفاق ما زال قائما وهو ما تعمل عليه الآن قطر مع الشركاء الدوليين، ونحن سعداء حقيقة بأن يكون هناك خفض للتصعيد في المنطقة بشكل عام لذلك رحبت قطر بالاتفاق بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية ونتمنى أن نرى الجميع على طاولة الحوار من أجل تحقيق المصلحة المتبادلة . استقرار المنطقة هناك أيضا مبادرات في موضوع الملف اليمني.. كيف يمكن لهذه المصالحات أن تنعكس إيجابا على المنطقة وشعوبها ؟ من ثوابت السياسة القطرية هي أن يتم حل الخلافات بالطرق السلمية انطلاقا من واقعنا الجيوسياسي.. فأكبر مستفيد من الأدوات السلمية في حل الخلافات هي بلا شك الدول الصغرى وليست قوى كبرى.. وهذا ما يجعلنا اليوم حريصين على دعم الاستقرار والسلام عالميا عبر تشجيع الجهود السلمية في مثل هذه النزاعات.. اليوم عندما نرى مصالحة في المنطقة فهذا يخفض معيار التصعيد ويكون هناك جلوس على طاولة الحوار للحديث بشفافية عن الخلافات لإيجاد سبل سياسية لحلها وأن يكون هناك طريق آخر غير السلاح لحل النزاعات بين الدول، تأسست الدبلوماسية على هذه الفكرة.. هذه المصالحات ننشدها في المنطقة وهي بلا شك إيجابية وعلينا أن نجعلها مستدامة عبر برنامج المصالح المتبادلة وجهود التنمية وإيجاد قنوات اتصال دائم مما يضمن لشعوب هذه المنطقة مستقبلا أفضل.. فشعوب المنطقة عانت بشكل خاص، إذا ما قارنا كمية الأزمات التي حدثت في منطقتنا خلال القرن الماضي بأي منطقة أخرى في العالم سنجد أننا نتحدث عن تميز من الناحية السلبية وبالتالي تستحق هذه المنطقة عقودا من الاستقرار. اجتماع جدة ذكرتكم اجتماع جدة.. ما هي أهم مخرجات الاجتماع ؟ كما قرأتم جميعا البيان شاركت فيه دول مجلس التعاون بالإضافة إلى العراق ومصر والأردن.. الهدف الأساسي من هذا الاجتماع كان التباحث حول القضايا الإقليمية المختلفة وعلى رأسها طبعا القضية الفلسطينية، وكما ذكر البيان تم التأكيد على دعم صمود الشعب الفلسطيني واستنكار وإدانة كل هذه الاستفزازات الإسرائيلية في شهر رمضان المبارك والدعوة إلى احترام الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى المبارك والتأكيد على خطورة التصعيد ومحاولة تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم هناك..وتم مناقشة القضية السورية وإمكانية المضي قدما بشكل إيجابي لحل الأزمة السورية عبر القنوات الإنسانية والدبلوماسية. كان اجتماعا تشاوريا غير رسمي هدفه الأساسي هو تبادل وجهات النظر بين الأطراف المعنية وسيفضي إلى نقاشات أوسع على المستوى العربي. كانت هناك أصوات عالية ربما إعلاميا ودعوات بعودة النظام السوري إلى الجامعة العربية.. وهناك من يتحدث عن لماذا قطر تتحفظ على عودة النظام السوري ؟ هناك أطراف أخرى أقامت علاقات دبلوماسية وعلاقات اقتصادية لماذا أنتم تتحفظون؟ نتمنى أن نشهد حلا للأزمة السورية يحقق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار.. طبعا هذا ليس موقفا قطريا منفردا..قرار عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية هو قرار عربي عام.. معظم الدول العربية التي اتخذت قرارا ضد النظام السوري لم تجد إلى اليوم مسببات لإنهاء تجميد عضوية سوريا بما أن الأسباب ما زالت قائمة، الموقف القطري ثابت إن ما لم يكن هناك حل وتطور دبلوماسي سياسي حقيقي يحقق تطلعات الشعب السوري، وأن يكون هناك حالة إجماع عربي على هذا الملف. هذه القضية سيادية بإمكان كل دولة أن تعالج الملف السوري كما تراه مناسبا. ندعم أن تكون هناك مشاورات وأن يكون هناك نقاش على هذه المسألة بين الأطراف الإقليمية المختلفة ومع الأطراف الدولية. ينبغي التأكيد على أن الموقف القطري كان نابعا من إدانة واضحة وحاجة إلى التعامل مع جرائم ارتكبت بحق الشعب السوري.. هذه الجرائم لا يمكن أن تسقط بالتقادم، نحتاج أن يكون هناك ثمن حقيقي يدفع للشعب السوري. قضايا إنسانية تطرقت إلى أحد الملفات المهمة التي قادت دولة قطر الوساطة فيها وهو الاتفاق التاريخي بين طالبان والولايات المتحدة الأمريكية ..