رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
د. سلطان الخالدي: هذه قصتي من مدرسة الوكرة للملحقية الثقافية بالقاهرة

نواصل في مجلس الشرق (الجزء الثاني) من لقاء الدكتور سلطان بن محمد آل مذكور الخالدي الملحق الثقافي والعسكري بالقاهرة والذي يروي من خلاله مشواره مع الرياضة لاعباً وحكماً وإدارياً والعمل مع بعثة الحج القطرية، ورحلته مع مهنة التدريس والإدارة، ثم تعيينه ملحقا ثقافيا وبعده ملحق عسكري بالقاهرة والجهود الذي بذلها لخدمة طلبة قطر في القاهرة، وكيفية حصوله على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة عين شمس، وفي عام 2020 تقاعد عن العمل بعد رحلة طويلة من العطاء. من الذكريات أيام زمان في فترة الستينيات من القرن الماضي خلال شهر رمضان المبارك كانت الأمسيات الرمضانية جميلة وتتميز بكثرة النشاطات الرياضية، أذكر كان نادي الوحدة الرياضي بفريق الجفيري ينظم دورات في كرة الطائرة ونشارك نحن مجموعة من الشباب فيها وكانت المنافسة قوية ومثيرة، كما كنا نشارك مع نادي الناشئين التابع لوزارة التربية والذي أصبح اسمه الأهلي في عام 1968 في مباريات كرة الطائرة والسلة واليد على ملاعب اللجنة الرياضية العليا في منطقة أم غويلينة وتشارك فيها معظم أندية قطر في تلك الفترة وكانت تحضرها جماهير من محبي الرياضة. أول اتحاد لكرة السلة أتذكر بعد تشكيل اللجنة الأولمبية القطرية في عام 1979 برئاسة الشيخ عبدالله بن خليفة آل ثاني تم تشكيل الاتحادات القطرية ومن ضمنهم اتحاد كرة السلة برئاسة سعادة أحمد بن غانم الرميحي وصقر المفتاح نائباً للرئيس وإبراهيم أسد الأنصاري أمين السر العام وسلطان محمد الخالدي أمين السر المساعد، ومحمد علي المهندي أمين الصندوق، وعضوية محمد رضا الخزاعي وعلي خميس الكواري، وعلي ناصر المسيفري. في البداية تم وضع اللوائح الخاصة بالاتحاد مثل اللائحة المالية ولائحة المسابقات ولائحة الحكام ولائحة المنتخبات، وقد تم الاطلاع على جميع اللوائح في الدول العربية والعالمية وتم وضع اللوائح التي تناسبنا في قطر، وقد بذلنا جهوداً مضنية من أجل إتمام تلك العملية، ونظمنا الدوري القطري لفرق الرجال والشباب والناشئين وركزنا اهتمامنا على البراعم، وشكلنا منتخبات الناشئين والشباب وقد تم الاستعانة وجلب المدربين المتخصصين وركزنا على المدربين من كوريا الجنوبية، وساهموا معنا في تطوير العمل بجميع الأندية والمنتخبات، ووجدنا الإقبال الكبير من قبل الشباب القطري، وتم إقامة المعسكرات التدريبية في كوريا ونجحنا في خطتنا، ثم بدأنا نشارك في الدورات الخليجية والعربية، وتم الاهتمام بمجال التحكيم والتدريب وقد شارك عدد من الشباب المعتزلين في هذه الدورات، وبدأنا بنشر اللعبة في قطر. عضوية الاتحاد الآسيوي في فترة رئاسة ناصر العلي لاتحاد السلة اختلفت الرؤية وقمنا بالتركيز على تواجد عضو من قطر في عضوية مجلس إدارة الاتحاد الآسيوي لكرة السلة، واتصلنا مع سكرتير الاتحاد الآسيوي لكرة السلة (مارتلينو) من الفلبين وفاتحناه في الموضوع بأن لنا رغبة في الترشح لمجلس الإدارة وبعض اللجان، فطلب منا تقديم طلبات الترشيح في الانتخابات القادمة في الفلبين، وبدأنا العمل والإعداد والتجهيز والتخطيط، ثم رشحنا أعضاء من قطر ونسقنا مع الاتحادات الآسيوية من أجل دعمنا وتحقيق الهدف، ونجحت مهمتنا وترشح أعضاء من قطر فحصل السيد