نظمت السفارة التركية في الدوحة الإفطار السنوي للسفراء، الذي شهد حضور عدد كبير من السفراء، في أجواء يسودها روح من الوحدة والتآخي بمناسبة شهر رمضان المبارك. ويأتي هذا اللقاء السنوي كجزء من سلسلة من الإفطارات السنوية التي تقيمها السفارة، والتي تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية وترسيخ قيم الصداقة والتعاون بين الدول. يشكل هذا الحدث فرصة لتجسيد مبادئ السلام والتضامن والاحترام المتبادل التي يتميز بها شهر رمضان الفضيل. كما يوفر الإفطار منصة للتبادل الثقافي والحوار البناء، وتعزيز التطلعات المشتركة لتحقيق الاستقرار والازدهار على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وفي كلمته الترحيبية، أعرب سعادة السفير التركي، د. مصطفى كوكصو، عن شكره لحضور الضيوف الكرام، مؤكدا على أهمية شهر رمضان باعتباره شهر العطاء والصبر والتآخي. كما شدد على الدور المهم لهذه اللقاءات في تعزيز الحوار والتفاهم بين الدول والشعوب.

احتفلت السفارة التركية في دولة قطر بعيد النصر ويوم القوات المسلحة التركية، حيث تم إحياء الذكرى الـ 102 للانتصار الكبير في حرب الاستقلال التركية، الذي قاده مصطفى كمال أتاتورك. وشهد الحفل الذي نظمه السفير التركي في دولة قطر سعادة د. مصطفى كوكصو، حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم العميد الركن عبدالله علي المزروعي، نائب قائد القوات البحرية الأميرية، والعميد الركن عبدالعزيز صالح السليطي، رئيس هيئة التعاون الدولي في القوات المسلحة القطرية، والعميد الركن يوسف الدوسري من القوات الجوية. كما شارك في الاحتفالية عدد من الضباط في القوات المسلحة القطرية، وأصحاب السعادة السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي في دولة قطر، بالإضافة إلى عدد من الضباط الأتراك وأفراد الجالية التركية المقيمة بالدولة. وفي كلمته، أعرب السفير التركي عن فخره وامتنانه للاحتفال بهذه المناسبة التاريخية، قائلاً: «نجتمع اليوم بكل فخر وامتنان للاحتفال بذكرى النصر في 30 أغسطس ويوم القوات المسلحة التركية. هذا اليوم يمثل لحظة حاسمة في تاريخ أمتنا، وهو ليس مجرد انتصار عسكري، بل هو نهضة الأمة التركية وتأسيس الجمهورية.» وأضاف السفير: «دعونا نتوقف لحظة للتأمل في تضحيات من سبقونا، نستذكر غازي مصطفى كمال أتاتورك ورفاقه بكل احترام، ونصلي من أجل جميع الشهداء والمحاربين القدامى الذين ضحوا بحياتهم في خدمة وطننا. عيد نصر مبارك للجميع.»كما تحدث الملحق العسكري للسفارة، العقيد علي تشيتين، مشيداً بأهمية وتفاصيل هذا اليوم التاريخي. وتمت خلال الحفل قراءة رسالة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي جاء فيها: «نحتفل اليوم بكل فخر وبهجة وسعادة بالذكرى السنوية الـ 102 لعيد النصر العظيم. هذا اليوم يعد من المنعطفات الحاسمة في تاريخنا، هذا النصر العظيم الذي تحقق بفضل بطولة شهدائنا وتضحيات شعبنا، لا يزال يضيء الطريق أمامنا حتى اليوم.»وشدد الرئيس ان بلاده تبذل قصارى جهدها وتحشد كل قواها من أجل إيقاف الصراعات والظلم والمجازر في مختلف أنحاء العالم، لاسيما في غزة. وأكد الرئيس أردوغان في رسالته أن تركيا ستظل دائماً مصدر إلهام للشعوب المظلومة، وستبقى ساعية لتحقيق السلام والعدالة على مستوى العالم.

