رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات alsharq
بالفيديو والصور.. موسم مزدهر لحمالي سوق واقف في رمضان

يقولون إن تاريخ سوق واقف منقوش على جبين الحمالين، ولما لا فهم يعتبرون أحد أهم مكونات تجربة التسوق في السوق التاريخي بقلب الدوحة، فعلى مداخله ومخارجه وبين أزقته الضيقة ينتشرون كالنحل ويعملون ليل نهار دون كلل أو ملل في توصيل السلع والأغراض التي يبتاعها رواد السوق وزواره إلى سياراتهم مقابل بعض الريالات. أحد حمالين سوق واقف التصميم الفريد لسوق واقف وحاراته وطرقه الضيقة جعل من المستحيل أن تمر به السيارات، لذا ظهرت مهنة الحمالي كحاجة ملحة لمساعدة الزبائن والسيدات بحمل أغرضاهم أثناء التسوق، كما أن زيهم المميز وشاراتهم المكتوب عليها "حمالي" جعلت من مهمتهم أكثر تنظيما حيث يصل الناس إليهم بسهولة في أرجاء السوق، وتجذب أعين المتسوقين نحوهم لحمل أغراضهم، والمضي بها نحو سياراتهم. أحد حمالين سوق واقف "بوابة الشرق" تجولت في أرجاء السوق ورصدت الحمالين خلال أوقات الذروة في المساء حيث ينهمكون في أعمالهم لتوصيل مختلف الأغراض إلى حيث يريد الزبون، ويطوفون مسرعين بين المحلات لعرض خدماتهم على المتسوقين، حيث يشهد السوق خلال شهر رمضان المبارك زيادة في أعداد المتسوقين، وينعكس ذلك بالتبعية على ازدهار حركة العمل لدى الحمالين. أحد حمالين سوق واقف الماظ محمد، أحد كبار الحمالين في سوق واقف، حضر إلى قطر من إيران مطلع السبعينات من القرن الماضي، التقيناه في ساعة راحته، حيث حكى لنا عن سنوات عمره التي قضاها في قطر وخاصة في مهنة الحمالي، فيقول إنه يعمل في هذه المهنة منذ أن كان شابا حيث لم يكن السوق على وضعه الحالي، حيث مر السوق بسلسلة من التطوير والتجديد جعلته في أزهى صورة وقبلة للسائحين القادمين إلى قطر من مختلف دول العالم. أحد حمالين سوق واقف أما الحاج محمد علي، فيعمل في السوق منذ 40 عاما، ويقص علينا تجربته في العمل في سوق واقف، حيث حضر إلى قطر للبحث عن عمل، فنصحة أحد أقاربه بالعمل في مهنة "الحمالي" التي سريعا ما اعتاد عليها وأصبحت جزءا هاما في حياته وليست مجرد وظيفة يتربح منها قوت عيشه.. فيقول أنه كل عام أو عامين يذهب إلى بلده باكستان لزيارة عائلته، فيشعر حينها بغربة في بلده ويحن لمهنته التي قضى فيها ريعان شبابه وأصحابه الذين هم بمثابة عائلته الثانية. أحد حمالين سوق واقف ويضيف الحاج محمد: الحمد لله ، العمل في رمضان فيه بركة وزيادة في الرزق حيث تزداد أعداد المتسوقين والزبائن وخاصة العائلات التي تشتري السلع الرمضانية والتوابل والأعشاب والعطور والملابس وغيرها. أحد حمالين سوق واقف التقينا أيضا بالحاج علي غلا، من أقدم الحمالين في السوق، يروي لنا تجربته في العمل في مهنة الحمالي التي يفضلها عن أي مهنة أخرى، حيث يعتبر المكان وطنه ويمضي في ساعات طويلة، حتى أنه يسكن بالقرب من السوق، ويضيف: أحب العمل في هذه الأيام المباركة حيث أعمل لسعات قبل اشتداد الحرارة في وقت الظهيرة، ثم أعود في المساء بعد الإفطار وصلاة التراويح لاستكمال عملي في خدمة الزبائن، وإرشادهم غلى المحلات التي يبغون التسوق فيها، ونستكمل العمل حتى وقت متأخر في الليل خلال شهر رمضان المبارك. أحد حمالين سوق واقف تاريخ الآباء والأجداد يعمل الحمالون في سوق واقف منذ القدم حيث كان البائعون يقفون على جانبي الطريق ليبيعوا سلعهم ومنتجاتهم وقد ظل هذا المعلم التاريخي العريق شاهدا على حضارة وأمجاد الآباء والأجداد، إلى أن تحول بعد عمليات التطوير والتجديد المستمرة، إلى معلم سياحي زثقافي وفني شهير يفد إليه الزوار من مختلف دول العالم، حيث لا تكتمل زيارتهم وجولتهم في قطر دون المرور على السوق القديم والتعرف عن قرب على أروقته وأزقته وما يضمه من مطاعم وفنادق ومحلات لمختلف البضائع.

