وصل الرحالة السعودي عبد الله السلمي مساء أمس إلى آخر نقطة لرحلته من شاطئ جدة إلى الساعة الرملية الخاصة بكأس العالم قطر 2022 والموجودة على كورنيش الدوحة، وكان في استقبال الرحالة عدد من وسائل الإعلام القطرية، وجمهور كبير من المواطنين والمقيمين الذين ساروا معه من سوق واقف باتجاه الكورنيش. وأكد الرحالة السعودي في لقاء مع الشرق أنه قطع مسافة 1600 كم في 55 يوما متواصلة سيرا على الأقدام رغبة بالوصول إلى قطر وذلك حاملا معه رسالة سلام وحب الشعب السعودي للشعب القطري الذي تربط بينهم علاقة دم ولحم لا يمكن فصلها. وقال الرحالة السعودي خلال حديثه لـالشرق: إن هوايته كرحالة استكشاف العالم وثقافات الشعوب، حيث إنه زار العديد من البلدان حول العالم سابقا، واختار هذه السنة زيارة دولة قطر سيرا على الأقدام وذلك لكونها البلد العربي الوحيد المستضيف لكأس العالم قطر 2022، مشيرا إلى أن اختياره لقطر جاء من حب هذا البلد والشعب القطري الكريم والذي يتميز بأصالته والمحافظ على عاداته وتقاليده المعروفة والتي تجعله من الشعوب المميزة عربيا وعالميا، لافتا إلى أنه دخل دولة قطر منذ أربعة أيام حتى يوم أمس الذي وصل به إلى قلب العاصمة القطرية الدوحة وتحديدا سوق واقف الذي كان وجهته الأولى بعد وصوله للدوحة واختاره ليكون النقطة قبل الأخيرة وذلك لارتباط هذا السوق بذكريات الطفولة الجميلة لديه. وكشف السلمي عن التحديات والصعاب التي واجهته خلال رحلته قائلا: خلال الرحلة التي استغرقت 55 يوما سيرا على الأقدام مررت بالكثير من الصعاب وتحديدا قبل الوصول إلى دولة قطر بقرابة 100 كم حيث إنني شعرت بالتعب الشديد مما جعلني أسير بالقرب من الطريق الرئيسي، وذلك للتدخل من قبل المارة على الطريق وإنقاذ حياتي في حال تعرضي لأي خطر مفاجئ أو تعرضي للإغماء بسبب ما حل بي من تعب، وبالرغم من ذلك أصررت على الاستمرار ومواصلة رحلتي بعد الوقوف وأخذ قسط من الراحة، وعدت في اليوم التالي مستمدا قوتي ومواصلا لرحلتي باتجاه آخر نقطة لي في دولة قطر، وبكل إصرار وعزيمة وتحد للذات تمكنت من الوصول إلى الحدود السعودية القطرية، ومنها دخلت إلى منفذ أبو سمرة الحدودي باتجاه الدوحة حتى تمكنت من الوصول إلى منطقة الكرعانة ومنها مواصلا الرحلة إلى الدوحة. ولفت إلى أن هذه الرحلة جميلة جدا ومميزة بالنسبة له لأن في ختامها يكون البقاء لحضور مباريات كأس العالم التي تفصلنا عنها أسابيع قليلة، وهو ما جعلها رحلة مميزة مع رغبته بحضور مباريات كأس العالم على أرض دولة قطر التي حققت المستحيل وفازت باستضافة كأس العالم 2022 كأول دولة عربية في الشرق الأوسط. وأوضح أنه شعر بالسعادة عند وصوله إلى منفذ أبو سمرة، حيث بات الحلم قريبا من الوصول إلى الدوحة والبقاء بها حتى انطلاق مونديال كأس العالم قطر 2022 وحضور المباريات، لافتا إلى أنه قبل الدخول إلى دولة قطر كان يخشى تعرضه لأي حدث طارئ أو إصابة تمنعه من مواصلة رحلته وتحقيق حلمه في الوصول إلى دولة قطر. وتوجه السلمي بالشكر إلى الشعب القطري على حسن استقباله له قبل الدخول إلى دولة قطر وبعد الدخول إليها عبر منفذ أبو سمرة. وأبدى الرحالة إعجابه الشديد بمدينة مشيرب وتصميمها الهندسي الرائع والذي يكاد لا يوجد إلا في دولة قطر، وكذلك إعجابه الشديد بسوق واقف الذي تربطه به ذكريات لا تنسى منذ الصغر، وتمكن من تحقيق حلمه بزيارة السوق ودولة قطر قبل انطلاق كأس العالم وأن يكون أحد جماهير هذا الحدث العالمي الكبير. مبارك الهاجري: الرحلة تحمل معاني كثيرة ورسالة محبة وسلام رحب مبارك الهاجري بالرحالة السعودي عبد الله السلمي، الذي وصل الدوحة يوم أمس حيث حرص مع عدد من الأصدقاء على استقبال الرحالة في سوق واقف والانطلاق معه باتجاه آخر نقطة لرحلته أمام الساعة الرملية الموجودة على كورنيش الدوحة، لافتا إلى أنه تقابل مع الرحالة السعودي بالصدفة عندما كان مسافرا في البر إلى السعودية والتقى به قبل الحدود القطرية بأكثر من 100 كم وكانت تبدو عليه علامات التعب والإجهاد، وطلبنا منه الركوب معنا في السيارة لنقله إلى مسافة قريبة من الحدود القطرية إلا أنه رفض ذلك وأصر على أن يقطع المسافة بأكملها سيرا على الأقدام. وأضاف أن الرحالة تمكن من قطع مسافة طويلة من البحر الأحمر في جدة إلى بحر الخليج في كورنيش الدوحة، قطع خلال رحلته الصحراء وغامر بحياته وتحمل العناء والمشقة في سبيل الوصول إلى دولة قطر. وأوضح أن هذه الرحلة تحمل معاني كثيرة منها المحبة والسلام وعلاقة الشعبين القطري والسعودي الوطيدة ببعضهما.