ناصر العلي على منصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي، ومحمد رضا الخزاعي عضو لجنة المسابقات وسلطان الخالدي عضو لجنة الميني باسكيت وأصبح لنا ثقل كبير في الاتحاد، ثم بعد استلام سعادة الشيخ سعود بن علي آل ثاني رئاسة الاتحاد القطري رشح لمنصب الرئيس وتمت الموافقة عليه وأصبحنا نتسيّد آسيا في كرة السلة وأصبح لنا صوت مسموع وثقل كبير. بعثة الحج القطرية أذكر في عام 76/‏1977 طلب من والدي الأستاذ محمد بن عبدالله الأنصاري رئيس بعثة الحج في تلك الفترة أن أكون مديراً لمكتبه، انتقلت من وزارة التربية حيث كنت مدرساً في التربية الرياضية، لأصبح مديرا لمكتبه، واستمررت في العمل معه خمس سنوات، وكنت دائماً أسافر مع بعثة الحج إلى الديار المقدسة أثناء موسم الحج وكان العمل متعباً ومجهداً، وكنت أذهب قبل البعثة عن طريق البر بالسيارات، وذلك من أجل تجهيز كل أمور بعثة الحج القطرية وكان معنا عدة أطقم إدارية وطبية وأدوية وكانت عندنا عيادة نعالج جميع من يراجعنا، ولدينا سيارات إسعاف ويصل العدد إلى 150 شخصا وعدد السيارات حوالي 27 سيارة، وبذلنا قصارى جهدنا من أجل راحة الحجاج القطريين والمقيمين في قطر، وبعد تعيين محمد علي العلي المعاضيد رئيساً للبعثة طلب مني الاستمرار في العمل واستمررت خمس سنوات أخرى. مشواري بوزارة التربية وبعد حصولي على بكالوريوس تربية من جامعة قطر طلبت العودة لوزارة التربية وذلك بسبب الحوافز التشجيعية حوالي (40 %) كانت تصرف للمدرسين، وكان يومها الوزير عبدالعزيز بن تركي وطلبت تحويلي لمدرس بمدرسة مشيرب ودرّست هناك مواد العلوم الشرعية واللغة العربية والعلوم ولمدة أربع سنوات، ثم عينت بوظيفة وكيل بمدرسة حمزة الإعدادية، ثم انتقلت للمعهد الديني الثانوي بوظيفة وكيل مع المدير محمد جابر سلطان لمدة أربع سنوت، ثم عينت مديراً لمدرسة الوكرة الإعدادية لمدة سنتين ونصف، ثم صدر قرار تعييني مساعد ملحق ثقافي بالقاهرة. ملحق ثقافي وعسكري في عام 1994م طلبت وزارة التربية والتعليم عبر الإعلان تعيين مساعدين ملحقين ثقافيين في كل من بريطانيا والأردن والقاهرة والسعودية وأمريكا، وتقدم للعمل حوالي 200 مرشح من الوزارة وخارجها، وطلبت اللجنة المكلفة من الوزارة أن تكون الأولوية للموظفين العاملين بالوزارة ويقتصر التعيين على موظفي الوزارة فقط، وتم تقليص العدد إلى (120) مرشحا، ثم تم تقليص العدد إلى (8) مرشحين فقط، وبعد اجتماع اللجنة تقرر تقليص العدد إلى (5) مرشحين للتعيين في مصر والأردن وبريطانيا وأمريكا والسعودية، وكنت أنا منهم، واتصل بي سعادة الوزير عبدالعزيز بن تركي وقال رشحت لتكون أنت مساعد ملحق ثقافي في مصر وقلت له أنا تحت أمركم، وإن شاء الله أكون عند حسن الظن، وصدر القرار بتاريخ 17/‏10/‏1994م، وذهبت لمصر لتسلم مهام عملي وبعد سنة ونصف نقل الملحق العسكري سلطان العوجان إلى بريطانيا، وظل مركزه شاغراً، وفي عام 1995 صدر قرار بعد اتفاق بين وزارة التربية والتعليم مع وزارة الدفاع على أن أستلم مهمة الإشراف على المكتب العسكري بالإضافة إلى عملي كملحق ثقافي حيث تم تعييني في 2001م واستمررت في أداء عملي حتى عام 2020م.