5704

| 03 يونيو 2017

محليات alsharq
حمالو سوق واقف.. مهام شاقة في رمضان

سوق واقف، حيث كان قديما يقف البائعون على جانبي الطريق المؤدي للسوق الكبير ليبيعوا منتجاتهم وهو ما عرف به، وقد ظل شاهدا على اختلاف العصور تروي طياته العتيقه عن الماضي الذي ظلت جدرانه تحتفظ به طوال سنوات. شهد سوق واقف عمليات تطوير تحاكي الحداثة لمواكبة التطور الهائل على أرض الوطن. الشرق تجولت في أزقة حاراته ورصدت عمالا يحملون البضائع بين المحال التجارية، فهؤلاء عايشوا مرور الأزمنة على سوق واقف التي عكست العصور القديمة لتخلد في أذهانهم الذكريات. في لقاءات للشرق بهذه الفئة اوضحوا أن جدران هذا المكان العتيق احتضنتهم طوال السنوات الطويلة التي عاشوها داخل ممراته حاملين بضاعة زواره الذين لا يزالون يرون فيه رمزا تراثيا خالدا للأجداد، بينما يراه السياح الذين يقصدونه في زيارتهم لمعالم قطر شاهدا على تاريخ الدولة. السوق تحكي كل معالمه عادات وتقاليد الشعب الذي أبى إلا أن يحتفظ بها ويسلمها لجيل يلي جيلا. يعد حمالو السوق أحد تلك الشواهد لما تحمله ذاكرتهم من ذكريات، تربط الماضي بالحاضر، خاصة أن مهنتهم التراثية وعربتهم القديمة ظلت تلبي حاجات الزبائن في نقل بضاعتهم بالطرق التقليدية دون أن تدخلها تلك المظاهر التي غلبت على حياتنا المعاصرة التي أفقدتنا الكثير من الطابع العربي المحلي الذي افتقدته أعين الكثيرين ليشعروا بشوق للتراث الوطني الذي يفخرون به. وقد أشار الحمالون الى أن شهر رمضان هو الموسم السنوي الذي ينتظرونه للخير الذي يجنونه بسبب سعة الرزق والإقبال الهائل الذي يشهده السوق من أهل البلد وزوارها من مختلف الجنسيات. مضيفين أن هذا الرواج يبدأ قبل بداية الشهر الكريم ليصل إلى ذروته ليلة القرنقعوه ثم ما يلبث أن يسود الهدوء نسبيا حتى اقتراب عيد الفطر الذي يعاود إنعاش العمل. وعن كيفية قضاء أيام رمضان عبروا عن حبهم للعمل في هذه الأيام الكريمة وأنهم يعملون لساعات قليلة قبل اشتداد حرارة الشمس ثم يعودون بعد صلاة التراويح التي يصلونها داخل السوق للعمل مرة أخرى، معبرين عن شعورهم بالانتماء لهذا المكان الذي لا يعرفون الكثير عن العالم الخارجي له فهو مقرهم الذي يمارسون فيه مختلف أنشطتهم الحياتية، ويعودون للسكن القريب مشيا لساعات قليلة لأخذ قسط من الراحة تعينهم على الاستمرار في تلك المهنة التي فضلوها عن غيرها بسبب عدم قدرتهم على الأعمال الشاقة بسبب تقدم أعمارهم. *وطن الحمالين ويمثل سوق واقف للحمالين وطنا سكنوه منذ أن تركوا بلادهم طلبا للرزق، فهو بيتهم الذي يمكثون فيه طيلة اليوم عاملين ومصلين وصائمين ومقر جلسات السمر التي تتخلل أوقات شغلهم اليومي، فيغادرونه في ساعات الليل المتأخرة وأوقات حرارة الشمس الحارقة للذهاب الى بيوتهم التي تقطن بالقرب من السوق حتى أن بعضهم يذهب مشيا بسبب عدم قدرتهم على تحمل نفقات اضافية للمواصلات، فكسب قوتهم اليومي يجعلهم لا يأمنون غدر الغد ولكن ثقتهم في أن الله هو الرازق جعلهم ينامون هانئي البال، راضين بما قسمه الله لهم، ويعرب كريم أن قطر أصبحت وطنا دافئا له يأمن فيها على نفسه، راضيا بما يكسبه رغم قلته في بعض الأشهر نتيجة ضعف الإقبال، ويضيف: منذ أن كنت في السادسة عشرة من عمري وأنا أتنقل بين جوانب العالم العربي إلى أن استقر الحال بي في الدوحة حيث استشعر الأمان الذي افتقدته في باقي