لكن أفغانستان إلى هذه اللحظة مضطربة فهل هناك جهود قطرية أخرى لمساعدة هذا البلد على الاستقرار ؟ الدافع الأبرز لقطر في الوساطة بين طالبان والولايات المتحدة الأمريكية كان إيقاف الحرب، هذه الآلة المدمرة التي لن ينتج عنها إلا مزيد من الضحايا بشكل يومي، وهو ما تم، توقفت الحرب ولأول مرة من قرابة ربع قرن، هذا الإنجاز كان الأهم بالنسبة لنا في المرحلة الأولى..وكنا نعلم دائما، وأعتقد أن العالم كله كان يعلم أن التحدي الأكبر سيكون مرحلة ما بعد الحرب لأننا لا نتحدث هنا عن عودة طبيعية إلى استقرار ومؤسسات دولة قائمة وقوية وراسخة نتكلم عن دولة ربع قرن تعيش في حرب طاحنة مترامية الأطراف وتعيش في أزمة اقتصادية وإنسانية خانقة. طبعا دورنا لم ينقطع في أفغانستان على الجانب الإنساني والتنموي والسياسي، كما قلت، سعادة المبعوث الدكتور مطلق القحطاني كان في أفغانستان مؤخرا وتواصل مع الأطراف الأفغانية لفتح نقاش شفاف مع حكومة تصريف الأعمال في أفغانستان حيال كل القضايا بما في ذلك القضايا نختلف فيها بوضوح معهم كحقوق الإنسان والتعليم وعمل المرأة ولكن هذا لا يعني أن نعود لمقاطعة أفغانستان وعزلها مرة أخرى عالميا. لذلك نقول دائما لشركائنا الدوليين إن الطريقة الوحيدة لتحقيق التقدم في أفغانستان هو من خلال مزيد من الانخراط وليس مزيدا من العزلة.. نحن نمثل المصالح الأمريكية ولعدد من الدول الأوروبية في أفغانستان ونستضيف سفاراتهم في الدوحة ونتواصل مع الأطراف الدولية للوصول إلى حلول خاصة على مستوى الإغاثة الإنسانية. مساعدات بلا أجندات بعض الدول ربطت مساعداتها بمسارات ومصالح معينة.. هل تفكر قطر أن تحذو حذو هذه الدول بمعنى أن تكون هناك منطلقات للمساعدات التي تقدمها ؟ معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في مقابلته الأخيرة مع تلفزيون قطر أشار بوضوح إلى نقطتين أساسيتين فيما يتعلق بالمساعدات أولا التي تنطلق من التزامات قطرية كطرف في المجتمع الدولي.. النقطة الأخرى ترتبط بطبيعة الشعب القطري الذي تميز بكونه معطاء وكريما وفي كل الأزمات يكون دعمه استثنائيا، فكما قال معاليه يجب أن لا يستكثر المواطن القطري على الحكومة أن تكون أيضا بنفس الاتجاه نحو الخير.. ومن المهم الإشارة إلى أن المساعدات القطرية للخارج كانت دائما بتوجيه مباشر من القيادة الرشيدة بهدف إحداث فرق في حياة الناس ، لذلك فإن تسييس هذه المساعدة أو تحويلها لأدوات ابتزاز يخالف هذه الرؤية الحكيمة لدى القيادة الرشيدة بأن هذه النعمة التي أنعم بها الله عز وجل علينا في قطر من الازدهار المادي زكاتها تكون من خلال هذه المساعدات التي توجه للشعوب التي تحتاجها. ما بعد اتفاق العلا إذا عدنا إلى البيت الخليجي بعد اتفاق العلا..كيف تجدون تطور العلاقات الخليجية الخليجية؟ هناك تطورات إيجابية كما رأينا خلال الفترة الأخيرة منذ التوقيع على اتفاق العلا بدأت اللجان تعمل مع الدول المختلفة، آخر هذه الاجتماعات كان الاجتماع مع الجانب البحريني، هناك اجتماعات منفصلة طبعا في أبو ظبي والرياض.. وأعتقد أن اليوم بإمكاننا أن نتحدث عن استكمال مسيرة التعاون مع الأشقاء. على المستوى السياسي رأينا طبعا اللقاءات المتعددة بين القادة والزيارات المتبادلة التي تمت خلال الفترة الأخيرة مما يحاكي تطلعات الشعوب الخليجية في مشروع التعاون الخليجي. تم الإعلان عن عودة العلاقات الدبلوماسية القطرية البحرينية هل هناك خطوة قادمة ؟ تم الاتفاق على إعادة العلاقات الدبلوماسية والآن يتم التركيز على الأعمال الإجرائية، بالنسبة للطيران بدأت اللجان الفنية تعمل في هذا الإطار لعودة الطيران بين البلدين وسيتم إن شاء الله في أقرب الآجال وكذلك نحن بانتظار زيارات اللجان الفنية فيما يتعلق بفتح السفارات هذه إجراءات بيروقراطية ستأخذ وقتها بشكل طبيعي. ماذا عن الإمارات؟ الأمر نفسه، هناك لجان فنية أيضا تعمل بين البلدين..كان هناك اجتماع مؤخرا ونترقب الخطوة الأولى والأساسية وإعادة فتح السفارات وغيرها من الإجراءات. هناك قمة عربية قادمة في الرياض.. ما هو المؤمل من هذه القمة والاستحقاقات المنتظرة ؟ تحديات كبيرة ستوضع على طاولة هذه القمة، الأزمة السورية، التصعيد في الأراضي الفلسطينية، التوتر القائم حاليا في السودان، أنا أعتقد أن اليوم العالم العربي بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى مزيد من التعاون بين أطرافه وكانت هناك مؤشرات إيجابية في دفع التعاون العربي خلال الشهور الماضية وهذه القمة نتمنى أن تكون ترجمة لهذا التعاون من أجل حل مشاكل المنطقة عبر التعاون والحلول الداخلية. رسائل إيجابية ألا يعيش التعاون العربي حالة من التراجع بشكل كبير؟ يعاني التعاون الإقليمي عموما في العالم اليوم تحديات حتى أوروبا مثلا.. هذه التحديات فيما يتعلق بالعمل المشترك نابعة من مشاكل اقتصادية وسياسية وتغيرات جيواستراتيجية دولية تؤثر على المشهد الدولي ولكن فيما يتعلق بالتعاون العربي فأعتقد أن هناك رسائل إيجابية مقارنة بعشر سنوات سابقة. ولكن بلا شك لا يجب أن ينقطع الأمل في أن يكون هناك حوار عربي عربي وتعاون في إطار هذه الملفات سواء تحت مظلة الجامعة العربية أو في مجلس التعاون أو أي تكوينات إقليمية أخرى أو حتى في إطار العلاقات الثنائية المزدهرة بين الأطراف المختلفة. هناك تطور كبير في العلاقات بين قطر ومنظمة الأمم المتحدة خاصة بعد تنظيم مؤتمر البلدان الأقل نموا وفتح بيت الأمم المتحدة في الدوحة.. ما هي المشاريع المستقبلية وما هي أهم خطط التعاون؟ تعاوننا مع منظمة الأمم المتحدة تعزز بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية بجهود بعثتنا، وعلى رأسها سعادة الشيخة علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني، لتعزيز دور قطر على الساحة الدولية على الخارطة. كما تم افتتاح بيت الأمم المتحدة في الدوحة الذي يضم 12 مكتبا أمميا، وهذا يمثل نقلة حقيقية بالنسبة للعمل الإقليمي فيما يتعلق بالمنظومة الدولية.. ما نتمناه هو أن يعزز هذا التعاون حضور دولة قطر، ويحقق مزيدا من التعاون على المستوى الدولي من أجل الدفع بقاطرة العمل متعدد الأطراف لتحقيق تحولات إيجابية، خاصة فيما يتعلق بأزمات المنطقة والقضايا الإنسانية لضمان الأمن والسلم العالميين، وأيضا لترسيخ دور قطر كدولة داعمة لهذه المنظمة الدولية.
5840
| 19 أبريل 2023
شهدت أغلب أحياء الخرطوم خروج مواكب ومسيرات كبيرة في عدة مناطق من الخرطوم، تحت شعار مليونية الـ30 من أكتوبر استجابة لدعوات القوى المدنية الرافضة لقرارات قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان التي نصّت على حل الحكومة ومجلس السيادة الانتقالي واعتقال مسؤولين كبار الإثنين الماضي، بينهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وللمطالبة بإرجاع السلطة إلى المدنيين. وقادت قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة في أحياء الخرطوم و تجمع المهنيين السودانيين، المسيرات الحاشدة في الخرطوم وسط تنظيم سلمي محكم، رغم إغلاق الجسور الرئيسية التي تربط بين مدن العاصمة الثلاث. وتصدت القوات العسكرية والأمنية لبعض المسيرات بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، مما اسفر عن سقوط قتلى وجرحى، خصوصا في أم درمان وفي القضارف شرق السودان. مواكب كبيرة نقلت مصادر محلية، خروج مواكب ومسيرات كبيرة في عدة مناطق من الخرطوم، وأن المحتجين قاموا بقطع الطرق من خلال إشعال النار في الإطارات، وسط انتشار مكثف لقوات الدعم السريع. وتجمع المتظاهرون في مواقع عدة بالخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، وفقا لخطة تنسيقية لجان المقاومة في الخرطوم التي نصت على اعتماد مسارات موكب 21 أكتوبر، لمليونية أمس بحيث يتجمع موكب الخرطوم