أذكر في 3/‏8/‏2008 صدر قرار بإلغاء الملحقين الثقافيين في الخارج ومن ضمنهم مكتب القاهرة، ولكن كنت أقوم بمهمة الملحق العسكري، وبعد اتفاق بين معالي الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني وزير الداخلية وسعادة شيخة المحمود وزيرة التربية والتعليم تم تعييني للإشراف على مكتب الملحق العسكري والموظفين العاملين فيه، وبعد إلغاء المكتب الثقافي كانت هناك مشكلة بالنسبة للطلبة المبتعثين ويدرسون على حساب الوزارة وبعضهم على حسابهم الخاص فقررت حل هذه المشكلة التي يعاني منها الطلبة القطريون، وقابلت معالي وزير الداخلية وشرحت له وضع الطلبة فقال لي بالحرف الواحد أي مواطن قطري يأتيك لطلب مساعدة أو مبتعث سواء من وزارة التربية أو يدرس على حسابه فسهلوا مهماتهم وإجراءاتهم وساعدوهم، وقمنا بمهمتنا على أكمل وجه سواء في المكتب العسكري أو الثقافي. الماجستير والدكتوراه في الحقيقة في عام 1996 عندما كنت مساعد ملحق ثقافي كلفوني بمهمة حضور مناقشة الطلبة القطريين للحصول على درجة الماجستير ودرجة الدكتوراه، ووجدت أن أغلب المتقدمين من الطلبة الذين كنت أدرسهم سابقاً، فطرأت فكرة تقديم الماجستير وظلت تشغل تفكيري وكان طموحي منذ الحصول على البكالوريوس هو الحصول على مؤهل علمي عالٍ، وخاطبت وزير التربية سعادة عبدالعزيز بن تركي بطلب تكملة دراستي العليا، ووافق بشرط أن لا يتعارض مع أداء عملي كمساعد ملحق ثقافي، وبدأت الإعداد لهذه المهمة بروح وهمة عالية وإصرار على تحقيق الهدف المنشود، وتقدمت إلى جامعة عين شمس بالقاهرة وطلبوا منى الحصول دبلوم الإدارة المدرسية وكذلك دبلوم في التربية، وبعد الانتهاء من ذلك سجلت في جامعة عين شمس وكان عنوان رسالة الماجستير (أصول تربية إدارة تربوية وتطوير السلوك التربوي لمدراء المدارس الثانوية في قطر) وتم مناقشتها في شهر أغسطس من عام 2001 وجلست مع مشرف الرسالة الذي اقترح عليَّ أن تكون رسالة الدكتوراه التخصص في مجال مدراء المدارس وكان عنوانها (تطوير السلوك الإداري لدى مدراء المدارس الثانوية العامة في قطر باستخدام أسلوب إدارة الأزمات) وبدأت تجميع البيانات وعمل الاستبيانات والإحصائيات والأبحاث الخاصة بالموضوع وقد أخذ مني وقتا طويلا حيث جلست مع عدد من المدراء وكذلك زرت عدة جامعات منها جامعة الشارقة وجامعة قطر، وبعد الانتهاء من موضوع الرسالة تقدمت لمناقشتها وكان ذلك في شهر أغسطس من عام 2005 وحصلت على شهادة الدكتوراه. استثناءات للطلبة للقبول بالجامعات خلال فترة عملي كملحق ثقافي وعسكري في مصر فقد كوّنت علاقات قوية مع كبار المسؤولين في وزارة الدفاع والمسؤولين عن التعليم وفي بعض الجامعات والمعاهد والإدارات الأخرى، وكنت أخاطب الشؤون العربية التابعة لرئاسة الجمهورية بمصر بطلب استثناءات للطلبة التي معدلاتهم لا تسمح لهم بالقبول في الجامعات، ووجدت منهم كل ترحيب وتعاون، وتسهيل الأمور، وتمكنت من خلال هذه العلاقات من عمل عدة تسهيلات لبعض الطلبة القطريين وساهمت في الحصول على استثناءات لبعض الطلبة الجامعيين، وهذا من فضل ربي، وأفتخر أنني عملت من أجل خدمة بلادي الغالية قطر بكل تفانٍ وإخلاص، وتسهيل مهمة طلبة قطر في مصر. اللجنة الأولمبية دعمت نادي الطلبة من الأمور التي لا تنسى أبداً هي مساهمة اللجنة الأولمبية القطرية بدعم نادي طلبة قطر في القاهرة بالأجهزة والمعدات الرياضية والدعم المالي حوالي (خمسة ملايين ريال) حيث اجتمعت مع سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني أمين عام اللجنة الأولمبية سابقاً وسهل لنا أمور النادي، وتم الموافقة على تابعية