تتواصل رحلة المغامرين وعشاق التحدي للوصول إلى بلد المونديال من شخص لآخر، حيث اختار كل مشجع طريقته الخاصة للوصول إلى الدوحة وتشجيع منتخب بلاده بالطريقة التي يريدها فمنهم من اختار ركوب الدراجة من فرنسا إلى الدوحة مثل الثنائي الفرنسي غابرييل ومهدي، ومنهم من استقل الشاحنة مثل المشجع البرتغالي كارلوس بروم انطلاقا من البرتغال إلى قطر، ولكن الرحالة السعودي عبدالله السلمي هو الآخر اختار طريقته الخاصة للوصول إلى الدوحة وتشجيع المنتخب السعودي من خلال قطع مسافة 1600 كيلو متر من كورنيش جدة إلى كورنيش الدوحة . ويزداد هوس الجماهير بمونديال قطر 2022 بتشجيع منتخبات بلدانهم بطريقتهم الخاصة وهو ما زاد من الترقب أكثر لدى الجماهير لهذه النسخة التي ستكون استثنائية في تاريخ بطولات كأس العالم 2022. وسلطت وسائل الإعلام هذا الأسبوع الضوء على الرحالة السعودي عبدالله السلمي الذي خطرت فكرة عبور شبه الجزيرة العربية سيراً على الأقدام نحو الدوحة عندما كان يتابع برنامجا تلفزيونيا يتحدث عن بطولة كأس العالم بقطر، وقال الشاب السعودي البالغ من العمر 33 عاما وقتها: سأذهب إلى الدوحة مهما حدث، حتى لو اضطررت للمشي على الأقدام، وتستغرق الرحلة المنفردة التي يقوم بها السلمي شهرين، على طريق بطول 1600 كلم من مسقط رأسه في جدة على ساحل البحر الأحمر إلى العاصمة الدوحة. ويقول السلمي، إن الرحلة التي يوثّقها الآلاف من متابعيه عبر تطبيق سناب شات تهدف إلى تسليط الضوء على الحماسة في المنطقة تجاه بطولة كأس العالم التي تقام لأول مرة في الشرق الأوسط، وصرّح السلمي وهو يحتمي من أشعة الشمس قرب شجيرات على جانب الطريق في بلدة الخاصرة على بعد 340 كلم جنوب غربي الرياض نريد دعم كأس العالم، وأضاف الشاب الذي كان يلبس قبعة ويحمل حقيبة ظهر ويضع عليها العلمين القطري والسعودي أعتبر نفسي قطريا مهتما جدا بكأس العالم هذه ونجاحها. وعادة ما يخرج السلمي عند شروق الشمس ويمشي حتى الساعة العاشرة أو العاشرة والنصف صباحا، لكن الحرارة العالية تجبره بعد ذلك على الاستراحة لبضع ساعات قبل العودة في فترة ما بعد الظهر والاستمرار في المشي حتى غروب الشمس، وبين الحين والآخر يمشي في المساء ليحافظ على هدفه بسير 35 كلم في اليوم، وقال السلمي المشي من جدة إلى الدوحة يختلف كل 100 كلم. يعني أول 100 كلم كثبان رملية ثم جبال ثم أراض فارغة ثم مزارع، مضيفا سأمر من جميع التضاريس في بلد واحد. وقال الرحالة السعودي يوم امس انه قطع مسافة 800 كليو متر لغاية الساعة أي نصف المسافة وتبقت له 800 كيلو متر أخرى يسعى لقطعها، وأضاف: في ظرف شهر بإذن الله ساكون هنا في الدوحة، مؤكدا ان شعار مسيرته ورحلته هي من كورنيش جدة إلى كورنيش الدوحة، مشيرا إلى أنه يواجه بعض الصعوبات في رحلته الطويلة والشاقة ولكن تعطيه المتعة في نفس الوقت، وعن سبب إقدامه على هذه الرحلة والرسالة التي يوجهها قال هو دعم المنتخب السعودي والاستمتاع بالكرنفال المونديالي في بلد عربي.