رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
رواد مجلس الجفيري يروون لـ الشرق: شارع الكهرباء.. راعي السهرات الرمضانية في الستينيات

من المطار القديم، كانت الشرق في ضيافة مجلس المحامي عبدالرحمن بن محمد الجفيري، وهو رياضي من الزمن الجميل لعب في نادي الأحرار، أشهر ناد في قطر خلال فترة الستينيات، ثم انتقل إلى نادي الجسرة ولعب هناك كمهاجم، ثم سافر للخارج ودرس القانون، كما عمل في مجلس الشورى لفترة طويلة، وكان من سكان براحة الجفيري التي يقع فيها نادي الوحدة، ثم انتقل إلى الدوحة الجديدة ثم المطار القديم، ونجح في ترشيحه وانتخابه في أول مجلس بلدي في قطر. عبدالرحمن الجفيري: ما زال عالقاً بذهني غرشة النامليت في البداية تحدث عبدالرحمن الجفيري عن رمضان قديماً، قائلا: كانت المعيشة أيام زمان صعبة، وكانت توضع على المائدة بعض الأكلات مثل الثريد والهريس الذي كان في بعض الأحيان يطبخ في البيت والبعض يأتي من الجيران حيث يكثر توزيع وتبادل الأطباق مع الجيران، وكنا نحن الذين نبلغ من العمر عشر سنوات نقوم بتوزيع تلك الأطباق مثل اللقيمات والساقو والنشا والثريد وكنا في قمة السعادة.. كان الناس متجانسين ومتكاتفين. وأضاف: كنا نسبح من الجليب (البئر) في البيت وكان الماء خريج (مالح) ونستحم بالماء العذب يوم الجمعة فقط للذهاب للصلاة، فكانت تواجهنا موجة حر قوية أتعبتنا في الصيام ولكن انتهت تلك الفترة الزمنية الصعبة ومرت بسلام. وتابع: ولكن رغم ذلك فإن أهل قطر يستقبلون رمضان استقبالا عظيما لما لهذا الشهر من فضائل فهو شهر الخير والبركات وشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، والإكثار من قراءة القرآن وعمل الختمات، والإكثار من الطاعات وعمل الخير، وصلة الرحم بين الأقارب، فترى المساجد عامرة بالمصلين من كبار وصغار وبخاصة في صلاة التراويح، وبعد التراويح يذهبون للمجالس، لأنها تعتبر تعليما للصغار والشباب وكانوا يقولون دائماً المجالس مدارس لما فيها من استفادة كبيرة وتعاليم للأخلاق واحترام الكبير. جدي كان في لجنة سالفة البحر كما أعاد الجفيري ذكرياته مع جده، الذي كان أحد أعضاء ما يسمى بـسالفة البحر، قائلاً: كان مجلس جدي محمد بن إبراهيم الجفيري عامرا بالرواد وكبار السن والوجهاء والنواخذة، ويأتيه الرواد من كل حدب وصوب، وكان لديه سفن غوص كثيرة أذكر منها الطالبي والمقديم والدانة كبيرة الحجم، كما كان جدي عضوا ضمن لجنة (سالفة البحر)، وهو مجلس يشبه المجلس القضائي لأهل البحر، أمر بتشكيلها الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني في الأربعينيات من القرن الماضي، ويتكون من أهل الغوص والبحر أذكر منهم راشد بن خليفة الهتمي ومحمد بن راشد العسيري ومحمد بن خالد الغانم، وشخص آخر عائلة البدر لا يحضرني اسمه. وعن نشاطاته الرمضانية بعد الإفطار، أضاف: كان يقام ملتقى في سوق واقف حيث تباع مختلف