مدير إستراتيجية التطوع باللجنة العليا للمشاريع والإرث: 60 ألف مقابلة لاختيار 20 ألف متطوع في مونديال قطر إقبال كبير لأكثر من 400 ألف شخص من 180 دولة للمشاركة في إنجاح البطولة اختبار 1150 مرشحاً بمعدل يومي معظهم من الشباب مصر ودول المغرب العربي الأكثر تسجيلاً للتطوع.. وأغلبهم اجتاز المقابلات بنجاح توفير جميع التسهيلات لدخول المتطوعين من خارج قطر توزيع 20 ألف متطوع على 45 مهمة داخل الملاعب وخارجها العمل 10 أيام على الأقل في ورديات من 6 إلى 8 ساعات كحد أقصى 95 % من المتقدمين يتحدثون اللغة الإنجليزية بطلاقة.. و50 % ينتمون إلى جهات رسمية وخاصة أكثر من 40 % من المتقديمن تتراوح أعمارهم بين 24 و 34 عاماً أكثر من 600 رائد عمل تطوعي شاركوا في اختيار المرشحين شهادة باسم قطر والفيفا للمتطوعين ومواصلات مجانية ووجبات وزي من أديداس كشف السيد ناصر المغيصيب مدير إستراتيجية التطوع باللجنة العليا للمشاريع والإرث، عن عقد ما يقارب 60 ألف مقابلة مع الراغبين في التطوع لكأس العالم FIFA قطر 2022 من 180 دولة حول العالم، لافتاً إلى حرص اللجنة العليا على استقطاب أبرز وأفضل العناصر التي سوف تضع بصمتها في إنجاح الحدث الرياضي الأبرز عالمياً، من خلال تعزيز المساهمة في تقديم تجربة استثنائية لضيوف الدولة وعشاق كرة القدم من حول العالم. وأكد المغيصيب في حوار شامل مع موقع الشرق أن بطولة كأس العالم سوف تترك إرثاً مستداماً لما بعدها، ليس فقط على مستوى الملاعب والمنشآت والأثر المجتمعي والقيمة الاقتصادية، وإنما على مستوى فرق المتطوعين الذين سوف تستفيد منهم قطر والدولة من حولنا في المستقبل عند تنظيم البطولات والأحداث الرياضية في المستقبل. ** برنامج رائد في التطوع وحول برنامج التطوع ومراحل استقطاب أفضل العناصر، قال المغيصيب إنه في عام 2018 تم إطلاق برنامج التطوع لجميع الراغبين في أن يكونوا جزءاً من الحدث، والمساهمة في إعداد وتنظيم نسخة استثنائية من كأس العالم التي تعتبر الأولى من نوعها في العالم العربي، وفي مارس الماضي تم فتح الرابط الرسمي لبرنامج التطوع في المونديال بحضور أكثر من 3 آلاف متطوع في حفل كبير أقيم في مؤسسة كتارا. وأضاف: منذ إطلاق برنامج التطوع في بطولة كأس العالم مر المتقدمون بعدة مراحل؛ أولها مرحلة التسجيل والتي أغلقت في نهاية شهر يوليو الماضي، وخلال هذه المرحلة تجاوز عدد المتقدمين أكثر من 400 ألف شخص وفق قاعدة البيانات، وهذا عدد كبير للغاية فنحن نحتاج إلى 20 ألف متطوع فقط (15 ألف من المجتمع القطري، و5 آلاف من الخارج) وعندما نتحدث عن المجتمع القطري فإننا نعني جميع الجنسيات المتواجدة في قطر سواء كانوا مواطنين أو مقيمين. أما المرحلة الثانية فهي مرحلة المقابلات والتي انتهت بتاريخ 13 أغسطس الجاري، والتي شهدت إقبالاً كبيراً من الراغبين في التطوع، وهذا يتزامن مع بقاء 100 يوم على انطلاق البطولة بشكل رسمي. وتابع: إلى اليوم أجرينا قرابة 60 ألف مقابلة مع المسجلين في برنامج التطوع من 180 دولة، ووجدنا أن عدداً كبيراً منهم تتوفر فيه شروطنا من حيث المهارات المطلوبة ونؤكد أن هذا الإقبال الكبير سوف يمنحنا الفرصة لاستقطاب المتميزين، والذين