في شارعي المطار والستين، والخرطوم بحري عند السوق الرئيس، وأم درمان أمام مبنى المجلس الوطني، على ان تكون كلها سلمية وتحت شعار موحد. ورفع المتظاهرون مجددا شعارات الردة مستحيلة. وحمل بعضهم صورا لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك، مرددين هتافات تطالب الجيش بحماية الشعب وإرجاع السلطة إلى المدنيين والالتزام بالوثيقة الدستورية والإفراج عن جميع المعتقلين. وفي الأثناء، أغلقت قوات الجيش عددا من الجسور المقامة على النيل التي تربط مناطق العاصمة ببعضها، باستثناء جسري الحلفايا وسوبا وفقا لما أكده التلفزيون السوداني، كما أكد نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي أن غلق الجسور، كان بهدف منع انتقال المحتجين إلى العاصمة، إضافة إلى انقطاع خدمة الإنترنت والاتصالات مما جعل التواصل وتوثيق الأحداث أمرا صعبا. ومع فرض السلطات قيودا على الإنترنت وخطوط الهاتف، سعى المحتجون إلى التعبئة للاحتجاج باستخدام المنشورات والرسائل النصية القصيرة والكتابات على الجدران والتجمعات في الأحياء. التمسك بالسلمية ورغم تعهد قوات الجيش السوداني بعدم التعرض للمواكب طالما كانت المظاهرات سلمية، لكنها واجهت آلاف المحتجين بإطلاق النار في العاصمة. وفي هذا الصدد، أكد مراسل الجزيرة أن دوي إطلاق النار سُمع بالقرب من مبنى البرلمان في أم درمان، كما أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وبدورها أكدت لجنة أطباء السودان المركزية في تغريدة على تويتر، مقتل اثنين من المتظاهرين بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين بمنطقة أم درمان ومناطق أخرى من العاصمة، بالإضافة إلى أكثر من 100 إصابة كحصيلة أولية لقمع المظاهرات السلمية في أم درمان وبحري والقضارف، و62 إصابة في منطقة شرق النيل بالخرطوم إحداها بالرصاص. بينما أكد تجمع المهنيين السودانيين الذي قاد الاحتجاجات باعتباره أكبر تجمع نقابي في البلاد، عبر تويتر أيضا، أن قوات البرهان تهاجم المواكب السلمية في أم درمان بالرصاص الحي، وتمنع المصابين من الوصول لمستشفى السلاح الطبي. ودعا المحتجين للتمسك بالسلمية والتزام توجيهات القيادة الميدانية بشأن المسارات وعدم الانسياق وراء بعض المحاولات لجرهم لمسارات مغايرة، كما ناشد التجمع، المنظمات الدولية والشعوب المحبة للسلم والديمقراطية بتصويب أعينها للسودان، ورصد الجرائم التي يرتكبها المجلس العسكري الانقلابي بحق السودانيين العزل. نبذ العنف وبالتزامن مع الاحتجاجات الواسعة في السودان، شددت جهات سياسية داخلية على رفضها ونبذها استعمال العنف ضد المتظاهرين، حيث دعت الحكومة المعزولة، الأجهزة العسكرية والأمنية إلى الامتناع عن استخدام العنف وتقويض الانتقال الديمقراطي، محذرة من أن الذهاب إلى سيناريو العنق سيرتد على الذين يقفون خلفه، في إشارة إلى اختناق الأوضاع واحتمالات وصولها إلى طريق مسدود، وفقا لما نشرته وزارة الثقافة والإعلام على فيسبوك. واتهمت الحكومة، هذه الأجهزة بالتخطيط لافتعال أحداث تخريبية في مناطق متفرقة، حتى تجد مسوقا للإفراط في العنف، والذي استبقته بحملات اعتقالات واسعة استهدفت أعضاء لجان المقاومة بمدن سودانية ليل الجمعة. ودعت الشعب السوداني للتمسك بالسلمية لإعادة مسار الثورة. ومن جانبها، خاطبت قوى إعلان الحرية والتغيير، عبر فيسبوك، المتظاهرين، حيث قالت لهم أنتم تسطرون ملحمة تاريخية جديدة تضاف إلى سجل ناصع من البسالة والصمود وقوة الشكيمة والنهج السلمي الذي أذهل العالم أجمع متوحدين، مشيرة إلى أن الأدوات والآليات التي ستحسم هذا الصراع هي الشارع وقواه الحية الباسلة أولاً، ومؤسسات الدولة الشرعية ثانياً. تحذيرات ويراقب المجتمع الدولي رد فعل الجيش السوداني على المسيرة المليونيّة، حيث حذرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، عشيّة الاحتجاجات، الأجهزة العسكريّة من استخدام العنف ضدّ المتظاهرين.