أصناف البضائع، وأنا ما زال عالقاً بذهني غرشة النامليت بوتيله وطعم العصير فيها جميل ولذيذ، وكنا نأكل الكباب المشوي على الفحم رغم قلته في تلك الأيام، وكانت مصاريفنا بسيطة جداً، وأذكر كنا نأكل الجراد ونضعه في جيوبنا ونتلذذ بأكله، وكذلك نصطاد الطيور بطريقة الحبال بالفخ، ونلعب الألعاب الشعبية المعروفة، فكانت الحياة بسيطة في تلك الفترة، ولم تكن هناك سيارات كثيرة، بل كنا نذهب للفرجان سيراً على الأقدام كمجموعة أطفال وشباب. أما عن البراحة، فتحدث قائلاً: كانت هي ملتقى لأهل الغوص والنواخذة وأهل البحر، وذلك قبل استعدادهم للدهشة في البحر قبل الغوص وتجهيز السفن وكل ما يحتاجه الغوص خاصة أنهم يدخلون الغوص في فترة تتراوح بين الشهرين وأكثر من ذلك، ويذهبون للمغاصات والهيرات المعروفة في أعالي بحار قطر. واختتم: أذكر كانت الدوحة صغيرة بمناطقها، التي كانت تشمل منطقة شرق، حيث كان فريج الهتمي والسلطة والنصر والخليفات والبدر، والجسرة والبدع، ومشيرب، والبحارنة، والناس كانت في مودة ومحبة وتواصل. خليل الجفيري: شارع الكهرباء كان وجهتنا المفضلة في رمضان تحدث الكاتب الصحفي والتربوي خليل الجفيري، قائلا: مظاهر رمضان تختلف من جيل إلى جيل، فكانت أيامنا جميلة رغم البساطة، فأذكر كان الأهل يعطونا الملات الزرقاء ويضعون فيها الهريس واللقيمات والساقو، والنشا والثريد والعيش واللحم وما يتوفر في البيت وذلك لتبادل الأطباق بين الجيران. وتابع: كنا نتبادل الأطباق مع الجيران، وكانت وظيفة الشباب البحث عن البيوت وإرسال الأطباق لهم، وكذلك نحضر بعض الأطعمة منهم، فكان الطعام القادم من الجيران له مذاق خاص، وعندما كنا صغارا كنا نأكل ما تبقى في مضرابة الهريس وكانت الوالدة تنهرنا. أما ليلة القرنقعوه كنا نتجهز لها بشكل خاص، وكانت فرحتنا كبيرة آنذاك، وكنت أتنافس مع محمد الجفيري على من يحصل أكثر على الحلويات والمكسرات، وكان بيت الدرويش هم من يوزعون القرنقعوه، ويضعون لنا الأربع آنات ونصف الروبية وكنا نفرح بذلك. وأضاف خليل الجفيري: كان شارع الكهرباء في ستينيات القرن الماضي يعج بالحركة والنشاط في ليالي رمضان فكثر الرواد يأتون من كل حدب وصوب من مناطق قطر، ويأتون خصيصا للمشي وملاقاة الأصدقاء والأحباب وأكل الكباب وسندويتشات الفلافل والقطايف والبسبوسة وغيرها وكانت هذه الأطعمة نراها لأول مرة مع توافد أهل الشام ولبنان للدوحة، وكانت هناك مطاعم كثيرة ومحلات جديدة، وكان الكل يحرص على المشي في الشارع. وتحدث خليل عن قصة طريفة، قائلاً: بالصدفة وأنا في الطائرة التقيت بأحد العاملين العرب وتناقشنا عن شارع الكهرباء وذكر أنه كان صاحب مطعم فلافل في شارع الكهرباء، وكان يضع مع خلطة الفلافل صرة جت (البرسيم) بدلا من البقدونس لتكون خضراء، وكما نعرف أن البرسيم يعطى كعلف للحيوانات، لأكتشف من صاحب المحل أنه كان يطعمنا (جت). وأكمل: ومن الطرائف التي حدثت لي في