سيتم توزيعهم لتنفيذ نحو 45 مهمة تنظيمية خلال فعاليات البطولة. ** شروط قبول المتطوعين وتحدث المغيصيب عن أبرز الشروط التي تم التركيز عليها خلال المقابلات، قائلاً إنها تتضمن أن يكون عمر المتقدم 18 سنة فما فوق، والتحدث باللغة الإنجليزية بما يتناسب مع الحدث العالمي، وأن يكون قادراً على التواجد معنا لمدة 10 أيام على الأقل في ورديات كاملة من 6 إلى 8 ساعات كحد أقصى. هذا بالإضافة إلى المهارات الأخرى المطلوبة مثل مهارات القيادة وحل المشكلات، والقدرة على مواجهة بعض الصعوبات التي ستواجه الجمهور والتعامل معها، وبالطبع مهارات الاتصال والتواصل لتقديم أفضل تجربة للجمهور. ** مصر والمغرب العربي وحول أبرز الإحصائيات التي تم رصدها خلال فترة المقابلات، قال المغيصيب: استلمنا طلبات تسجيل لأكثر من 180 جنسية حول العالم، أغلبهم من دول آسيا وأفريقيا حيث تتجاوز نسبتهم 40% من إجمالي المتقدمين، وبالنسبة للدول العربية فقد لاحظنا أن معظم المسجلين كانوا من مصر ودول المغرب العربي مثل تونس والجزائر والمغرب، حيث كان لهم حضوراً كبيراً خلال مرحلة التسجيل وأيضا خلال المقابلات فهم ضمن الأغلبية التي اجتازتها بنجاح. وأكد المغيصيب في معرض حديثه أنه سيتم تقديم جميع التسهيلات لدخول المتطوعين من خارج قطر، وهذا الأمر سوف يسهل عملية التواصل معهم بشكل مستمر خلال البطولة. ** إقبال شبابي كبير وأضاف المغيصيب: من الإحصائيات المميزة التي لاحظناها أن أكثر من 95% من المتقدمين للتطوع يستطيعون التحدث بالإنجليزية بطلاقة وهذا يتناسب مع الشروط الرئيسية التي وضعناها خلال فترة التسجيل، كما أن أكثر من 50% ينتمون إلى جهات رسمية أو جهات خاصة داخل الدولة، وهذا الأمر يساعدنا بشكل كبير على اختيار مجموعة من هؤلاء الذين استطاعوا سابقاً مخالطة الأعمال والقيام بمهام رئيسية خلال الأحداث الجماهيرية. وتابع: وجدنا أيضاً أن فئة الشباب هم الأغلبية خلال مرحلة التجسيل فأكثر من 40% من المتقدمين تراوحت أعمارهم بين 24 إلى 34 عاماً، وهذا أمر مبشر للغاية ويبين مدى أهمية تواجد الشباب معنا، وحرصهم على ترك بصمة في هذا الحدث العالمي. ** رواد التطوع وحول آلية عقد المقابلات مع الأعداد الغفيرة من المتقدمين، قال المغيصيب: حرصاً منّا على استقطاب أفضل العناصر، كانت المقابلات تم بشكل يومي سواء في مركز التطوع داخل دولة قطر، أو خارجها عن طريق المقابلات عبر الإنترنت أونلاين، وذلك من خلال موظفي اللجنة العليا بالإضافة إلى مجموعة من رواد التطوع وهم منتسبي أحد البرامج التي تم إطلاقها خلال السنوات الماضية تحضيراً للمونديال، وهنا نتحدث عن أكثر من 600 رائد عمل تطوعي ساهموا في تنفيذ هذه المقابلات، وهذا مهم لكي يتأكد المتقدمون للتطوع أن من يقابلونهم كانوا مثلهم في يوم من الأيام خلال بطولات سابقة مثل كأس العرب وكأس العالم للأندية وكأس الأمير وغيرها، وقد بلغ المعدل اليومي للمقابلات نحو 1150 مرشحاً للتطوع من داخل قطر وخارجها. ** برنامج تدريبي شامل كما تحدث مدير إستراتيجية التطوع باللجنة العليا للمشاريع والإرث عن مرحلة تدريب المتطوعين، فقال: بعد انتهاء مرحلة المقابلات، يتم إرسال العروض للمتطوعين للموافقة