بعد انتهاء الدوام والعودة للمنزل أو حتى في أيام العطلات، جل ما يصبو إليه معظم الناس هو قضاء وقت هادئ هانئ مع النفس أو العائلة أو حتى الأصدقاء. وناسة يظنها الجميع سهلة المنال، ينشدونها لكن لا ينالونها إذ يعكر صفوها رنين الهاتف باتصال مرة وبرسالة دعائية مرات، هل ترغب في خدمة غسيل منزلية لسيارتك؟ احصل على خصم على عيادة الأسنان هذا الأسبوع، خدمات منزلية عالية الجودة وبأسعار معقولة. ناشطون ومغردون عبر تويتر فتحوا الباب للتعبير عن استيائهم من ذلك الأمر، بادروا بتصوير عداد الرسائل غير المقروءة، مئات الرسائل الدعائية، مئات الأجراس المزعجة. وليست تلك الرسائل فحسب ما انزعج منه المغردون، بل أن كثيرًا منهم صار لا ينتبه للرسائل الهامة كرسائل العمل أو المواعيد الصحية في ظل زحام الرسائل الدعائية، تقول مغردة: إذا وصلك مسج (رسالة) مهم لمواعيد صحية مثلاً او تنبيه من اوريدو بجواز انه مفعل للحين (للآن) ماراح تنتبه عليه. وبحسب مغردين لا يحدد المعلن بشكل دقيق خصائص الشخص المستهدف من الرسالة، سواء كان رجلًا أو امرأة، صغير السن أو كبير، أحد المغردين أبدى انزعاجه الشديد من تلقيه العديد من الرسائل الدعائية لمراكز التجميل الخاصة بالنساء، يقول هنا: أستحي وأنا بقرا sms. وتساءل المغردون عن الوضع القانوني لمقدمي الخدمات الذين يرسلون وابلًا من هذه الرسائل الدعائية، ففي حالة الاتصال الإليكتروني التسويقي، يعاقب القانون القطري بفرض غرامة لا تزيد على مليون ريال، في حالة إرسال أي اتصال إلكتروني بغرض التسويق المباشر إلى الفرد، إلا بعد الحصول على موافقته المسبقة، وأبدى المغردون تساؤلاتهم عن وضع الرسائل الدعائية في ظل ذلك القانون. وينظم القانون القطري رقم (13) لسنة 2016 بشأن حماية خصوصية البيانات الشخصية هذا الشأن والذي تقضي مواده بأن لكل فرد الحق في حماية خصوصية بياناته الشخصية، ولا يجوز معالجة تلك البيانات إلا في إطار الشفافية والأمانة واحترام كرامة الإنسان والممارسات المقبولة، وفقاً لأحكام القانون. اقرأ أيضا -مواطنات يشتكين لموقع الشرق: اتصالات ليلية لمسوقين تزعجنا في ساعات متأخرة وبموجب المادة 22 من نفس القانون والمختصة بالاتصالات الإلكترونية لغرض التسويق المباشر، فيُحظر إرسال أي اتصال إلكتروني بغرض التسويق المباشر إلى الفرد، إلا بعد الحصول على موافقته المسبقة. ويجب أن يتضمن الاتصال الإلكتروني هوية مُنشئه، وما يفيد بأنه مرسل لأغراض التسويق المباشر، كما يجب أن يتضمن عنواناً صحيحاً يسهل الوصول إليه، ويستطيع الفرد من خلاله أن يرسل طلباً إلى المنشئ بإيقاف تلك الاتصالات أو الرجوع في موافقته على إرسالها. أما المادة 23 في القانون نفسه فتقضي بأن يعاقب بالغرامة التي لا تزيد على (1,000,000) مليون ريال، كل من خالف أياً من أحكام المواد (4)، (8)، (9)، (10)، (11)، (12)، (14)، (15)، (22) من هذا القانون.

ازدادت في الآونة الأخيرة وخاصة مع بداية شهر رمضان ظاهرة الرسائل الدعائية، والتي يتم إرسالها عشوائيا على الجوالات، عن طريق بعض الشركات المستفيدة، كالإعلان عن تأجير سيارات أو مكاتب خدم أو دورات تدريبية أو تخفيضات وعروض المحلات المختلفة، الأمر الذي يزعج مشتركي الجوال، ويعد انتهاكا صريحا لخصوصيتهم، وطالب مجموعة عملاء ooredoo وفودافون بمنع أو تقنين مثل هذه الرسائل المتكررة، والمزعجة في آن واحد، وأعربوا عن أملهم في أن توفر شركات الاتصالات، خيارات تسمح لمستخدميها بإيقاف تلقي الرسائل الإعلانية، من خلال تخصيص بعض الأرقام القصيرة أو الاتصال بالخط الساخن المخصص لكل شركة، لإيقاف هذا النوع من الرسائل الدعائية غير المرغوب فيها، عبر إرسال أوامر الإيقاف أو رسائل نصية إلى تلك الأرقام، لإيقاف هذا النوع من الرسائل المتكررة لمن يرغب في ذلك .