احتفاء بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية التركية القطرية، نظمت السفارة التركية لدى الدوحة امس معرض «النصوص الدبلوماسية لتركيا وقطر» وذلك في مقرها بمنطقة الدفنة، وحضر افتتاح المعرض مجموعة من الوزراء والدبلوماسيين ورؤساء التحرير، منهم سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة وسعادة حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، ورؤساء تحرير الصحف القطرية. ويسلط المعرض الضوء على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ويستعرض الرسائل والبرقيات الدبلوماسية التي تعود إلى القرون الماضية ومطلع القرن الحالي. وقام سعادة السفير التركي الدكتور مصطفى كوكصو بجولة رافقه خلالها الوزراء والحضور للاطلاع على المعروضات وما يتضمنه المعرض من تاريخ العلاقات التركية القطرية. وقال سعادة السفير التركي في تصريحات خاصة لجريدة «الشرق» يقدم معرض (النصوص الدبلوماسية لتركيا وقطر) فكرة لعمق العلاقات بين البلدين، وركزنا خلال هذا المعرض على عرض مجموعة من الرسائل التي تم تداولها بين البلدين خلال الخمسين عاما، متمنيا أن تكون السنوات المقبلة أكبر وأكثر انجازا بين البلدين». وأضاف سعادته: «أود أن أرحبَ بكم جميعا اليوم، في هذه المناسبة الخاصة لافتتاح المعرضِ الذي يضم عددا من المراسلات بين الجمهورية التركية ودولة قطر، والتي تأتي بالتزامنِ مع الذكرى الخمسين لتأسيس العلاقاتِ الدبلوماسيةِ بين بلدينا، وعلى مدى الخمسةِ عقود الماضيةِ، نمت علاقاتُ الصداقة بين تركيا وقطر، تعززتْ بالاحترامِ المتبادل ِوالتعاونِ والقيمِ المشترَكة. ويعدّ معرضُ المراسلات الدبلوماسية علامةً على التاريخِ الغني والتبادلاتِ الدبلوماسيةِ العميقة التي أصبحت منارةً لعلاقاتِنا الثنائية. فإنها تمثلُ رمزًا للصداقةِ الدائمةِ والتفاني لكل من بلدينا في تعزيز السلام والاستقرار والتقدم في المنطقة، ولقد تمَ استحضارُ هذه المراسلاتِ وعرضِها لإبرازِ عمق العلاقاتِ بين البلدين، وما هي الا جزءٌ بسيطٌ من مجموعةِ رحلةِ العقودِ الماضيةِ التي تسلطُ الضوءَ على حِرفيةِ الدبلوماسية. ونطمحُ بإذنِ الله الى توسيعِ عرضِ هذه المراسلات في السنواتِ القادمة لتغطي الإنجازات الدبلوماسية التي ساهمتْ في ازدهارِ ورفاهِ شعبينا». وتقدم سعادة السفير التركي لدى دولة قطر، بخالصِ الشكرِ والتقدير لهيئةِ الأرشيف الوطني التركي على الجهود القيّمة في إعداد معرض المراسلات الدبلوماسية، ولدار ِالوثائقِ القطرية على المساهمة الفعالة في إنجاح هذا المعرض. من جهته قال السيد أوغور أونال رئيس أرشيف الدولة التابع للرئاسة التركية في كلمته: «نرحب بالضيوف الكرام بافتتاح معرض «النصوص الدبلوماسية لتركيا وقطر» الذي يستعرض العلاقات التركية القطرية، وقبل خمسين عاما قال أحد المؤرخين الغربيين إن العالم الإسلامي يمتلك الكثير من الوثائق، ولكنها لم تنقل بشكل صحيح، والأحداث التي نراها حاليا تثبت أنه من المهم جدا ان نعود إلى تاريخنا ونفسره ونبني عليه طريقنا». وأضاف: «في هذا المعرض الذي يقام في السفارة التركية بالدوحة يوجد خمسون وثيقة من المصادر الأساسية في أرشيف الدولة والعثماني، حيث تم تأسيس رئاسة أرشيف الدولة التابع لرئاسة الجمهورية بعد النظام الجديد في تركيا، إذ يعرض في هذا المعرض نماذج فقط من الوثائق التي يمتلكها أرشيف الجمهورية التركية».

