رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون alsharq
الشاعرة والقاصة سميرة عبيد لـ الشرق: المبدع الحقيقي ليس بوقاً

تمتلك الشاعرة والكاتبة القطرية سميرة عبيد مخزونا لغويا، وموهبة شعرية، وأدوات سردية، كل هذه الأدوات مكنتها من أن تصبح شاعرة وقاصة وباحثة في الوقت نفسه، بجانب مواهب أخرى، الأمر الذي ترجمته في إصدار العديد من الدواوين الشعرية، والمجموعات القصصية، بخلاف إصداراتها البحثية. اللغة التي تسقطها على أعمالها، استقطبت المترجمين، فتُرجمت بعض أعمالها إلى لغات أجنبية، ما شكل نقلة نوعية أخرى في مسيرتها الإبداعية، لتنطلق من خلالها إلى آفاق عالمية أرحب، بعد حضورها اللافت بالثقافة المحلية. في حديثها لـ الشرق ، تتناول ترجمة مجموعتها القصصية «وشم هارب من الطين»، وأهمية مثل هذه الترجمات، وما إذا كانت تضع معايير بعينها لترجمة أعمالها، بالإضافة إلى تناول دور المبدع عند وقوع الأزمات، علاوة على أهم ما يميز أجناسها الأدبية، على خلفية حضورها الشعري والقصصي، إلى غير ذلك من محاور، طرحت نفسها على مائدة الحوار التالي: في ظل ترجمة مجموعتك القصصية «وشم هارب من الطين»، برأيك، ما أهمية مثل هذه الترجمات بالنسبة للمبدع؟ الترجمة تدفعنا إلى التفكير في المسافة بين ما نكتبه وما يؤول في الثقافات الإنسانية التي تعبر إليه أحلامنا، فهي تتوشح بلباس المجاز لكن لا أظن أن النصوص التي نكتبها هي التي تسافر في تشكيلاتها اللغوية، إنها حواسنا وهي ترتدي إحساسات إنسانية في تركيب لغوي. وبقدر ما تقترب من اللغة بقدر ما تعيد تشكيل الهوية الشعرية الخاصة، فهي ليست الخيانة في أبهى صورها، بل هي التأويلات المفتوحة. ولهذا، وأثناء كتابة «وشم هارب»، كنت واعية في التفكير بمنطقة الاحتمالات بين حكاية النص وحكايات الآخرين ما دام الأمر يتعلق بتفاصيل إنسانية شائكة تجعلنا نستطيع أن نظهر ملامح في صيروراتها المتعددة وهي تتلاشى أمام مساحات الواقع بعنفه وقساوته. بوابة العالمية وهل تعتقدين أن الترجمات عموماً هي بوابة عبور أعمال المبدع إلى العالمية؟ العالمية في نظري تبدأ من المبدع نفسه ومدى قدرته على تطويع المحلي واكتشافه من جديد عبر لغته الخاصة وهو يقبض على ارتباكات الداخل وتمزقات النفس والحق في كتابة الحلم من دون التفريط في جماليات الكتابة وتحويل الهش إلى نص لا يقرأ فحسب ولكن يترك أثراً إنسانياً كما فعل «عنترة» حين حوله الحب إلى كائن مفرط في إنسانيته وهو الفارس الذي كان بإمكانه أن يقلب القبيلة رأسا على عقب، وهو الأمر نفسه حين نجح «كافكا» في جعلنا نكتشف القبح الداخلي للإنسان وهو يرى أنه مجرد حشرة بسبب تخلي من أحبهم بصورة جعلت من جثته مجرد قمامة. إنه الإنسان الكائن المركب ولهذا، فالترجمة لم تعد تصنع أدباً عالمياً، ما دامت «التابوهات» لم تعد تضفي العالمية على النص الأدبي العربي. إلى أي حد تأثرت قصائد الشاعرة سميرة عبيد بإنتاجها القصصي؟ كل كلمة أكتبها تمثل جانباً من وعي ما بتاريخ تشكل الهويات في شخصياتي القصصية، قد أتعاطف مع إحداها وفي الوقت نفسه أحزن بمصير لم يكن منسجماً مع هشاشتي كشاعرة يربكها المجاز والانزياح. لكنني أعد كل كتابة لا تترجم حواس ورؤية الإنسان إلى الوجود كتابة منافقة لا يمكن أن تتسم بالخلود، فالكلمة موقف وحياة وأثر جميل لا يمحى. دور المبدع بعد مرور فترة ليست بالقليلة على تداعيات «كورونا»، وغيرها من الأزمات، هل تعتقدين أن مثل هذه الأزمات يمكن أن تشكل مخزوناً لدى الكاتب فيسقطه لاحقاً على إنتاج أعماله؟ كورونا كانت تجربة إنسانية عمقت هشاشة الإنسان مثلما أشرت سابقا، فقد جعلتنا نعيش تجربة الخوف، وهو هنا لا يرتبط بسؤال الموت ولكن بالمجهول حين يعبر الإنسان عن قلقه تجاه الحدود والبحث عن العزلة على نحو اضطراري. وأظن أن الشاعر وجد لحظة تاريخية لكتابة هواجسه وتنظيم علاقته بالفضاء حتى ينتج نصوصا بحجم قوة العزلة، فقد كان الوباء تفكيكاً لمنطق الحدود الوهمية بين الجغرافيات والثقافات. آلمتنا لأنها تركت جروحا حين ودعنا خلسة من نحب أن نلتقي بهم في شوارعنا التي كانت تتحول إلى وطن للأشباح. ولابد من مسافة بين الحدث كما هو ماض في زمنه، وبين تحويله إلى نص أدبي أو فني، ولهذا، المبدع في حالة بحث دائم عن الحق في الحلم، والكتابة عبر الأحلام، التي تقربنا أكثر من تلك الهواجس التي سكنتنا وبالتالي تشكل رافداً من روافد الكتابة، لربما «كورونا»، يمكن أن نفكر في أعراضها بعد أن تكتمل الصورة؛ الصورة التي يمكنها أن تكشف عن هوامش ما وقع قبل أن يتحول العالم إلى كائن شبه حي من وراء آلات التنفس الاصطناعية. هل نحن بخير الآن؟ أظن أننا لسنا كذلك. كيف يمكن للمبدع القيام بدور توعوي تجاه المجتمع على خلفية مثل هذه الأزمات؟ المبدع الحقيقي ليس بوقاً ولا يمكن أن يكون بأي حال، الشاعر يعلمنا أن ننظر إلى الحياة من ثقب الحياة نفسها مهما اشتدت علينا المحن داخلها، لأنه هو بوصلة الحلم والحق في بناء عالم مواز. وبرأيكِ، ما المتغير الذي يمكن أن ينعكس على الثقافة المحلية إزاء ذلك؟ لقد نظمت قطر أجمل كأس عالم، تعلمنا منه الشعر وقيم الحياة ويكفي أن «ميسي» رفع الكأس بلباسنا المحلي. أوليست هذه قصيدة نثر رفيعة؟! معايير الترجمة هل تضعين معايير معينة كشرط لترجمة أعمالك؟ من حسن حظي أنني أستطيع أن أتنقل بين أكثر من لغة، ولم تكن اللغات في تفكيري حاجزاً يحول بيني وبين الآداب العالمية، وأظن أن القصة القصيرة تفترض وجود توتر في بنية السرد القصصي، وهذا الوعي بقوة الحكاية وتمثيلات الشخصية ومساحات الواقع ودرجة التفكير في المحلي لا يمكن بأي حال أن تجعل المترجم يمارس استبداده ما دام هاجسه هو إيصال النص بصورة قريبة إلى متلق من ثقافة أخرى. الشعر والقصة أيهما أقرب إليكِ الشعر أم القصة؟ لا أفاضل بين الأجناس الأدبية وغيرها، أكتب حين أشعر بأنني ممتلئة بالوجع والخرس الإنسانيين، الموضوع هو من يفرض عليَّ شكل الكتابة، لا أنطلق في كتابتي من أشكال جاهزة. صحيح إن الشعر يقويني حين أصارع الكلمة وأعمل على تفتيتها لتتحول إلى قطع بلورية تشع منها أحلامي، وهي أحلامنا المشتركة في زمن التصحر الرقمي للمشاعر، ومع ذلك، تلبي القصة رؤيتي لما هو هامشي يقوض فهمنا السطحي للحياة على نحو خاص ومدهش. الشعر والقصة والآداب والفنون روح المبدع التي يتنفس بها ليروي لنا بعضاً من تأملاته في الكون والعالم والحياة.

