اختتمت مؤسسة حمد الطبية فعاليات الورشة الإقليمية الرابعة حول ثقافة السلامة الإشعاعية في مجال الرعاية الصحية وركزت على ترسيخ مفهوم السلامة لدى العاملين في مجال الصحة بدولة قطر ومنطقة الشرق الأوسط. وتم عقد الورشة بالتعاون مع الهيئة الدولية للوقاية من الأشعة والمنظمة الدولية للفيزياء الطبية ومنظمة الصحة العالمية واتحاد الشرق الأوسط لمنظمات الفيزياء الطبية. وشارك في الفعالية أكثر من 150 مختصاً يمثلون جهات عدة بمن فيها بعض الهيئات الرقابية الإشعاعية والجهات الصحية المختصة وعدد من كوادر الرعاية الصحية في مؤسسة حمد من المتخصصين في طب الأشعة والتصوير الطبي والفيزياء الطبية إلى جانب أطباء الطب النووي وأخصائي العلاج الإشعاعي للأورام وأخصائي العلاج التداخلي للقلب وأطباء من اختصاصات متعددة. وقالت الدكتورة هدى النعيمي المدير التنفيذي لإدارة الصحة والسلامة المهنية بمؤسسة حمد الطبية إن الورشة هدفت إلى خلق بيئة داعمة للعلوم الأساسية والبحوث التطبيقية والتطبيقات والاستخدامات الطبية للأشعة إلى جانب تطوير قدرات وإمكانات المؤسسة بما يتوافق مع الإستراتيجية الوطنية للتنمية وما ينسجم مع رؤية قطر الوطنية 2030. وأشارت إلى أنه من أهداف هذه المبادرة التي تم إطلاقها من قبل الهيئة الدولية للوقاية من الأشعة والمنظمة الدولية للفيزياء الطبية ومنظمة الصحة العالمية استطلاع وتوثيق آراء وأفكار الجهات المعنية ومن ثم صياغة ميثاق يكون بمثابة أداة تعمل على ترسيخ ثقافة السلامة والوقاية من الأشعة المستخدمة في مجال الرعاية الصحية.

تستضيف مؤسسة حمد الطبية دورة تدريبية إقليمية للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول السلامة الإشعاعية؛ يناقش فيها ضمان ومراقبة الجودة في استخدامات تكنولوجيا التصوير الهجين في الطب النووي. وصممت هذه الدورة التدريبية، التي تنطلق فعالياتها يوم 19 أكتوبر، والمصنفة دوليًا؛ بهدف تعزيز خبرات كوادر الرعاية الصحية المتخصصة في الطب النووي حيث يتوقع مشاركة مجموعة من الكوادر من قطر ومختلف دول المنطقة. وتعد مؤسسة حمد الطبية مؤهلة بصورة ممتازة لاستضافة مثل هذه الدورة الهامة حيث تمتلك المؤسسة المركز البوزيتروني للتشخيص والبحوث، وهو المركز الوحيد في دولة قطر للتصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني، بالإضافة إلى امتلاكها مرفقًا للأشعة السيكلوترونية كما تدير المؤسسة وحدة للتصوير المقطعي المحوسب بالانبعاث الفوتوني الأحادي، وذلك في قسم الطب النووي بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان. يذكر أن المركز البوزيتروني للتشخيص والبحوث افتتح في إبريل من عام 2012 حيث تم تصوير وفحص ما يقارب 3000 مريض منذ بدء تشغيله، ويعد المركز المكون من طابقين وبمساحة تبلغ 2500 متر مربع أحد أحدث المراكز وأكثرها تطورًا على مستوى المنطقة، ويقع المركز بجوار المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان، وقبل افتتاح هذا المركز كان المرضى يضطرون للسفر خارج دولة قطر لإجراء بعض الفحوصات اللازمة. ويعتبر التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني أحد أنواع التصوير الطبي الهجين التي سوف يتم التعرض لها بالنقاش، خلال الدورة، بحضور عدد من الخبراء الإقليميين في مجال الطب النووي. ومن المقرر أن تستمر الدورة على مدار خمسة أيام، وتستخدم تقنيات التصوير الطبي الهجين من خلال نموذجين مختلفين لتصوير الجسم البشري، فمن خلال التصوير المقطعي المحوسب بالانبعاث البوزيتروني على سبيل المثال؛ يتم تركيب الصور المقطعية المحوسبة واستخدامها مع الانبعاث البوزيتروني بتقنية معينة لتزويد الأطباء بصور عالية النقاء ذات أبعاد ثلاثية توضح شكل وأداء الأعضاء داخل جسم المريض، وهو ما ينعكس مباشرةً على مستوى دقة وفعالية تشخيص الأورام والأمراض السرطانية، والأمراض العصبية، وأمراض القلب. وبالإضافة لذلك يتعرف المشاركون في الدورة على وحدة الأشعة السيكلوترونية التابعة للمركز البوزيتروني للتشخيص والبحوث، والمختبر الخاص بالمواد والعقاقير المستخدمة في مجال صيدلة المشعات، والذي يتم فيه تركيب وإنتاج الأدوية المشعة المستخدمة في التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني، ويمثل مفاعل السيكلوترون أحد أحدث الوسائل التكنولوجية المتقدمة حيث يستخدم في توليد حزمة من الأشعة البروتونية لإنتاج النظائر المشعة التي تستخدم ضمن وحدات مركبة ومتطورة في بيئة عالية التعقيم بالمختبر، بهدف توفيرها للمرضى الذين يخضعون للتصوير المقطعي المحوسب بالانبعاث البوزيتروني. من جانبها قالت الدكتورة نورة الحمادي، رئيس لجنة تسيير المركز البوزيتروني للتشخيص والبحوث ومدير برنامج العلاج الإشعاعي للأورام بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان: "لقد استضافت مؤسسة حمد الطبية عدة دورات تدريبية بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث استفاد منها العديد من الخبراء المحليين وخبراء دول المنطقة، وتمثل هذه الدورة فرصة فريدة للخبراء والمتخصصين لتبادل خبراتهم والتعرف على أحدث التطورات في مجال التصوير الطبي الهجين، بالإضافة إلى دراسة معايير ضمان ومراقبة الجودة التي ينبغي تطبيقها بشكل صارم لتحقيق الاستفادة المثلى من هذه التكنولوجيا". ونظرًا للطبيعة المتطورة والمتقدمة للعلوم والتكنولوجيا المرتبطة بهذا الخيار العلاجي؛ يتم تطبيق الكثير من ممارسات ضمان ومراقبة الجودة في المركز البوزيتروني للتشخيص والبحوث، حيث يعد ذلك أمرًا ضروريًا لضمان الحفاظ على معايير عالية للجودة والسلامة، وذلك من خلال نموذجين مختلفين للجودة والسلامة تم دمجهما في وحدة واحدة وإجراء واحد. ومن المقرر أن تستضيف دولة قطر خلال هذه الفترة ثلاثة خبراء دوليين في أحد المجالات التي تقررها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسوف يلقي الخبراء عددًا من المحاضرات العلمية والعروض الموجزة في المركز البوزيتروني للتشخيص والبحوث التابع لمؤسسة حمد الطبية. وبالنسبة للمشاركين القادمين من دول المنطقة، فقد تم اختيارهم بعناية والموافقة عليهم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهدف تعظيم حجم الاستفادة لدولهم في هذا المجال بمختلف تخصصاته، وتتضمن قائمة الحضور عددًا من الكيميائيين، والفنيين، والفيزيائيين، والصيادلة من عدة معاهد ومؤسسات بدولة قطر وعدة دول عربية أخرى.