1624
| 31 أكتوبر 2021
أكد الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، جاهزية القوات المسلحة للحفاظ على البلاد ومكتسبات الشعب السوداني لتحقيق الاستقرار المنشود. وأعرب البرهان، في كلمة له اليوم، عن أمله في تحقيق السلام في ظل العدالة والحرية الدائمة تحت حراسة القوات المسلحة الحريصة على تأمين المكتسبات التي تمت. وأضاف أن التمسك بمبادئ ثورة ديسمبر قولا وفعلا هو الطريق السليم للعبور بالفترة الانتقالية نحو الديمقراطية والحكم الرشيد وبناء دولة المواطنة التي ينعم فيها الجميع بحقوق متساوية، مجددا الالتزام بحماية ثورة ديسمبر وإنفاذ مطلوبات الفترة الانتقالية كاملة، لافتا إلى أن المخاطر التي تهدد الوطن والمواطنين متعددة وأخطرها جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) مما يستوجب التزام الجميع بحماية الوطن. من جانبه، دعا الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السوداني الجميع لمواصلة الالتزام بالإرشادات الوقائية والحد من التجمعات والحركة غير الضرورية من أجل العبور بأمان من خطر جائحة كورونا واثارها المدمرة. ودعا حمدوك، في كلمة له، إلى تعزيز الشراكة بين أجهزة الحكم الانتقالي والقوات النظامية المختلفة والعمل على إعلاء الجهود المشتركة لتوفير السلع التموينية الضرورية للمواطنين. وتطرق للذكرى الأولى لمجزرة فض اعتصام الثوار أمام القيادة العامة لقوات الجيش في الخرطوم والتي تصادف الثالث من يونيو القادم، مؤكدا على الضرورة الحيوية القصوى لضمان تحقيق العدالة والمحاسبة ضد مرتكبي الجريمة وأخذ الحقوق لمن رسموا الطريق إلى المستقبل بدمائهم وتضحياتهم. ونوه رئيس الوزراء السوداني إلى أهمية إحلال السلام الشامل والأمن والازدهار والرفاهية، مضيفا أن حكومته واجهت العديد من الأزمات والمصاعب التي تتطلب تضافر وتوحيد كافة الجهود لمواجهتها وإزالة المعوقات التي تحول دون تحقيق شبكة ضمان اجتماعي عادلة وفاعلة ودائمة، مؤكدا العمل بإصرار وثقة لتجاوز العقبات.
1041
| 24 مايو 2020
ثمن اللواء الركن عبدالله محمد عبدالله والي ولاية غرب كردفان السودانية المكلف، المواقف القطرية الداعمة لبلاده في مواجهة السيول والفيضانات الناجمة عن الأمطار التي شهدها السودان مؤخرا، والتي خلفت أضرارا كبيرة في مناطق مختلفة من البلاد. وقال اللواء الركن عبدالله محمد عبدالله ،في تصريحات للإذاعة السودانية اليوم، إن الاستجابة القطرية كانت سريعة وساهمت كثيرا في تخفيف الأضرار واحتوائها.. مشيدا بما تقوم به دولة قطر من مواقف وما تقدمه من دعم للشعب السوداني. وتسلم المسؤول السوداني، اليوم بمدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان، الدعم القطري الموجه للولاية عبر مفوضية العون الإنساني الاتحادية، والذي احتوى على مواد غذائية متنوعة، ومواد أخرى تدخل في مجال الإغاثة والمساعدات الإنسانية المختلفة.
1251
| 16 سبتمبر 2019
ثمن الدكتور صديق تاور عضو مجلس السيادة في السودان، المواقف القطرية الداعمة للشعب السوداني لدرء آثار السيول والأمطار والفيضانات ومواجهة التحديات الناجمة عنها. وأشاد الدكتور تاور، في تصريحات له اليوم للإذاعة السودانية، بالاستجابة الفورية من دولة قطر التي تمت في هذا الخصوص بتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للمتضررين وتسيير جسر جوي سندا ودعما للشعب السوداني. وقال إن تقديم المساعدات الفورية ليست بغريبة علي الأشقاء ،فقد ظلوا حاضرين مع الشعب السوداني في كل المنعطفات التي مر بها . من جانبه، أعلن السيد محمد فضل الله سراج نائب مفوض عام العون الإنساني في السودان، أن اللجنة العليا للطوارئ واللجنة الفنية المكلفة لاستلام المساعدات الإنسانية ومفوضية العون الإنساني والدفاع المدني ولجنة الطوارئ الصحية، تسلمت اليوم في مطار الخرطوم الدعم القطري عبر أول طائرة للجسر الجوي القطري للشعب السوداني. وقال نائب مفوض عام العون الإنساني ، إن السودان حكومة وشعبا يثمن ويقدر هذا الدعم المقدم من دولة قطر الشقيقة التي عودتنا دائما أنها تكون سباقة للخير وتقف مع الشعب السوداني في كل الأزمات والملمات التي مرت به. وأكد أن العلاقات مع دولة قطر علاقات ممتدة وضاربة في الجذور، وأن هذه ليست المرة الأولى التي تقف فيها دولة قطر مع الشعب السوداني.