عبر مواطنون ومقيمون عن استيائهم من الأساليب الاستفزازية التي يستخدمها بعض مندوبي شركات الدعاية لتسويق المنتجات منها الاتصالات المتكررة عبر الهواتف وطرق أبواب المنازل في اوقات غير مناسبة. وأشار بعضهم إلى توزيع مناديب لأوراق للدعاية على سائقي السيارات اثناء الوقوف في الاشارات، فيما يقوم آخرون بوضع منشورات الدعاية على السيارات حتى لو كانت داخل المنازل وتعليقها على أبواب البيوت عبر المندوبين الذين يجهلون عادات وتقاليد المجتمع القطري. وأكدوا للشرق ان مثل هذه الاساليب تسبب الازعاج للكثيرين وتنتهلك خصوصيتهم، مطالبين بضرورة وضع حلول لتصدي المندوبين من الشركات والأفراد. في البداية يقول حمد السعدي أن الكثير من الشركات والأفراد يحاولون القيام بتسويق منتجاتهم المختلفة من خلال استخدام أساليب مزعجة للغاية، حيث يدخلون إلى فناء المنزل أو يتصلون على هاتفهم الأرضي أو النقال لشرح أهمية أحد المنتجات بغرض الحث على شرائها، أو قد يطرقون أبواب المسكن فى محاولة للتحدث إلى سكانه. وأشار السعدي، إلى أن بعض شركات الدعاية تلجأ إلى إرسال عشرات الرسائل النصية على الهواتف النقالة لعرض خدماتها أو لتسويق منتجاتها، وهو ما يؤدى فى كثير من الأحيان إلى إزعاج مستلمي هذه الرسائل، ونوه السعدي إلى أن البعض قد يتلقى هذه الرسائل فى أوقات غير مناسبة. ويرى عبدالله الراشد أن شركات الاتصالات تحاول مواجهة الرسائل العشوائية بكل قوة وتطبيقات وتوعية المشتركين بطرق حجب مثل هذه الرسائل. وأضاف الراشد: "بالفعل أدت أساليب شركات الدعاية والتسويق وقيام بعض الأفراد بعرض منتجاتهم على سكان البيوت عبر طرق الأبواب فى أوقات غير مناسبة، أو من خلال الرسائل النصية على الهواتف، كل هذا أدى إلى الشكاوى على هذه الأساليب المزعجة". ويتفق أسامة مرعي مع الراشد حول ضرورة التواصل مع شركات الاتصالات فور تلقي مثل هذه الرسائل لحجبها، مشيراً إلى أن مثل هذه الرسائل تحرم متلقيها من الخصوصية وتقتحم حياتنا اليومية فى كل وقت ودون استئذان، مشيراً إلى أن الرسائل الترويجية أصبحت منتشرة بشكل كبير، وهو ما يتوجب معه العمل على تسليط الضوء على طرق مواجهتها، مطالباً شركات الاتصالات بالإعلان عن حملة إعلانية لتوجيه مشتركيها بكيفية التصدي للرسائل الترويجية والعشوائية. من جانبها اكدت أوريدو على موقعها الالكتروني هل تزعجك الرسائل العشوائية؟ يمكنك الآن إيقاف الرسائل النصية غير المرغوب فيها من خلال حلول بسيطة من Ooredoo! مضيفة: يحتوي تطبيقنا الجوال على ميزة حجب الرسائل، نزل التطبيق واتبع التعليمات البسيطة التي تظهر على الشاشة لإيقاف الرسائل العشوائية، أرسل رسالة نصية تحتوي على Unsub ثم اسم الشركة إلى الرقم 92600، ويرجى الانتباه إلى كتابة اسم الشركة بدقة، وإذا أردت إيقاف جميع الرسائل التي تصلك من الشركات، ليس عليك سوى إرسال "Unsub all" إلى الرقم 92600، اتصل بنا على الرقم 111 لمساعدتك في إيقاف الرسائل العشوائية. أما فودافون قطر فقد حذرت من أكثر الرسائل الإلكترونية غير المرغوبة انتشاراً ما يسمى بخداع الرسوم المرسلة سلفاً، وذلك عندما يرسل لك شخص غير معروف رسالة إلكترونية ويقول لك فيها بأن لديه مبلغاً كبيراً من المال في بلد بعيد ويطلب رقم هاتفك النقال وتفاصيل حسابك البنكي ليرسل لك حوالة بنكية دولية، ويعدك ذلك الشخص بتقاسم المبلغ المالي معك لقاء مساعدتك له، لكن الحقيقة أن ذلك الشخص المخادع يسعى للحصول على رسوم مسددة منك مسبقاً قبل إرسال الحوالة.