الشرق

مساحة إعلانية

السفيرة الأمريكية

ليندا غرينفيلد لـ"الشرق": قوة أمريكا الحقيقية في الاهتمام بالقضايا الإنسانية

قالت ليندا توماس غرينفيلد، التي وقع عليها اختيار الرئيس المنتخب جو بايدن لشغل منصب السفيرة الأمريكية بمنظمة الأمم المتحدة، إن الولايات المتحدة الأمريكية بدت وكأنها غير حاضرة في مهام دورها العالمي في الأعوام الأخيرة، وهو ما يعزز من ضرورة استعادة الدور الأمريكي في التعاطي مع مسؤولياتها العالمية، وأوضحت في تصريحات لـالشرق أهمية تحقيق التعددية والتنوع في بيئات العمل، حيث جاء اختيارها من قبل الرئيس المنتخب جو بايدن جزءاً من التأكيد على مفهوم التنوع والتعددية وأهميته المحورية في ظل إدارة «بايدن- هاريس» الجديدة. وأكدت على ما تتمتع به من سمات شخصية وخبرة دبلوماسية في أن تكون دافعاً إيجابياً لتأكيد ترشيحها لتولي منصب سفيرة الأمم المتحدة، وأن هذه هي الأسباب التي جعلت الرئيس المنتخب جو بايدن يعتبرها سفيرة الشعب في الأمم المتحدة كما جاء في خطاب تسمية فريقه الرئاسي. وتقلدت ليندا غرينفيلد عدداً من المناصب الدبلوماسية الرفيعة بخبرة تصل الى 35 عاماً في العمل الدبلوماسي، أبرزها مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، كما شغلت أيضاً منصب سفيرة الولايات المتحدة في ليبيريا وباكستان، وكانت قد بدأت مسيرتها المهنية في قضايا الإسكان واللاجئين والهجرة، كما شغلت منصب الرئيس التنفيذي لمجلس الشؤون والخدمات الخارجية للولايات المتحدة. عمومية الرؤية ◄ ما هي أبرز الأشياء التي ترين بها الاختلاف بمنصب سفيرة الأمم المتحدة من واقع خبرتك في وزارة الخارجية والعمل الدبلوماسي؟ ► إن الخبرة أمر رئيسي بالفعل في اختياري وما أراه من النقاط التي يرتكز عليها ترشيحي لمنصب سفيرة الأمم المتحدة، هو تعزيز أهمية المهارة الدبلوماسية ونقلها لمفهوم العمومية التي تناقش به القضايا في الأمم المتحدة، وأن تدرك أهمية الدقة في مناقشة ما هو جزئي ومتخصص ولكن لديك في الوقت ذاته الصورة العامة التي تحدد مسار رؤية السياسات التي تناقش تلك القضايا الصغيرة من خلالها، وتجاربي الدبلوماسية العديدة تعلمت منها الحاجة لأن تكون مرناً وتتفاعل مع أي قضية تطرأ بما هو موجود من معطيات لها على الطاولة، وأن يكون الموقف الأمريكي مترابطا مع القيم والأسس الأمريكية التقليدية وما يرتبط بالمسؤولية العالمية والواجبات الوطنية في تحقيق ذلك». تفاعل إنساني ◄ وما هي أبرز نقاط القوة التي ترتكزين عليها في مسيرتك بأن تكون سبباً في تأكيد ترشيحك لمنصب سفيرة أمريكا بالأمم المتحدة؟ ► عنصر القوة بالنسبة لي وما يحددني كشخص وما يحدد مسيرتي المهنية أيضاً هو المشاركة الإيجابية في قضايا اللاجئين والقضايا الإنسانية، فالقضايا الإنسانية بالنسبة لي شكلت بصورة أو بأخرى جوهر عملي الدبلوماسي، فلم تكن مجرد مرحلة في مسيرتي المهنية بل بدأت في العمل الإنساني وقضايا اللاجئين وكلما تقدمت إلى مرحلة جديدة كانت أغلب المناصب التي شغلتها مرتبطة بصورة أو بأخرى بتلك القضايا، وهو ما خلق دائرة تقييم عامة أو سمعة مهنية مرتبطة بكوني شخصا يمتلك العاطفة ويتفاعل مع الهم الإنساني، ومنحني ذلك الفرصة لأن أعرف شخصيتي الحقيقية من خلال عملي وأن أظهر ما امتلكه بداخلي من عطف وطيبة لتنعكس في الصورة العامة للمناصب التي شغلتها من قبل». خبرة وإنسانية ◄ هل كانت خبرة 35 عاماً بالعمل الدبلوماسي هي الإضافة الأكبر التي ستقدمينها لمنصبك؟ وفي تقديرك ما هي الأسباب التي دفعت الرئيس المنتخب جو بايدن في أن تكوني على رأس ترشيحات الفريق الرئاسي لمنصب رفيع مثل سفيرة الأمم المتحدة؟ ► إن الخبرة ليست العامل الرئيسي الذي أضيفه أو كانت السبب الأهم في اختياري، فحينما كان يتم ترشيحي لأي مناصب مهمة، كنت أبحث عن أسباب اختياري من قبل من قاموا بترشيحي، ولا أخفيكِ سراً أنني تواصلت مع بعض من كنت أعتقد أن الرئيس المنتخب جو بايدن استشارهم فيما يتعلق باختياري لمنصبي، وكانت الإجابات تدور في أنني بجانب ما أقدمه من جهد مخلص وعمل دؤوب، هو أنني شخص يتمتع بالعطف والرحمة، وأتذكر هاتين الكلمتين دائماً؛ هذا ما كانت أمي تقوله لي طوال الوقت، بل هذا ما تربيت عليه وكان محركاً بداخلي يدفعني للانخراط في العمل الدبلوماسي الإنساني، وخاصة في الشؤون الإفريقية التي قضيت فيها أغلب مسيرتي، وما ينقلك عن قرب فيما يمكن أن تحدثه من فارق في حياة من هم يعدون من الأكثر احتياجاً وكيف يجب على العمل الدبلوماسي أن يتناغم ويتفاعل مع القضايا الإنسانية، وهذا يدخل بكل تأكيد من ضمن تصوري لمهام منصبي كسفيرة لأمريكا بالأمم المتحدة. عودة الدور الأمريكي ◄ وما هي الأولويات التي تضمها رؤيتك لمنصب سفيرة الأمم المتحدة والعناصر التي ستختارينها للعمل معك في حال تأكيد ترشيحك؟ ► إن أمريكا يجب أن تكون حاضرة وفاعلة بصورة أكبر بكثير مما كانت عليه، وقد صرحت بضرورة إعادة هيكلة تشمل المؤسسات الدبلوماسية ولكن الخطوة الأهم هو أن تتم ترجمة الاختيارات الجديدة في أن تكون أمريكا حاضرة وبقوة دبلوماسياً أمام المجتمع الدولي، وهذا ما لم يكن عليه الأمر خلال الفترة الماضية، ودائماً ما كنت غير منقطعة عن التواجد والمناقشة مع العديد من المسؤولين السابقين وصغار الموظفين والمنخرطين في العمل الدبلوماسي، فهناك بالفعل كوادر جيدة للغاية وشخصيات لديها رغبات وتطلعات عظيمة كانت مكبلة في ظل الإدارة السابقة، وهو ما جعلني أرسم صورة أكثر قرباً واتصالاً للنحو الذي ستكون عليه إدارتي في حال تأكيد ترشيحي، ويكون ذلك من خلال إعلاء أهمية التواصل مع كافة فريقي وأن أقيم عملي من خلال قدرتي على تحقيق مفهوم الاحترافية الذي كان غائباً عن العمل الدبلوماسي مؤخراً. رؤية الإدارة الجديدة ◄ تقتربين من أن تصبحي ثاني سفيرة أمريكية للأمم المتحدة من أصول إفريقية.. كيف ترين أهمية التنوع العرقي في ظل إدارة «بايدن- هاريس»؟ ► إن التنوع العرقي والثقافي جزء رئيسي أعلم أنه في صميم رؤية الرئيس المنتخب جو بايدن الذي كان نائباً للرئيس لثمانية أعوام وعمل عن كثب مع الرئيس أوباما، وهو ما شكلته نسب التصويت الكبيرة للرئيس المنتخب بايدن في ولايات كثيرة، والعالم الآن ونحن ندخل عام 2021 والمشهد السياسي الأمريكي والعالمي وبوجود إدارة مثل إدارة «بايدن- هاريس» يعطينا ثقة في محورية التنوع كجزء رئيسي من الإدارة السياسية وكجزء من التفكير السياسي بشكل عام، وبصفة شخصية كنت أحرص خلال عملي كمساعدة لوزير الخارجية للشؤون الإفريقية بأن يكون مكتبي لديه أكثر نسبة تنوع في أي من المكاتب والإدارات المختلفة في وزارة الخارجية الأمريكية، وهو جهد مخلص وكبير سواء من قبلي أو من العاملين معي للعمل على تحقيق ذلك ودون هذا الإصرار منا لم يكن ذلك سيحدث. شمول وتكافؤ ◄ تعدين نموذجاً للمرأة الناجحة يتطلع له عدد كبير من صغار العاملين في العمل الدبلوماسي.. كيف ترين تلك المسؤولية وارتباطه بدور المرأة في المناصب القيادية؟ ► بالطبع أريد أن يكون للمرأة دور رئيسي في المناصب السياسية المهمة، ولكن في تقديري لا أرى ذلك يتحقق بأن تكون المرأة سواء من أصول إفريقية أو أي امرأة بصفة عامة في أعلى قائمة المناصب سواء الرئاسية أو الوزارية وإلى ما ذلك وحسب، فعن نفسي إذا ما وجدت مكتباً في إدارتي وجميع من فيه نساء من ذوات البشرة السمراء وأن يستشعر أي رجل أبيض من زملائي أنه الوحيد في غرفة عمل جميعها من النساء فهذا لا يكون مرضياً أبداً بالنسبة لي، وسأعمل جاهدة طوال الوقت من أجل تحقيق مفهوم التنوع الناجح في بيئة العمل، لاسيما في العمل الدبلوماسي، تحقيق التنوع يسمح للمرأة بإثبات قدرتها في شغل كافة المناصب وأن يتكيف النظام السياسي مع منظور يتخطى التنصيف العرقي إلى مفهوم الإدارة الشاملة التي تدعم الفرص المتكافئة.

2970

| 25 ديسمبر 2020

السفيرة الأمريكية

الأكثر مشاهدة

حمل تطبيق الشرق

الأكثر رواجاً