قبل انطلاق مونديال فيفا قطر 2022، حاولت أطراف غربية بشتى الطرق والوسائل مهاجمة مونديال قطر، عبر تبني حملات شرسة وترويج أخبار مزيفة بهدف التشويه بهدف حث الجماهير على عدم الحضور ومتابعة كأس العالم، إلا أن كل هذه المساعي تحطمت على أرض الواقع، والرد عليها كان بلغة الأرقام التي نصبت مونديال قطر أفضل نسخة في تاريخ كأس العالم على الإطلاق، حيث شهد المونديال العربي نجاحا باهرا من حيث الإقبال الجماهيري الضخم والذي فاق كل التوقعات، مساهما بشكل كبير جدا في جعل مونديال قطر 2022 الأنجح على الإطلاق عبر التاريخ، بما أن النجاح في مثل هذه البطولات يقاس على ثلاثة مستويات، بداية بالتنظيم الذي أبهرت فيه قطر باقتدار كبير وثانيا بالمستوى الفني الذي يمكن تلخيصه في مباراة النهائي التي كانت الأفضل في تاريخ المونديال بشهادة الجميع وثالثا بالحضور الجماهيري الذي تجاوز 3.4 مليون مشجع، كما ان مونديال قطر ثالث نسخة في الحضور الجماهيري بتاريخ بطولات كأس العالم. الإقبال الجماهيري الإقبال الجماهيري مع انطلاق مونديال قطر كان كبيرا للغاية من البداية وهو الامر الذي شجع اعدادا جماهيرية كبيرة لمواصلة التدفق والقدوم لمتابعة البطولة، فالدفعة الأولى من الجماهير العالمية ضربت حملات التشويه عرض الحائط وانتقلت الى قطر للاستمتاع بالحدث الكروي الأكبر عالميا، تكفلت بنفسها بمهمة الرد على حملات التشويه والإساءة عبر نشر فيديوهات يومية من قلب المونديال والتأكيد للعالم بأسره أن الاجواء ممتعة للغاية وان كافة الامور على أفضل مستوى من الجاهزية حيث عاشت الجماهير أجواء لا يمكن وصفها وتواصلت الاشادات بكل نواحي البطولة سواء من المنشآت المونديالية والتسهيلات ومهرجانات الفيفا للمشجعين التي كانت سابقة في تاريخ كأس العالم، فضلا عن إشادتها بحسن الاستقبال والضيافة التي لقيته من القطريين والمقيمين على حد سواء، وهو ما حفز كثيرا بقية المشجعين العالميين على التوافد بقوة إلى قطر بعد أن زالت عنهم عقدة الخوف التي زرعتها بعض الأبواق الإعلامية الغربية فيهم من خلال حملات التشويه التي كان البلد عرضة لها طيلة السنوات الأخيرة والتي زادت حدتها مع اقتراب العرس العالمي من البداية. جحافل أرجنتينية لا يمكن الحديث عن الحضور الجماهيري الكبير في مونديال قطر، دون التوقف عند الجمهور الأقوى في الدورة ككل وهو الأرجنتيني، الذي كتب التاريخ في مدرجات استاد لوسيل وساهم في التتويج التاريخي لزملاء الأسطورة ليونيل ميسي باللقب الثالث في تاريخهم بعد 36 عاما من الانتظار، حيث أجمع كل العالم أن العودة القوية لـ التانغو بعد الخسارة المدوية أمام السعودية في المباراة الافتتاحية كانت بفضل المساندة الرهيبة للجماهير الأرجنتينية التي كانت علامة فارقة في مونديال قطر وأعطته طبعة فريدة من نوعها، حيث لم يكن الحضور الأرجنتيني في المدرجات يقل عن 68 ألف مشجع في كل مباراة، راسمة صورا وأجواء ستبقى راسخة في أذهان كل العالم. سير، سير الجمهور