النادي للجنة الأولمبية، وهذه من الأمور التي اسعدتني. سعادة لا توصف بالفوز بتنظيم المونديال شعرت بسعادة غامرة عندما أسند تنظيم مونديال 2022م إلى دولة قطر الصغيرة في مساحتها والكبيرة بأفعال رجالها وذلك بعد منافسة قوية مع دول كبيرة وعظمى ولكن إرادة الشباب كانت قوية ومحتويات ملف قطر كانت كافية بإعلان المصوتين لترجيح كفة قطر، وقد عملت الدولة بكافة أجهزتها ليكون هذا المونديال فريداً من نوعه، وقد بذلت قطر جهوداً مضنية من أجل تحقيق الهدف المنشود، وقبل انطلاق المونديال بسنة أكملت قطر كافة الملاعب المخصصة للمونديال، وكذلك كافة المشاريع والبنية التحتية وشبكة طرق كبيرة من الجسور والأنفاق ووسائل النقل من المترو (الريل)، ولا ننسى أن هذه الطرق تقرب المسافة بين الملاعب التي تمتاز بها قطر فيمكنك مشاهدة مباراتين أو أكثر في اليوم الواحد. كأس العرب كما أن استضافة كأس العرب 2021 الذي كان نسخة استثنائية أبهرت العالم ووضعت الاهتمام بأولوية اللغة العربية وقد وافق الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على اعتماد اللغة العربية رسمياً ضمن اللغات المعتمدة، وهذا بسبب الدور الكبير الذي بذلته دولة قطر بأن تكون اللغة العربية معتمدة في أكبر حدث رياضي عالمي، كما أن الافتتاح على ملعب (البيت) بمدينة الخور المصمم على الطراز المحلي الذي يعبّر عن (بيت الشعر) والذي يعبر عن كرم الضيافة واستقبال العالم، أما الختام فكان على استاد لوسيل الذي يُعد من أكبر الاستادات العالمية ويتسع لحوالي (80000) متفرج، ولا ننسى استاد الجنوب بالوكرة الذي يعبر عن البيئة البحرية واستاد الثمامة الذي يعبر عن (القحفية) واستاد 974 برأس أبوعبود على البحر ويبلغ عدد الحاويات 974 حاوية وهو يعبر عن البحر وعن السفن، وجوهرة الصحراء في المدينة التعليمية، وملعب أحمد بن علي في نادي الريان كلها تحفة فنية رائعة، وقد أبهرت قطر العالم في التنظيم، وكان حديث العالم وحققنا نجاحاً كبيراً ويعتبر أفضل تنظيم في العالم، وأصبحت لنا مكانة عالمية كبيرة في الرياضة وكان كل شيء في المونديال غير مسبوقة. وفي ختام حوار الذكريات تقدم سلطان بن محمد آل مذكور الخالدي بالشكر قائلا: أشكركم وجريدة الشرق القطرية على هذا اللقاء.

3372

| 16 فبراير 2023

محليات alsharq
الدكتور سلطان الخالدي يخص "مجلس الشرق" بحكايات من الماضي الأصيل (1-2): صدمت لعدم اختياري للدراسة في الخارج رغم تفوقي.. فبكيت قهراً

والدي حرص على تعليمنا وكان يصطحبنا للمجالس.. والمجالس مدارس أغنية سميرة توفيق ضيعت عليَّ درجات امتحان الجغرافيا وزارة المعارف شجعتنا للتعليم بالرواتب وكسوة الشتاء والصيف المدرسون كانوا مخلصين.. وكانوا يدرسوننا بعد الدوام مجاناً ضيف مجلس الشرق الدكتور سلطان بن محمد آل مذكور الخالدي، أحد الرياضيين الذين لعبوا بمدرسة صلاح الدين الأيوبي الابتدائية، وكان حارس مرمى فريق الناشئين التابع لوزارة التربية الذي أصبح اسمه في عام 1968 نادي الأهلي القطري وشارك في دوري كرة القدم، وبرع عيال (المنصوري) سابقاً (الخالدي) حالياً في لعبة كرة القدم والسلة والطائرة واليد وكانوا يشكلون منتخبات قطر في تلك الفترة، كما كان عضواً بارزاً في اتحاد كرة السلة القطري والاتحاد الآسيوي، عمل في سلك التربية والتعليم كمدرس رياضة ثم تدرج في وظيفته حتى وصل لمنصب ملحق ثقافي بسفارة قطر