1694

| 03 أغسطس 2023

ثقافة وفنون alsharq
«تصحو في الغياب».. تحول نوعي في مسيرة سميرة عبيد

يعد العمل الشعري الجديد «تصحو في الغياب» للشاعرة القطرية سميرة عبيد، الصادر عن دار أروقة تزامنا مع معرض الدوحة للكتاب في نسخته المنقضية، تحولا نوعيا في مسيرة الكتابة الشعرية التي راكمتها عبر دواوين عديدة: «أساور البنفسج»، و»لحن بأصابع مبتورة» و»شجرة في جذع غيمة»؛ و»كأنه صوتي»، إذ يتأسس على فكرة العمل الشعري عبر نصوص تفكر في كتابة الأثر الذي يتهدده المحو والموت والخراب، فما يموت في الواقع تسعى الشاعرة إلى منحه حق الحياة في الشعر إلى درجة يتحول معه الغياب في القصائد إلى سؤال وجودي يذكرنا بأن الشعر ليس مجرد بحث عن المختلف والمجهول وإنما هو وعي مفارق بأسئلة الوجود على نحو شعري لا يسعى إلى الاقتصاد في الجملة واستعارة الأشكال وإنما يبني شكله الخاص والمتفرد عبر تخييل شعري نهري ممتد في عوالم الذات بما هي توق نحو تصوير العالم في هشاشته القصوى ورغبة ملحة في التوحد مع القضايا الإنسانية الدقيقة التي تجعل من العمل الشعري «تصحو في الغياب» كشفا عن معنى الكتابة في ممكناتها، فأن تقول كل شيء باقتصاد لغوي شديد الخصوصية يعمق فهمنا بالكتابة نفسها يتحول معها الشعر إلى مورفين لترميم سقوطنا الآمن في الحياة بوصفها طقسا من طقوس النجاة؛ النجاة من العزلة والاختباء من مواجهة الحياة. ويبحث العمل الشعري عن جوهر الإنسان ويعمق فهمنا لدواخلنا التواقة إلى التحرر من قيود الزمن والوصلات الإشهارية؛ فلا غرابة أن تكون الضمائر التي تترجم قلق الأنا الغنائية مخاتلة كأن الشاعرة تدفع بنا نحو القناع ودرامية الحدث وسردية الحلم، لهذا تعمدت أن يكون الحكي بضمير الغائب حتى لا يرتبط العمل الشعري بالسيري. ويحيل هذا العمل إلى ضرورة استيقاظ الحلم والحب والحياة والحرية والضمير والأمل، فالغياب يعني تأزم حضارة الإنسان على نحو مخيف. ومن ثم منحت الشاعرة سميرة عبيد لنصوصها هويات متعددة داخل العمل الشعري الواحد وفي الوقت نفسه يجمع بينها علاقات الموضوع والصورة والمعجم وحتى الخيال والنفس حيث يتضمن بعدا إنسانيا كونيا متماسكا في المبنى والمعنى والرؤيا. ويضم هذا الديوان ١٢ قصيدة مطولة فيما يقارب ٧٨ صفحة وقامت بطباعتها دار أروقة للنشر والترجمة والتوزيع في مصر. وللشاعرة أربعة دواوين سابقة، هي: «أساور البنفسج، لحن بأصابع مبتورة، شجرة في جذع غيمة، كأنه صوتي»، ليعتبر الديوان الجديد هو الخامس لها. يذكر أن الشاعرة سميرة عبيد دشنت ديوانها «تصحو في الغياب» في دار أبجد للنشر والتوزيع صاحبها الأديب والمترجم د. حسين نهابة من العراق، الذي قام بترجمة الديوان الثاني لها إلى اللغة الاسبانية، الصادر قبل عامين، وذلك بحضور عدد كبير من ألوان الطيف الثقافي في قطر والوطن العربي منهم السيد محمد حسن الكواري مدير إدارة الإصدارات والترجمة في وزارة الثقافة، والشعراء محمد السادة وراضي الهاجري ويقظان الحسيني والروائيون أمير تاج السر وأحمد العلوي وجمال فايز. كما وقعت كتابها «اقتصاد المعرفة والإبداع المدرسي»، الصادر عن دار زكريت.

