تعرضت مدينة دونيتسك المعقل الرئيسي للانفصاليين الموالين لروسيا المطوقة من قبل الجيش الأوكراني، ليل السبت الأحد لقصف بالمدفعية الثقيلة، كما ذكر صحفيون من وكالة "فرانس برس". وسمعت صحفية من الوكالة منذ نحو الساعة 4,20 بالتوقيت المحلي دوي أكثر من 20 انفجارا من وسط المدينة. وقالت بلدية دونيتسك في بيان إن "قذيفة أدت إلى تدمير منزل وجزء من العيادة الخاصة إن18 حيث جرحت امرأة كانت في مكان قريب". وأعلن الجيش الأوكراني صباح اليوم الأحد مواصلة هجومه الذي "يهدف إلى تشديد الحصار على دونيتسك" وأكد أنه أطلق النار على قواعد للمتمردين. وتشهد دونيتسك كبرى مدن حوض دونباس منذ أيام معارك عنيفة بين المتمردين الموالين لروسيا والقوات الأـوكرانية التي قتلت عددا كبيرا من المدنيين في الأيام الماضية وخصوصا في سقوط قذيفة على مستشفى.

يواصل المدنيون النزوح من دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، بعدما أعلن الجيش النظامي أن قواته تضيق الخناق على هذه المدينة، وحث المتمردين على السماح للسكان بالرحيل وسط مخاوف من أزمة إنسانية. ويتزامن تقدم الجيش الأوكراني في شرق البلاد، مع نقل المزيد من أشلاء ضحايا تحطم الطائرة الماليزية إلى هولندا، لتحديد الهويات فيما انضم خبراء ماليزيون إلى التحقيق الهولندي الأسترالي في موقع الكارثة. وقد تحطمت الطائرة الماليزية في 17 يوليو في أثناء قيامها برحلة بين أمستردام وكوالالمبور وعلى متنها 298 شخصا غالبيتهم من الهولنديين. وقال المتحدث الأمني الأوكراني أندري ليسنكو للصحفيين، إن "قوات مشاركة في عملية مكافحة الإرهاب الأوكرانية احتلت مدينة ياسينوفاتا، على بعد 19 كلم شمال دونيتسك". وأضاف أن "السيطرة على البلدة أتاحت تطويق دونيتسك من الشمال، وإغلاق قناة مهمة لإمداد الإرهابيين بالأسلحة والتكنولوجيا". وأشار إلى أن التحضيرات لهجوم على المدينة جارية حاليا من دون إعطاء تفاصيل إضافية.

انتقدت مجموعة الاتصال حول أوكرانيا، "غياب حسن النية" لخوض حوار من جانب الانفصاليين الموالين لروسيا، وأعلنت أن مؤتمرا كان مقررا عبر الدائرة المغلقة أمس الثلاثاء لم يعقد. وجاء في بيان نشر، اليوم الأربعاء، على موقع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، "للأسف إن مؤتمرا عبر الدائرة المغلقة كان مقررا الثلاثاء مع الانفصاليين لم يتم". وأضاف البيان، "هذا دليل على غياب حسن النية من قبل الانفصاليين لإجراء محادثات من أجل وقف إطلاق نار يوافق عليه الجانبان".

اتهمت روسيا اليوم الثلاثاء، السلطة الانتقالية المؤيدة للغرب في كييف، برفض التفاوض مع الانفصاليين الموالين لروسيا، مشددة على وجوب أن تبحث أوكرانيا حقوق المناطق الانفصالية قبل تنظيم انتخابات رئاسية في 25 مايو. وقال نائب وزير الخارجية الروسي جريجوري كاراسين، لممثل الاتحاد الأوروبي في موسكو فيجوداس أوساكاس، أن "رفض كييف الدخول في حوار فعلي يشكل عائقا كبيرا يمنع إطفاء فتيل التصعيد في الأزمة". وأشار كاراسين إلى وجوب إجراء مفاوضات "في المستقبل القريب وفي مطلق الأحوال قبل الانتخابات المقررة في 25 مايو".

قالت متحدثة باسم المجلس البلدي لمدينة دونيتسك في شرق أوكرانيا، اليوم الأربعاء، إن 20 على الأقل من الانفصاليين الموالين لروسيا سيطروا على المبنى. وذكرت مراسلة وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" أن نحو 20 رجلا مسلحا وملثما دخلوا، صباح اليوم الأربعاء، مبنى بلدية دونيتسك. ولم يمنع الرجال المجهولون موظفي البلدية من الدخول أو الخروج من المبنى، وهم يؤكدون أن مطلبهم الوحيد هو تنظيم استفتاء حول اعتماد "الفدرالية" في أوكرانيا. وفي سياق مشابه، شاهد مصور "فرانس برس" مدرعات ترفع العلم الروسي في مدينة كراماتورسك بشرق أوكرانيا. وقال إن ثلاث مدرعات خفيفة على الأقل ترفع العلم الروسي وشاحنة تنقل رجالا بأسلحتهم ودون شارات تظهر انتمائهم، عبرت صباح اليوم مدينة كراماتورسك. وقالت الاستخبارات الأوكرانية، إنها اعترضت اتصالات تفيد بأن القيادات العسكرية الروسية في شرق البلاد، أصدرت أوامر للمقاتلين الموالين للكرملين بـ"إطلاق النار للقتل" بعدما باشرت كييف عملية عسكرية لطردهم. وجاء في بيان للاستخبارات الأوكرانية أن الاتصالات التي اعترضتها "تبين أن ضباطا نظاميين في الاستخبارات العسكرية الروسية، يقودون بكل وضوح عمليات التآمر في شرق أوكرانيا، وأصدروا أوامر بإطلاق النار للقتل ضد الجنود الأوكرانيين". ويسيطر انفصاليون منذ السادس من أبريل على مقر الإدارة المحلية في دونيتسك وأعلنوا منه "جمهورية دونيتسك ذات السيادة".