أكد سعادة د. مصطفى كوكصو سفير الجمهورية التركية لدى الدولة، أنه بفضل التعاون الوثيق والراسخ بين الدوحة وأنقرة، وصلت العلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة في السنوات الماضية، بتوجيه من فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقال سعادته خلال الحفل الذي نظمته السفارة التركية في الدوحة للاحتفال بعيدها الوطني أن تركيا وقطر نموذج للتآخي، والوقوف جنبا إلى جنب في الشدة والرخاء. وحضر الحفل كل من سعادة السيد صلاح بن غانم العلي، وزير الرياضة والشباب وسعادة السيد غانم بن شاهين الغانم، وزيرالأوقاف والشؤون الإسلامية، وسعادة السيد مسعود بن محمد العامري، وزير العدل، وسعادة الشيخ د. فالح بن ناصر آل ثاني، وزير البيئة والتغيرالمناخي، وسعادة السفير إبراهيم يوسف فخرو، مدير المراسم في وزارة الخارجية، وسعادة السفير علي إبراهيم، سفير دولة إريتريا، عميد السلك الدبلوماسي وعدد من أصحاب السعادة و الشخصيات الوطنية. وبين السفير كوكصو أن هذا العام يشهد الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين قطر وتركيا. مبرزا أن آخر مظاهر التضامن القوي بين الدولتين، تجلى بعد كارثة الزلزالين اللذين ضربا جنوب شرق تركيا، في فبراير من هذا العام، حيث سخرت قطر كل إمكاناتها لمساعدة الشعب التركي. وقال «طبعا هذا ليس بغريب على شعب قطر العظيم، ونحن لن ننسى هذه الوقفة العظيمة، شعباً وحكومةً، كما أغتنم هذه الفرصة، لأعرب عن امتناننا لجميع الدول الصديقة والشقيقة وشعوبها، الذين شعروا بألمنا في قلوبهم، ومدوا يد العون لشعبنا، في كارثة العصر التي حلت بتركيا». كما أوضح سعادته أن تطور زخم العلاقاتِ بين تركيا وقطر نتج عنه تأسيس اللجنة الاستراتيجية العليا عام 2014، هي أهم آلية ثنائية رفيعة المستوى بين تركيا وقطر، بحيث تم التوقيع على حوالي مائة اتفاقية بين بلدينا حتى الآن، تشمل مختلف القطاعات. وسيعقد الاجتماع التاسع للجنة المذكورة هذا العام، في الدوحة، في شهر ديسمبر. وقال السفير التركي: «نجتمع اليوم، للاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية، التي أرسى دعائمها، المؤسس الغازي مصطفى كمال أتاتورك، الذي وصف يوم 29 أكتوبر بأنه «أعظم يوم» للشعب التركي، خلال خطابه الشهير في الذكرى العاشرة لتأسيس الجمهورية. لا يمكننا أن نصف فخرنا بالكلمات، التي لا تتسع لعظيم اعتزازنا بوطننا، ونحن نشاهد النبتة الصغيرة التي زرعها المؤسس، وقد تحولت إلى شجرة عظيمة ومهيبة عمرها مائة عام، وتخطو خطواتها الواثقة للقرن التركي الجديد». وتابع: «على الصعيد الدبلوماسي، تحتفل تركيا هذا العام ايضاً بمرور 500 عام على تأسيس وزارة الخارجية التركية، في وقت وصل فيه عدد بعثاتنا الى 260 سفارة وممثلية في الخارج، ما يعكس روح المبادرة والقيم الإنسانية لأمتنا، وفقاً لمبدأ «سلام في الوطن، سلام في العالم»، الذي حدده مؤسس جمهوريتنا مصطفى كمال أتاتورك. ولفت كوكصو أن العالم يمر مرة أخرى بأوقات مضطربة، ولحظات كاشفة، معربا عن أسفه لمشاهدة صراعات تؤثر على المدنيين الأبرياء في ظل المأساة الإنسانية التي تحدث حاليا في قطاع غزة بفلسطين المحتلة خاصة وأن الهجمات التي تستهدف المدنيين الأبرياء، لا تضر بالفلسطينيين أو المجتمع العربي أو المسلمين