البراحة، عندما طلب مني عبدالرحمن الجفيري أن أعطيه ماء وكنا على سطح البيت وكنت ناويا أن أقفز إلى بيت جاسم المفتاح، وسقطت في ليحله وكان فيها ماء وكدت أصاب بإصابات خطيرة وأنقذوني. وتابع خليل قائلا: كنت رياضيا ولعبت في نادي الوحدة في فريق الناشئين في مركز الهجوم، وأذكر كان حارس المرمى الفنان علي عبدالستار، ومعنا اللواء الدكتور عبدالله المال وفرج مفتاح رحمه الله، وعبدالله أبوسيول، وماجد الصايغ ومحسن ذياب (رحمه الله) وغيرهم، كما شاركت في الدورات الرمضانية الجميلة التي تقام في الفرجان، وكنا نستفيد من أضواء كشافات الشارع، وكانت الدورات تفرز مواهب كروية وتضمها الأندية. محمد الجفيري: في دخان كانت الحياة متطورة عن الدوحة تحدث الأديب والشاعر محمد بن محمد الجفيري، قائلا: الذاكرة تحتوي على أجمل صور الماضي الجميل، أتذكر عندما كنا أطفالا صغارا كنت أحب أن أرى صورة مدفع رمضان وذلك عندما يطلق الواردة ويظهر منها ضوء أحمر يحمل براشوت، وكنا نتسابق ونجري بسرعة من أجل الحصول على هذا البراشوت وهذه قمة المتعة، وصورة توزيع الأطباق في رمضان على الجيران، وكنا نصلي صلاة التراويح في المسجد وكذلك القيام، ثم نذهب للنوم حتى موعد الغبقة ثم يوقظوننا من النوم ونأكل عيش البرنيوش والسمك، وبخاصة سمك الصافي هذا الغالب، أو المجبوس على السمك، كما أذكر كان المسحر فيروز يسحر في فريج براحة الجفيري وصوته جميل. وأضاف: كنت أذهب لقضاء إجازتي في دخان، حيث كانت مدينة دخان مختلفة عن الدوحة وتنبض بالحركة والنشاط والبيوت كانت منظمة، فكنا هناك نذهب إلى الميز ونأكل بعض الوجبات التي أسعارها رمزية، وكذلك نشتري برخصة من الكانتين من الشركة الذي يحتوي على أصناف مختلفة من البضائع التي كانت تأتي معظمها من لندن، كما شاهدت الأفلام في سينما دخان المفتوحة في الهواء الطلق، وكان عمي أحمد الجفيري عندما ينزل الدوحة يحضر لنا أجود أنواع الحلويات والشوكولاتة والأجبان ونحن نستأنس ونأكلها بتلذذ. واختتم محمد الجفيري حديثه عن معرض الكتاب واقبال الشباب على التأليف قائلا: وزارة الثقافة دعمت وشجعت الشباب القطري وحفزتهم وأشعلت حماسهم على الاقبال على التأليف، وكانت قد اقامت معرض الكتاب في رمضان وحظي بإقبال كبيراً، وقد ألفت العديد من الكتب منها ديوان وهج الشوق، الخمسون، صور من الذاكرة، وكان آخر اصدار لي رواية 1972 صدفة خير من ألف ميعاد، ونتمنى مواصلة الدعم من الوزارة. علي الجفيري: الجمعية التعاونية كان لها دور اجتماعي مهم قال السيد علي الجفيري مدير إدارة التعاون بوزارة العمل سابقاً: كنا في السابق مشرفين على كل الجمعيات التعاونية في قطر وكان الهدف خدمة أهل قطر والمقيمين، وهو توفير متطلبات المواطنين بأسعار أفضل من السوق وتكون إدارتها بواسطة المساهمين، وكان لها دور كبير في تخفيض الأسعار وجودتها، كما استفاد المساهمون من عائد على المشتريات بالإضافة إلى