رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون alsharq
التشكيلية مريم الملا لـ الشرق: للفنان دور مهم في توثيق عادات وتقاليد شهر رمضان

يحمل شهر رمضان الفضيل، طابعا خاصا في حياة الناس، لاسيّما للفنانين الذين يحرصون على إنجاز أعمال فنية للتعبير عن روحانية هذا الشهر، وما يحمله من عادات وتقاليد عند أهل الخليج والوطن العربي بشكل عام. وتُعد الفنانة التشكيلية مريم الملا من الفنانات التي توظف ريشتها وألوانها لرصد شهر رمضان المبارك وما يصاحبه من عادات وتقاليد أصيلة، بعضها لا تزال تمارس حتى يومنا هذا، والبعض الآخر أصبحت منسية، وذلك في محاولة منها لإعادة إحياء هذه العادات عبر لوحاتها الفنية وتوثيقها للأجيال القادمة. وتتميز أعمال مريم الملا الفنية بواقعيتها التي تحاكي التراث القطري الأصيل، وتعطي نبذة عن حياة أهل قطر والظروف الاجتماعية والاقتصادية التي عاشها الآباء والأجداد منذ القدم، إلى جانب رصد التحولات الكبيرة التي شهدتها الدولة والتي انعكست على مكانتها في العالم. توثيق العادات أكدت الفنانة مريم الملا في لقاء خاص مع الشرق، أهمية دور الفنان في نقل وتوثيق عادات وتقاليد مجتمعه بهدف توصيله للعالم أجمع، خاصة في ظل التكنولوجيا الحديثة التي أثرت بشكل كبير على بعض العادات التي كانت تمارس في السابق حتى أصبحت منسية، لافتة إلى أن للوحات الفنية الواقعية أثرا كبيرا في نفوس المتلقين، إذ تترجم واقع الحياة وتنقل العادات والتقاليد وغير ذلك. وأشارت الملا إلى أنها تحرص في لوحاتها الفنية التركيز على التراث القطري الأصيل، بما في ذلك العادات التي أصبحت مغيبة عن أذهان الناس، موضحة لديها العديد من الأعمال الفنية حول شهر رمضان، فيما شاركت في معرض أقامه مركز سوق واقف للفنون بعنوان المائدة الفنية، وكان تركيزه عن شهر رمضان وما يحمله من نفحات روحانية وقيم إنسانية نبيلة، لافتة إلى أنه فى هذا العام تشارك بلوحتين فنيتين جديدتين في معرض افتراضي يتحدث عن الشهر الفضيل وذلك في دولة الكويت الشقيقة. لوحات فنية وأكدت الملا أهمية تركيز الفنان على هذا الشهر وتسليط الضوء على ما يدور فيه خاصة عند أهل الخليج الذين لديهم الكثير من العادات والتقاليد المتعلقة بالشهر، كعادة القرنقعوه التي تصادف ليلة منتصف شهر رمضان من كل عام، حيث يطوف الأطفال منازل الفريج، وهم يطلقون بعض الأهازيج ويغنون : قرنقعوه قرقاعوه عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم، ثم ينتقلون إلى بيت آخر وهكذا، إلى جانب عادة المسحراتي التي بدأت تنطفئ في الخليج تحديدًا، حيث يقوم المسحراتي بجولة بين البيوت وبيده طبلة يردد أدعية ويستقبل ما يجود به اهالي الفريج، إلى جانب العادات الرمضانية الأخرى كالموائد الرمضانية، والتجهيز للعيد وغير ذلك من العادات التي تمارس عند أهل الخليج. كما أوضحت الفنانة مريم الملا أنها في لوحاتها الفنية عن شهر رمضان تركز على النساء وما يقمن به في هذا الشهر الفضيل من عادات وتقاليد، حيث قدمت لوحة بعنوان دق الهريس حيث تقوم سيدة بهرس (الهريس) وهي أكلة رمضانية، وتجلس بجانبها ابنتها التي تساعدها على ذلك، ولوحة أخرى لسيدة تقوم باستحمام ابنتها في طشت غسيل استعدادًا للعيد، ولوحة فنية تجسد فيها صورة المسحراتي في الخليج خاصة وأن هذه العادة اندثرت في الخليج هذه الأيام، إلى جانب لوحات فنية أخرى تتحدث عن شهر رمضان.