714

| 28 يونيو 2023

ثقافة وفنون alsharq
الشاعرة سميرة عبيد تقدم ورقة عمل حول المشروع الثقافي "كتارا نموذجا"

قدمت الشاعرة القطرية سميرة عبيد ورقة عمل بعنوان "المشروع الثقافي والاستثمار الاقتصادي (كتارا) نموذجا"، وأوضحت من خلالها أن الواقع الثقافي منذ النشأة حتى الزمن الحاضر، يجد أنه في حالة متغيرة دائمًا بسبب ما طرأ عليه من تطور وتحديث، فهذا الواقع (الثقافي) بدأ بدايات خجولة إذ كان يدور في فلك بسيط وبعدها اتسعت الرقعة الجغرافية لهذا الواقع وانفتح على كثير من الأشياء وإذا ما وقفنا عند الواقع الثقافي في قطر لوجدناه هو الآخر لا يختلف اختلافا كبيرا من حيث النشأة والتطور إلا أنه وفي الآونة الأخيرة بدأت الثقافة تتسع وتنفتح على مديات واسعة حتى أصبحت تدور في بوتقة الاستثمار فانتقلت من منصة الاستهلاك إلى منطقة الإنتاج. وأضافت أن خير منارة تمثل هذا المفهوم في قطر المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) إذ هي إحدى المنارات الثقافية في المنطقة الخليجية التي تتطلع إلى بناء جسر حضاري يربط بين ثقافات العالم ويتخطى الحدود الجغرافية ويعزز الهوية الإنسانية وبهذا نرى أنه (كتارا) قد نجحت في إشاعة نوع جديد من الاستثمار في الثقافة. وقد خرج مؤتمر "الاستثمار في الثقافة" الذي اختتمت أعماله بمقر النادي الثقافي بالقرم بتوصيات منها التنسيق بين المؤسسات الأكاديمية والثقافية والاقتصادية من أجل إيجاد رؤية مشتركة. ودعا المؤتمر إلى متابعة نشاط النشر والتوزيع والإعلام في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية بهدف الوقوف على نقاط القوة وتجاوز التحديات التي تواجه الاستثمار في الثقافة وتسهيل الحصول على الموارد اللازمة من المؤسسات المالية لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمبادرات الشبابية في مجال الإبداع الثقافي والفن وتبني صندوق للاستثمار الثقافي يستهدف دعم المبادرات الشبابية الثقافية والإبداعية من خلال شراكات في مشاريع ثقافية وإبداعية والاستفادة من مواقع التراث العالمي الإنساني والحارات التراثية الموجودة بالسلطنة بتحويلها إلى مراكز للنشاط الثقافي والتجاري وتشجيع المبدعين في مجال التصميم والتكنولوجيا على الاستفادة من التراث في مجال الابتكار والإبداع ووضع التشريعات والقوانين بما يضمن حقوق الملكية الفكرية والثقافية ويحد من القرصنة.

1070

| 14 أبريل 2017