أرجاء البلاد العربية، ويستطرد كريم: اعتبر قطر وطني، ومواطنوها من أفضل الشعوب التي عايشتها طوال فترة ترحالي، وفي إشارة إلى السوق يقول: إنه مصدر رزق أسرتي المكونة من ثمانية أشخاص في بلدي، مضيفا أنه يعيش في السوق منذ حضوره لقطر التي بات يعرف تاريخها من جدران سوق واقف التي شهدت التطوير الذي حافظ عليها دون أن يمحو آثار الماضي العتيق. في البداية يقول كريم عبد الغني المقيم في الدوحة منذ أربعة عشر عاما والذي كان يعمل حارس منزل إلا أنه اضطر إلى ترك العمل نتيجة تدهور صحته بعدما تقدم عمره وإنه بدأ بالعمل حمالا في سوق واقف منذ ثماني سنوات، لاحظ خلالها زيادة الإقبال في سوق واقف خاصة في السنوات الأخيرة حيث استشعر الزوار قيمة هذا المكان التاريخية؛ مما جعله من أهم المزارات السياحية، مضيفا أن السياح يفضلون زيارة المناطق الشعبية التي تعكس العادات والتقاليد وتضفي تميزا خاصا للبلد. * تطور هائل ويرى محمود قاسمي الذي أشرف على إنهاء عقده السادس في قطر التي يعيش بها منذ الستينيات عاصر خلالها التطور الهائل الذي شهدته البلاد وهو ما انعكس بطبيعة الحال على سوق واقف، مشيرا الى أنه لا يستطيع العمل أثناء الصيام مما يجعله يختار أوقات الليل للحصول على كسبه الذي لا يتجاوز العشرة ريالات كأجرة ساعة والتي يرى أنها باتت قليلة بالمقارنة مع ارتفاع مستوى المعيشة الهائل. أما علي أحمد الذي قضى من عمره أربعين عاما في قطر عمل خلالها أربع سنين في سوق واقف فيرى أن شعائر التراويح هي أجمل ما في رمضان حيث إنه يعمل في الصباح لساعتين ثم يعود بعد الإفطار للعمل والصلاة في سوق واقف، مضيفا أنها أيام يزداد بها الكسب. وبالرغم من صغر سن محمد عبدالرحيم الذي لم يتم عقده الرابع إلا أنه فضل هذا العمل بعدما ترك مهنته كبائع في محل للملابس، ويقول محمد: إن رمضان موسم كريم بالنسبة لنا حيث يرزقنا الله من خيره ا وخاصة في ليلة الكرنكعوه التي يكون فيها الإقبال هائلا على شراء منتجات الاحتفال به تخليدا لهذا الموروث الشعبي. *حرارة الشمس ويوضح عبد الرحمن علي الذي ترك عمله كعامل بناء بسبب مشقة العمل التي لا يتحملها كبر سنه بعد أن تجاوز الستين ورغم أنه لم يكمل الأربعة أشهر في سوق واقف إلا أنه يشير الى أنه لعدم استطاعته العمل في نهار رمضان لحرارة الشمس وهو ما اعتاد عليه أثناء عمله في البناء حيث يختار ساعات الليل للسعي إلى الحصول على قوته. ويفضل عبدالله حسن الذي قضى من عمره أربع عشرة سنة حمالا في سوق واقف قائلا ان العمل في رمضان بعد أداء صلاة التراويح إلا أنه يضطر للعمل فترة الصباح حتى أذان الظهر لكسب القوت، ليعاود إلى بيته الذي يقطن به بدوار الكتب في الغانم ليأخذ قسطا من الراحة. يحكي عبدالله التغيير الذي شهده في سوق واقف في السنوات العشر الأخيرة الذي شهد تطورا هائلا أبقى على الصبغة التراثية له وجعله وجهة أهل قطر والسياح الذين يزداد إقبالهم في المواسم لشراء جميع مستلزماهم التراثية. مؤكدا أنه يفي باحتياجات الأسرة العربية وأن كل هذه المطاعم والفنادق المتنوعة التي تعكس مختلف الثقافات العالمية وتحتفظ بالطابع التاريخي للدولة، فقد كانت هذه المباني قديما بيوتا. مضيفا أن المجلس كان هو المقصد المتاح وكان الزوار يفضلون الجلوس في الطابق العلوي للاستمتاع بالهواء، بينما يجلسون في الشتاء في الأسفل رغبة في الدفء.

1918

| 05 يوليو 2014