يعقد ملتقى كتارا للخط العربي اليوم جلسته النقاشية الثالثة تحت عنوان الخط الكوفي بين الأصالة والمعاصرة، بمشاركة الخطاط والفنان التشكيلي عمار الدسوقي ويحاوره المهندس محمد عزمي توكل. وسيناقش الملتقى أصالة الخط الكوفي ومكوناته الحضارية وتطوير هيكليته، وانطلاقه نحو المعاصرة والحداثة مع المحافظة على شخصيته عبر ابتكاراته الجديدة وابداعاته الخلاقة وطاقاته التعبيرية الملهمة، كما يستعرض نهضة الخط الكوفي في العصر الحديث وأنواعه، إلى جانب تناوله لأعلام الخطاطين الذين أحيوا هذا النوع المميز من فن الخط العربي في العالم العربي، فضلا عن استعراضه لمراحل صناعة اللوحة الفنية بالخط الكوفي ضمن التزامها بالقواعد والضوابط والأوزان. يذكر أن كتارا أطلقت هذا الملتقى لإثراء المشهد الحضاري والثقافي، وتكريس الهوية الثقافية والابداعية، ويُعقد الملتقى شهريا لمناقشة جملة من الموضوعات المتعلقة بفن الخط العربي والفنون الإسلامية المرتبطة به، وتسليط الضوء على الابداعات والأفكار والابتكارات التي تتعلق بهذا الفن الأصيل، وابرازه بوصفه فنا قائما بذاته يعكس ثراء الثقافة العربية والإسلامية.

تختتم اليوم ورشة الخط الكوفي (المستوى المتقدم) المقامة في متحف الفن الإسلامي والتي أدارها حسين عمار أحمد. وتهدف الورشة الى تطوير مهارات المشاركين في الكتابة بالخط الكوفي. يتميز الخط الكوفي بأحرفه الجريئة والعمودية التي غالباً ما تشبه التصميم الحديث، وترتبط كلمة «كوفي» بالمدينة التي تحمل الاسم نفسه في العراق، أي مدينة الكوفة. ويحتفي متحف الفن الإسلامي بالخط العربي من خلال تقديم دورات تعليمية على مدى أشهر السنة. وتتوفر ورش عمل الخط الفردية للمبتدئين للتعرّف على خطي النسخ والرقعة التاريخيين، إلى جانب إقامة ورش مُتخصصة في نوعيات مُحدّدة من الخط للمستوى المتوسط، والمتقدم، وتهدف الدورات المستمرة إلى تشجيع تعلم الخط العربي وفنونه بما أنه يُعد من أهم عناصر الفن الإسلامي، كما من شأنه أن يُساعد في نشر واستمرارية الحضارة والثقافة العربية. ومن هنا قرر متحف الفن الإسلامي تنظيم هذه الدورات، وتبني عملية تعليم هذا الفن الراقي لمن يهتمون بالتعمق في الثقافة العربية والإسلامية. هذا وتوفر مجموعة مقتنيات المتحف فرصة فريدة لاستكشاف مجموعة واسعة من مجالات المناهج الدراسية وأساليب التعلم. ويتم تسخير فريق مُتخصص من المعلمين وموظفي المتحف يرحّب بالزوار ويضع على ذمتهم جولات وورش عمل وفعاليات وأنشطة على مدار العام.