1281
| 31 أغسطس 2019
هنأت دولة قطر جمهورية السودان الشقيقة والشعب السوداني الكريم بالتوقيع رسميا على الوثيقة الدستورية تحت رعاية الاتحاد الأفريقي وبجهود حثيثة من جمهورية أثيوبيا الصديقة. وأوضحت وزارة الخارجية، في بيان، اليوم، أن هذا التوقيع يأتي ثمرةً لكفاح وتضحيات الشعب السوداني بكل أطيافه لا سيما الشباب المتطلع للحرية والعدالة، كما يعبّر عن نضج ووعي القائمين على الأمر في السودان بمفصلية هذه اللحظة في تاريخ وطنهم وضرورة تغليب المصلحة العامة ولغة الحوار. وعبر البيان عن أمل دولة قطر أن تضمن الوثيقة الدستورية تمثيلا حقيقيا لكافة أطياف الشعب السوداني الشقيق في العملية السياسية دون إقصاء لأحد. وأعرب البيان عن شكر وتقدير دولة قطر لجهود الاتحاد الأفريقي وجمهورية أثيوبيا في تجسير الهوّة بين الفرقاء السودانيين ولدورهما المحوري في إتمام التوقيع رسميا. وشدد البيان على موقف دولة قطر الثابت والداعم لوحدة واستقرار وسيادة السودان. ووسط أجواء احتفالية زاهية وقع المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير اتفاقا تاريخيا في السودان يمهد لانتقال سلمي للسلطة وقيام دولة مدنية، وتبادل عدد من المتحدثين على منصة الاحتفال ما سمي بيوم السودان الكبير. ووصف رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح برهان اليوم بأنه يوم نصر أمتنا التاريخي. ودعا البرهان إلى جعل هذا اليوم محطة لتجاوز مرارة الماضي، وقال إن سلمية الشعب السوداني ستبقى محفوظة في وجدان العالم خلال هذه الثورة. وقال إن الشباب السوداني الذي كان وقود هذه الثورة مدعو للانتقال الآن للعطاء والبناء والإعمار، ودعا لجعل استشهاد من قدموا نفوسهم في سبيل السودان منطلقا لبناء الوطن وتحقيق التطلع. من جهته دعا القيادي في إعلان قوى إعلان الحرية والتغيير محمد ناجي الأصم في كلمة طويلة أعضاء المجلس العسكري إلى أن نطوي معا صفحات مزمنة من الدكتاتورية البغيضة في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير، ونؤسس معا ديمقراطية مستدامة في السودان.وعن البشير قال إنه لم يترك ذنبا إلا واقترفه مشددا على أن المساءلة والمحاسبة القضائية من أهم واجبات الحكومة الانتقالية المزمع تشكيلها. كما أكد تمسك قوى الحرية والتغيير بـ إجراء تحقيق شفاف وموضوعي في مجزرة القيادة العامة وكافة الانتهاكات التي صاحبت الثورة منذ ديسمبر وطالب كذلك بالعمل على وضع كافة أشكال التمييز ضد المرأة خلف ظهورنا مشيرا الى أن النظام السابق اضطهد المرأة. من جهته، اعتبر رئيس وزراء إثيوبيا أبى أحمد أن اتفاق المرحلة الانتقالية بالسودان يعد بمثابة بداية مرحلة جديدة، مجددا الالتزام بدعم السودان خلال المرحلة الانتقالية. وطالب أحمد بضرورة التعاون ووحدة الصف في السودان، مشيرا إلى أن الطريق إلى الديمقراطية بدأ الآن. ووصف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي اتفاق المجلس العسكري وقوى التغيير بأنه إنجاز تاريخي وأكد أن مستقبل السودان رهين بمشاركة الجميع.وشدد على ضرورة إشاعة روح الانفتاح والمصالحة، والابتعاد عن التهميش والإقصاء لإتاحة الفرصة لكل السودانيين للإسهام في الحرية والديمقراطية والسلام والبناء الوطني. وأعرب عن دعم الاتحاد الأفريقي لتطبيق الاتفاق لإنجاح الفترة الانتقالية، وصولًا إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة.بدوره اعتبر الرئيس الكيني أوهورو كينياتا أن التوقيع النهائي على وثائق الفترة الانتقالية يمهد الطريق لحلول مستقبلية لقضايا السودان. وأعرب الوسيط الأفريقي محمد الحسن ولد لبات عن التزام الاتحاد الأفريقي القوي بالعمل على تطبيق بنود الاتفاق. وأكد توحد القارة الأفريقية وراء دعم الاتفاق في السودان، مشيرا إلى أنه جاء نتيجة إرادة الشعب السوداني. وأشاد بيكا هافيستو ممثل الاتحاد الأوروبي وزير خارجية فنلندا بالشعب السوداني الذي نجح في إسماع صوته للعالم وتحقيق تحول ديمقراطي يؤسس لفترة السلام والمصالحة وتحقيق الاستقرار وإقامة حكومة مدنية. وفي السياق، قال زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي إن المسيرة قطعت حتى الآن شوطها الأول وشدد على أن الحكم الراشد لا يقوم بالبطش إنما بإعمال مبادئ المساءلة والشفافية وسيادة القانون والمشاركة.ولفت إلى أن الشعب السوداني ظل حارسا لهذه المعاني كلما ضاعت استردها بثورة أولى وثانية وثالثة، حتى استطاع أن يبهر العالم بثورته الأخيرة وحيا إسهامات المرأة في التغيير الأخير. وذلك بحسبالجزيرة نت.