13704

| 03 مايو 2021

ثقافة وفنون alsharq
الفنانة التشكيلية جميلة آل شريم لـ الشرق: هـؤلاء فنـانـون بـرتـبـة قـص ولـصـق

يشهد مركز كتارا للفن بالمؤسسة العامة للحي الثقافي حاليًا إقامة معرض الفن في الحركة، حيث يضم مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، إحداها لوحة للفنانة التشكيلية جميلة الشريم، والتي يتم عرضها لأول مرة في الدوحة، بعدما عُرضت قبل سنوات في عدة عواصم عالمية. وحول لوحتها أميرة وحوريّة الشّقب، التقت الشرق الفنانة جميلة الشريم، والتي أكدت أن هذه اللوحة سبق أن عرضتها في عدة عواصم عالمية، وأنها على الرغم من انجازها لها في العام 2014، إلا أن ما تتميز به اللوحة من مزايا فنية وجمالية، منحها ديمومة العرض في كل زمان ومكان. وعرجت الفنانة جميلة الشريم خلال حديثها عن أوضاع الفن التشكيلي المحلي في الوقت الراهن. مشددة على أهمية الحاجة إلى رؤى نقدية ونقاد مواطنين. محذرة من خطورة ما وصفته بأعمال القص واللصق في أعمال البعض، فضلًا عن تحذيرها من خطورة الأعمال المعلبة، داعية إلى ضرورة التمييز بين كل من الفنان والهاوي والرسام، بالإضافة إلى حديثها عن جوانب أخرى، جاءت على النحو التالي: ما هى رمزية اللوحة الجديدة التي تشاركين بها في معرض الفن في الحركة، والذي انطلق في مركز كتارا للفن مساء أول أمس؟ اللوحة التي أشارك بها تأتي بعنوان: أميرة وحوريّة الشّقب، وقد رسمتها في العام 2014 ومضمون النص الذي تحمله ليس إلا دلالات تعبيرية رمزية بين الجوهر والمظهر، وهى ترمز إلى صراع وانسجام في حركة الكون، وأنه لكي تصل إلى الحقيقة فلابد من البحث في الجوهر. ديمومة الفن وما التغيير الذي طرأ على العمل منذ عرضه الأول في العام 2014؟ لقد وجدت أن الناس يهتمون بالمظهر دون الجوهر؛ وأن سر الأعمال الفنية الخالدة يبدو في ديمومتها، وأن بقاءها يكمن في جوهرها لا مظهرها؛ لذلك فكرت في إعادة عرض هذا العمل في معرض الفن في الحركة، والمقام حاليًا في مركز كتارا للفن بالمؤسسة العامة للحي الثقافي، خصوصًا أن هذا المعرض، هو الأول في قطر، كما أن عرض هذه اللوحة في الدوحة يأتي بالرغم من عرضها في دول غربية. وقد تعمدت أن تعرض اللوحة في كتارا وخلال الاحتفال باليوم الرياضي، لأن خيول أعمالي من حيث المضمون والفكرة تهتمّ بالحركة والجمال، كما أن هذه هى المشاركة الفنية الأولى لي في عام ٢٠٢١، ومع الراعي الرسمي مركز كتارا للفن، وتحديدًا في مبنى رقم 5 بالمؤسسة العامة للحي الثقافي، وأيضًا مع Qatar art port ومع مجموعة الفنون العالمية بالدوحة. وفي هذا السياق، أذكر أن اللوحة تم عرضها من قبل في كنيسة تيرزا، والتي تضم بين جنباتها أعمال الفنان العالمي ديلاكروا، كما تم عرضها بمعرض المرأة والفن عام ٢٠١٤ في إيطاليا، وكذلك عُرضت في المعرض الفني القطري الإيطالي عام ٢٠١٥، كما عُرضت بالمتحف التركي في أنقرة عام ٢٠١٥. منتج إنساني برأيكِ، كيف يمكن للفنان أن يجعل من أعماله القديمة أخرى جديدة، بالشكل الذي يستقطب معه الجمهور لمشاهدتها؟ بالتأكيد عندما يتم تسخير الفن كمنتج إنساني لخدمة الحضارة الإنسانية، وفي أغراض تعددت ما بين التدوين المعرفي والوثائقي والفني والجمالي، فإن الفن بلاشك سوف يحظى بأن يكون له مكانة بصرية لا يمكن إغفالها في منظومة البناء العام، الذي كلما طال الزمن نجح هذا الفن في استقطاب الجماهير إليها. كما أن صدق الإحساس في العمل هو الوحيد الذي يعطي للفن جمال الروح، لذلك – كما أشرت- فإن سر ديمومة الأعمال الفنية الخالدة يكمن في بقائها وجوهرها، وليس في مظهرها. وبقدر ما أن نعطي للعمل قيمة مضاعفة في جوهره لا مظهره من حيث كونه قديمًا أو حديثًا، فإنه من هنا تكمن الصعوبة في إنتاج مثل هذه الأعمال لتصلح لكل زمان ومكان. رؤى نقدية مع اهتمامكِ بالرؤى النقدية في مجال الفن التشكيلي، هل ترين أن البون ما زال شاسعًا تجاه تكوين رؤى نقدية تشكيلية على الصعيد المحلي؟ إن رؤيتي للنقد اليوم أشبه بحالة الفقد للنقد في التشكيل الفني، وذلك على مستوى الوطن العربي عمومًا، لأن أغلب هذا النقد هو نقد انطباعي يفتقر إلى التأسيس والأكاديمية مما دفعني إلى الخوض في الكتابة النقدية المعاصرة في بلدي التي ترتقي إلى مستوى التنظر الجمالي، وإن هذا السؤال يدفعنا إلى ضرورة تكوين اتجاه رؤى نقدية ونقاد قطريين. فكم من النصوص النقدية تضع الأشياء في مكانتها الصحيحة! وكم من فنانين مغمورين أخذوا مكانتهم الحقيقية بفعل منظرين ونقاد! وكم من نتاجات فنية احتلت مراتب استحقاقاتها بفضل النقد والتنظير! ولديّ تفاؤل حول تنمية التفكير بالنّاقد القطري المعاصر في المستقبل. في هذا السياق، ومع استمرار غياب هذه الرؤى النقدية، من يتحمل مسؤولية عدم جودة المنتج الفني، أهو الفنان، أم الجهة الداعمة لإبراز عمله؟ إنّ التعريف بالنقد بأبسط صورة هو عملية أدبية تعنى بنصوص إبداعية ذات نشاط فكري يقوم به الناقد بهدف إيضاح معنى، أو تقويم، أو إعوجاج، أو تعيين مواطنِ الجمال أو القبح، وإصدار حكم قيمي حول الأعمال الفنية. وإن صح التعبير هو أشبه بحكم القاضي حول أن نطلق على التجربة الفنية الحقيقية، وإطلاق اسم كلمة الفنان إذا لا يصح على الفنان أن يطلق على نفسه كلمة الفنان بدون قراءة نقدية عن تجربته الفنية. وكما نرى اليوم، فإن الكل أصبح يطلق عليه اسم فنان برتبة القص واللصق، وإنّ ما نراه اليوم في الفن، يشير إلى مأزق ثقافي كبير، الأمر الذي أفسح بالتالي المجال أمام الأعمال المعلّبة، كما أنه أصبح في الفن لم يرسب أحد، والسبب في ذلك كلّه يرجع إلى غياب النقد والناقد الفني. لذلك، فإن المسؤولية يتحملها الجميع. وقد آن الأوان لأن نفرّق بين الفنان والهاوي والرسام، مع ضرورة انتقاء الأعمال الفنية وتمييز الأصيل من الزائٔف، وإصدار حكم قيمي لجوهر الأعمال، وهو الأصعب والأبقى والأرقى، ولن يكون ذلك إلا بتواجد النقد والناقد الحقيقي إن أردنا دفع بوصلة الفن الحقيقي نحو الإبداع الفني العالمي. الفن والمجتمع ما رؤيتك لوضعية الفن التشكيلي المحلي، خلال الوقت الراهن؟ أرى أن قطر أضحت تمتلك ناصية الحلم بمستقبل الفنون التشكيلية، وذلك بفضل الحرص الكبير تجاه تطوير الفن التشكيلي المحلي، وبفضل جهود سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، وذلك بالحرص على تأكيد دور الفن في المجتمع، فضلاً عن دور المؤسسات الخاصة في منح الفنان والمثقف أهمية كبيرة. من هنا، فإن الفن التشكيلي في قطر مشابه لغيره في الوطن العربي والعالم. ويمر بمراحل تدريجية، وأنا أؤمن بأن الفن يجب أن يتطور بشكل تدريجي وطبيعي، كشجرة السدرة تبدأ من نبتة صغيرة ثم تكبر، وإن مسيرة الفن تعد أربعين سنة في عمر الحركة التشكيلية القطرية، لذا فإن التسلسل في الحركة الفنية مطلوب وبشكل طبيعي للناقد والجمهور والمؤسسات المرتبطة بالفنون. لذا يجب أن تمر الحركة الفنية بشكل تدريجي لا أن تكون سريعة ومفاجئة، لأن ما يأتي سريعا سوف يسقط سريعا، ومن تلقاء نفسه.

3945

| 10 فبراير 2021