فحسب، بل بكل من لديه قيم إنسانية أساسية، ولا يتعامل بقيم مزدوجة، تدين احتلالا وتتقبل احتلالا آخر. وأضاف: «إننا نهنئ قطر على قيادتها الحكيمة، لجهود الوساطة، التي أدت إلى الهدنة الإنسانية الأخيرة، ووَقْف الأعمال القتالية في قطاع غزة مع إتمام صفقة تبادل للأسرى، ونشكر كل الدول والجهات التي سعت إلى حقن دماء المدنيين. تواصل تركيا جهودها الدبلوماسية، لضمان وقف إطلاق النار الإنساني، ووقف العدوان الإسرائيلي على المدنيين في غزة. كما نعمل بشكل مكثف لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، ونعارض انتهاكات القانون الدولي والجرائم ضد الإنسانية، وكان لمستشفى الصداقة التركي نصيب من ذلك، وهو الذي كان المكان الوحيد لتقديم العلاج لمصابي السرطان في غزة. وقد بادرت تركيا باستضافة مرضى السرطان لاستكمال علاجهم في الأراضي التركية».

السفارة التركية بالدوحة تحتفل بذكرى بتأسيس الجمهورية الـ 93.. السفير ديميروك: قطر محطة هامة في مسار حياتي الدبلوماسية أردوغان: عزيمة شعبنا الضمانة الحقيقية لتحقيق أهداف الجمهورية التركية احتفلت سفارة تركيا مساء أمس، بعيد تأسيس الجمهورية التركية الـ 93، وذلك بحضور سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، وسعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، وسعادة السيد محمد بن عبد الله الرميحي وزير البلدية والبيئة، وسعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، وسعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، وسعادة إبراهيم فخرو، مدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية، وسعادة علي ابراهيم احمدن عميد السلك الدبلوماسي، بالإضافة إلى لفيف من السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية لدى الدولة. وخلال الحفل قال سعادة السيد أحمد ديميروك، سفير تركيا في قطر، إن الدوحة مكان عزيز على قلبه، حيث أمضى بها سنوات عديدة شهدت خلالها العلاقات الثنائية بين قطر وتركيا تطورا كبيرا على كافة المستويات، مشيرا إلى أنه سوف يغادر قطر قريبا للانتقال إلى محطة أخرى من محطاته الدبلوماسية، ولكن ستظل الدوحة في ذكرياته إلى الأبد. وتابع بقوله :" لقد مضى أكثر من ثلاث سنوات منذ وصولي إلى قطر منذ أن توليت منصبي كسفير في أكتوبر 2013. لقد مرت الأيام سريعا، ولكن الدوحة ستظل في مذكرتي أنا وأسرتي طوال العمر، فنحن شعرنا وكأننا وسط أهلينا وفي بيتنا"، مشيدا بكرم الضيافة القطري والترحاب الذي يقابل به من قبل العديد من المسؤولين علاقات مميزة وعن العلاقات القطرية التركية أكد ديميروك أن الدوحة وأنقرة يتمتعان بأفضل أنواع العلاقات بين الدول على كافة المستويات، وكل ذلك بفضل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وأخيه فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان. وقال إن فترة عمله كسفير لتركيا في قطر شهدت تعزيز العلاقات بين البلدين في شتى المجالات، مشيرا إلى أن خلفه سوف يواصل المساهمة في تقوية تلك العلاقات. وتوجه بالشكر لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ولمعالي رئيس مجلس الوزراء الشيخ عبد الله بن ناصر، ولوزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن، ووزير الدولة لشؤون الدفاع وغيرهم