تعمل جامعة قطر على ربط الجيل الجديد من الطلاب الصغار، الذين لا يزالون بعد على مقاعد الدراسة بالبحث العلمي، لتكبر معهم مستقبلا، مهارات التعلم مدى الحياة، والتفكير الناقد، والبحث المستمر، وطرح الأسئلة. وتبنت جامعة قطر لأجل تحقيق هذا الهدف عددا من المشاريع العلمية المتميزة، مثل مشروع البيرق الذي يتبناه مركز المواد المتقدمة بالتعاون مع عدد من الشركاء، والذي يسعى إلى جعل البحث العلمي ثقافة مجتمعية، من خلال التركيز على الطلاب الصغار، الذين يقومون بإجراء تجارب بحثية حقيقية في مرحلة مبكرة من حياتهم، بإشراف أكاديميين وخبراء، ومن ثم ينشرون هذه الثقافة بين أقرانهم، وعائلاتهم. ومن بين المشاريع البحثية الطلابية مشروع الحياة هندسة، والذي يشرف عليه طلاب جامعة قطر، وموجه لطلبة الثانوية، ويتناول أبجديات الهندسة، بأسلوب علمي ترفيهي تنافسي شيق، أثبت جدواه عبر السنوات. بالإضافة لعدد من المشاريع المميزة الأخرى مثل مسابقة غازنا لطلبة المدارس، ومسابقة الحوسبة، ومسابقة الجسر الخشبي، والتي تسعى جميعها لتعزيز ثقافة البحث لدى الطلبة وفق الموقع الإلكتروني لجامعة قطر. وكخطوةٍ منها لتعزز دورها كمحرك بحثٍ يُحفز على بناء مجتمعٍ قائم على المعرفة، أطلقت جامعة قطر خارطة طريق البحث العلمي 2014-2019، وقد حددت فيها المحاور البحثية الرئيسية ذات الأولوية والأهداف التي ستسعى لتحقيقها خلال السنوات الخمس المقبلة. هذا الحدث، الذي أطلقته جامعة قطر مؤخرا - الجامعة الوطنية التي توفر برامج تعليمية على مستوى عالمي وبرامج بحثية عالية الجودة تتماشى مع الأهداف الوطنية واحتياجات المجتمع - شكل فرصةً لتفصيل مجالات تركيزها الرئيسية والخطة الإستراتيجية التي ستساعدها على تحقيق هذه الأهداف. وقد حددت خارطة الطريق التي تحمل عنوان "تطوير البحوث من أجل مستقبل قطر" المحاور البحثية الرئيسية الأربعة ذات الأولوية لجامعة قطر وهي: "الطاقة والبيئة واستدامة الموارد"؛ "التغيير الاجتماعي والهوية"؛ "السكان والصحة والعافية"؛ " تكنولوجيا المعلومات والاتصالات". يضم كل محور بحثٍ رئيسي محاور فرعية هي على التوالي: الغاز الطبيعي المسال والطاقة البديلة، المواد وتكنولوجيا النانو، الموارد البحرية، الماء والهواء والأمن الغذائي؛ الحداثة والهوية الوطنية والمجتمع، الإسلام والقضايا المعاصرة، التعليم وبناء القدرات؛ الوقاية وعلاج الأمراض المزمنة غير المعدية، السلامة المرورية؛ معالجة المعلومات الذكية والآمنة، الأنظمة الموزعة والخدمات الإلكترونية، تمكين التقنيات. وتتضمن خطط تنفيذ خارطة الطريق هذه إنشاء 12 مجموعة متعددة الاختصاصات من أجل معالجة المحاور الفرعية. ويتوقع أن يظهر تأثير رئيسي لخارطة الطريق على عددٍ وجودة برامج الدكتوراه وعلى التدريبات التي يمكن توفيرها للحائزين شهادة الدكتوراه، كما ستحثّ الطلاب على إجراء البحوث وتضمن توفير عددٍ كبير من الباحثين في المجالات ذات الأولوية داخل جامعة قطر ودولة قطر.