المونديالي الوحيد الذي يمكن مقارنته مع الجماهير الأرجنتينية هو الجمهور المغربي، الذي ساهم بقسط كبير في النجاح الجماهيري لمونديال قطر، حيث كتبت الجماهير المغربية القياسية التاريخ في المونديال العربي وأمتعت وأبدعت في المدرجات بحضورها القياسي الذي لم يكن يقل عن 45 ألف مغربي في كل لقاءات أسود الأطلس مساهمة في الانجاز الأسطوري لزملاء حكيمي ببلوغ نصف نهائي المونديال، فضلا عن الاجواء الاحتفالية التي كانت تصنعها في كل مناطق قطر، والأهازيج المغربية التي ملأت كل مكان وأصبحت حتى الجماهير العالمية تتغنى بها على غرار سير.. سير، كاتبة بذلك قصة جميلة جدا على الأراضي القطرية. ميسي وينو كان من الممكن أن يحقق مونديال قطر 2022 حضورا جماهيريا أعلى من الذي تم تسجيله كثالث أقوى مونديال جماهيريا عبر التاريخ بعد نسخة أمريكا 1994 والبرازيل 2014، وهذا لو تواصلت مغامرة المنتخبين العربيين السعودية وتونس أكثر في المنافسة العالمية، حيث شاهد الجميع الأجواء الحماسية التي صنعها عشاق الأخضر والأغنية الشهيرة ميسي وينو الحدث التي أمتعت كل الحضور في قطر، فضلا عن الحضور الجماهيري الغفير جدا للتوانسة والذين سجلوا أرقاما قياسيا لم تقل عن 45 ألف متفرج في أول مواجهتين أمام الدنمارك واستراليا، وفاقت 50 ألف مشجع في اللقاء الثالث أمام فرنسا. رقصات السامبا وقبعة المكسيك إلى جانب جماهير الأرجنتين والمغرب وتونس والسعودية، فقد شهد المونديال القطري ايضا حضورا قياسيا من جانب الجماهير البرازيلية والمكسيكية التي توافدت بكثرة على قطر منذ الايام الأولى للمونديال، التي تغطت المدرجات في مباريات زملاء النجم نيمار باللون الأصفر، خصوصا في الأدواء الإقصائية أمام منتخبي كوريا الجنوبية وكرواتيا حين بلغ الحضور البرازيلي أرقاما قياسية، شأنها في ذلك شأن الجماهير المكسيكية التي تواجدت بقوة في قطر وصنعت أجواء خيالية وصورا جميلة خصوصا من خلال قبعتها الشهيرة التي كانت منتتشرة بقوة في أرجاء المونديال.

في حوار شيق أجراه مع جريدة الشرق، ضرب أحمد السيد رئيس الجهاز الأسبق لكرة القدم في النادي العربي، موعدا لكل الجماهير العالمية بعد شهر تقريبا من الآن لاكتشاف عن قرب الملاعب الثمانية العالمية التي جهزتها قطر لاستضافة كأس العالم فيفا قطر 2022، حيث قال: الجماهير العالمية ستكتشف الملاعب الثمانية عما قريب وستضمن لها معايشة كأس عالم تاريخية والأنجح في تاريخ كؤوس العالم، كما اعتبر أحمد السيد أن الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا محظوظ جدا بإجراء كأس العالم في قطر وقال: الفيفا محظوظ جدا باحتضان قطر لمنافسة كأس العالم 2022، ولا يمكن لأي دولة أخرى في العالم أن تنجز ما أنجزته قطر في استعداداتها لاحتضان كأس العالم... كما تحدث رئيس الجهاز الأسبق لكرة القدم في النادي العربي عن العديد من الأمور الأخرى التي تخص منتخبنا العنابي ومشاركته التاريخية في المونديال، نترككم تكتشفونها في هذا الحوار. ما رأيك في تحضيرات العنابي للموعد الكبير كأس العالم فيفا قطر 2022 ؟ لن أبالغ إن قلت إن منتخبنا الوطني أجرى واحدة من أحسن التحضيرات بالنسبة للمنتخبات الـ32 المشاركة في كأس العالم، استعدادات العنابي لـ المونديال انطلقت منذ سنة تقريبا، تضمنت تدريبات مغلقة كثيرة داخل وخارج الوطن ومباريات ودية من أعلى مستوى أيضا، شخصيا أنا مطمئن بأن منتخبنا سيكون بحول الله على أتم الجاهزية لحظة انطلاق العرس الكروي العالمي في الـ20 من شهر نوفمبر. تبدو متحمساً كثيراً قبل شهر تقريباً عن بداية كأس العالم؟ كغيري من القطريين وكل العرب أنتظر بفارغ الصبر انطلاق كأس العالم التي ستكون تاريخية على اعتبار أنها الأولى من نوعها في بلد عربي وشرق متوسطي، بالإضافة إلى أن المستوى العالي الذي بلغه منتخبنا يجعلني متشوقا كثيرا لتأدية دورة تاريخية وتشريف الراية القطرية وأيضا تشريف قارة آسيا وكل العرب. ما رأيك في المجموعة التي يتواجد فيها العنابي؟ كل مجموعات المونديال صعبة ومتوازنة كثيرا، ولا أعتقد أن هناك أي مجموعة سهلة مقارنة بالبقية، نحن بصدد خوض أقوى منافسة لكرة القدم في العالم ومن الطبيعي جدا أن نلاقي صعوبات، ولكني في المقابل واثق كل الثقة بأن منتخبنا سيقول كلمته في المجموعة الأولى، وسيكون من نصيبه إحدى بطاقتي المرور إلى الدور الثاني لكأس العالم. ما الذي يجعلك واثقا إلى هذه الدرجة في قدرة منتخبنا على العبور؟ ببساطة لأننا نملك تركيبة قوية جدا ولاعبين أعتبرهم شخصيا من بين الأفضل في آسيا، على غرار الحارس مشعل برشم، المدافع كريم حسن والمهاجم أكرم عفيف، لا خوف على منتخب يضم هؤلاء اللاعبين، بالإضافة إلى كل من خوخي، عبد العزيز حاتم، فضلا عن الاستقرار الكبير الذي يعرفه العنابي من حيث الجهاز الفني الذي يعرف جيدا اللاعبين وما هم قادرون على تقديمه فوق المستطيل الأخضر. العنابي سيدخل المونديال في ثوب بطل آسيا والخليج.. ألا ترى أن هذا العامل سيكون في صالحه؟ أكيد، تتويج منتخبنا بكأس آسيا في نسختها الأخيرة وأيضا كأس الخليج، سيكون حافزا كبير للاعبين ويمنحهم ثقة أكبر في النفس في منافسة كأس العالم، فهذا النوع من المنافسات الضخمة يتطلب ثقة في النفس وتركيزا عاليا جدا، وهما العاملان اللذان نتمنى أن يتوافرا لدى نجوم منتخبنا منذ المباراة الأولى أمام الإكوادور، على اللاعبين ألا يخشوا شيئا وأن يدخلوا مباشرة في صلب الموضوع وأجواء المونديال مع إعطاء الحكم شارة انطلاق اللقاء الأول. على ذكر مباراة الإكوادور، الكل يعتبرها مفتاح الدور الثاني.. هل توافق هذا الطرح؟ بطبيعة الحال، المباراة الأولى مهمة جدا في أي بطولة مهما كان حجمها، أنا واثق من أننا إذا فزنا على حساب الإكوادور، منتخبنا سيظهر بوجه كبير جدا في المواجهتين المتبقيتين أمام هولندا والسنغال، ولا أحد بإمكانه أن يحرمنا من العبور إلى الدور الثاني للمونديال، وهذا ما نتمناه جميعا. العنابي سيحظى بدعم جماهيري كبير، هذا عامل آخر في صالحنا.. أليس كذلك؟ الدعم الجماهيري الكبير سيكون سلاحا في يد كتيبة العنابي، كل الجماهير القطرية العاشقة لمنتخبها تنتظر بفارغ الصبر انطلاق هذا الحدث التاريخي، ولن تبخل على العنابي بأي دعم، اللاعبون سيجدون أجواء حماسية غير مسبوقة في كل مبارياتهم خلال المونديال ولن يكون أمامهم أي عذر من أجل التألق وقيادتنا نحو دخول التاريخ من أوسع الأبواب والذهاب إلى أبد دور ممكن في أول مشاركة مونديالية لقطر. هناك أيضا رابطات التشجيع العربية أكدت أنها خلف العنابي.. ليس لدينا أدنى شك بأن العنابي سيحظى بدعم كبير جدا ومنقطع النظير من قبل الجماهير العربية المتواجدة في قطر، ونفس الشيء بالنسبة لنا نحن القطريين لن نبخل على المنتخبات العربية المشاركة بالدعم سواء السعودية أو تونس أو المغرب، وبحول الله مونديال قطر سيكون تاريخيا لكل العرب سواء من حيث نجاح قطر في التنظيم أو في نتائج المنتخبات العربية التي أتمنى ذهابها إلى أبعد دور ممكن. في الأخير ما هي الكلمة التي تود قولها بخصوص التحدي الكبير لقطر في احتضان العرس العالمي؟ سأكتفي بالقول إن الفيفا محظوظ جدا باحتضان قطر لمنافسة كأس العالم 2022، ولا يمكن لأي دولة أخرى في العالم أن تنجز ما أنجزته قطر في استعداداتها لاحتضان كأس العالم، سواء من حيث البنية التحتية والهياكل الأخرى، فضلا عن الملاعب الثمانية التي ستكتشفها الجماهير المونديالية عما قريب وستضمن لها معايشة كأس عالم تاريخية والأنجح في تاريخ كؤوس العالم.

تتأهب الجماهير العالمية لمعرفة آخر ثلاثة منتخبات متأهلة إلى بطولة كأس العالم لكرة القدم التي ستقام في قطر خلال الفترة من 21 نوفمبر إلى غاية 18 ديسمبر المقبلين، وذلك مع انطلاق منافسات الملاحق الأوروبية والدولية المتبقية. وكان المنتخب الأوكراني قد حقق الفوز في المباراة التي أقيمت امس في نصف نهائي المسار الأول ضمن الملحق الأوروبي بعد فوزها على أسكتلندا في غلاسكو بنتيجة 3-1 على أن يواجه المنتخب الأوكراني منتخب ويلز في كارديف الأحد 5 يونيو على بطاقة التأهل، حيث سينضم المنتخب المتأهل عن هذا المسار القاري إلى المجموعة الثانية في المونديال مع إنجلترا، الولايات المتحدة وإيران. من جهة ثانية يلتقي منتخبا أستراليا والإمارات على استاد أحمد بن علي المونديالي يوم الثلاثاء المقبل السابع من يونيو الجاري، على أن يلاقي الفائز بينهما على الملعب عينه يوم الاثنين 13 يونيو منتخب البيرو خامس أمريكا الجنوبية على بطاقة التأهل إلى كأس العالم، حيث سينضم المتأهل من هذا الملحق الدولي إلى المجموعة الرابعة التي تضم منتخب فرنسا حامل اللقب والدنمارك وتونس. ومن جهة أخرى يلعب منتخب نيوزيلندا بطل أوقيانوسيا مع منتخب كوستاريكا رابع كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) يوم 14 يونيو على استاد أحمد بن علي المونديالي أيضا ضمن منافسات الملحق الدولي، على أن ينضم المتأهل إلى المجموعة الخامسة التي تضم منتخبات إسبانيا، ألمانيا واليابان.