من أصحاب المعالي الوزراء، وإلى مدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية، إبراهيم فخرو، وكذلك السفراء المعتمدين في قطر على دعمهم التام وتعاونهم المستمر. كلمة الرئيس أردوغان وقرأ السفير التركي كلمة الرئيس رجب طيب أردوغان بمناسبة ذكرى تأسيس الجمهورية التركية الـ 93، والتي قال فيها:" يصادف اليوم الذكرى الثالثة والتسعين لتأسيس دولتنا الأخيرة، وهي الجمهورية التركية، والتي أعلنّا تأسيسها بقيادة الغازي مصطفى كمال أتاتورك. لقد أشعل الشعب التركي الذي لم يرضَ بالذل والهوان والإملاءات، شرارة حرب التحرير ضد المحتلين الذين استهدفوا النيل من استقلاله ومستقبله، وكلل هذه الحرب بنصر مظفر عبر تجسيده لبطولات لم يشهد التاريخ لها مثيلاً. وعقب هذا النصر المبجل أسسنا الجمهورية التركية بتاريخ 29 أكتوبر 1923، انطلاقاً من مبدأ "السيادة للشعب دون قيد أو شرط"، ومن هدف تحقيق التقدم لبلادنا حتى نصل بها إلى مستويات تفوق فيها الحضارات المعاصرة. وتعتبر جمهوريتنا التي أسسناها في تلك الأيام الصعبة مكسباً من المكاسب التي حققتها تقاليد وأعراف الدولة التي نمتلكها منذ 2200 عام، والتراثين السلجوقي والعثماني اللذين ترسخا في منطقتنا طيلة 1000 عام. وقامت الجمهورية التركية بالسير في الطريق الذي خطّته لنفسها طيلة 93 عاماً، بعد تغلبها على الصعاب التي اعترضت سبيلها، حيث أنها تعتبر اليوم بمثابة دولة نجحت في تبوأ مكانتها ضمن القوى العالمية الصاعدة، بفضل القفزات النوعية التي حققتها في الفترة السابقة بشكل خاص. ومازالت تركيا في أيامنا هذه، باقتصادها الكبير وديمقراطيتها القوية وتمسكها بالقيم الإنسانية الأساسية وسياستها الخارجية المبدئية والحكيمة، مصدر إلهام في منطقتنا وفي العالم. وما شهدناه مؤخراً ليلة 15 يوليو 2016، أعاد التأكيد، ودون أي جدال، على مدى توحد وتلاحم شعبنا مع دولته. فقد أظهر شعبنا للعالم أجمع في تلك الليلة أنه سيصدّ محاولات الغزو والاحتلال الجديدة أيضاً بنفس العزيمة التي خاض فيها حرب التحرير. عزيمة الشعب إن عزيمة شعبنا الذي تمسك بحريته وديمقراطيته وحكومته ودولته عبر تصدي أبنائه بصدورهم لأسلحة الخونة من أعضاء تنظيم فتح الله غولن الإرهابي، تعتبر الضمانة الأكبر لنا لتحقيق أهداف جمهوريتنا في الذكرى المئوية لتأسيسها في عام 2023. إنني أتشرف وأعتز لكوني رئيس هذه الدولة العظيمة وهذا الشعب البطل. وإني على ثقة بأن كافة مواطنينا وأصدقائنا، في جميع أنحاء العالم، يشعرون أيضاً بالفخز والاعتزاز بالملحمة التي سطّرها شعبنا في 15 يوليو.نحتفل اليوم بالذكرى الثالثة والتسعين لتأسيس جمهوريتنا ونحن قد تجاوزنا هذا الخطر الكبير الذي حمل في طياته محاولة انقلابية واعتداءاً إرهابياً ومحاولة احتلال على حد سواء. وعلى كافة مواطنينا وأصدقائنا أن يكونوا متأكدين مما يلي: تركيا اليوم أكثر قوة وحكمة وعزماً مما كانت عليه صبيحة 15 يوليو.لا يمكن لأي اعتداء يطال وحدتنا وتكاتفنا وأخوّتنا ووطننا واستقلالنا ومستقبلنا أن ينجح. لن تستطيع التنظيمات الإرهابية ولا من يستخدمها، أن تقف حائلاً بيننا وبين تحقيق أهدافنا. وانطلاقاً من هذه المشاعر والأفكار أتوجه بأحر التهاني لكافة مواطنينا، سواءً كانوا في داخل البلاد أو خارجه، بمناسبة عيد الجمهورية".