بالقاهرة، كما عمل مع بعثة الحج القطرية.. د. الخالدي فتح قلبه لـ مجلس الشرق وسرد ذكرياته ومسيرته التي دامت أكثر من (29) عاماً وكان هذا اللقاء. قال: كانت ولادتي في فريج مشيرب عام 1951، وكانت الحياة في تلك الحقبة الجميلة بسيطة والناس يتعاونون مع بعضهم البعض وكانت الدوحة صغيرة، ولم يكن هناك ازدحام كنا نتنقل بين الفرجان سيراً على الأقدام، ثم انتقلنا إلى الجسرة وبعدها بفترة انتقلنا لمنطقة الدوحة الجديدة، كان والدي يشتغل في دائرة الأعتدة الميكانيكية، أتذكر كنا نذهب مع الوالد يوم الجمعة إلى السوق القديم وكذلك شبرة الخضرة والفواكه القديمة وكانت على البحر وسوق السمك واللحم لأن جميع الأسواق بجانب بعض ونشتري جميع مستلزمات البيت. وقال د. الخالدي، كنا في الفريج مع أقراننا شغوفين بكرة القدم وكانت الكرة من الشراب والقماش وكان يطلق عليها كرة الشراب، لم نكن نملك مبلغا لشراء الكرة، كان التحدي بيننا في الفريج كبيراً وكنا نشعر بسعادة غامرة، وعندما دخلنا المدارس كنا نشتري حذاء رياضة أبيض فيه خط أخضر يسمى (الكويتي) ومن الذكريات الجميلة أن الوالد كان يحرص دائماً على تعليمك ويصطحبك معه إلى المجالس لأن المجالس كانت مدارس، ويعلمك آداب المجالس كما يعلمك (السنع) وهو كيف تتعامل مع الناس خارج المنزل. التعليم بدأ في الخمسينيات أتذكر عندما دخلنا المدرسة كنا سعداء جدا ونقبل بشغف على التعليم حيث كانت فترة الخمسينيات هي بداية التعليم في قطر حيث تم فتح العديد من المدارس، وكانت الدولة ممثلة في وزارة المعارف تشجع على التعليم وتخصص الحوافز لإقبال الشباب عليه حيث منحتنا راتبا شهريا لكل الطلاب القطريين والوافدين، كما كانت تخصص لنا كسوة الشتاء والصيف من الملابس بالإضافة للأحذية، وتصرف لنا الكتب والأدوات المدرسية بالمجان وكذلك المواصلات عبر الباصات توصلنا إلى منازلنا، وكانت تصرف وجبة غذائية لكل الطلاب ولا ننسى تناول طعام الغداء في قسم التغذية بالقسم الداخلي. وكان المدرسون مخلصين في التدريس وفي بعض الأحيان يدرسوننا بالمجان بعد نهاية الدوام، كنا مشغولين طوال اليوم بالدراسة وكذلك النشاط المدرسي اليومي، وكنا نقبل على المشاركة في نشاط الكشافة ونقوم بالتنظيم في المدرسة كانت حياة مليئة بالنشاط والحيوية. التحقت بالتعليم في أوائل الستينيات أذكر في عام 1960، وبالتحديد دخلت مدرسة صلاح الدين الأيوبي القديمة، درسنا فيها ثلاث سنوات ثم أصبحت فيما بعد مدرسة خديجة الابتدائية للبنات، وانتقلنا إلى مدرسة صلاح الدين الأيوبي الجديدة مقابل مدرسة الصناعة سابقاً وهي مبنية على النماذج الجديدة وبها ملاعب كرة السلة والطائرة واليد وكرة القدم، وكان مدير المدرسة فضيلة الشيخ عبدالله بن إبراهيم الأنصاري، وما زالت الذاكرة تتذكر ضابط المدرسة أستاذ خيري من لبنان يعاقب الطلبة المتأخرين بضربة فلقه ويخاف منه الطلاب !!. أغنية ضَيَّعت درجاتي ومن الذكريات الجميلة أننا كنا مجموعة من الطلاب نتنافس بحماسة للحصول على أعلى الدرجات في الصف، أذكر منهم: طارق الشملان، خليل إبراهيم ومحمد الشعراوي وسعد المانع، ومن الطرائف أن سؤالا جاء في امتحان الجغرافيا يقول أين تقع مدينة (حلب)، وتذكرت أغنية سميرة توفيق عنوانها (من بيروت لحلب)، وكتبت بيروت وخصمت عليَّ درجات السؤال وضيعتنا معلومات سميرة توفيق. النشاطات المدرسية والكشافة كنت دائماً أحرص على المشاركة