1522
| 17 أغسطس 2019
أكدت قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان أن الحكومة الجديدة للفترة الانتقالية، التي سيتم الإعلان عنها قريبا، ستراهن على إقامة وإرساء علاقات خارجية متوازنة تنظر بعين الاعتبار لكل من أسهم في استقرار البلاد وخدمة الشعب السوداني، لافتة إلى أن أسس التعامل الخارجي ستكون مبنية على التعاون المشترك والشفافية والاستجابة لرغبات الشعب والمحافظة على مصالحه. وقال السيد خالد عمر يوسف القيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير ، في تصريحات اليوم، إن القوى تضع المصلحة السودانية أولا، وتقدر كل الدول التي لعبت دورا إيجابيا في الشأن السوداني، وستبني معها تعاونا مثمرا لتقوم بدور حيوي يمكن البلاد من العبور إلى بر الأمان، لافتا إلى أنها ستقوم أيضا بتصحيح مسارات العلاقات الخارجية غير المتوازنة وفقا لمبدأ أنه لا مجال لبيع المصلحة الوطنية لمصلحة حزبية، ولا للسماح بأي انحرافات خارجية في هذا الخصوص. وأشار إلى أن عهد التغيير بدأ الآن صفحة جديدة خالية من أي خصومات لإقامة علاقات طيبة مع العالم بتحديد الأولويات بصورة واضحة وهو ما سيمكن البلاد من تحقيق نجاحات كبيرة في هذا الملف. وبشأن الاتفاقيات التي تمت مع المجلس العسكري الانتقالي، لفت يوسف إلى أنها تقف على أرضية هشة لأن فترة ما قبل الاتفاق شهدت خلافات حادة بين الطرفين ومواجهات تستدعي تعزيز الثقة لتعبر المرحلة الانتقالية نحو أهدافها بسلام وأمان، مؤكدا أن المرحلة المقبلة مليئة بتحديات جسام من بينها تواصل وجود بقايا النظام السابق في مؤسسات الدولة إلى جانب وجود قوى معادية تسعي لقطع الطريق أمام الانتقال للسلطة المدنية وزرع ألغام في مسيرتها لتعطيلها والانقضاض عليها. كما أبرز أن العلاقات بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير شهدت مواجهات دموية حادة ومتوترة ولا يمكن أن تتحول بمجرد التوقيع على وثيقة الاعلان الدستوري إلى علاقة ودية، مبينا أنها تحتاج إلى صبر ومثابرة لبناء الثقة واتخاذ المواقف التي تعزز ذلك خاصة في ملف العدالة الكاملة لقضايا فض الاعتصام السلمي أمام مقر القيادة العامة للجيش في الثالث من يونيو الماضي، والمواجهات التي وقعت في مدينتي الأبيض وأم درمان والملفات الأمنية المتعلقة بوقوع انتهاكات جسيمة ضد المدنيين وفي مجالات حقوق الانسان. وفي سياق متصل، بيّن القيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير، أن أكبر التحديات المقبلة تكمن في الملفات المتعلقة بالترتيبات الأمنية والعسكرية والشرطة لإعادة هيكلة القوات النظامية لأنها تتضمن الغاء عدد كبير من القوانين وتجريد السلطات التي كانت تقوم بتنفيذها خاصة ملف جهاز الأمن والمخابرات الذي تعود أن يكون مطلق اليدين خلال العهد السابق، إلا أنه بات يحتاج الآن لإعادة هيكلة كاملة ليكون لائقا بالمجتمع الديمقراطي الجديد، وأن يتميز بالحرفية واحترام حقوق الانسان والعمل وفقا للقانون. ولفت إلى المخاطر المحدقة بالبلاد، قائلا بخصوص ذلك، إن السودان يقع وسط منطقة مضطربة تحيط بها الحروب والنزاعات وتهددها قضايا الهجرة والنزوح واللجوء، وافرازاتها في منطقة ملتهبة، وحدوده متداخلة مع دول إقليمية غارقة في الصراعات مما يجعل الأزمة السودانية تمتد بعيدا خارج الحدود، وتحظى بالاهتمام العالمي لتأثيرها العميق على العمق الاستراتيجي لعديد الأطراف. وشدد السيد خالد يوسف على أنه لابد من إعطاء أمر الحرب والسلام أولويات قصوى في بداية الفترة الانتقالية لتجنب الاستقواء بالخارج، وفتح أجندة وثغرات تسمح بذلك مما يعرض السيادة الوطنية للضياع والارتهان، وتكون مطية لإنفاذ القرارات والاملاءات الخارجية كما كان يحدث في السابق.. مضيفا أن الحكومة المدنية الحقة تغلق الطريق أمام هذه التهديدات وتحول دون اختطاف القرار الوطني ليكون رهينة عند الغير، وهذا يتطلب حاليا مجهودات مضنية ومتواصلة لاسترداد السيادة الوطنية، واستعادة العلاقات الخارجية، والتخلص من عقد النظام السابق في هذا الخصوص. يذكر أن المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير في السودان، وقعا أمس الأحد، بالأحرف الأولى على الاتفاق النهائي للإعلان الدستوري، برعاية وإشراف الوساطة الإفريقية الإثيوبية إيذانا بدخول المرحلة العملية لتشكيل هياكل مؤسسات السلطة الانتقالية والتي تشمل مجالس السيادة والوزراء والتشريعي وتشكيل مؤسسات الدولة المدنية الجديدة.