أرباح سنوية، وفي شهر رمضان كانوا يوزعون عليهم تمويلا شاملا منوعا من الجمعية ويوفر عليهم الكثير، وليس كما حدث الآن أصبحت شركة الميرة، وأذكر في الجمعية العمومية لم يوافق أغلب المساهمين وأنا كنت معترضا على تحويلها إلى شركة تجارية وربحية ولها مجلس إدارة مختلف وأصبح مديروها أجانب لأنها شركة ربحية وليست خاصة بالقطريين، واليوم أصحاب أكبر عدد من الأسهم هم من يتحكم في الأسعار. أحمد الجفيري: الحوادث والمخالفات تقل كثيراً في رمضان كان من ضمن الحاضرين في مجلس عبدالرحمن الجفيري العميد متقاعد بوزارة الداخلية أحمد بن جاسم الجفيري الذي تحدث عن العمل في وزارة الداخلية قائلا: نستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك قبله بفترة وذلك لضمان إجراء ترتيبات مسبقة ونكون جاهزين، حيث نكثف العمل وتنشط الدوريات في الليل على جميع الأماكن وخاصة الهامة والحيوية وكذلك المناسبات مثل القرنقعوه، وكذلك العشر الأواخر حيث يستعد الجميع لشراء لوازم العيد والتحضير له. وأضاف: كانت إدارة العلاقات تقوم بتوجيه المواطنين عبر البرامج سواء في الإذاعة والتلفزيون، وكذلك كنا بالتعاون مع الجمعيات الخيرية وبعض المواطنين من أهل الخير نقوم بالمشاركة بتوزيع بعض الحاجات الخفيفة مثل التمر واللبن والماء وذلك لإفطار السائقين من الصائمين القادمين للدوحة والخارجين منها على مداخل الدوحة والخور والرويس وغيرها. وتابع: الحوادث والسرقات تخف كثيراً في شهر رمضان عن بقية الشهور، كما أن الشرطة المجتمعية بعد تكوينها ووجود كفاءات متخصصة لديها مؤهل عال قد قربت التواصل بينهم وبين المواطنين في مختلف الأحياء، وتوفير مساعدات مالية واجتماعية وتنسق مع الأسر على حل المشاكل المحلية قبل ذهابهم إلى المحاكم، وكنا سعداء بالتواصل مع المواطنين. وأكمل حديثه: أذكر من القضايا التي حققت فيها ونجحت في النهاية من حل المشكلة حيث جاءت امرأة قطرية تريد مقابلتي وقالت أنقذوني وتحدثت عن طلاق ابنتها ولا تستطيع ارجاع المهر وعندها باقي يومين محكمة والقاضي أمر بتوفير المبلغ عاجلا، وهي لا تملك الأموال لأنها سرقت كما ذكرت، وقالت شغلنا طباخ لا نعرف اسمه وليس لدينا اثباتات ولا رقم هاتفه، وقالت البنت لقد رأيته يتحدث مع عامل النظافة وربما يعرف مكانه، فاتصلنا بقسم النظافة وطلبنا الشخص وبالفعل تعاونوا معنا، واعترف العامل وأعطانا الاسم إذ كان لديه أخ موقوف بشرطة العاصمة، وتتبعنا القضية ونجحنا في إخراجه من التوقيف بالعاصمة، وتمكنا من معرفة مكان أخيه، وأخذنا إذنا من النيابة للتفتيش وفي الليل وهو نائم داهمنا الشقة ووجدناه، واعترف بالسرقة، وكانت النقود محفوظة لديه وقد صرف منها حوالي ألفي ريال، وأبلغنا العمليات بما حدث، وطلبنا من وكيل الادعاء العام طلب تسليم المبلغ لهم، وكانت المهمة صعبة لأنها لابد من إنجازها في وقت قصير وأنقذنا العائلة القطرية وأدخلنا السرور عليهم.