في النشاطات المدرسية وألعب كرة السلة واليد والطائرة، كما كنت دائماً أشارك في نشاط الكشافة، ونذهب خلال عطلة الأسبوع في رحلات مدرسية مع الكشافة ونشارك في المخيَّم الكشفي العام الذي تقيمه الجمعية القطرية للكشافة تحت إشراف وزارة التربية والتعليم وتشارك فيه جميع مدارس قطر في تلك الفترة، وعلمتني الكشافة الطبخ جيداً، فكنت في كل رحلة أتولى عملية الطبخ، كما علمتني الاعتماد على النفس والصبر والانضباط وأن أكون مستعداً في كل وقت، وقد شاركت في جميع المخيمات التي أقيمت في منطقة رأس أبوعبود، وهذه المعسكرات تعلمك الاعتماد على النفس والمشاركة بالعمل مع الشباب والحراسات الليلية والطبخ والنظافة حيث تقوم بتنظيف الخيام يوميا وكذلك الصبر والتعود على الاستيقاظ مبكرا وكذلك الانتماء والولاء للوطن من خلال تحية العلم صباح كل يوم وهذه تزرع فيك الحماس وحبك لبلدك، والصلاة جماعة وإبراز مهارتك الشخصية وشغل أوقات الفراغ بما يعود عليك بالنفع، وبالليل تقام حفلات السمر يشارك فيها الطلبة ومن خلالها برزت مواهب غنائية وممثلون قطريون ويحضرها الأهالي من مدينة الدوحة، كما سافرت إلى منطقة نينوى بالعراق في شهر أغسطس حيث أقيم المخيم العربي الكشفي. ومن شغفي بالكشافة دخلت دورات تدريبية عديدة وأنا طالب في دار المعلمين من أجل التأهل والإعداد للحصول على الشارة الخشبية، وقد اجتزت الاختبارات بنجاح وحصلت على الشارة الخشبية. ومن طرائف الكشافة كنا في رحلة داخلية إلى مدينة فويرط، وكان معنا الأستاذ عبدالرحمن المولوي مدير المدرسة، وفي حفل السمر الليلي طلب منا الغناء فقلت أنا أحفظ أغنية سورية (يابوردين) كانت قد عرضت في مسلسل (غوار)، وغنيت الأغنية وشاركتني المجموعة وكنا سعداء بالرحلة. طلبوني للمشاركة في مسرحية.. ولكن !! أيضاً من الأنشطة التي شاركت فيها وذلك عندما كنت طالباً في دار المعلمين في بداية السبعينيات من القرن الماضي طلب مني الأستاذ محمد عبدالله الأنصاري وكان يومها يشغل منصب مدير دار المعلمين المشاركة في تمثيل دور الأجنبي في مسرحية (حلاة الثوب رقعته منه وفيه) وجلست أتدرب لمدة أسبوع على الدور وتقمصت الشخصية، ولكن كان معنا طالب اسمه هارون علي جاسم الجسيمان ويشبه في هيئته وشكله (الأجانب) أقصد الأوروبيين فوقع الاختيار عليه، وأعطوه الدور ونجح، وأنا لم أشارك وانسحبت من المسرحية، ولكن كنت على أهبة الاستعداد، وتعلمت شيئاً من فنون التمثيل، أذكر كان من أبطال المسرحية المدرس عاهد الشنطي ومحمد نوح، وسيار دهام الكواري، محمد سلطان الكواري، علي حسن، هارون علي جاسم وحسن حسين، وعرضت المسرحية على مسرح دار المعلمين لمدة يومين في عام 1971م وحققت نجاحاً كبيراً، وكان مؤلف ومخرج المسرحية اللبناني عبداللطيف سمهون. عائلة رياضية كنا عائلة رياضية نمارس كل الألعاب الرياضية في تلك الحقبة ونلعب في مدرسة صلاح الدين الأيوبي ثم شاركنا مع فريق الناشئين التابع لوزارة المعارف الذي تحوّل لنادي الأهلي في عام 1968، كنا نلعب مع مدرسة صلاح الدين الأيوبي في كرة السلة والطائرة واليد فقد كان أخي الكبير علي يلعب كرة الطائرة، وناصر كان يلعب كرة الطائرة والسلة، وأنا كنت ألعب كرة سلة وطائرة وقدم، ومسعود يلعب كرة اليد، وإبراهيم (رحمه الله) كان يلعب سلة وكرة الطائرة، بالإضافة إلى كرة القدم حيث لعبنا مع فريق الناشئين تحت إشراف الأستاذ عمر الخطيب (رحمه الله). تأسيس فريق الناشئين الذي تحول لنادي الأهلي كانت فكرة تأسيس فريق الناشئين تراود المربي الفاضل الأستاذ عمر الخطيب المدرس بمدرسة صلاح الدين الأيوبي، فتحدث في الموضوع مع الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني وزير المعارف واقترح عليه تكوين فريق من الناشئين الموهوبين في المدارس ثم توزيعهم على الأندية وهذه كانت البداية فوافق على الفور، وفي عام 1964 تم تغيير الفكرة بعد أن رأى أن مستوى الناشئين ومهاراتهم وطريقة لعبهم وتجانسهم تحتاج إلى استمرارهم بفريق واحد بدلا من التشتت بين الأندية، فقام بتكوين مركز للناشئين بمدرسة صلاح الدين الأيوبي واستقطب العديد من الشباب وكان الإقبال كبيراً في كرة القدم، وكذلك الألعاب الأخرى وتم طلب إضاءة لملاعب كرة السلة والطائرة واليد وتم إضاءة الملاعب وكنا نتدرب بالليل على ملاعب مدرسة صلاح الدين الأيوبي، وكنا سعداء بذلك، أما فريق كرة القدم فيتدرب بعد صلاة العصر على الملعب الرملي بالمدرسة، وأذكر عندما شاهد مهارات المواهب الشبابية قرر تكوين فريق لكرة القدم والمشاركة بهم في الدوري القطري بالدرجة الثانية في منتصف الستينيات، ويتكون الفريق من اللاعبين التالية أسماؤهم وهم: محمد غانم الرميحي، ومحمد الصديقي، عبدالله الصديقي، عبدالله البلم، أحمد قمبر، شاهين الكبيسي، صالح المسلماني، عبدالله أحمد حسن، علي حسن (زيران)، عزت محمد رشيد، عبدالرحمن مراد، عقيل مال الله، سبعان مسمار، سبيل سالم وكذلك سيف بوهندي (حارس) وأنا سلطان كنت الحارس الثاني معه. أما قصة تغيير الاسم للنادي الأهلي ففي عام 1968 اجتمعنا واقترحنا تغيير الاسم ليصبح النادي الأهلي، وشاركنا في الدوري القطري ونافسنا الفرق الكبيرة، وأصبح لنا مقر خاص عبارة عن بيت تم تأجيره وتأثيثه من قبل وزارة المعارف وكان قريبا من مدرسة صلاح الدين وذلك لسهولة الوصول للملعب للتدريب على ملعب المدرسة، وخصصت الوزارة لنا باص لنقلنا للتمارين والمباريات، كما كانت تصرف لنا وجبات يومية. ملاعب اللجنة الرياضية في أم غويلينة أذكر أننا كنا نلعب على ملاعب اللجنة الرياضية العليا في منطقة أم غويلينة فريج إسحاق مباريات دوري كرة الطائرة والسلة واليد وتنس الطاولة وأذكر كان يلعب معنا حسن إبراهيم الملا الجفيري وهو مميّز في كرة الطاولة ولاعب لبناني اسمه جورج، وكنا ننافس على ألقاب البطولات مع الأندية الأخرى. بعد دمج نادي النجاح مع الأهلي تحت مسمى (الأهلي) في عام 1972م، كانت لنا كفريق لكرة السلة طلبات معقولة قدمناها للنادي الأهلي ولم يستجب لطلباتنا، فقررنا الانتقال لنادي السد بناء على طلب من عبدالله بن حمد العطية ولعبت كرة السلة وكان معي في الفريق عبدالعزيز التميمي، وخالد الكواري، عبدالله الرميحي، ومبارك الكواري، ولعب معنا في تلك الفترة الكابتن محمد وفا حارس المرمى ويوسف السوداني لاعب كرة القدم، وكانت اللوائح في تلك الفترة تسمح للاعب أن يلعب أكثر من لعبة. اغتنام الفرصة في المرحلة الإعدادية انتقلت للدراسة في مدرسة قطر الإعدادية القريبة من مستشفى الولادة السابق (حمده)، وعندما شاهدني مدرس الرياضة الأستاذ محمد علي متفوقاً في الرياضة وضعني مسؤولا عن النشاط الرياضي، وأعطاني فرصة لا تعوّض وهي قائد طابور الصباح يومياً واغتنمت الفرصة واستفدت منها من ناحية زرع الثقة بالنفس وتبوء مركز القيادة الطلابية وبناء الشخصية