عبرت الصين اليوم الجمعة، عن عدم رضاها حيال لقاء الزعيم الروحي للتبت الدالاي لاما، بالرئيس الهندي براناب موكيرجي وعبرت عن أملها في أن تدرك نيودلهي أن الزعيم المنفي الحائز على جائزة نوبل للسلام هو انفصالي متنكر بزي رجل دين. واستضاف موكيرجي الدالاي لاما وغيره من الفائزين بجائزة نوبل للسلام خلال مؤتمر عن حقوق الأطفال في القصر الرئاسي الهندي يوم الأحد. وشارك في المؤتمر الأميرة شارلين زوجة أمير موناكو والرئيس السابق لتيمور الشرقية خوسيه راموس هورتا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية خلال إفادة صحفية يومية في بكين، إن الحكومة الهندية تجاهلت "معارضة الصين القوية وأصرت" على ظهور الدالاي لاما على المنصة إلى جانب موكيرجي. وهرب الدالاي لاما إلى منفاه في الهند عام 1959، بعد فشل حركة تمرد على الحكم الصيني للتبت.

يستقبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الدالاي لاما، في البيت الأبيض، الأربعاء في مبادرة من شانها إثارة غضب بكين التي تعتبر الزعيم الروحي للتبت انفصاليا. ويعود اللقاء الأخير لهما في البيت الأبيض إلى فبراير 2014، إلا أنهما التقيا في مناسبات عدة. وتتهم بكين واشنطن مرارة بالتدخل في شؤونها الخارجية بعد كل لقاء من هذا القبيل. كما تتهم الدالاي لاما بالسعي إلى فصل التبت عن سائر الصين وتشير إليه بأنه "ذئب في زي حمل"، ولو أنه غالبا ما يدعو إلى حكم ذاتي في التبت وليس إلى استقلالها التام عن الصين. وتشن الصين حملة إعلامية مكثفة ضد كل المسؤولين الأجانب الذين يلتقون الدالاي لاما "في أي ظروف". ويقول العديد من سكان التبت أن الصين تقمع ممارساتهم لديانتهم البوذية وثقافتهم كما أنها تحول دون استفادتهم من النمو الاقتصادي في المنطقة.

ردت الصين بغضب اليوم الجمعة، على استقبال الدالاي لاما في واشنطن، حيث وصفه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بأنه "صديق مقرب"، ونددت "بتدخل" الولايات المتحدة في شؤونها الداخلية. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونج لاي "نرفض استقبال الدالاي لاما في دول أجنبية ونرفض تدخل دول أجنبية في شؤون الصين الداخلية". وتابع "أن الدالاي لاما، منفي سياسي يقود منذ وقت طويل أنشطة انفصالية مناهضة للصين تحت غطاء الدين"، في تكرار لموقف بكين الثابت من الزعيم الروحي لبوذيي التيبت. ورحب أوباما بالزعيم الروحي للبوذيين خلال صلاة صباحية شاركا فيها في واشنطن، حيث وقال أوباما في بداية خطاب أمام حوالي 3 آلاف شخص تجمعوا في هذا اللقاء السنوي "أريد أن أرحب بشكل خاص بصديق مقرب". وكان أوباما والدالاي لاما، جلسا في مكانين متباعدين في بداية "الفطور الوطني للصلاة" المبادرة التي أثارت استياء الصين من قبل.

كشف الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، اليوم الجمعة، النقاب عن مجموعة من اللوحات رسمها لرؤساء دول وحكومات، وهي هواية جديدة وصفها بأنها وسعت أفقه، رغم أنه لم يسلم من مزاح والدته اللاذع. ويفتتح معرض "فن القيادة: دبلوماسية شخصية لرئيس"، غدا السبت، في مكتبة ومتحف، جورج دبليو بوش، الرئاسية، في مدينة دالاس بولاية تكساس الأمريكية. ويضم المعرض لوحات نحو 20 زعيما عمل معهم بوش خلال فترة رئاسته، التي امتدت بين عامي 2001 و2009 من أبرزهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، ورئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، علاوة على زعيم التبت، الدالاي لاما. وقال بوش، في مقابلة مع محطة إن.بي.سي، مع ابنته جينا بوش، مراسلة برنامج "توداي"، "لا تسأليني عن رد فعل هؤلاء الناس عندما يرون صورهم". ويشمل المعرض أيضا، صورة بوش نفسه، ووالده، جورج بوش الأب، الرئيس رقم 41 للولايات المتحدة. ولم يكن لبوش، أي اهتمام بالرسم، حتى غادر البيت الأبيض، وقرأ مقال ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، الذي يحمل عنوان "الرسم كهواية". وقال بوش، "أرسم كثيرا لأنني كما تعلمين أسعى للنجاح دائما.. لقد فتح أمامي عالم جديد وكبير". وأوضح بوش "67 عاما"، أنه تردد في عرض رسوماته، لكنه يأمل أن يجذب المعرض الذي يستمر حتى الرابع من يونيو اهتماما بمكتبته الرئاسية.

دعا الدالاي لاما، من واشنطن، الصين، اليوم الجمعة، إلى الحد من قوانين الرقابة ما قد يتيح لهذا البلد الأكثر سكانا في العالم تنمية طاقاته بشكل أفضل. وكرر الزعيم الروحي لسكان التيبت البوذيين، دعمه للسكان الصينيين معتبرا إنهم يعانون من "قلة احترام" السلطات الشيوعية لهم. وقال في مؤتمر، عقد في كاتدرائية واشنطن "نحن بالفعل نحب الصينيين ونكن لهم الاعجاب، إنهم نشيطون وواقعيون وفعالون، إلا أن نظامهم الحالي يعرقل كثيرا تنمية الإبداع لديهم". وتابع الدالاي لاما، "يحق للصينيين الـ 3.1 مليار معرفة الحقيقة، وعندما سيتعرفون إلى الحقيقة سيكونون عندها قادرين على التمييز بين الخير والشر"، معتبرا أن الرقابة في الوقت الحاضر مع العولمة لا يمكن أن تكون موجودة "سوى في الصين". وكان الدالاي لاما، أجبر على مغادرة التيبت العام 1959 واللجوء إلى الهند. ودعا الدالاي لاما بكين، إلى جعل نظامها القضائي متلائما مع "القوانين الدولية".

دعت الصين، اليوم الجمعة، الولايات المتحدة، إلى أن تلغي فوراً اللقاء المقرر للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مع الزعيم الروحي للتبت الدالاي لاما، تجنباً لإلحاق الضرر بالعلاقات الصينية- الأمريكية. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشون يينج، قولها نحث الولايات المتحدة على أخذ هواجس الصين بجدية وعدم تسهيل أو توفير مناسبة للدالاي لاما للقيام بتحركات انفصالية ضد الصين. وجاءت هذه التصريحات رداً على الاجتماع غير الرسمي لأوباما مع الدالاي لاما المقرر في وقت لاحق اليوم في البيت الأبيض. وقالت المتحدثة إن الصين، قلقة بشدة بشأن اللقاء، وقدّمت احتجاجا شديد اللهجة إلى الجانب الأمريكي. وأضافت، أن قضية التبت هي شأن داخلي للصين، ولا يحق لأي دولة خارجية التدخل بها، وقالت إن الدالاي لاما هو شخصية سياسية منفية تقوم بأنشطة انفصالية ضد الصين باسم الدين. واعتبرت أن اللقاء بين أوباما والدالاي لاما، تدخل غير مبرّر بشؤون الصين الداخلية وانتهاك خطير لمبادئ العلاقات الدولية وسيتسبب بضرر كبير في العلاقات الصينية- الأمريكية.