اختار الخطاط عبدالله الفخرو أن يكون مختلفا، فخطّ لنفسه طريقا عام 2014 سمح له بأن يكون فنانا ذا بصمة في الخط الكوفي القيرواني، والكوفي المربع، وكوفي المصاحف، وهي خطوط غير مألوف مشاهدتها في أعمال الخطاطين في قطر والخليج، ويأتي اختياره هذا انطلاقا من فلسفة آمن بها وهي البحث عن المختلف والجديد في مجال التشكيل بالخط العربي، فانطلق بالتشكيل الجمالي خارج اللوحة، متحررا من القيود الصارمة الموجودة في الخطوط العربية الأخرى. في لقاء مع (الشرق) كشف عبدالله الفخرو عن تخصصه في الخط الكوفي بأنواعه: القيرواني والمربع وكوفي المصاحف، كما تطرق في حديثه الى ملتقى بيت الخطاطين الذي أسسه بنادي الجسرة الثقافي، والذي سينطلق قريبا في ثوب جديد وبأسلوب مختلف عبر انستجرام النادي. كما تحدث عن أعماله وأدواته، ومشاركاته.. فكان الحوار التالي: * متى كانت انطلاقتك في مجال الخط العربي؟ ** بدأت في الخط العربي منذ سنة 2000، من خلال مركز الإبداع الفني في تلك الفترة، وتلقيت دورات في الخطوط العربية بأنواعها المختلفة، مع الأستاذ سعيد الأنصاري رحمه الله، كانت البداية بالخطوط العربية الكلاسيكية، وشيئا فشيئا نما عندي هذا العشق للخط، واستمررت فيه، ثم انضممت الى الجمعية القطرية للفنون التشكيلية، وزادت مشاركاتي الجماعية مع زملائي الفنانين. تخصص * متى بدأت تركيزك على نوعية معينة من الخطوط العربية؟ ** بعد فترة توقف عن ممارسة هذا الشغف بالخط العربي امتدت من سنة 2006 الى سنة 2014، عدت الى مركز الإبداع الفني، وفي هذه الفترة بدأت بالتخصص في الخط العربي من خلال تركيزي على أنواع محددة من الخطوط وهي الخط الكوفي المربع، والكوفي القيرواني، وكوفي المصاحف. أحببت هذه الخطوط لأنها تضفي جمالية على الكتابة أو على اللوحات التي تكتب فيها؛ وهي ليست خطوط كتابة، لأننا لو أمعنا النظر في التاريخ سنلاحظ أن هذه الخطوط تزين بها المساجد والقصور في العهود الإسلامية السابقة، فهي خطوط زخرفة أو خطوط جمالية أكثر منها خطوط للكتابة والنسخ. * لماذا اخترت هذه النوعية من الخطوط دون غيرها. هل لأنك تريد أن تكون فنانا مختلفا؟ ** اخترت هذه الخطوط لعدة أسباب. ربما السبب الأبرز أن الكثير من الخطاطين يتقنون خط النسخ أو خط الثلث أو الخط الديواني، وهي خطوط منتشرة على نطاق واسع، فكان طموحي أن أتمرس في خطوط غير مستخدمة بكثرة، وغير منتشرة. اخترت التخصص في الخط الكوفي القيرواني؛ وسمي كذلك نسبة الى مدينة القيروان في تونس، ويقال إنه كُتب في بلاد المغرب العربي عندما دخلت الكتابة العربية الى شمال افريقيا مع الفتوحات الإسلامية، لكن هذه الخط لم يكن له انتشار كبير في المشرق العربي وفي الخليج تحديدا، فأنا التقطت هذا الخط وكان من أوائل الخطوط التي بدأت فيها، ومؤخرا بدأت في خط كوفي المصاحف وينبثق منه الخط القيرواني الذي يتميز بجماليات مختلفة عن الخطوط الأخرى بما في ذلك الخط الكوفي الذي يعرف في المشرق بأنه خط هندسي؛ أي أنه يكتب بالقلم والمسطرة، لكن الكثير من الناس لا يعرفون أن الخط الكوفي يكتب بالأدوات التقليدية وهي البوص أو خشب البامبو أو الحبر، ويكتب بشكل مباشر. وبالنسبة لي فالأمر مثير للدهشة، لأن الخط الكوفي خط جمالي وزخرفي وفي نفس الوقت يكتب كتابة، وهذا جانب يعطيني الجزء الفني فيه، وهو الذي يميز فنانا عن آخر؛ لأنه يجمع بين خطوط الكتابة وبين الجانب الجمالي