2632

| 18 أبريل 2023

محليات alsharq
الشرق في ضيافة الإعلامية الجزائرية نوال القاضي: عاداتنا الرمضانية متقاربة ولا غربة في دوحة الخير

يعيش أفراد الجالية الجزائرية بقطر أجواء رائعة في أولى أيام شهر رمضان المبارك، إذ يفضل الكثير منهم قضاء الشهر الكريم في قطر للأجواء الرائعة هنا بالدوحة، حيث تنوع الأنشطة والفعاليات سواء الدينية أو السياحية، وتميز مطاعمها وفنادقها بالتنوع. التقت «» أسرة جزائرية مقيمة بالدوحة، وعايشت معهم أجواء العائلات الجزائرية لاستقبال الشهر الفضيل، وأشهر الأكلات التقليدية بالجزائر على مائدة رمضان، والعادات التي تلي الإفطار وحتى موعد السحور. وأكدت أسرة الإعلامية الجزائرية نوال القاضي أن دوحة الخير جمعتنا نحن المسلمين بإخواننا من كل الجنسيات فنتقاسم معهم عدة أشياء ونعرفهم بعاداتنا وتقاليدنا نشارك في نشاطات وتظاهرات عديدة فالدوحة ملتقى الثقافات، ويعيش على أرضها جنسيات وجاليات من مختلف دول العالم، وهذه بالطبع ميزة فريدة تميز رمضان في الدوحة. وقالت نوال القاضي - سفيرة التراث الجزائري بالخارج - إن الاجواء في رمضان بقطر رائعة وفريدة للغاية، وكثيراً هي وعائلتها ما يفضلون قضاء شهر رمضان بقطر لأن لديهم كامل الوقت لمعايشة الأجواء الرمضانية، التي تبدأ بالتجمع على المائدة وقت الإفطار، ومن ثم أداء صلاة التراويح، ثم القيام بزيارات للأقارب والأصدقاء والأحباب من أعضاء الجالية، لقضاء السهرات التي تمتد في بعض الأيان لموعد السحور. وتابعت: «السهرات الرمضانية بقطر يكون فيها الوقت متاحا، من أجل الاستمتاع بنشاطات عديدة، فالكل يعرف أن الدوحة ليلا لا تنام حتى أولادنا يشاركون في نشاطات عديدة في هذا الشهر الفضيل كمسابقات تحفيظ القرآن. وفي قطر نحن الجالية الجزائرية كالعائلة الواحدة خاصة في رمضان كثير ما نلتقي في الجلسات الجزائرية لنحيي خلالها بعض العادات التقليدية لرمضان في الجزائر وكأننا في وطننا ومن أشهرها «البوقالات». وتحدثت القاضي عن عادة «البوقالات»، وقالت: إن الكثير هنا في قطر كانوا لا يعرفون معنى البوقالات، ولكن علمناهم معناها وكيفية لعبها وصاروا مدمنين عليها مثل صديقاتي من بلدان أخرى، ولكن بما أننا تحدثنا عن هذه العادة فدعيني أشرحها للناس التي لا تعرفها وتجهل قصتها، ففي القديم كانت نسوة الجزائر العاصمة والقصبة يجتمعن في السهرات الرمضانية ويعملن «الفال»، أي تتفاءلن في الوقت الذي يكون أزواجهن وأولادهن الذكور في البحر للصيد وجلب مصدر الرزق، فكن ينتظرن عودتهم لأسابيع ومرات أشهر، ومن هنا ابتكرت سيدات الجزائر هذه اللعبة لقضاء أوقات فراغهن منتظرات عودة أزواجهن من رحلات الصيد، فكانت هذه البوقالات عادة ما يقضين النسوة وقتهن في أسطح العاصمة ويتفاءلن في عودة أزواجهن وأولادهن ونحن ليومنا هذا ما زلنا نحافظ على هذه العادة ونعتبرها ممتعة جدا من أجل التفاؤل وكذا قضاء وقت ممتع مع الأحبة مجتمعين وفي مناسبات عديدة. الاحتفال بالصيام الأول