عليها بشكل رسمي، بعدها تبدأ مرحلة التدريب والتي تنطلق من بداية سبتمبر إلى بداية نوفمبر، بغرض تأهيل من وقع عليه الاختيار ليكون ضمن فريق التطوع في المونديال، وهناك 3 أنواع مختلفة من التدريب، أولها التدريب العام، الذي يستهدف جميع المتطوعين، ويحتوي على معلومات عامة عندولة قطر والبطولة والأمن والسلامة فضلاً عن بعض المهارات مثل التواصل والعمل الجماعي ضمن الفريق، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة التدريب التخصصي، وسيتعرف فيها كل متدرب على المهام الموكلة إليه بشكل مفصل، بالإضافة إلى مهام أخرى مثل كيفية التعامل مع الجمهور وتنفيذ المهام والمحافظة على البيئة، أم النوع الثالث فهو التدريب الميداني، حيث سيتعرف المتدرب بشكل مباشر على الموقع الذي سيتمركز فيه خلال البطولة وسيتم توزيع نحو 60% من المتطوعين داخل الملاعب، و40% على المناطق الأخرى مثل الفنادق، والمطار، ومناطق المشجعين، ومراكز وسائل النقل العام، فضلا عن بعض الأماكن السياحية مثل المتاحف. ** فوائد برنامج التطوع وحول أبرز الفوائد التي سوف يفرزها برنامج التطوع، قال المغيصيب: بشكل عام يعود التطوع بالنفع على المتطوع ذاته، فهو يكتسب مهارات ومعارف جديدة ويتعلم أشياء ربما قد لا يستطيع تعلمها من أي مهمة أخرى خارج البطولة وذلك بسبب تنوع الثقافات وتعدد العمليات التي تنظم خلال الحدث العالمي الذي سيستقطب الزوار من مختلف الجنسيات، وهناك أيضاً فوائد تعود على المجتمع مثل نشر الأمن والسلام والشعور بالإنجاز ليس فقط في دولة قطر ولكن في المجتمع العربي والعالمي بشكل عام، وهناك القيمة الاقتصادية التي توفرها الجهود التطوعية والتي تعتبر بالملايين. وأضاف: برنامج التطوع غير مدفوع الأجر، لكن هناك بعض الفوائد العينية، فالمتطوع سيحصل، بعد إتمام المهمة، على شهادة شكر وتقدير موقعة بشكل رسمي من دولة قطر والفيفا بالإضافة إلى الامتيازات الأخرى مثل الأكل والشرب خلال مواعيد عمله، والزي الرسمي للمتطوعين الذي تم إعداده بواسطة شركة أديداس العالمية لـ 20 ألف متطوع، وكذلك ستكون المواصلات مجانية بشكل كامل للمتطوعين سواء من محل السكن إلى الملعب أو الانتقال من ملعب لآخر. ** إرث مستدام وفيما يخص الأثر الذي سيتركه برنامج التطوع على قطر والعالم، قال المغيصيب: تم الإعداد والتخطيط لبطولة كأس العالم قطر 2022 لتكون إرثاً مستداماً فيما بعد، حيث ستستفيد منها الدولة المضيفة والدول الأخرى من حولنا، والتطوع مصمم بحيث يكون إرثاً مستداماً للاستثمار فيما بعد كأس العالم، فمنذ إطلاق برنامج التطوع في 2018 كان من ضمن أهدافه الرئيسية إعداد قاعدة بيانات رئيسية تخدم البطولة، وقد تم تسجيل جميع المتطوعين بالفعل، بالإضافة إلى تحقيق هدف آخر وهو تنمية قاعدة البينات وإعداد الأنظمة بحيث تكون مستدامة لما بعد المونديال ليس فقط في دولة قطر التي سوف تستفيد منها في الأحداث الرياضية والمناسبات والفعاليات التي سوف تقام في المستقبل، وإنما لجميع الدول من حولنا خلال تنظيم الفعاليات الكبرى، وهذا الأمر تم التركيز عليه بشكل كبير من قبل اللجنة العليا للمشاريع والإرث بحيث يعاد استخدام البرنامج في المستقبل بإذن الله.