941
| 05 أغسطس 2019
دعت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم إلى مرحلة انتقالية في السودان بقيادة مدنية ، وذلك بعد إعلان الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف وزير الدفاع السوداني عزل الرئيس عمر البشير عن السلطة ، وتشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد لمدة عامين. وقال السيد روبرت بالادينو المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في تصريح له : يجب على الشعب السوداني تحديد من يقودهم ومستقبلهم، لقد كان الشعب السوداني واضحا ،إنهم يطالبون بمرحلة انتقالية بقيادة مدنية . وشدد المتحدث الأمريكي على أنه يجب السماح للشعب السوداني بمرحلة انتقالية أقل من عامين من الآن، داعيا السلطات إلى ممارسة ضبط النفس وإتاحة المجال للمشاركة المدنية داخل الحكومة. وأشاد بمرونة والتزام الشعب السوداني بالتظاهر السلمي ، قائلا إنه يعبّر عن مطلبه الشرعي بحكومة شاملة تحترم حقوق الإنسان وتحميها. وذكر بالادينو بأن الولايات المتحدة تنسق مع شركائها الدوليين وتراقب أفضل السبل للاستجابة لهذا الوضع المتطور في السودان. وكان وزير الدفاع السوداني قد أعلن عزل الرئيس البشير والتحفظ عليه في مكان آمن، وفرض حظر التجول وتعطيل العمل بالدستور وإعلان حالة الطوارئ لمدة 3 شهور، بالإضافة إلى تشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد لفترة انتقالية لمدة عامين .
975
| 11 أبريل 2019
غرد الرئيس رجب طيب أردوغان، عبر حسابه على موقع تويتر، مشيدا بموقف السودان وحكومته من المحاولة الإنقلابية الفاشلة، التي شهدتها تركيا،2016، معتبرا أن هذا الموقف أظهر لنا أخوة وود الشعب السوداني وحكومته. وقال أردوغان في تغريدته: وقوف السودان الشقيق إلى جانب تركيا ليلة انقلاب 15 يوليو 2016 أظهر لنا أخوة وود الشعب السوداني وحكومته. نسأل الله ألا يعيد علينا تلك الليلة الظلماء. وحظيت التغريدة بتفاعل واسع من ناشطين على موقع تويتربمجرد نشرها وكانت الخرطوم من أوائل الدول التي أدانت المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا العام الماضي. وآنذاك، أصدر الرئيس السوداني عمر البشير، بيانا رئاسيا، أكد خلاله وقوف حكومة وشعب السودان صفاً واحداً مع الرئيس أردوغان وحكومته وشعبه.
1243
| 24 ديسمبر 2017
مساحة إعلانية
في لقطة عفوية حملت الكثير من الدلالات، نشرت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، عبر...
89838
| 22 نوفمبر 2025
أقدم أحد الأشخاص، يحمل الجنسية الخليجية، على قتل مصري داخل منزله بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية المصرية. ووفق موقع مصراوي المحلي، ففقد قام الخليجي...
12916
| 22 نوفمبر 2025
تصل منتخبات عمان والسودان والبحرين واليمن ولبنان والصومال إلى العاصمة القطرية الدوحة اليوم الأحد استعدادا لخوض مبارياتها في الملحق المؤهل لدور المجموعات ببطولة...
3304
| 23 نوفمبر 2025
في إطار متابعة واحدة من أكبر قضايا تزوير ملفات الجنسية في الكويت، كشفت مصادر صحفية عن اكتشاف 999 شخصًا حصلوا على الجنسية عبر...
2722
| 22 نوفمبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
توقعت إدارة الأرصاد الجوية أن تشهد قطر أمطاراً يومي الأحد والإثنين المقبلين الموافقين 23 و24 نوفمبر الجاري. وقالت أرصاد قطر عبر حسابها بمنصة...
2586
| 21 نوفمبر 2025
ردت وزارة الصحة والسكان المصرية عن الأنباء التي تم تداولها حول انتشار فيروسات مجهولة أو سلالات خطيرة في البلاد. وقال الدكتور حسام عبد...
2498
| 22 نوفمبر 2025
مع اقتراب اليوم الوطني لدولة قطر، تحتفل أكاديمية الإجارة لتعليم القيادة بهذه المناسبة الغالية من خلال تقديم عروض وخصومات مميزة تشمل جميع الدورات...
2402
| 23 نوفمبر 2025