وتابعت: «ومن عاداتنا كجزائريين أن في الشهر الفضيل نحتفل بالأولاد الصغار الذين يصومون لأول مرة، واحتفالنا بهم كأنه عرس، فنرسم على أياديهم الحنة مع اللباس التقليدي ونغني لهم الأناشيد الدينية وكذلك نعطيهم نقودا ونعطرهم بالعطر، ونبخرهم، اضافة إلى إعطائهم ماء الزهر مع الحليب يشربونه، وكذلك مع التمر «دقلة نور» الجزائري المعروف، فهذه الأمور ضرورية في كل عائلة جزائرية والحمدلله عاداتنا كلها أفراح». المرأة الجزائرية في رمضان وأشارت نوال القاضي أن المرأة الجزائرية في قطر لا تجعل عائلتها تشعر بالغربة أو غياب الأقارب في الشهر الكريم، فالكل يعرف ان المرأة الجزائرية نشيطة وربة منزل متميزة، تستقبل ضيوفها بترحاب، وقادرة على تحضير مائدة رمضانية فيها كل ما لذ وطاب من الطعام الجزائري التقليدي، لأنه شهر واحد في العام ومناسبة فريدة لالتقاء الأحبة، وتنظيم العزومات للأصدقاء من جاليات أخرى لنعرفهم بعاداتنا وتقاليدنا وأكلاتنا الرمضانية وهذا ما تقوم به المرأة الجزائرية. البرامج التلفزيونية وقالت الإعلامية نوال القاضي: نحن خلال شهر رمضان دائما ما نشغل تلفزيون قطر على طول لأنه بصراحة متنوع البرامج وحتى يتسنى لنا ايضا أن نكون مطلعين على الفعاليات والنشاطات الموجودة في البلد خلال الشهر الفضيل، اما في وقت الفطور دائما ما نحرص على متابعة البرامج ذات الطابع الفكاهي الجزائري، ولكن غير هذا فدائما تلفزيون قطر حاضر في كل بيت من بيوت الجالية الجزائرية في قطر ولا يمكن أن نفرط في سماع المدافع وكذا البرامج والمسلسلات القطرية المتنوعة. وبالنسبة للمأكولات الجزائرية قالت إنه وبرغم ضغط الدوام والعمل داخل البيت، إلا أننا نحن العائلات الجزائرية نحرص دائما على تحضير اطباقنا ومأكولاتنا الرمضانية ولا نطلب الأكل من المطاعم، فضروري ان الأكل يكون مطبوخا في البيت، وبالتأكيد المطبخ الجزائري معروف عالمياً، واهم الاكلات الرمضانية الضرورية على كل المائدة تتضمن: الشوربة أو مثل ما يمكن تسميتها في الغرب الجزائري بـ»الحريرة»، وكذلك البوراك والطاجين بكل انواعه. ومن دون ان ننسى الحلويات الجزائرية، وهي الأولى عربيا كالمعسلات بأنواعها التي تقدم مع الشاي بالسهرات الرمضانية وترافقنا طيلة الشهر الفضيل. قطر جمعتنا على الخير واختتمت حديثها لـ بقولها: «لو نتحدث على قطر فدعيني أقول إن دوحة الخير جمعتنا نحن المسلمين بإخواننا من كل الجنسيات فنتقاسم معهم عدة أشياء ونعرفهم بعاداتنا وتقاليدنا نشارك في نشاطات وتظاهرات عديدة فالدوحة ملتقى الثقافات وأشياء ثراثية كثيرة تكون حاضرة خلال الشهر الكريم، ونحن كجالية جزائرية متواجدون بلباسنا التقليدي وأكلاتنا وعاداتنا وطقوسنا مع باقي الجنسيات فهذا هو الذي يخلق الفرق بين رمضان في الدوحة ورمضان في بلدنا الحبيبة الجزائر، فرمضان بالجزائر يكون مع العائلة والأقارب ولكن في الدوحة كذلك كل الخيرات موجودة والأجواء الرائعة والروحانيات الرمضانية ما تخلينا نحس بالغربة.

