قال فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ: لقد تواطأ الناس على البحث عن الحرية والكرامة وأعياهم طلابها، غير أن كثيرا منهم سار في غير مسارها والتمسوها في غير مظانها فحسبها بعضهم في اللهث وراء الدنيا بزينتها وزخرفها، وأن الحرية عندهم أن تقوم ما تشاء، وتفعل ما تشاء وتكتب ما تشاء وتتكلم فيمن تشاء، دون زمام ولا خطام حتى ولو كان في أمور الدين والعقيدة وحق الله وحق رسوله صلى الله عليه وسلم. وأكد الشيخ عبدالله النعمة أن الحرية الحقة دين يتبعه عمل ويصحبه حمل النفس على المكاره وجبلها على تحمل المشاق وتوطينها لملاقاة البلاء بالصبر وحفظ الحدود والتسليم للشريعة والتمسك بالكتاب والسنة، فالحر من آثر الباقي على الفاني، والحرية رضا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، وقناعة بالمقسوم وثقة بالخالق واستمداد العون منه والرضا بقضائه وقدره، ومن ذاق طعم الإيمان ذاق طعم الحرية، ومن حقق العبودية لله سبحانه وتعالى فلن يكون عبدا لهواه ولا أسيرا لأحد من الناس قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين وعندما يصبح عبدا لله فإنه يكون في غاية الحرية في نفسه، وهكذا كان الصحابة رضي الله عنهم فإنهم لما خرجوا لفتوحات البلدان كان قائلهم يقول لقد ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. وذكر الخطيب أن الإسلام جاء مقرا لحرية الإنسان في جوانب كثيرة فالحرية التي أعطاها الله الإنسان أعطاه إياها ليختار ما يشاء من هذه المباحات فيأكل ما يشاء ويلبس ما يشاء وينتقل حيث يشاء ويعمل ما يشاء من الأعمال ويشتري ما يشاء ويستأجر ما يشاء وغيرها من سائر التصرفات، هذه الحريات التي أعطاها الله للبشر ثابتة ومقررة وهي من العيش الكريم والحياة الهانئة وما غضب الإنسان للإنسان على أمر أو فعل فهو من انتهاك حريته وظلمه والتعدي على كرامته، قال تعالى وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا. وأضاف الخطيب: إنه من أراد الحرية الحقة فلينظر مدى توافقها من شرعه وصبغته، ومن أراد أن يحسن سياج الحرية فليستمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة غير نسيان فلا تبحثوا عنها رواه الدارقطني وهو حسن. وأوضح الخطيب أن الحرية التي نريدها هي الحرية التي جاء بها الإسلام فهناك حرية، ولكن لها ضوابط وقيود، إنها في الكتاب والسنة وليست من دساتير الغرب التي جعلت قيد الحرية فقط عدم الإضرار بالغير، أما الإسلام فينادي بالحرية التي جاءت بعدم الإضرار بالآخرين وأيضا ألا تضر بنفسك والضر يبينه الكتاب والسنة.

يواصل نحو 1800 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضرابهم المفتوح عن الطعام "معركة الحرية والكرامة" لليوم الـ27 على التوالي، وسط تدهور خطير بصحتهم. وأوضحت اللجنة الوطنية لإسناد معركة "الحرية والكرامة"، أن 11 أسيراً في سجن "جلبوع" انضموا أمس للإضراب المفتوح عن الطعام نصرة لرفاقهم الأسرى، مشيرة إلى أنه حتى يوم أمس "الجمعة"، لم تتمّ أية مفاوضات بشكل رسمي بين إدارة مصلحة سجون الاحتلال والأسرى المضربين، ولكن هناك رسائل يبثّها ضباط مصلحة السّجون بين الأسرى أنه سيتم نقاش مطالبهم، والأسرى بدورهم يؤكدون رفضهم القاطع للدخول في أية مفاوضات دون قيادة الإضراب. وفي الوقت ذاته، تتواصل الفعاليات المساندة للأسرى المضربين عن الطعام، حيث سجل يوم أمس استشهاد أحد الشبان الفلسطينيين برصاص جنود الاحتلال في إحدى المسيرات القريبة من نقاط التماس بقرية "النبي صالح" شمال غرب رام الله. يذكر أن نحو 1800 أسير بدأوا إضرابا عن الطعام في 17 أبريل الماضي للمطالبة بتحقيق عدد من المطالب الأساسية التي تحرمهم إدارة سجون الاحتلال منها أبرزها إنهاء سياسات الاعتقال الإداري، والعزل الانفرادي، ومنع زيارات العائلات وعدم انتظامها، والإهمال الطبي، وغير ذلك من المطالب الأساسية الأخرى المشروعة.