في تلك المرحلة الهامة من عمر الشباب. درَّست في الخليج ومشيرب بعد التخرج في دار المعلمين عام 73/‏1974 تم تعييني في وزارة التربية والتعليم في وظيفة مدرس تربية رياضية في مدرسة الخليج العربي وهناك كوَّنت فريقا لكرة السلة بالمدرسة، ثم نقلوني للتدريس في مدرسة مشيرب وكان مديرها الأستاذ سعد الكبيسي. المنتخبات المدرسية والوطنية والعسكرية خلال مشواري مع كرة السلة شاركت مع المنتخبات الوطنية والمدرسية والعسكرية خلال فترة سبعينيات القرن الماضي حيث شاركت مع المنتخب العسكري في بطولة السلة بالسنغال وفي سوريا، كما شاركت في البطولة المدرسية العربية، وفي البطولة العربية للمنتخبات ومهرجان الشباب العربي بالجزائر عام 1975، كنت ألعب في مركز صانع ألعاب، وأذكر كان جيلي من اللاعبين الذين شاركت معهم: عبدالعزيز التميمي، وفيصل الخزاعي، ومحمد رضا الخزاعي، ومحمود كنار، وسلمان كنار، أحمد صالح وعبدالرحمن الغانم أحد نجوم السلة في قطر وشارك معنا في مهرجان الجزائر.. أمي خففت الصدمة عندما تخرجنا من دار المعلمين تم ابتعاث أربعة طلاب من دفعتي للدراسة في الخارج أذكر منهم غانم السليطي الذي سافر لدراسة المسرح بالكويت، وعبدالله دسمال الكواري كذلك ذهب للكويت، كما تم ابتعاث عبدالإله المير لمعهد التربية البدنية في القاهرة، وعندما رجعت إلى البيت بكيت متأثراً من القهر أمام والدتي لأنهم لم يرسلوني للدراسة في الخارج وكنت من المتفوقين وقد خفف عني حنان الأم من ألم الصدمة، وجلست أفكر كيف أسافر للدراسة للخارج، فقررت دراسة الثانوية من جديد ونجحت في الصف الأول والثاني، وبعدها صدر قرار من سمو الأمير باستثناء طلبة دار المعلمين لتكملة دبلوم التربية في جامعة قطر التحقت بها حتى أنهيت دراستي الجامعية بالحصول على بكالوريوس تربية. ندعوكم لمتابعة الجزء الثاني من الحوار في الأسبوع القادم..

3930

| 09 فبراير 2023

محليات alsharq
"الوسائل البديلة للقضاء"يكرم مستشارنا الثقافي بالقاهرة

كرم مؤتمر "الوسائل البديلة للقضاء لفض المنازعات" الدكتور سلطان الخالدي المستشار الثقافي والعسكري لسفارتنا بالقاهرة، وذلك ضمن سفراء ومستشارين عدة دولة عربية من بينها قطر والكويت والسعودية والبحرين ولبنان والسودان وسوريا وسلطنة عمان. ونظم المؤتمر الاتحاد العربي للتحكيم الدولي بالتعاون مع اتحاد المحامين العرب برئاسة سامح عاشور نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب ورئيس المركز العربي للتحكيم الدولي ، وتحت رعاية المستشار محمد عبد الكريم العيسي وزير العدل ورئيس المجلس الأعلى للقضاء بالسعودية. وقال الدكتور سلطان الخالدي ان وجود مركز عربي للتحكيم الدولي نجح في مواكبة العصر وتطوير عملية التحكيم في حل المنازعات،في جمع كافة المنظمات العربية للتحكيم في منظمه عربية واحدة وخطوة جيدة نحو تفعيل اعمال سوق عربية مشتركة علي ارض الواقع. وأشار في تصريح خاص ل "الشرق" ان مجال التحكيم الدولي يسير جنبا الي جنب مع القضاء العادي لكنه يساهم في اندماج الدول في كيانات غير منفصلة. واضاف الخالدي ان المؤتمر يعد خطوة هامة فى حل المنازعات بين المستثمرين بعيداً عن الساحات القضائية، والسرعة فى إنجازها لجذب الاستثمار. وكانت القاهرة قد استضافت مؤخرا 17 دولة عربية بمؤتمر "الوسائل البديلة للقضاء لفض المنازعات " بأحد فنادق القاهرة.

451

| 03 يناير 2015