والزخرفي. أحب أن أكتب الخط بطريقة مختلفة وليس فقط أن أتقيد بالقواعد الصارمة الموجودة في خط النسخ والثلث، وهناك حرفية عالية جدا، عكس الخط الكوفي القيرواني الذي لا توجد فيه هذه القواعد الصارمة التي تحد من حرية الخطاط، وعليه، فإن جزءا من شغفي بهذه الخطوط يتمثل في أنها تسمح لي بأن أقدم شيئا جديدا ومختلفا. ** العمل الذي تبرع به لمبادرة كلنا لها الخيرية بصمة *هل يمكن أن نقول إن عبدالله الفخرو له بصمة في هذا المجال؛ في ظل قلة الخطاطين المتخصصين في أنواع الخط الكوفي (المربع والقيرواني المصاحف)؟ ** نعم أستطيع أن أقول إنني متخصص في هذه الخطوط، أما الخطوط الأخرى فهناك الكثير من الخطاطين في قطر قطعوا أشواطا كبيرة في مجالهم مثل الخطاط راشد المهندي، وإبراهيم علي، وهناك مجموعة من الفنانات على غرار فاطمة المناعي التي كانت تكتب شعارات اليوم الوطني. ومن غير القطريين هناك الفنان صباح الأربيلي، وعبيدة البنكي كاتب مصحف قطر، وهناك العديد من الأسماء المتميزة في هذا المجال، وأنا أعتبر نفسي جزءا منهم. ربما اختلف عنهم في الخطوط الكوفية، وإن كانت تعتبر من الأنواع الأساسية للخطوط إلا أنها أقل شهرة من باقي الخطوط التي يمكن أن تكتبها بشكل يومي. تفاعل * كيف ترى تفاعل الجمهور مع أعمالك؟ ** تفاعل الجمهور محفز بالنسبة لي كي استمر في هذا المجال وأقدم أعمالا متميزة. هذا التفاعل لاحظته في مختلف المعارض والمشاركات، ولكن تحديدا في معرض خطوط وزخارف الذي أقامته كتارا في شهر فبراير الماضي، كانت هناك آراء جيدة، ربما لأن الأعمال التي قدمتها هي أعمال غير تقليدية وتلفت انتباه الناس، حتى غير الناطقين باللغة العربية، ولاحظت تحمسهم من خلال أسئلتهم حول الخطوط التي أكتبها، وهذا دليل على أني سلطت الضوء على خطوط ليست منتشرة، والخطاطون في هذه النوعية معدودون في العالم. ** من إبداعات عبدالله الفخرو معنى * هل تضع عناوين للوحاتك، أم تترك للقارئ حرية تأويل العمل؟ ** غالبا ما أضع عناوين لأعمالي خصوصا وأني أحاول أن تكون للوحة معنى وفكرة من ورائها. أنا لا أصنع لوحة مكتوبة بقدر ما هي لوحة فيها بعد جمالي يجذب القارئ سواء من خلال اختيار الألوان أو المواد. * ما أبرز المواد والألوان التي تستخدمها في أعمالك؟ ** مثلما هو معروف فإن الفنان يستخدم مواد كثيرة، ولكن بالنسبة لي اعتدت على استخدام الحبر اليدوي؛ وأشهر أنواع الأحبار هي الإيرانية والتركية. استخدم للكتابة الأقلام الخشبية أو البوص وهي من خشب البامبو، ومعظم أعمالي من الأكريليك والحبر على القماش. مواضيع * ماذا عن المواضيع التي تختارها لأعمالك، هل هي محلية أم لها بعد إنساني؟ ** مواضيع لوحاتي عالمية، وطبعا الوطن والهم المحلي يأخذ حيزا كبيرا من لوحاتي، ولكن إلى جانب الاهتمامات المحلية تستهويني أيضا كتابة القصائد العربية التي لم تُكتب، وكذلك الأغاني التراثية القديمة، وابتعد عن المواضيع والمقولات المستهلكة. لدي لوحة كتبت فيها بيتا شهيرا للشاعر الفلسطيني محمود درويش على هذه الأرض ما يستحق الحياة، بطريقة دائرية مكررة، وكذلك ثيمة الحب كتبتها بطرق مختلفة، وكلمة سلام، وغيرها من الكلمات التي لها معانٍ كبيرة. وفي بعض الأحيان تفرض الفكرة نفسها، كما هو الحال بالنسبة الى لوحة كن في الخط الكوفي المربع. بيت الخطاطين * ماذا عن نشاطك في نادي الجسرة الثقافي؟ ** أنشأنا ملتقى للخطاطين سميناه بيت الخطاطين، وأنا أحد المؤسسين لهذا البيت، وقد نظمنا في الفترة الماضية مجموعة من المحاضرات على انستجرام النادي، وكانت تجربة جميلة جدا ومميزة، توقفت لبعض الوقت بهدف تطوير الفكرة، وسيعود البيت من جديد ليستضيف أشهر الخطاطين في قطر والعالم، وستكون اللقاءات عن بعد وبشكل شهري واحترافي. مبادرة خيرية * هل فكرت في تقديم معرض عن بعد خلال جائحة كورونا؟ ** شاركت في مبادرة كلنا لها الخيرية التي نظمتها الفنانة التشكيلية هنادي الدرويش بالتعاون مع قطر الخيرية، وتم عرض اللوحة الكترونيا، بالإضافة الى مشاركتي في معرض خيري آخر بعنوان تحية الى بيروت. والتجربتان مميزتان بالنسبة لي. مسابقة * ماذا عن أعمالك ومشاركاتك القادمة؟ ** شاركت في مسابقة نظمتها مطافىء: مقر الفنانين وتتمثل المسابقة في تقديم تصاميم فنية لتجميل المدينة عن طريق إضافة عناصر جمالية فنية. قدمت تصميما لكراسي بالخط العربي توضع في أماكن معينة يتم اختيارها من قبل الجهات المعنية، والحمد لله فزت في هذه المسابقة، وننتظر الإعلان عن الأعمال الفائزة، الهدف من العمل أن يكون هناك تفاعل بين الكراسي والمكان، لأن جزءا من وظيفة الفن أن يكون هناك اندماج مع العناصر التي يستخدمها الانسان، وبهذه الفكرة يخرج العمل من اللوحة الى الاستخدام اليومي. ** لوحة أخرى في الخط الكوفي ** جانب آخر من أعماله

تنظم المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) يوم الأحد المقبل ورشة عمل بعنوان (الخط الكوفي الفاطمي بين الأصالة الحداثة) للخطاط والفنان عمار الدسوقي، وتستمر الورشة التي تعقد في استوديوهات كتارا للفن، حتى 28 نوفمبر المقبل. وتأتي الورشة ضمن سلسلة من ورش العمل التعليمية والتثقيفية والإبداعية، التي تعقدها المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا في استوديوهات كتارا للفن، وفي إطار جهودها لتنويع الأنشطة والفعاليات وتسليط الضوء على الفنون المبتكرة والثقافات الثرية أمام رواد كتارا من كافة الفئات العمرية. وتتناول الورشة تطبيقات عملية عن مبادئ الخط الكوفي الفاطمي الذي يعتبر أحد أهم أنواع الخط الكوفي، بالإضافة إلى التعرف على تراكيبه وزخارفه المختلفة، والتدرب على كتابة نماذج معينة من هذا الخط العريق، بهدف ترسيخ أصوله في نفوس المشاركين في الورشة من عشاق الخط العربي الأصيل. يذكر أن الورشة للخطاط والفنان عمار الدسوقي، تبدأ في الساعة الخامسة مساء وتتواصل لمدة ثمانية أيام.

تمثل صفحة من "المصحف الأزرق" النادر بالخط الكوفي جوهرة التاج، في مزاد تنظمه بعد غد دار كريستيز في بريطانيا هذا الشهر لأعمال فنية من العالمين الإسلامي والهندي.. وقالت كريستيز في بيان إن الصفحة التي ستعرض في المزاد مأخوذة من أحد المصحفين الوحيدين المعروفين على مستوى العالم والمكتوبين على رق أزرق بخط كوفي مذهب. وأضافت أن تدوين المصحف الأزرق يرجع إلى القرن التاسع، وكان في تونس في الأغلب لصالح أحد الأثرياء؛ نظراً لإستخدام الذهب في الكتابة، وأن القيمة التقديرية للرقعة تتراوح بين 100 ألف و150 ألف استرليني (بين 128 ألفا و192 ألف دولار تقريباً). وتشمل الصفحة جزءاً من سورة آل عمران. وأوضح البيان أن جرد مكتبة جامع القيروان الكبير في تونس يشير إلى وجود مخطوطات كتبت بالذهب على رق أزرق داكن، لكن لم يتضح تماما إن كان الجرد يشير إلى مخطوطة واحدة أم مخطوطتين؛ نظرا لتعرض بعض الأجزاء للتلف.