2650

| 24 مارس 2023

محليات alsharq
الزلابية.. الملكة الأندلسية حاضرة في السهرات الرمضانية بالجزائر

تتزين مائدة إفطار الجزائريين في رمضان بشتى أنواع المأكولات، سواء التقليدية أو الحديثة، ومنها حلوى "الزلابية" التي يزداد الإقبال عليها في هذا الشهر ويلقبونها بـ"ملكة السهرات الرمضانية". وينتشر صنع الحلوى الشعبية "الزلابية" التي تتربع على عرش الحلويات الرمضانية في محافظات البلاد، حيث لا يكاد يخلو تجمع سكاني من محلات تصنيعها خلال الشهر، لكن المدينة الأكثر شهرة في صناعة هذه الحلوى التقليدية هي "بوفاريك" بمحافظة البليدة "غربي العاصمة" والتي باتت قبلة الصائمين. ويصبح استهلاك "الزلابية" في رمضان عادة وتقليدًا لا يمكن التخلي عنهما من قبل المواطن الجزائري، الذي يقبل عليها بصفة كبيرة مع اهتمامه ببعض الحلويات الأخرى على غرار "القطايف" و"قلب اللوز" و"المقروط" و"البقلاوة" وغيرها. وتتعدد أشكال وأنواع الزلابية في الجزائر، بحيث توجد ذات الحجم الكبير والمستطيل ومنها الدائرية الصغيرة، كما تتنوع أذواقها وألوانها بحسب مكوناتها وطريقة تحضيرها. أصل الزلابية وبالحديث عن تاريخها تتضارب الروايات حول أصل تسمية الزلابية، فيرجعها البعض إلى اسم زرياب الأندلسي الذي ابتكرها عندما سافر إلى الأندلس ثم المغرب العربي، حيث حرف اسمه من زرياب إلى زلياب. ومنهم من يقول إن أحد التجار أمر طباخه بطهِي الحَلوى فلم يكن في المطبخ إلا الزيت والسكر والدقيق، فعجنها ووضعها في المقلاة، وعندما رأى الزلابية غريبة الشكل قال باستهجان: إنها زلَة بي! أي إني أخطأت في إعدادها طالبا بذلك عفو سيده، فأصبحت من هنا: "زلةُ بي" أو زلابية! و تبقى هذه الروايات الأكثر شيوعاً. وفي السياق يصف بعض الذين شاركوا في ثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي (1954-1962) "زلابية بوفاريك" بالأكلة المجاهدة، لأنها كانت تعتبر من الإكراميات التي تغدق بها أسر المدينة على الثوار في الجبال وفي السجون، خاصة "سركاجي"، وهو أقدم وأشهر سجن في الجزائر خلال فترتي الاحتلال والاستقلال. الزلابية من زرياب يقول الباحث بتاريخ الحضارة الأندلسية فوزي سعد الله: "يشيع الاعتقاد بأن الزلابية شهدت النور في الربوع الأندلسية وأن اسمها ذاته مشتق من اسم مبتدعها المفترض الفنان متعدد المواهب زرياب، وهو أبو الحسن علي بن نافع، مغني بلاط قرطبة الأموية خلال العقود الأولى من القرن التاسع الميلادي. ويضيف سعد الله لـ"الأناضول": "ويُقال إنّ اسمها هذا، "الزلابية"، ليس سوى تحريفا لـ: "الزِّرْيَابِيَة" نسبة إلى العندليب القرطبي الذي أبدع في المأكولات والمشروبات والحلويات ومختلف الطيبات، وحتى في الأزياء، مثلما فعل في الموسيقى والعزف والغناء". ويشير صاحب كتاب "الشتات الأندلسي" إلى أنّ جوهر الزلابية لم يتغير كثيرا منذ أكثر من 10 قرون. لكن الإبداعات المتتالية شكلا ومضمونا ألقت ببعض الضبابية على ما كانت عليه هذه الحلوى خلال فتوتها وشبابها. سر الزلابية عند الجزائريين وفي جولة لـ"الأناضول" بمحلات صناعة الزلابية بحي وادي الرمان بالعاصمة الجزائر، التقينا المواطن "مراد زبوجي" وهو بصدد شراء كمية من هذه الحلوى. يقول مراد إن عائلته لا تستغني عن حلوى "الزلابية" في شهر رمضان، لأنها تزين السهرة مع كمية من الشاي. ويردف في حديث مع "الأناضول": "منذ كنت صغيرا وأنا أرى الزلابية على مائدة رمضان، فكبرت مع هذه الصورة، وبعد تأسيسي لعائلة صغيرة لم نفرط يوما فيها". من جهتها تؤكد الزبونة "نسيمة.ن" وهي ربة بيت وجدناها داخل محل لبيع "الزلابية" بنفس الحي، أن الزلابية حلوى تقليدية ويجب أن تكون حاضرة في رمضان، باستثناء الأشهر الأخرى، حيث إن شراءها يخضع للرغبة أو لمناسبة معينة. وترى أن الجزائريين يستهلكون كثيرا الزلابية من خلال ما تشاهده من طوابير أمام مداخل محلات بيع هذا النوع من الحلويات لاسيما في شهر رمضان .

3914

| 17 يونيو 2017